يمانيون:
2025-12-14@16:21:04 GMT

العزة لله ولليمن

تاريخ النشر: 24th, March 2025 GMT

العزة لله ولليمن

محمد سلطاني

يمتلك اليمن إرثًا عريقًا من الصمود الأُسطوري بوجه أعداء الأُمَّــة، ليَتَعَزَّز هذا الإرث النضالي المجيد بالإيمان الحقيقي الراسخ في عقول وقلوب شعب الأنصار. فكما قال النبي محمد (ص): “الإيمان يمان والحكمة يمانية”.

لا شك أن هذا الشعب المؤمن تعرَّض إلى أبشع عدوان تندى له جبين الإنسانية، من حصار مطبق وتجويع مُستمرّ وقصف همجي طوال عشر سنوات، لكنه وقف إلى جانب غزة مؤيدًا ومناصِرًا، وهو يدرك مدى تبعات الاستمرار على التمسك بالموقف الحق، حَيثُ لم يتوانَ عن نصرة قضايا الأُمَّــة.

لا مندوحة من الإقرار بتكامل الدور اليمني لإسناد غزة على مختلف الصعد، ليسجل حضورًا متفردًا مقارنة ببقية الأمم؛ فما انفك الشعب اليمني الأبي يخرج بمسيرة مليونية حاشدة قد جسَّدت روح الانتماء والولاء للهُوية الإيمانية اتِّباعًا ونهجًا؛ وذلك تأكيدًا على وفائه وثباته في نصرة شعبنا الفلسطيني حتى الرمق الأخير، وعلى تدعيم معادلة مواجهة التصعيد بالتصعيد بالتزامن مع تفعيل العمليات العسكرية لقطع الإمدَادات البحرية على اقتصاد العدوّ بحظر السفن التجارية الداعمة له، وُصُـولاً إلى دك العمق الإسرائيلي بصواريخ فرط صوتي بعيدة المدى طراز “فلسطين 2″، مما ساعد ذلك في مراكمة الخبرات وتنامي قوة الردع لدى رجال الله، إضافة إلى تبديد وعيد ترامب وإجباره على التراجع والتقهقر إثر تلقي حاملات الطائرات والمدمّـرات الأمريكية صفعات موجعة غير مسبوقة على مدار التاريخ، ليجعلها اليماني هدفًا عاديًّا.

وهكذا ينطلق اليمن من مبدأ التوكل على الله والثقة بصدق وعده وتحقّق نصره المبين، وأن كُـلّ ما أوتي من قوة هو من عند الله عز وجل، متجاهلاً عنجهيات قوى الشر العالمي، في كسر شوكتهم وتحطيم جبروتهم المعتادة على إذلال الشعوب، بأقدام مغروسة في صخور رواسي مران، وأعيُن تطاول ما وراء الشمس.

فهؤلاء القوم، رغم ما عانوه من ويلات الحرب، أكلوا التراب وما باعوا عزتهم، وما ارتضوا حياة الذل والهوان، كما تقاسموا رزية العيش مع أهل غزة، مستمدين عزمهم الوقاد من ثقافة إيمانية فريدة من نوعها، التي تقول: “مذ متى استعبدتم الناس، ولقد ولدتهم أُمهاتهم أحراراً”.

إنها مسيرة تعبَّدت بدماء الشهداء الزكية، وسقى بذرتها سيدي الشهيدُ حسين بدر الدين الحوثي؛ لتتأهل اليمنُ للانتقال إلى مربع التأثير الإقليمي، مقابلَ مشاريع استعمارية تخريبية تشكل تهديداً واضحًا ضد استقرار الأُمَّــة.

اشهدي يا الكواكب في السما شهابة

اشهدي يا النجوم وشمس ربي شايع

إن الأرواح فوق كفوفنا لهَّابه

والجُعَب والبنادق كُـلّ مؤمن بايع

اشترى الله وبعنا كُـلّ شيء يرضى به

نصر وإلا شهادة مستريح واقع

من ثقتنا بربي ما عدو نهابه

من وقف ضد ربي با يعود راكع

* ناشط من تونس

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

اللحظة الأخطر في تاريخ اليمن الحديث

كانت المنطقة تنتظر أن يذهب اليمن في اتجاه يستطيع فيه بناء نفسه ووحدته ويعيد ترميم نسيجه الاجتماعي والسياسي فإذا هو يذهب نحو صراع نفوذ وخطر تقسيم داخلي في منطقة كانت هادئة خلال العقد الماضي.. ويبدأ ذلك من الشرق المستقر. 

فحضرموت والمهرة كانتا في حالة هدوء إيجابي بالنظر إلى ما كان يحدث في بقية اليمن من ضجيج وتشقق وانقسامات. وهذا العبث الخطير يعني كسر آخر ما تبقى من «الاعتياد» على الاستقرار النسبي، وفتح باب كبير لا يمكن أن يغلق بسهولة حتى لو أراد أهله غلقه في لحظة من اللحظات. 

