قدّم مجلس الأمن القومي الليبي، “مجموعة من المقترحات الاستراتيجية لمعالجة أزمة الهجرة غير الشرعية”.

وأكد المجلس، أن “أزمة الهجرة غير الشرعية في ليبيا، لم تعد قضية عابرة، بل أصبحت معضلة تهدد وجود الدولة نفسها في ظل الضغوط الدولية المستمرة، التي تطالب ليبيا باتخاذ إجراءات لتوطين المهاجرين على أراضيها”.

وأوضح أن “الحلول العشوائية أو المؤقتة لن تنجح في معالجة هذه الأزمة، بل يجب أن تعتمد الاستراتيجيات على رؤية شاملة ومتكاملة تتعاون فيها جميع المؤسسات الليبية لحل هذه المشكلة بما يحقق الاستقرار للبلاد ويحفظ سيادتها”.

وعرض المجلس “مجموعة من الاستراتيجيات التي تشمل حلولًا تشريعية ودبلوماسية واقتصادية وأمنية”، وأكد أن “تطبيق هذه الاستراتيجيات يتطلب تنسيقًا وتعاونًا بين جميع الأطراف المعنية”.

وأوضح مجلس الأمن القومي، أن “التشريعات الليبية المتعلقة بالهجرة والمهاجرين لم تكن كافية لمواكبة تطورات الأزمة، وهو ما ساهم في تعقيد الوضع، خاصة بعد توقيع مذكرة التفاهم الليبية الإيطالية في فبراير 2017، والتي ساعدت في زيادة تدفق المهاجرين غير الشرعيين إلى الأراضي الليبية”.

واقترح المجلس “مجموعة من الإجراءات التشريعية لتعزيز قدرة الدولة على السيطرة على هذا الملف، وهي كما يلي: تعديل القرار رقم 44 لسنة 2013، وهو القرار الذي يحظر على الحكومة المؤقتة التوقيع على الاتفاقيات أو مذكرات التفاهم التي قد تحد من سيادة ليبيا، ولا سيما تلك التي تتعلق بتحديد الحدود أو استغلال الموارد الطبيعية”.

كما اقترح “تطوير التشريعات الخاصة بحقوق الإنسان، من خلال تشديد العقوبات على منتهكي حقوق الإنسان داخل البلاد، بما يضمن الحفاظ على كرامة المهاجرين ويعزز حقوقهم، وتنظيم وجود الأجانب، من خلال إصدار تشريع يحدد كيفية وجود الأجانب داخل الأراضي الليبية، بحيث يكون تواجدهم قانونيًا عبر مواطنين أو مؤسسات ليبية”.

واقترح أيضا “إصدار تشريع خاص بالمهاجرين غير الشرعيين، يعرض وضع المهاجرين غير الشرعيين الذين دخلوا ليبيا بشكل غير نظامي، ويُلزم المواطنين والمؤسسات بعدم توظيفهم، مع ضرورة ترحيل من لم يتمكن من تسوية وضعه القانوني، وإنشاء برنامج لعودة المهاجرين، من خلال إصدار تشريع بإنشاء برنامج خاص للعودة الطوعية للمهاجرين إلى بلدانهم الأصلية مع تخصيص ميزانية لهذا البرنامج”.

كما اقترح “إنشاء محاكم خاصة، عبر إصدار تشريع لإنشاء محاكم خاصة بمحاكمة الليبيين المتورطين في تهريب المهاجرين غير الشرعيين إلى البلاد”.

ودعا المجلس إلى “اتخاذ تدابير حاسمة مع الأطراف الدولية لمواجهة أزمة الهجرة غير الشرعية”.

وأكد على “أهمية تعديل بعض الاتفاقيات التي أثرت سلبًا على وضع ليبيا كمحطة عبور للمهاجرين، ومنها: إلغاء مذكرة التفاهم الإيطالية، حيث أوصى المجلس بأن تقوم الخارجية الليبية بمراسلة الخارجية الإيطالية لمطالبتها بإلغاء مذكرة التفاهم الموقعة في فبراير 2017، التي ساهمت في تفاقم أزمة المهاجرين في ليبيا، والتمسك بمعاهدة الصداقة الليبية الإيطالية، إذ شدد المجلس على ضرورة تفعيل معاهدة الصداقة الليبية الإيطالية الموقعة في 2008، لا سيما المادة المتعلقة بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لليبيا، مع تأكيد على ضرورة أن يتحمل الاتحاد الأوروبي جزءًا من تكاليف مراقبة الحدود البرية”.

