انطلقت محادثات بين مسؤولين أميركيين وروس الإثنين في السعودية، لبحث هدنة جزئية محتملة في الحرب الأوكرانية الدائرة بينهما منذ 3 سنوات، وفي حين تبادلت روسيا وأوكرانيا الهجمات الميدانية والاتهامات السياسية اليوم الاثنين.

واجتمع الفريقان الأميركي والروسي خلف أبواب مغلقة في أحد فنادق الرياض، حيث طُرحت إمكانية إحياء اتفاقية البحر الأسود لعام 2022.

وقال مسؤول في الوفد الأوكراني طالبا عدم الكشف عن هويته لوسائل إعلام عدة "ننتظر راهنا نتائج الاجتماع بين الولايات المتحدة وروسيا". وتوقع إجراء "لقاء آخر مع الولايات المتحدة" الاثنين. وينتظر الوفد الأوكراني في مكان قريب تحسبا لإحراز تقدم.

ويعمل المفاوضون الأميركيون على مقترح وقف إطلاق نار جزئي في أوكرانيا ، حيث التقوا بممثلين من روسيا اليوم في السعودية بعد يوم من إجراء محادثات منفصلة مع الفريق الأوكراني.

واتفقت كييف وموسكو من حيث المبدأ على وقف إطلاق نار محدود بعد أن تحدث الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع قادة البلدين، لكن الطرفين قدما وجهات نظر مختلفة حول الأهداف التي يُحظر استهدافها.

وبينما قال البيت الأبيض إن "الطاقة والبنية التحتية" ستشملهما الاتفاقية، أعلن الكرملين أن الاتفاقية تشير بشكل أضيق إلى "البنية التحتية للطاقة".وأعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن رغبته في حماية السكك الحديدية والموانئ.

إعلان

ومن المتوقع أن تتناول محادثات اليوم في السعودية بعض هذه الخلافات، بالإضافة إلى احتمال وقف الهجمات في البحر الأسود لضمان سلامة الشحن التجاري.

وذكرت وكالتا الأنباء الروسيتان "تاس" و"ريا نوفوستي" أن ممثلين أمريكيين وروس اجتمعوا صباح اليوم في العاصمة السعودية الرياض. سبقه اجتماع الفريقين الأميركي والأوكرانيأمس الأحد في الرياض.

وصرح سيرهي ليشينكو،مستشار الرئاسة الأوكرانية، بأن الوفد بقي في الرياض اليوم ويتوقع أن يلتقي مجددًا بالأميركيين.

وقال مسؤول آخر في الوفد الأوكراني رفض ذكر اسمه "ننتظر راهنا نتائج الاجتماع بين الولايات المتحدة وروسيا". وتوقع إجراء "لقاء آخر مع الولايات المتحدة" اليوم . حيث ينتظر الوفد الأوكراني في مكان قريب تحسبا لإحراز تقدم.

أما غريغوري كاراسين، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الاتحاد الروسي والمشارك في المحادثات فصرح اليوم لوكالة "إنترفاكس للأنباء" بأن المفاوضات تجري "بطريقة مبتكرة"مضيفا أن الوفدين الأميركي والروسي "يتفهمان وجهات نظر بعضهما البعض".

من جهته توقع ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص لترامب، "تقدمًا حقيقيا" في المحادثات، مضيفا "أن وقف الأعمال العدائية بين البلدين في البحر الأسود سيتحول بطبيعة الحال إلى وقف إطلاق نار شامل".

                                          زيلينسكي يعول على دعم الحلفاء (الفرنسية) آمال زيلينسكي

ومع انطلاق المفاوضات قال زيلينسكي في حوار مع مجلة "التايم" إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب "يستطيع الحصول على تنازلات من الروس إذا أراد ذلك لأنه الشخص الوحيد الذي يخشاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين"، مشيرا إلى أن ترامب وافق على تقديم أوكرانيا تنازلات خلال محادثات السلام دون الحصول على مقابل من روسيا.

وأضاف الرئيس الأوكراني أن "ترامب أزاح محاولتنا الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)"، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنه سيرحب "بعودة روسيا لمجموعة السبع".

