صواريخ مجهولة ترفع وتيرة التصعيد.. هل تريد إسرائيل العودة للحرب؟!
تاريخ النشر: 24th, March 2025 GMT
إلى حبس الأنفاس، عاد اللبنانيون في اليومين الماضيين، على وقع التصعيد الإسرائيلي الذي يكاد يكون غير مسبوق، من حيث الحجم، منذ إبرام اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل في 27 تشرين الثاني الماضي، والذي جاء من حيث الظاهر على الأقلّ، على خلفيّة إطلاق خمسة صواريخ من لبنان، من دون أن يتبنّاها أيّ طرف، بعدما نفى "حزب الله" رسميًا أيّ علاقة له بها، متمسّكًا بخطاب الركون للدولة ومؤسساتها المعنيّة.
فعلى الرغم من أنّ الخروقات الإسرائيلية لم تتوقف منذ 27 تشرين الثاني الماضي، مسجّلة محطّات صعود وهبوط متعدّدة، مع استمرار الغارات الإسرائيلية على مناطق جنوبية وبقاعية عدّة، فضلاً عن عمليات الاغتيال لعدد من عناصر وكوادر "حزب الله"، إلا أنّ ما جرى في اليومين الماضيين، وتحديدًا يوم السبت، أوحى وكأنّه يوم آخر من أيام الحرب، خصوصًا مع الوتيرة المكثّفة للقصف، الذي لم يتردّد البعض في وصفه بـ"العشوائي".
وبقدر ما أثار هذا الأمر استغراب الكثير من الأوساط السياسية، لدرجة أنّ هناك من شكّك بـ"نوايا" مطلقي الصواريخ، الذين "خدموا" إسرائيل التي وجدت في الأمر "ذريعة" لرفع وتيرة التصعيد، بعدما ثبُت لها أنّ "حزب الله" ليس في وارد إشعال الجبهة تحت عنوان الإسناد كما فعل في 8 تشرين الأول 2023، فإنّه طرح علامات استفهام بالجملة عن الخلفيات والتداعيات، فأيّ رسائل توجّه إسرائيل للبنان من خلال هذا القصف الممنهج؟!
إسرائيل تبحث عن "ذرائع"؟
في علم العسكر، يبدو "صادمًا"، وربما "نافرًا"، غياب التوازن بين "الفِعل" المتمثّل بإطلاق خمسة صواريخ "بدائية" من الأراضي اللبنانية باتجاه فلسطين المحتلّة، لم يكن من المقدَّر لها أن تُحدِث أيّ ضرر على إسرائيل لو أصابت جميعها أهدافها، وبين "رد الفعل" المضخّم والمُبالَغ به، الذي قوبلت به العملية من جانب إسرائيل، التي رفعت مستوى استنفارها إلى الحدّ الأقصى، فشنّت هجمات متزامنة على مناطق لبنانية عدّة، متسبّبة بسقوط شهداء وجرحى.
وإذا كان ما استوقف كثيرين يتمثّل في الطريقة التي تعاملت بها إسرائيل مع خرقٍ لبنانيّ "خجول" لاتفاق وقف إطلاق النار، لا بصمات لـ"حزب الله" أساسًا خلفه، في مقابل الخروقات والانتهاكات الإسرائيلية اليومية التي تمرّ بسلاسة، حتى على المستوى الرسمي اللبناني، في مفارقة مثيرة للاهتمام، فإنّ ثمّة من رسم "شكوكًا" حول كلّ ما جرى، وقد أظهر إسرائيل كمن يبحث عن "ذرائع" لتوسيع ضرباتها وهجماتها على لبنان، جنوب وشمال الليطاني.