من يقرأ اليمن من الداخل يعرف أن الهدوء الذي كان سائدا في الشرق هو نتاج توازنات محلية دقيقة مرتبطة بالجانب القبلي والمصالح التجارية والمسافات البعيدة عن مراكز القرار.. وأيضا نتيجة إرث اجتماعي يحاول حماية مجتمعه من عدوى الحرب. 

ما يحدث الآن يخلق سلطات موازية تُولد سريعا ثم تتضخم. وحين تتعدد المرجعيات الأمنية وتُدار الموارد من خارج المؤسسات، يتحول الأمن إلى ولاء، وتتحول المعابر إلى نفوذ، وعندها تتراجع فكرة الدولة والشرعية، وتظهر أسواق موازية تبحث عن الربح والنفوذ، وتترك ندوبا طويلة ليس من اليسير أن تلتئم. 

وحضرموت تمثل «الشرق اليمني» الذي يملك وزنا اقتصاديا وساحلا وموانئ وعمقا بشريا يصعب تطويعه بمنطق الغلبة، والمهرة مفصل حساس يجاور دولا، وتعيش فيه المجتمعات على حركة الناس والبضائع والمعابر، والذي يريد الزج بهذه الجغرافيا الهادئة ـ في الوقت الذي كان الجميع يتوقع بدء مرحلة التعافي من إرث سنوات مليئة بذاكرة الدماء والمحارق وصراع النفوذ ـ 

لا ينشد أي خير لليمن واستقلالها ولا لشعبه الكريم الذي قدم الكثير من التضحيات وخسر الكثير من السنوات في حروب لا طائل منها أبدا. 

وعندما تنقسم الشرعية الآن في معسكرات متعددة يفقد اليمنيون مرجعيتهم، وتتقدم «الكيانات» على «المؤسسات» وتغدو السياسة سوقا لصفقات قصيرة العمر. 

ومن يعود إلى تجارب تقسيم الدول وإلى حقيقة الثقافة التي تشكل الفكرة وتدفع بها نحو الأمام يجد أن حقيقة تقسيم الدول تبدأ حين يعتاد الناس أن لكل منطقة جهازها ومعبرها وقرارها ومواردها وعلاقاتها الخاصة.. ويبدأ، أيضا، عندما يصبح الحديث عن اليمن الواحد حكرا على الخطب السياسية بينما الواقع يدار بفكر التقسيم وتنشأ الأجيال على فكرة الأجزاء لا على فكر الوحدة والكيان الواحد. 

ومنذ عقود طويلة كانت سلطنة عمان تدفع من أجل أن يبقى اليمن واحدا بعيدا عن التجزئة، وأن يبني اليمنيون وطنهم بوصفه نسيجا واحدا تحضر فيه كل المكونات الطائفية والثقافية تحت سقف وطن واحد اسمه اليمن وقد بذلت في سبيل ذلك جهودا كبيرا جدا ومصلحتها الاستقرار على حدودها وفي محيطها وأن تبقى سلطة الدولة في اليمن هي المرجعية. ولم تكن عُمان منحازة لطرف ضد طرف أبدا، إنما كانت وما زالت تنحاز لفكرة أن الدولة هي الحل، وأن السيادة هي القاعدة التي على اليمنيين أن يؤمنوا بها وكل ذلك من أجل حياة كريمة للشعب اليمني الأصيل والكريم على الدوام. 

بهذا المعنى لا ينبغي تحويل حضرموت والمهرة إلى ساحة تنافس نفوذ إقليمي عبر وكلاء محليين، ولا إلى ورقة ضغط في مساومات مؤقتة، والقوى المؤثرة في اليمن قادرة على كبح تمددات أحادية، ودفع الأطراف إلى ترتيبات أمنية تحمي المجتمعات المحلية وتبقى تحت مظلة الدولة اليمنية، لا تحت مظلة الأمر الواقع. 

ولغة التهدئة لا تكفي إذا كانت الأرض تتحرك في الاتجاه المعاكس.. ما يلزم هو وقف واضح لأي خطوات توسعية وهو أهم شرط في سبيل إنقاذ فكرة اليمن الواحد وحماية شرقه من أن يتحول من منطقة تعافٍ إلى جبهة صراع وتقسيم جديدة. 

مقالات مشابهة

  • اليمن.. انطلاق جولة مفاوضات جديدة برعاية أممية
  • القاهرة الإخبارية: الهلال الأحمر المصرى يكثّف إمدادات الشتاء إلى غزة عبر قافلة زاد العزة
  • إيران: التطورات في اليمن تثير القلق وتهدف لتقسيم البلد ونطالب بالحوار
  • 10,5طن مساعدات عاجلة إلى غزة .. 73 ألف خيمة وبطانية وملابس شتوية
  • استجابة لسوء الأحوال الجوية.. الهلال الأحمر يكثف إمدادات الشتاء إلى غزة
  • اللحظة الأخطر في تاريخ اليمن الحديث
  • الإمام العياني.. نجم بزغ في سماء اليمن وقائد جمع بين السيف والقلم
  • محاولة لفهم ما يحدث في اليمن
  • اليمن نموذج ناصع في مواجهة أطماع التوسع الاستعماري
  • مسؤول حكومي: إعلان دولة جديدة في جنوب اليمن غير قابل للتنفيذ