إعلان

وكان زيلينسكي قد صرح  مساء أمس بأنه "منذ 11 مارس/آذار الجاري ، كان هناك اقتراح لوقف إطلاق نار غير مشروط مطروحًا على الطاولة، وكان من الممكن أن تتوقف هذه الهجمات بالفعل. لكن روسيا هي التي تواصل كل هذا".

وأضاف أن على شركاء أوكرانيا – "الولايات المتحدة وأوروبا وآخرين حول العالم" – زيادة الضغط على روسيا "لوقف هذا الإرهاب".مؤكدا أن أوكرانيا "منفتحة على اقتراح ترامب بوقف إطلاق نار كامل لمدة 30 يوما".

نفي صيني

على صعيد متصل نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، غو جياكون، اليوم صحة التقارير التي تشير إلى أن الصين قد ترسل قوات حفظ سلام إلى أوكرانيا لتطبيق أي اتفاق سلام.

وقال غوو في إحاطة إعلامية" أؤكد أن التقرير عارٍ عن الصحة تماما، وموقف الصين من أزمة أوكرانيا واضح ومتسق".

يذكر أن الصين  زودت روسيا بكميات تجارية من النفط والموارد الطبيعية الأخرى، إلى جانب دعم دبلوماسي، لكنها لم تقدم أي أسلحة أو ترسل أي أفراد.

ومع ذلك، تربط الصين علاقات وثيقة بكوريا الشمالية، التي أرسلت قوات للقتال إلى جانب الجيش الروسي.

                          الدخان يتصاعد من مبنى في مدينة سومي الأوكرانية بعد قصف روسي (الفرنسية) التطورات الميدانية

ميدانيا أعلن مكتب المدعي العام الإقليمي في كييف اليوم أن هجوما صاروخيا روسيا على مدينة سومي بشمال شرق أوكرانيا أدى إلى إصابة 65 شخصا بجروح.

وقال مكتب المدعي العام المحلي إن "العدو أطلق صاروخا على منطقة سكنية مكتظة في سومي"، مضيفا أن "65 شخصا أصيبوا، بينهم 14 طفلا".مضيفا أن الهجوم ألحق أضرارا بشقق ومنشأة تعليمية.

وصرح رئيس البلدية بالإنابة أرتيم كوبزار في وقت سابق أن مستشفى تضرر. ونشرت الإدارة الإقليمية مقاطع فيديو تظهر مباني سكنية شاهقة متضررة، واحتراق العديد من الشرفات وتصاعد الدخان.

كما أظهرت مقاطع الفيديو حطاما في ملعب لكرة السلة وعناصر إطفاء يعملون على إخماد حريق.

إعلان

وأمس الأحد أعلنت شركة السكك الحديدية الحكومية الأوكرانية "أوكرزاليزنيتسيا"  تعرضها لـ"هجوم إلكتروني مُستهدف واسع النطاق"، مضيفة أنها تعمل على استعادة أنظمتها خلال ساعات  وأكدت الشركة أن الهجوم لم يؤثر على حركة القطارات أو جداول مواعيدها، ولكنه عطّل نظام الحجز الإلكتروني.

وأضافت الشركة "لا تزال السكك الحديدية تعمل رغم الهجمات المادية على بنيتها التحتية، وحتى أشرس الهجمات الإلكترونية لا تستطيع إيقافها".

في هذه الأثناء، أعلنت قوات العمليات الخاصة الأوكرانية اليوم أنها دمرت 4 مروحيات عسكرية في منطقة بيلغورود الروسية باستخدام أنظمة صواريخ التي قدمتها الولايات المتحدة.

قاذف نظام الصواريخ المدفعية الأميركية عالية الحركة  لذي استخدمته أوكرانيا ضد القوات الروسية(الفرنسية) روسيا تتهم

على الجانب الآخر اتهمت وزارة الدفاع الروسية أوكرانيا اليوم بمواصلة استهداف للبنية التحتية للطاقة في روسيا.

وقالت الوزارة في بيان لها عبر بيان أوكرانيا شنت هجوما على البنية التحتية لنظام خطوط الأنابيب الدولي التابع لاتحاد خط أنابيب بحر قزوين، في منطقة كراسنودار.

