مغردون: كيف تركت قوات الدعم السريع القصر الجمهوري بالخرطوم؟
تاريخ النشر: 23rd, March 2025 GMT
أعلن الجيش السوداني استعادة السيطرة على القصر الجمهوري في الخرطوم، بعد قرابة عامين من وقوعه تحت سيطرة قوات الدعم السريع، ومع دخول مقاتلي الجيش إلى القصر، فوجئوا بالحالة المزرية للمبنى، حيث أصبح خاليًا تمامًا من الأثاث والممتلكات.
هذه المشاهد أثارت الكثير من التساؤلات على منصات التواصل الاجتماعي في السودان، حول ما كان يحدث داخل القصر الجمهوري طوال فترة سيطرة قوات الدعم السريع عليه، خاصةً أن القصر بات فارغًا تمامًا.
ونقل ناشطون عن مقاتلين في الجيش السوداني أن معظم المكاتب داخل القصر أصبحت خاوية من الأثاث الفاخر المصمم بمواصفات عالية الجودة. ووفقًا لمصادر مطلعة، أقدمت المليشيات المسيطرة على حرق الأثاث تدريجيًا على مدار 707 أيام، حيث استخدمته كحطب للطهي نتيجة انعدام مصادر الوقود – مثل الفحم أو الغاز – داخل القصر.
واتهم المغردون قوات الدعم السريع بممارسة عمليات تخريب ونهب ممنهج، حيث وردت تقارير تفيد بسرقة الأثاث، التحف، المكتبات، السجاد، وحتى المواد الأساسية مثل الحديد، الألمنيوم، الزجاج، وأسلاك الكهرباء المعدنية من القصر، بغرض تهريبها أو بيعها في الأسواق السوداء.
وأكد البعض أن هذه الممتلكات تم تهريبها أو بيعها في الأسواق السوداء، ووصفوا هذا السلوك بأنه أشبه بقطاع الطرق، مشيرين إلى أنه لا يمكن وصفهم بمواطني السودان أو أهل البلاد.
والأسوأ هو ما فعلوه بمبنى القصر الجمهوري القديم (التاريخي)… فيه آثار لا تقدر بثمن، تحكي قصص جميع الحقب السياسية التي مرت على السودان.
— Haythem Hammour | هَيْثَم حَمُّور (@HaythemHammour) March 23, 2025
كما أضاف مغردون أن المخلفات التي خلفتها قوات الدعم السريع لم تقتصر على القصر الجمهوري فقط، بل امتدت إلى مؤسسات حكومية، فنادق، بنوك، جامعات، مدارس، ومستشفيات، ما يشير – بحسب رأيهم – إلى أن هدفها الأساسي كان تدمير البلاد ونهب ثرواتها، وليس السعي إلى الحكم أو تحقيق الاستقرار، مجددين اتهاماتهم بوجود أجندات خارجية موجهة.
إعلانمن جهة أخرى، رأى ناشطون أن استعادة القوات المسلحة وحلفائها للقصر الجمهوري، بعد عامين من المعارك ومن مسافة لا تتعدى بضعة كيلومترات، يُعتبر إنجازًا عسكريًا بارزًا. وأكدوا أن هذه المعركة تُعد واحدة من أهم المعارك العسكرية في تاريخ القوات المسلحة السودانية الممتد لأكثر من قرن.
ليس القصر فقط , كل المؤسسات الحكومية , الفنادق ,البنوك و الجامعات المدارس المستشفيات , الهدف من البداية كان نهب وتدمير وليس حكم
— khsobayra (@nanona1838) March 23, 2025
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان قوات الدعم السریع القصر الجمهوری
إقرأ أيضاً:
انتهاكات بلا سقف.. حصار وقتل واغتصاب.. «الدعم السريع» يوسع دائرة الدم في كردفان
البلاد (الخرطوم)
تواصل الأزمة السودانية تصاعدها مع اتساع رقعة العمليات العسكرية في جنوب كردفان، حيث كثّفت قوات الدعم السريع تحشيدها العسكري خلال الأيام الأخيرة، في خطوة وصفت بأنها محاولة لإعادة تموضع ميداني، وتعزيز نفوذها في الإقليم الذي يشهد واحداً من أعقد فصول الصراع الدائر في البلاد منذ أبريل 2023.
وبحسب مصادر ميدانية وشهود، رُصدت تحركات مكثفة لقوات الدعم السريع في عدة مناطق من ولاية جنوب كردفان، خصوصاً من الجهة الشمالية، حيث نقلت أرتال عسكرية وقطعاً حربية من ولاية غرب كردفان باتجاه الولاية. وترمي هذه التعزيزات إلى إسناد قوات الحركة الشعبية – جناح عبد العزيز الحلو – التي تتعرض لضغط عسكري متزايد إثر الهجمات التي شنّها الجيش السوداني في الجبال الشرقية خلال الأيام الماضية.
وتشير المعلومات إلى سعي الدعم السريع، عبر هذه التعزيزات، لشنّ هجمات جديدة على مدينتي الدلنج وكادوقلي المحاصرتين منذ عامين، بهدف إسقاط كادوقلي عاصمة الولاية والسيطرة على الدلنج ثاني أكبر مدنها، مما يمنحها موقعاً استراتيجياً حاسماً في الإقليم المضطرب.
وتخضع كادوقلي والدلنج لحصار مشترك من الحركة الشعبية والدعم السريع منذ قرابة عامين، ما تسبب في نقص حاد بالمواد الغذائية والدواء، رغم عمليات الإسقاط الجوي التي نفذتها بعض المنظمات الإنسانية. وتتعرض المدينتان لقصف مدفعي وجوي متكرر، كان أعنفه مؤخراً القصف الذي طال منشآت مدنية في كادوقلي وأدى إلى مقتل نحو مئة شخص، بينهم عشرات الأطفال.
وفي السياق، أعرب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، عن قلق بالغ من احتمال تكرار الانتهاكات الواسعة التي شهدتها مدينة الفاشر، بعد سيطرة قوات الدعم السريع عليها في أكتوبر الماضي، في أعقاب حصار دام 18 شهراً وانتهى بعمليات قتل جماعي وتعذيب وعنف جنسي واسع النطاق.
ومنذ اندلاع الحرب بين الجيش والدعم السريع في أبريل 2023، اتُّهمت قوات الدعم السريع وميليشياتها المتحالفة بارتكاب انتهاكات جسيمة ضد المدنيين، شملت القتل المنهجي للرجال والأطفال إلى جانب الاغتصاب والعنف الجنسي ضد النساء والفتيات، إضافة إلى منع السكان من الوصول إلى المساعدات الإنسانية. وعلى الرغم من محاولاتها تقليل حدة الاتهامات، واصلت الدعم السريع بحسب منظمات دولية ارتكاب انتهاكات واسعة، كان آخرها في الفاشر بعد سيطرتها على المدينة في أكتوبر 2025.
وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية في يناير 2025، أنها خلصت إلى أن أفراداً من قوات الدعم السريع ارتكبوا جريمة الإبادة الجماعية، في واحدة من أقوى الإدانات الدولية التي طالت هذه القوات منذ بدء الصراع.