ويتعزّز ذلك مع نضوج موقف "حزب الله"، فإذا كان هناك من تساءل في الأيام الأولى من عودة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، عمّا إذا كان الحزب سيبقى متفرّجًا، أم أنه سيتحرّك بعنوان "الإسناد" كما فعل في المرة السابقة، فإنّ الجواب وصل بوضوح إلى الجميع في الساعات الماضية، وهو أنّ الحزب ليس في وارد إشعال الجبهة، وهو ماضٍ في سياسة الصبر والتمسّك بالدولة والوقوف خلفها، وقد تعمّد تظهير هذا الموقف على المستوى الرسمي.
مخطط للضغط على لبنان
من هنا، يعتقد كثيرون أنّ رفع إسرائيل لوتيرة استهدافاتها للبنان في الساعات الماضية ليس "بريئًا"، بمعزل عمّا إذا كانت الصواريخ "المجهولة"، أو ربما "اللقيطة"، شكّلت "ذريعة" لها للقيام بذلك، رغم علمها أنّ "حزب الله" غير مسؤول عنها، أو إن كان لها دور "ضمني" في العملية برمّتها، في ضوء بعض المعطيات عن "طابور خامس" لا يُستبعَد أن يكون مرتبطًا بإسرائيل يقف خلف الإطلاق، وإن كانت مثل هذه الأنباء تفتقر للدقّة والصدقية.
إلا أنّ مؤشّرات عدّة تدفع إلى الاعتقاد أنّ إسرائيل "استفادت" فعلاً من "معركة الصواريخ" إن صحّ التعبير، فهي من جهة ضمنت أنّ "حزب الله" لن يشكّل أيّ خطر عليها، وبالتالي لن يستطيع التشويش على الحرب التي تخوضها ضدّ قطاع غزة، كما حاول أن يفعل بعيد عملية "طوفان الأقصى"، وهي من جهة ثانية وجّهت رسالة "نارية" للحزب ولغيره، بأنّها لن تتساهل مع أيّ خرق يحصل من الجانب اللبناني، وأنّها مستعدّة للعودة لمرحلة الحرب، كما فعلت في غزة.
لكن، أبعد من هذه الرسالة "النارية"، ثمّة من يقرأ ردّ الفعل الإسرائيلي المُبالَغ بها على عملية "محدودة" من نوع إطلاق صواريخ بدائية، لا يتخطى الهدف منها الجانب "المعنوي"، لو صفت النوايا، على أنّه يشكّل "ضغطًا" على لبنان الرسمي قبل "حزب الله"، خصوصًا في ضوء تصاعد الحديث عن مفاوضات سياسية يريد الإسرائيليون ومعهم الأميركيون، أن تقود إلى اتفاق على تطبيع العلاقات، وحسم كلّ النقاط الإشكالية بين الطرفين.
بهذا المعنى، قد لا يكون التصعيد العسكري الإسرائيلي المكثّف، معزولاً عن كلّ ما يُحكى في الكواليس السياسية، عن رغبة إسرائيلية مضمرة بإنهاء الصراع مع لبنان "جذريًا"، بل إنّ هناك من يقول إنّ بعض التسريبات الصحفية عن دفع أميركي باتجاه تشكيل لجنة "مدنية" للتفاوض بشكل مباشر مع إسرائيل على النقاط الـ13 وغيرها، غير منفصلة هي الأخرى عن هذا الاتجاه، فهل تصل الرسالة إلى المسؤولين في لبنان، وكيف يمكن أن يتلقّفوها؟! المصدر: خاص "لبنان 24" مواضيع ذات صلة الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية لـ"الشرق": إسرائيل تريد التصعيد لأنها لم تحقق أهدافها Lebanon 24 الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية لـ"الشرق": إسرائيل تريد التصعيد لأنها لم تحقق أهدافها 24/03/2025 09:01:58 24/03/2025 09:01:58 Lebanon 24 Lebanon 24 موقع "واللا": منظومة الدفاع الجوي للجيش الإسرائيلي ترفع حالة التأهب تحسّباً لإطلاق