وأضافت أنه تم صد الهجوم الذي نفذته طائرات مسيرةر، مشيرة إلى أن أوكرانيا نفذت أيضا هجمات على البنية التحتية المذكورة في 17 فبراير/شباط، الماضي و19 مارس/آذار الجاري.
وجاء في البيان "على عكس تصريحات زيلينسكي، بما في ذلك تلك التي نقلها إلى الولايات المتحدة، يواصل نظام كييف التخطيط والإعداد وتنفيذ هجمات على البنية التحتية للطاقة في روسيا بشكل متعمد"

وفي بيان آخر، أعلنت وزارة الدفاع صدها هجمات نفذت بواسطة 227 طائرة بدون طيار على الأراضي الروسية خلال الليلة الماضية.

وصرح المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، اليوم بأن الجيش الروسي ينفذ أمر الرئيس فلاديمير بوتين بوقف الهجمات على منشآت الطاقة لمدة 30 يوما.

إعلان

واتهم المتجدث الروسي أوكرانيا بعرقلة وقف إطلاق النار الجزئي بهجمات على منشآت الطاقة الروسية، بما في ذلك محطة قياس الغاز في سودجا بمنطقة كورسك الروسية.

من جانبها رفضت هيئة الأركان العامة للجيش الأوكراني اتهامات موسكو، وألقت باللوم على الجيش الروسي في قصف المحطة، وهو ادعاء وصفه بيسكوف بأنه "سخيف".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان الولایات المتحدة الوفد الأوکرانی البنیة التحتیة وقف إطلاق نار إلى أن

إقرأ أيضاً:

لهذا كان عليَّ أن أهرب من الولايات المتحدة

ترجمة: أحمد شافعي

حينما وصلت إلى الولايات المتحدة قبل أربع سنوات للشروع في رسالتي لنيل درجة الدكتوراه من جامعة كورنيل، ظننت أنني آخر شخص يمكن أن تطارده يوما سلطات الهجرة. وفي حدود فهمي، كانت «العلاقة الخاصة» [بين الولايات المتحدة وبريطانيا] تعني أن جواز سفري البريطاني يوفر لي حصانة مماثلة للتي يحظى بها الدبلوماسيون، فقد كانت لي بذلك الجواز حرية حركة أتاحت لي العمل في نهاية المطاف صحفيا في أنحاء منطقة الساحل بغرب أفريقيا على مدى سنين.

وبدأت الأمور تتهاوى بعد أن حضرت مظاهرة مناصرة لفلسطين في حرم جامعي في سبتمبر من العام الماضي. كنا قد منعنا معرض وظائف من الانعقاد لاحتوائه منصات عرض تابعة لشركتي بوينج وإل ثري هاريس، وهما شركتان زودتا إسرائيل بالأسلحة التي كانت بحاجة إليها لتنفيذ حملة إبادتها الجماعية في غزة. وبرغم أنني لم أشارك إلا في الهزيع الأخير من المظاهرة، فقد منعت إثر ذلك من دخول الحرم الجامعي، عقابا بدا لي أشبه بالإقامة الجبرية لأن بيتي يقع في حرم إيثاكا الجامعي بشمالي ولاية نيويورك. فكان بوسعي أن أستمر في الإقامة فيه، لكني منعت من دخول منشآت الجامعة.

وفي يناير، مع وصول ترامب إلى الحكم ملوحا بترسانة من الأوامر التنفيذية التي استهدفت الطلبة المتظاهرين من غير المواطنين، تركت بيتي وقصدت الاختباء في منزل أحد الأساتذة، خشية أن تطالني يد إدارة الهجرة والجمارك. وبعد ثلاثة أشهر عمدت إلى ترحيل نفسي بنفسي إلى كندا، ثم غادرتها إلى سويسرا. وقد دفعني إلى الفرار أن صديقا لي ـ كان قد قضى وقتا معي في إيثاكا ـ تعرض للاعتقال في مطار فلوريدا في الجانب الآخر من البلد وسئل عن مكاني. لم أرجع إلى المملكة المتحدة لأن تقارير اعتقال الصحفيين المناصرين لفلسطين بثت في نفسي الخوف.