كما دعا المجلس إلى “إصدار بيان رسمي من الحكومة الليبية لتوضيح موقفها من الهجرة غير الشرعية، مؤكدًا أن ليبيا ليست مسؤولة عن بقاء المهاجرين غير الشرعيين على أراضيها، وأنها مستعدة لتقديم المساعدة فقط لمن يرغبون في العودة إلى بلدانهم، واقترح تنظيم مؤتمر يهدف إلى وضع استراتيجية أفريقية موحدة للتعامل مع الهجرة غير الشرعية، ورفض محاولات توطين المهاجرين في دول العبور”.

وأوصى المجلس “بتطبيق تدابير اقتصادية تهدف إلى تقليص الأثر الاقتصادي والاجتماعي للمهاجرين غير الشرعيين داخل ليبيا، وتشجيعهم على العودة الطوعية إلى بلدانهم الأصلية”.

ومن أبرز هذه “التدابير التي اقترحها المجلس: دعم مالي للمهاجرين، حيث تتحمل الدولة الليبية جزءًا من رواتب الأجانب العاملين في البلاد، فضلاً عن تحمل رسوم إجراءاتهم الصحية واللوجستية، -فتح فرص عمل في الدول الإفريقية، من خلال تسهيل فرص توظيف للمهاجرين الراغبين في العودة إلى بلدانهم من خلال دعم برامج التوظيف في الدول الإفريقية، وتخصيص منح مالية للمهاجرين، من خلال تخصيص منح مالية أو مساعدات إنسانية للمهاجرين غير الشرعيين الذين يتعاونون مع عمليات حصرهم، بهدف تشجيعهم على العودة إلى بلدانهم، وإغلاق مراكز إيواء المهاجرين، بالعمل على تفكيكها بشكل تدريجي، مع تقديم الدعم فقط للمهاجرين الراغبين في العودة الطوعية إلى بلدانهم”.

وأكد مجلس الأمن القومي، “أن الاستراتيجية الأمنية هي أحد الركائز الأساسية لمكافحة الهجرة غير الشرعية في ليبيا، حيث تتطلب الوضع الأمني تدابير صارمة لضبط الحدود ومكافحة شبكات تهريب البشر”.

ومن أهم “الإجراءات الأمنية التي اقترحها المجلس، إنشاء منظومة فعّالة لمراقبة الحدود البرية الجنوبية، بما في ذلك التنسيق مع الشركاء الأوروبيين، وتنفيذ عملية حصر شاملة للمهاجرين غير الشرعيين الموجودين على الأراضي الليبية، ومنحهم بطاقات حصر مؤقتة لمدة لا تتجاوز 6 أشهر، وتنفيذ عمليات أمنية موسعة تستهدف شبكات تهريب البشر التي تقوم بتهريب المهاجرين إلى ليبيا، والتأكد من تدريب كافة القوات الأمنية المشاركة في عمليات الهجرة على احترام حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، وإعادة هيكلة جهاز أمن السواحل ليشمل ضباطًا مؤهلين فقط، مع ضمان عدم تلقي تمويلات من دول أو منظمات أجنبية، والعمل على توحيد المؤسسة العسكرية والقوات الشرطية، وضبط التشكيلات المسلحة غير النظامية”، بحسب وكالة “وال”.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: التعاون في مكافحة الهجرة غير الشرعية الهجرة غير الشرعية جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية مجلس الأمن القومي الليبي وفاة مهاجرين المهاجرین غیر الشرعیین الهجرة غیر الشرعیة مجلس الأمن القومی إصدار تشریع إلى بلدانهم فی لیبیا من خلال

إقرأ أيضاً:

من الانقسام إلى الشراكة: دعوة لتحديث الأمن والاقتصاد وتحويل ليبيا بوابةً لإفريقيا

ليبيا على مفترق طرق حاسم… وزير الثروة البحرية يدعو لشراكات دولية وإصلاحات شاملة

ليبيا – نشرت صحيفة “العرب” الأسبوعية مقالًا للوزير علي ميلاد بن يونس (حكومة الاستقرار) بعنوان «ليبيا على مفترق طرق حاسم»، تناول فيه رؤية لإعادة بناء الدولة، وقد تابعته «صحيفة المرصد» ونشرت أبرز مضامينه.