صواريخ Lebanon 24 موقع "واللا": منظومة الدفاع الجوي للجيش الإسرائيلي ترفع حالة التأهب تحسّباً لإطلاق صواريخ 24/03/2025 09:01:58 24/03/2025 09:01:58 Lebanon 24 Lebanon 24 هيئة البث الإسرائيلية: إسرائيل ترفع حالة الاستنفار بدءا من هذه الليلة تحسبا لإطلاق صواريخ من اليمن Lebanon 24 هيئة البث الإسرائيلية: إسرائيل ترفع حالة الاستنفار بدءا من هذه الليلة تحسبا لإطلاق صواريخ من اليمن 24/03/2025 09:01:58 24/03/2025 09:01:58 Lebanon 24 Lebanon 24 لبنان تحت النار بعد إطلاق "صواريخ مجهولة".. و "حزب الله" يقف "خلف الدولة" Lebanon 24 لبنان تحت النار بعد إطلاق "صواريخ مجهولة".. و "حزب الله" يقف "خلف الدولة" 24/03/2025 09:01:58 24/03/2025 09:01:58 Lebanon 24 Lebanon 24 لبنان خاص مقالات لبنان24 قد يعجبك أيضاً حذر شديد لدى "الثنائي الشيعي" من النازحين Lebanon 24 حذر شديد لدى "الثنائي الشيعي" من النازحين 02:45 | 2025-03-24 24/03/2025 02:45:00 Lebanon 24 Lebanon 24 حماية أمنية رسمية بطلب من "الفنان" Lebanon 24 حماية أمنية رسمية بطلب من "الفنان" 02:30 | 2025-03-24 24/03/2025 02:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 إلغاء "إثنين الغضب" أمام وزارة التربية Lebanon 24 إلغاء "إثنين الغضب" أمام وزارة التربية 02:15 | 2025-03-24 24/03/2025 02:15:00 Lebanon 24 Lebanon 24 شركة GDS : تفنيد الادعاءات وتصويب الحقائق حول عمل شركات الاتصالات في القطاع Lebanon 24 شركة GDS : تفنيد الادعاءات وتصويب الحقائق حول عمل شركات الاتصالات في القطاع 02:15 | 2025-03-24 24/03/2025 02:15:00 Lebanon 24 Lebanon 24 هل تستطيع الحكومة مواجهة عواصف المنطقة؟ Lebanon 24 هل تستطيع الحكومة مواجهة عواصف المنطقة؟ 02:00 | 2025-03-24 24/03/2025 02:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة "دولارات مزورة" في لبنان.. هذا سبب انتشارها Lebanon 24 "دولارات مزورة" في لبنان.. هذا سبب انتشارها 04:15 | 2025-03-23 23/03/2025 04:15:00 Lebanon 24 Lebanon 24 رسائل مشبوهة تطال الضاحية Lebanon 24 رسائل مشبوهة تطال الضاحية 03:45 | 2025-03-23 23/03/2025 03:45:00 Lebanon 24 Lebanon 24 كريم سعيد حاكما لـ"المركزي"...وشروط فاتف إلى الواجهة مجدداً Lebanon 24 كريم سعيد حاكما لـ"المركزي"...وشروط فاتف إلى الواجهة مجدداً 10:00 | 2025-03-23 23/03/2025 10:00:52 Lebanon 24 Lebanon 24 هذه خطة إسرائيل ضدّ لبنان.. تقريرٌ فرنسي يكشفها Lebanon 24 هذه خطة إسرائيل ضدّ لبنان.. تقريرٌ فرنسي يكشفها 15:00 | 2025-03-23 23/03/2025 03:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 مَنْ أطلق صواريخ الجنوب؟ ثلاثة سيناريوهات تُحدد الفاعل Lebanon 24 مَنْ أطلق صواريخ الجنوب؟ ثلاثة سيناريوهات تُحدد الفاعل 12:30 | 2025-03-23 23/03/2025 12:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك عن الكاتب حسين خليفة - Houssein Khalifa أيضاً في لبنان 02:45 | 2025-03-24 حذر شديد لدى "الثنائي الشيعي" من النازحين 02:30 | 2025-03-24 حماية أمنية رسمية بطلب من "الفنان" 02:15 | 2025-03-24 إلغاء "إثنين الغضب" أمام وزارة التربية 02:15 | 2025-03-24 شركة GDS : تفنيد الادعاءات وتصويب الحقائق حول عمل شركات الاتصالات في القطاع 02:00 | 2025-03-24 هل تستطيع الحكومة مواجهة عواصف المنطقة؟ 00:22 | 2025-03-24 انقلاب حافلة ركاب واحتراقها بالكامل.. حادث سير مروع على طريق الجية باتجاه بيروت فيديو على طريقة الأفلام.. بريطاني يحوّل زميله لأشلاء (فيديو وصور) Lebanon 24 على طريقة الأفلام.. بريطاني يحوّل زميله لأشلاء (فيديو وصور) 15:00 | 2025-03-22 24/03/2025 09:01:58 Lebanon 24 Lebanon 24 بعد انتشار أخبار زواجه.. هكذا رد أحمد العوضي (فيديو) Lebanon 24 بعد انتشار أخبار زواجه.. هكذا رد أحمد العوضي (فيديو) 15:00 | 2025-03-22 24/03/2025 09:01:58 Lebanon 24 Lebanon 24 "حسبي الله ونعم الوكيل".. هل انفصل أحمد السقا عن زوجته؟ (فيديو) Lebanon 24 "حسبي الله ونعم الوكيل".. هل انفصل أحمد السقا عن زوجته؟ (فيديو) 05:47 | 2025-03-22 24/03/2025 09:01:58 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد رمضانيات عربي-دولي فنون ومشاهير متفرقات Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: لإطلاق صواریخ إطلاق صواریخ ترفع حالة فی لبنان حزب الله
إقرأ أيضاً:
تفادياً لحرب مباشرة مع إسرائيل.. تقرير أميركي يكشف: هكذا تستغل إيران حزب الله
ذكر موقع "The Arab Weekly" الأميركي أنه "بصراحته المعهودة، حذّر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السايق، وليد جنبلاط، مؤخراً من أن تصبح بلاده "صندوق بريد للحوار" بين القوى الأجنبية. إن هذا التشخيص يجسد تماماً الأهمية الأوسع للضربات الإسرائيلية الأخيرة على بيروت، كاشفاً كيف يُستخدم لبنان كأرض محروقة تُتبادل فيها الرسائل، والصواريخ، بين إسرائيل وإيران والولايات المتحدة. في الواقع، لم تكن يوماً قراءة جنبلاط ثاقبة إلى هذا الحد كما هي اليوم، خاصة في ظل المواجهة التي لا تزال قائمة بين إسرائيل والجمهورية الإسلامية، والتي أسفرت عن التدمير المنهجي لشبكة الدفاع الجوي الإيرانية، واغتيال كبار القادة العسكريين، واستهداف مواقعها النووية".
وبحسب الموقع، "وصلت أحدث رسالة إسرائيلية إلى حزب الله وإيران في 23 تشرين الثاني، بعد أن استهدفت تل أبيب، بإذن مباشر من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، شقة سكنية في حارة حريك ما أدى إلى اغتيال هيثم علي طبطبائي، رئيس أركان حزب الله المعين حديثاً. في الحقيقة، لم تعد إسرائيل، التي ازدادت جرأةً بعد انتصارها الجوي على طهران، وإضعاف خصمها اللبناني، مهتمة بكيفية إدارة تهديد حزب الله، بل تعتزم القضاء عليه، إذ سبق لنتنياهو أن وجّه تحذيراً العام الماضي للحكومة والشعب اللبنانيين قائلاً: "حرروا بلدكم من حزب الله وإلا ستواجهون دماراً ومعاناةً كما نشهد في غزة"."