كنت أرجو أن يكون وصولي إلى سويسرا نهاية لمحنتي. لكن بعد أسبوعين، تلقيت رسالتين مزعجتين عبر البريد الإلكتروني، الأولى من جامعة كورنيل تخطرني بأن حكومة الولايات المتحدة قد أنهت فعليا تأشيرة الطلبة التي كنت قد حصلت عليها، والثانية من شركة جوجول تخطرني بأنها «تلقت واستجابت لعملية قانونية» فقدمت بياناتي لدائرة الأمن الوطني، وقد وصلتني الرسالتان في غضون تسعين دقيقة من إحداهما الأخرى.

أكدت الرسالتان المتسارعتان إحساسي بأنني كنت تحت الرقابة وأنني لو كنت حاولت دخول الولايات المتحدة من جديد، لكنت في الأرجح قد تعرضت للاعتقال على يد إدارة الهجرة والجمارك، شأن غيري من الطلبة المتظاهرين. لكن السرية التي أحاطت بتلك الإجراءات وغياب الآليات اللازمة للاعتراض عليها أثارتا أسئلة أكثر مما قدمتا إجابات.

فهل تمت أي مراسلات بين كورنيل والهيئات التابعة لحكومة الولايات المتحدة قبل إلغاء تأشيرتي؟ (وقد سألت الجامعة عن هذا، وعن غيره من الأمور، فلم أتلق منها ردا). وما الذي أرادته أقوى حكومات العالم من بياناتي لدى جوجل؟ ولماذا لاحقتني سلطات الولايات المتحدة؟ وهل حاكوا خيوطا من الشك بشأن سنوات عملي صحفيا في تغطية «الحرب على الإرهاب» التي قادتها الولايات المتحدة؟ أم أنني كنت مستهدفا لكوني أسود ومسلما؟

قد لا أحصل على إجابات شافية أبدا، لكن تحقيقا لمنظمة العفو الدولية يلقي ضوءا جديدا على الطرق المقلقة التي اتبعتها حكومة الولايات المتحدة ووظفت بها تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في مراقبة جماعية وتنصت وتقييم للطلبة من غير المواطنين الأمريكيين والمهاجرين.

تقول منظمة العفو إن برنامج بابل إكس الذي صممته شركة بابل ستريت في فرجينيا يقوم حسبما يتردد بفحص مواقع التواصل الاجتماعي بحثا عن محتوى مرتبط بـ»الإرهاب» ويحاول التنبؤ بما يكمن وراء المنشورات من نوايا محتملة. يستعمل البرنامج «البحث الدؤوب» في المراقبة المستمرة للمعلومات الجديدة فور إجراء استعلام أولي. ولعله تم رصد عملي الصحفي ـ في كل شيء من جوانتانامو إلى ضربات الطائرات المسيرة في الساحل ودور الخدمة السرية البريطانية في حرب ليبيا الأهلية. تقول منظمة العفو الدولية إن لتقنيات الاحتمالات هامش خطأ واسعا «وقد تصبح في أحيان كثيرة متحيزة وتمييزية، وقد تفضي إلى تأطير خاطئ لمحتوى مناصر لفلسطين باعتباره معاديا للسامية». ولم ترد شركة بابل ستريت على مطالبة منظمة العفو لها بتعليق من أجل تحقيقها.

وهناك برنامج [ImmigrationOS] التابع لبالانتير الذي ينشئ ملف حالة إلكترونيا لتتركز فيه جميع المعلومات المتصلة بتحقيق في الهجرة، بما يتيح للسلطات ربط العديد من التحقيقات لاستخلاص روابط بين القضايا. وباستعمال هذا البرنامج، تستطيع إدارة الهجرة والجمارك أيضا أن تتعقب حالات الترحيل الذاتي، وقد تم تطبيقه في ابريل، أي الشهر الذي غادرت فيه. وقد يساعد هذا في تفسير سبب تحرك الولايات المتحدة لحظر دخولي إليها في حينه. (وقد أبلغت شركة بالانتير منظمة العفو بأنها لا تستهدف الطلبة المتظاهرين تحديدا، وأن منتجاتها لا تدعم انتهاك سلطات الهجرة للحقوق).

