محمد سلطاني
يمتلك اليمن إرثًا عريقًا من الصمود الأُسطوري بوجه أعداء الأُمَّــة، ليَتَعَزَّز هذا الإرث النضالي المجيد بالإيمان الحقيقي الراسخ في عقول وقلوب شعب الأنصار. فكما قال النبي محمد (ص): “الإيمان يمان والحكمة يمانية”.
لا شك أن هذا الشعب المؤمن تعرَّض إلى أبشع عدوان تندى له جبين الإنسانية، من حصار مطبق وتجويع مُستمرّ وقصف همجي طوال عشر سنوات، لكنه وقف إلى جانب غزة مؤيدًا ومناصِرًا، وهو يدرك مدى تبعات الاستمرار على التمسك بالموقف الحق، حَيثُ لم يتوانَ عن نصرة قضايا الأُمَّــة.
لا مندوحة من الإقرار بتكامل الدور اليمني لإسناد غزة على مختلف الصعد، ليسجل حضورًا متفردًا مقارنة ببقية الأمم؛ فما انفك الشعب اليمني الأبي يخرج بمسيرة مليونية حاشدة قد جسَّدت روح الانتماء والولاء للهُوية الإيمانية اتِّباعًا ونهجًا؛ وذلك تأكيدًا على وفائه وثباته في نصرة شعبنا الفلسطيني حتى الرمق الأخير، وعلى تدعيم معادلة مواجهة التصعيد بالتصعيد بالتزامن مع تفعيل العمليات العسكرية لقطع الإمدَادات البحرية على اقتصاد العدوّ بحظر السفن التجارية الداعمة له، وُصُـولاً إلى دك العمق الإسرائيلي بصواريخ فرط صوتي بعيدة المدى طراز “فلسطين 2″، مما ساعد ذلك في مراكمة الخبرات وتنامي قوة الردع لدى رجال الله، إضافة إلى تبديد وعيد ترامب وإجباره على التراجع والتقهقر إثر تلقي حاملات الطائرات والمدمّـرات الأمريكية صفعات موجعة غير مسبوقة على مدار التاريخ، ليجعلها اليماني هدفًا عاديًّا.
وهكذا ينطلق اليمن من مبدأ التوكل على الله والثقة بصدق وعده وتحقّق نصره المبين، وأن كُـلّ ما أوتي من قوة هو من عند الله عز وجل، متجاهلاً عنجهيات قوى الشر العالمي، في كسر شوكتهم وتحطيم جبروتهم المعتادة على إذلال الشعوب، بأقدام مغروسة في صخور رواسي مران، وأعيُن تطاول ما وراء الشمس.
فهؤلاء القوم، رغم ما عانوه من ويلات الحرب، أكلوا التراب وما باعوا عزتهم، وما ارتضوا حياة الذل والهوان، كما تقاسموا رزية العيش مع أهل غزة، مستمدين عزمهم الوقاد من ثقافة إيمانية فريدة من نوعها، التي تقول: “مذ متى استعبدتم الناس، ولقد ولدتهم أُمهاتهم أحراراً”.
إنها مسيرة تعبَّدت بدماء الشهداء الزكية، وسقى بذرتها سيدي الشهيدُ حسين بدر الدين الحوثي؛ لتتأهل اليمنُ للانتقال إلى مربع التأثير الإقليمي، مقابلَ مشاريع استعمارية تخريبية تشكل تهديداً واضحًا ضد استقرار الأُمَّــة.
اشهدي يا الكواكب في السما شهابة
اشهدي يا النجوم وشمس ربي شايع
إن الأرواح فوق كفوفنا لهَّابه
والجُعَب والبنادق كُـلّ مؤمن بايع
اشترى الله وبعنا كُـلّ شيء يرضى به
نصر وإلا شهادة مستريح واقع
من ثقتنا بربي ما عدو نهابه
من وقف ضد ربي با يعود راكع
* ناشط من تونس
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
2300 طن مساعدات إغاثية عاجلة من الهلال الأحمر إلى غزة عبر قافلة «زاد العزة» في يومها الـ 12
أطلق الهلال الأحمر المصري، كآلية وطنية لتنسيق المساعدات إلى غزة، اليوم، القافلة الـ 12 من « زاد العزة .. من مصر إلى غزة» التي تضم شاحنات من المساعدات الغذائية والإغاثية اللازمة في اتجاه جنوب القطاع، عبر معبر كرم أبو سالم، وذلك في إطار جهوده المتواصلة للدفع بمزيد من المساعدات إلى قطاع غزة.
دفع الهلال المصري بنحو 2300 طن من المساعدات الإغاثية العاجلة إلى غزة، والتي ضمت قرابة 2200 طن سلال غذائية ودقيق، إضافة إلى أدوية علاجية، ويأتي ذلك في إطار الجهود المصرية لتقديم الدعم الغذائي لأهالي القطاع.
يذكر أن، قافلة « زاد العزة .. من مصر إلى غزة »، التي أطلقها الهلال الأحمر المصرى، انطلقت في 27 يوليو، حاملة آلاف الأطنان من المساعدات التي تنوعت بين: سلاسل الإمداد الغذائية، دقيق، ألبان أطفال، مستلزمات طبية، أدوية علاجية، مستلزمات عناية شخصية، وأطنان من الوقود.
ويتواجد الهلال الأحمر المصري كآلية وطنية لتنسيق وتفويج المساعدات إلى غزة، على الحدود منذ بدء الأزمة حيث لم يتم غلق معبر رفح من الجانب المصري نهائيًا، وواصل تأهبه فى كافة المراكز اللوجستية وجهوده المتواصلة لدخول المساعدات التي بلغت أكثر من 36 ألف شاحنة محملة بنحو نصف مليون طن من المساعدات الإنسانية و الإغاثة، وذلك بجهود 35 ألف متطوع بالجمعية.