وتابع الموقع، "لكن وجهة نظر طهران، من نواحٍ عديدة، أكثر أهمية بالنسبة للبنان. ففي خطاب ألقاه مؤخراً، أظهر المرشد الأعلى علي خامنئي تحدياً معهوداً، زاعماً أنه في حرب الأيام الاثني عشر، "جاء الكيان الصهيوني وارتكب أعمالاً دنيئة. وتلقى هزيمة نكراء وغادر خالي الوفاض". إلا أن وراء هذه اللغة الحادة إدراكاً مرعباً للجمهورية الإسلامية. عسكرياً، يُمكن القول إنها أضعف مما كانت عليه منذ نهاية الحرب الإيرانية العراقية عام 1988.فسماؤها بلا حماية، وقوتها النووية قد تضاءلت بشكل كبير. وهذا الوضع غيّر جذرياً نظرتها إلى حزب الله. فقبل حزيران، كان هذا الحزب شبه العسكري بمثابة سيفٍ لبسط النفوذ، أما اليوم، فهو ربما الدرع الأخير المتبقي لبقاء الجمهورية الإسلامية نفسها".
وأضاف الموقع، "هذا يفسر تعليقات علي أكبر ولايتي، كبير مستشاري المرشد الأعلى، الذي أعلن في أواخر تشرين الثاني أن وجود حزب الله "أكثر أهمية من الخبز والماء" بالنسبة للبنان. وأثار هذا الموقف استنكارًا شديدًا وعلنيًا من الدولة اللبنانية، إذ ندد وزير الخارجية يوسف رجي بتصريح ولايتي ووصفه بأنه انتهاك صارخ للسيادة. وكتب رجي على موقع "إكس"، موجهًا كلامه مباشرة إلى نظيره الإيراني عباس عراقجي: "إن ما هو أهم لدينا من الماء والخبز هو سيادتنا وحريتنا واستقلالنا في اتخاذ قراراتنا الداخلية"، كما ندد بـ"الشعارات الأيديولوجية والأجندات الإقليمية العابرة للحدود التي دمرت بلادنا". شكل ذلك لحظة نادرة من الصراحة المطلقة، وهي دليل على أن الحكومة اللبنانية لم تعد تهمس باستيائها، بل تُعلنه جهراً. حتى أن رجي ذهب أبعد من ذلك في إحدى المقابلات، مُقرّاً بأن "حزب الله لا يستطيع تسليم أسلحته دون قرار إيراني"، وهو اعتراف واضح بأن مفاتيح الحرب والسلام في لبنان ليست في بيروت، بل في طهران".
وبحسب الموقع، "مع تصاعد حدة التراشق الكلامي بين بيروت وطهران، تُحوّل إسرائيل، بعد أن خفّضت من حدة قتالها في غزة، نطاق عملياتها بقوة نحو جيرانها. فإلى جانب ملاحقة قيادة حزب الله في العاصمة اللبنانية، صعّدت تل أبيب حملتها في سوريا، ونفّذت توغلاً برياً جريئاً في بلدة بيت جين، خلّف وراءه عدداً كبيراً من الضحايا. إن مسرح الصراع مُهدد بالإتساع أكثر، خاصة في أعقاب الإنذار الذي قيل إن المبعوث الأميركي توم برّاك وجهه إلى بغداد، محذراً من أنه إذا تدخلت الميليشيات المدعومة من إيران هناك لدعم حزب الله، فلن تتردد إسرائيل في ضرب الأراضي العراقية. علاوة على ذلك، يبدو أن هذه الضربات والتهديدات بمثابة مقدمة لجولة ثانية ضد الجمهورية الإسلامية نفسها. وفي كلمة ألقاها مؤخراً في جامعة تل أبيب، حذر المدير العام لوزارة الدفاع الإيرانية، أمير بارام، من أن "الحشد السريع للقوات الإيرانية" يعني أن "كل الجبهات لا تزال مفتوحة". وبالنسبة لإسرائيل، وكذلك لإيران، تُعد الجولة المقبلة من القتال المباشر أمراً لا مفر منه، ويجب أن تكون مستعدة له تقنياً وعسكرياً".