كل هذا قائم في فضاء (ما قبل الجريمة) الذي توسع بشدة منذ إطلاق «الحرب على الإرهاب» بقيادة الولايات المتحدة، وأعني به نهج «الاعتقال (أو اقتل) الآن، ثم الاستجواب لاحقا». وحتى يومنا هذا، لم يجر توجيه اتهام لي أو تحقيق قضائي معي في أي جريمة، ولا لإظهاري أي سلوك معاد للسامية. وكما جاء في شكوى حديثة من مؤسسة القانون بجامعة شيكاغو تم تسليمها بالنيابة عني وعن ثمانية من المتظاهرين غير المواطنين إلى ثمانية مقررين خاصين تابعين للأمم المتحدة، فكل ما فعلته هو أنني مارست حقي المكفول بموجب التعديل الأول في حرية التعبير لمناهضة مجزرة تقع في حق شعب بريء. وحكومة الولايات المتحدة هي التي خرجت على القانون وعلى الأخلاق.

يلقي تقرير منظمة العفو الدولية الضوء على تواطؤ الشركات الكبرى والدول القوية في المراقبة والتنصت والطرد للمختلفين عرقيا وللمهاجرين، وكذلك للمعارضين السياسيين وللصحفيين. ونحن نشهد هذا حاضرا في غزة، حيث قلصت «الحرب الخوارزمية» التي تشنها إسرائيل الأراضي الفلسطينية إلى خراب للجثث وللركام، غير تاركة للفلسطينيين موضعا يمضون إليه أو شيئا يقتاتون عليه. بل إن التحقيق يظهر أن الولايات المتحدة تحشد التكنولوجيا لحرمان طالبي اللجوء والمهاجرين من حقوق الإنسان الأساسية، وتضعهم رهن الاحتجاز العسفي قبل أن تسنح لهم فرصة للدفاع عن أنفسهم أو لطلب الأمان.

وفي حين أنني غير نادم بالمرة على أفعالي، فإنني أعيش الآن في برزخ، وحالة انتقالية، من شهر إلى شهر، في ظل ظروف معيشية مضطربة وشكوك مؤرقة حيال المكان الذي يمكن أن أنهي فيه أطروحتي قبل أن يتوقف تمويلها. ولقد ذقت الأمرين لكي أحصل على علاج طبي لازم، ولعلي كنت ساذجا حين فكرت أن كوني مواطنا بريطانيا يتكلم بلكنة لندن ويدرس في جامعة من جامعات النخبة الأمريكية، يجعلني بمنأى عن هذه الأهوال. لكن جو، وهو حلاق أمريكي من أصل أفريقي، ذكرني قبل قليل من مغادرتي الولايات المتحدة بقوله: «ما أنت إلا أسود». وقد جعل سواد بشرتي وجودي في الولايات المتحدة مشروطا. ولأنني مسلم أيضا وأكتب عن هذه الهويات فهذا أيضا لا يساعدني كثيرا. فلا غرابة في الترصد لي في بلد له ما للولايات المتحدة من إرث في العبودية ورهاب الإسلام في ما بعد الحادي عشر من سبتمبر.

وفي ظل توافر هذه التكنولوجيا في أيدي إدارة لا تكن احتراما كبيرا للضمانات الدستورية، يجدر بنا جميعا أن ننتبه. فما يجري على الأقليات الآن، سيجري عما قريب على الأكثريات.

مقالات مشابهة

  • بوتين يكشف مساحة الأراضي التي تسيطر عليها روسيا في أوكرانيا
  • صحيفة روسية: أميركا تقترب من باكستان وسط برود العلاقات مع الهند
  • بوتين: أوكرانيا تحاول استهداف منشآت سلمية في روسيا
  • بوتين: محاولات ضرب البنية التحتية في روسيا لن تنقذ زيلينسكي
  • روسيا تصد 210 مسيرات وترامب يتحفظ على تسليم أوكرانيا صواريخ توماهوك
  • لهذا كان عليَّ أن أهرب من الولايات المتحدة
  • أوكرانيا تعثر على مكونات أجنبية في مسيرات وصواريخ روسية.. بعضها أمريكي
  • أوكرانيا: قصفنا منشآت عسكرية ونفطية في روسيا
  • الجيش الأوكراني: قصفنا أحد مصانع المتفجرات الرئيسية في روسيا
  • بولندا تتأهب والناتو يراقب.. مقتل 5 في ضربات روسية على أوكرانيا