خارطة أممية ومسار للاستقرار
يرى الكاتب أن خارطة الطريق الجديدة التي طرحتها بعثة الأمم المتحدة تتيح مسارًا لاستعادة المؤسسات وتوحيد الحكم وإرساء أسس السلام والاستقرار، بعد سنوات من الشلل السياسي.

دعم خارجي وشراكات طويلة الأمد
يشدد على أن النجاح لا يقتصر على الإصلاح المحلي أو التوافق بين الفصائل، بل يتطلب دعمًا خارجيًا قويًا لإعادة بناء وتحديث الدولة، بما يضمن استقرارًا اقتصاديًا ينعكس نفعه على الليبيين ويعزّز المصالح المشتركة لشركاء ليبيا.

مرتكزان: المصالحة وبناء المؤسسات
يؤكد أن الاستقرار يستند إلى المصالحة الوطنية وإعادة بناء مؤسسات الدولة، على أن يقترن ذلك باستثمارات كبيرة في البنية التحتية والتعليم والصحة والأمن وتنويع الاقتصاد لتفادي دوامة الهشاشة.

التعليم والصحة أولوية عاجلة
يدعو إلى إعادة بناء المدارس والجامعات، وتعزيز التدريب المهني، ورفع كفاءة الرعاية الصحية عبر شراكات دولية لتحسين جودة الخدمات وتعميم الوصول إليها.

الاتصالات عمود التحديث
يعدّ الاتصالات السلكية واللاسلكية حجر الأساس لانتعاش الاقتصاد، إذ تمثل البنية التحتية الرقمية رافعة لتحديث مؤسسات الدولة وتوسيع القطاع الخاص ودمج ليبيا في الأسواق العالمية.

ثروات طبيعية وفرص تنويع
يشير إلى احتياطيات النفط والغاز، إضافة إلى الفوسفات والحديد والمعادن النادرة غير المستغلة، داعيًا لتحويلها إلى محركات ازدهار طويل الأمد وفق أفضل الممارسات البيئية، مع إبراز إمكانات الزراعة والطاقة لتعزيز الأمن الغذائي وخلق الوظائف.

بوابة إلى إفريقيا وأمن شامل
يطمح لجعل ليبيا منصة عبور إلى الأسواق الإفريقية عبر اتفاقيات متبادلة تحترم السيادة، ويؤكد أن الأمن شرط لا غنى عنه، مع الحاجة لتقنيات وتدريبات متقدمة لمراقبة الحدود ووقف الهجرة غير الشرعية وتفكيك شبكات التهريب.

قوات موحّدة تحترم الحقوق
يدعو لإعادة بناء مؤسسات الدفاع والأمن بجيش محترف موحّد وأجهزة حديثة تعمل بشفافية وتحترم حقوق الإنسان، بما يعزّز إسهام ليبيا في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة.

من الانقسام إلى الشراكة الموثوقة
يختتم بأن إعادة البناء تتطلب شراكات وسياسات سليمة تشترك في صياغتها جميع الأطراف، لتحويل ليبيا من ساحة انقسام إلى شريك موثوق في الأمن والطاقة والتنمية والتكامل الإقليمي.

المرصد – متابعات

 

مقالات مشابهة

  • مجلس الوزراء السعودي يؤكد ثبات موقف المملكة تجاه القضية الفلسطينية
  • التلغراف: عرض من داخلية الحكومة الليبية لمساندة لندن في مكافحة الهجرة… والعقوبات تعيق المعدات
  • من الانقسام إلى الشراكة: دعوة لتحديث الأمن والاقتصاد وتحويل ليبيا بوابةً لإفريقيا
  • بدر عبد العاطي: نتطلع لتعزيز الشراكة مع هولندا ومواجهة الهجرة غير الشرعية بمقاربة شاملة
  • مناقشات في "الشورى" حول مقترحات تعزيز الأمن الغذائي وتحقيق الاكتفاء الذاتي
  • بوغالي يثمن التحولات العميقة التي تشهدها الجزائر
  • وزير الخارجية: مرشحنا طرح رؤية انتخابية شاملة ومتكاملة
  • القومي ينتخب رئيسا للمجلس وناموسا في جلسته الأولى
  • البابا تواضروس يهنئ بانتصار أكتوبر.. ويدعو المهاجرين غير الشرعيين للعمل بمصر
  • دول المجلس والاتحاد الأوروبي تبحثان الشراكة في مجالات الأمن والتنمية