وتابع الموقع، "أزال نتنياهو مؤخرًا أي لبسٍ بشأن هذا التسلسل. ففي مقابلةٍ حديثة، تفاخر بأن حرب حزيران "قضت" على كبار علماء إيران النوويين وقيادتها، مُزيلةً بذلك التهديد المباشر بـ"الإبادة النووية"، ومع ذلك، أقر بأن طهران ستُعيد بناء برنامجها النووي، موضحاً صراحةً المرحلة العملياتية الحالية لإسرائيل قائلًا: "ينصب تركيزنا الآن على محور إيران... فلنُنهِ المهمة هناك". والدلالة واضحة، فبمجرد تفكيك الدرع بالوكالة، سيُفتح الطريق إلى طهران من جديد. وبالنسبة لطهران، يظل حزب الله الوكيل الرئيسي، والشريك الأقرب والأكثر قدرة على الجبهة الشمالية لإسرائيل، وحجر الزاوية في "استراتيجيتها الأمامية". لذلك، أصبح منع تفكيكه أولوية قصوى لطهران، مما أدى إلى جهد مالي ضخم لإعادة بناء قدرات حزب الله. وبحسب مسؤولين في وزارة الخزانة الأميركية، حوّلت إيران نحو مليار دولار إلى حزب الله خلال العام الماضي وحده، وتنتقل هذه الأموال عبر شبكة مشبوهة من مكاتب الصرافة، مدعومة بجيش من المسافرين الذين يهرّبون الأموال نقداً في حقائبهم لتجاوز القطاع المصرفي الرسمي".
وأضاف الموقع، "يُمكّن هذا الدعم المالي حزب الله من دفع رواتب لأسر شهدائه وتجنيد مقاتلين جدد، حتى مع انهيار الدولة اللبنانية. أما بالنسبة لإسرائيل، فتُعدّ جهود إعادة الإعمار هذه خطاً أحمر. لذا، فإن القصف الإسرائيلي الحالي لا يقتصر على قتل القادة فحسب، بل هو محاولة لإفلاس الحزب بتدمير الأصول المادية التي تدفع إيران مقابل إعادة بنائها. ومع تصاعد حدة الصدام بين دولة لبنان وإسرائيل، يجد الرئيس جوزاف عون ورئيس الوزراء نواف سلام نفسيهما في موقفٍ حرج، يديران فيه شؤون البلاد في ظلّ وضعٍ حرجٍ للغاية. ففي آب، صوّت مجلس الوزراء رمزياً على نزع سلاح الميليشيات غير الحكومية، وهي خطوة تجاهلها حزب الله إلى حدّ كبير، ولا يملك الجيش اللبناني سلطة تنفيذها دون إشعال فتيل الحرب الأهلية التي تعهّد الرئيس عون بتجنّبها".
وبحسب الموقع، "مع إشارة الولايات المتحدة إلى أن عمليات الإنقاذ المالي مشروطة بنزع السلاح، باتت بيروت أمام خيارات محدودة، ولأن القدس وواشنطن تعتقدان أن حرب الأيام الاثني عشر قد أتاحت فرصة فريدة للقضاء على الجمهورية الإسلامية وشبكة "محور المقاومة" التابعة لها نهائياً، فإنهما تضغطان على الحكومة اللبنانية للقيام بالعمل القذر الذي يعجز سلاح الجو الإسرائيلي عن إنجازه جواً. في نهاية المطاف، يُعدّ العنف في لبنان مؤشراً على تزايد احتمالية نشوب حرب مباشرة ثانية بين إسرائيل وإيران. وتراهن إسرائيل على قدرتها على تفكيك شبكة إيران بالوكالة قبل أن تتمكن طهران من استعادة قوة حزب الله العسكرية التي كانت سائدة قبل أحداث 7 تشرين الأول. في المقابل، تراهن طهران على عكس ذلك، إذ ترى أن عرقلة نزع السلاح ستُمكّنها من كسب الوقت، وتعزيز قدرات حزب الله، وجر إسرائيل إلى مستنقع لبناني، مُستنزفةً الجيش الإسرائيلي لفترة كافية حتى تستعيد الجمهورية الإسلامية قوتها".
وتابع الموقع، "هذا المسار التصادمي محسومٌ من قبل قيادة حزب الله، حيث أكد الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم مؤخراً رفض الحزب نزع سلاحه، ويعكس هذا الموقف نظرة طهران اليائسة، حيث يرى الجنرالات الإيرانيون الذين نجوا من حملة حزيران، وخامنئي نفسه، الذي هددت إسرائيل صراحةً بـ"القضاء عليه"، أن الحفاظ على وكيل مسلح على الحدود هو الضمانة الأساسية ضد موجة ثانية من الهجمات. وبالتالي، تحول حزب الله من أصل استراتيجي إلى ما يسميه المسؤولون الإيرانيون الآن "الخبز والماء"، وهي ضرورة وجودية ربما تكون أكثر أهمية لبقاء الجمهورية الإسلامية من سلامة السكان الشيعة النازحين والمكروبين في لبنان". المصدر: خاص "لبنان 24" مواضيع ذات صلة الحكومة الإسرائيلية: إيران استغلت حزب الله لإشعال فتيل الحرب (العربية) Lebanon 24 الحكومة الإسرائيلية: إيران استغلت حزب الله لإشعال فتيل الحرب (العربية) 11/12/2025 10:31:40 11/12/2025 10:31:40 Lebanon 24 Lebanon 24 "حزب الله" متوجّس وبراك يكشف توجهاً نحو تفاوض مباشر Lebanon 24 "حزب الله" متوجّس وبراك يكشف توجهاً نحو تفاوض مباشر 11/12/2025 10:31:40 11/12/2025 10:31:40 Lebanon 24 Lebanon 24 تقرير إسرائيليّ عن "حزب الله": هكذا ينقل المسيّرات من أوروبا إلى لبنان Lebanon 24 تقرير إسرائيليّ عن "حزب الله": هكذا ينقل المسيّرات من أوروبا إلى لبنان 11/12/2025 10:31:40 11/12/2025 10:31:40 Lebanon 24 Lebanon 24 فاينانشال تايمز: حزب الله يستغل نقاط الضعف بمكافحة تمويل الإرهاب وغسيل الأموال Lebanon 24 فاينانشال تايمز: حزب الله يستغل نقاط الضعف بمكافحة تمويل الإرهاب وغسيل الأموال 11/12/2025 10:31:40 11/12/2025 10:31:40 Lebanon 24 Lebanon 24 لبنان خاص صحافة أجنبية الولايات المتحدة وزير الخارجية مجلس الوزراء الإسرائيلية الإسرائيلي اللبنانية حزب الله الجمهوري تابع قد يعجبك أيضاً قطع طريق ضهر البيدر من قبل أصحاب معارض البيك آب Lebanon 24 قطع طريق ضهر البيدر من قبل أصحاب معارض البيك آب 03:16 | 2025-12-11 11/12/2025 03:16:45 Lebanon 24 Lebanon 24 هاشم: تهديد المطار والتصعيد ليسا جديدَين إنما مستمران منذ أشهر Lebanon 24 هاشم: تهديد المطار والتصعيد ليسا جديدَين إنما مستمران منذ أشهر 03:10 | 2025-12-11 11/12/2025 03:10:04 Lebanon 24 Lebanon 24 متعاقدو الأساسي لم يلتزموا الإضراب اليوم.. وهذا ما طلبوه من الوزيرة Lebanon 24 متعاقدو الأساسي لم يلتزموا الإضراب اليوم.. وهذا ما طلبوه من الوزيرة 03:05 | 2025-12-11 11/12/2025 03:05:05 Lebanon 24 Lebanon 24 كهرباء لبنان: إجراءات احترازية لحين توريد شحنة الغاز أويل المخصصة Lebanon 24 كهرباء لبنان: إجراءات احترازية لحين توريد شحنة الغاز أويل المخصصة 03:01 | 2025-12-11 11/12/2025 03:01:44 Lebanon 24 Lebanon 24 بري "حاسم" في موقفه: الانتخابات في موعدها Lebanon 24 بري "حاسم" في موقفه: الانتخابات في موعدها 03:00 | 2025-12-11 11/12/2025 03:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة المنخفض الجويّ يصل الليلة إلى لبنان... أمطارٌ طوفانيّة وثلوج كثيفة Lebanon 24 المنخفض الجويّ يصل الليلة إلى لبنان... أمطارٌ طوفانيّة وثلوج كثيفة 07:59 | 2025-12-10 10/12/2025 07:59:48 Lebanon 24 Lebanon 24 رحلة متّجهة إلى تل أبيب غيّرت مسارها... ما الذي جرى فوق بيروت؟ Lebanon 24 رحلة متّجهة إلى تل أبيب غيّرت مسارها... ما الذي جرى فوق بيروت؟ 06:09 | 2025-12-10 10/12/2025 06:09:50 Lebanon 24 Lebanon 24 تقرير استرالي: مع اقتراب الموعد .. هل سينجو لبنان من حرب إسرائيلية جديدة؟ Lebanon 24 تقرير استرالي: مع اقتراب الموعد .. هل سينجو لبنان من حرب إسرائيلية جديدة؟ 10:30 | 2025-12-10 10/12/2025 10:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 تعقيدات شمال الليطاني واحتمالات الحرب Lebanon 24 تعقيدات شمال الليطاني واحتمالات الحرب 10:00 | 2025-12-10 10/12/2025 10:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 تحذير عاجل من الأمن العام للبنانيين: هذا الموقع تابع للعدوّ الإسرائيليّ Lebanon 24 تحذير عاجل من الأمن العام للبنانيين: هذا الموقع تابع للعدوّ الإسرائيليّ 05:27 | 2025-12-10 10/12/2025 05:27:55 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك عن الكاتب ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban أيضاً في لبنان 03:16 | 2025-12-11 قطع طريق ضهر البيدر من قبل أصحاب معارض البيك آب 03:10 | 2025-12-11 هاشم: تهديد المطار والتصعيد ليسا جديدَين إنما مستمران منذ أشهر 03:05 | 2025-12-11 متعاقدو الأساسي لم يلتزموا الإضراب اليوم.. وهذا ما طلبوه من الوزيرة 03:01 | 2025-12-11 كهرباء لبنان: إجراءات احترازية لحين توريد شحنة الغاز أويل المخصصة 03:00 | 2025-12-11 بري "حاسم" في موقفه: الانتخابات في موعدها 02:51 | 2025-12-11 عن البطاقة الصحية... نقولا: تقدمت بها عندما كنت نائباً فيديو محمد اسكندر يطلق " انسى وطنش ".. وملكة جمال تُشاركه الكليب ! Lebanon 24 محمد اسكندر يطلق " انسى وطنش ".. وملكة جمال تُشاركه الكليب ! 05:09 | 2025-12-06 11/12/2025 10:31:40 Lebanon 24 Lebanon 24 بسعر منافس جداً.. إطلاق هاتف جديد بقدرات تصوير مميزة (فيديو) Lebanon 24 بسعر منافس جداً.. إطلاق هاتف جديد بقدرات تصوير مميزة (فيديو) 04:00 | 2025-12-06 11/12/2025 10:31:40 Lebanon 24 Lebanon 24 بث مباشر.. البابا لاوون الرابع عشر في ساحة الشهداء Lebanon 24 بث مباشر.. البابا لاوون الرابع عشر في ساحة الشهداء 09:14 | 2025-12-01 11/12/2025 10:31:40 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان فيديو خاص إقتصاد عربي-دولي متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24