محادثات أميركية روسية بالرياض وسط تصاعد المعارك بأوكرانيا
تاريخ النشر: 24th, March 2025 GMT
انطلقت محادثات بين مسؤولين أميركيين وروس الإثنين في السعودية، لبحث هدنة جزئية محتملة في الحرب الأوكرانية الدائرة بينهما منذ 3 سنوات، وفي حين تبادلت روسيا وأوكرانيا الهجمات الميدانية والاتهامات السياسية اليوم الاثنين.
واجتمع الفريقان الأميركي والروسي خلف أبواب مغلقة في أحد فنادق الرياض، حيث طُرحت إمكانية إحياء اتفاقية البحر الأسود لعام 2022.
وقال مسؤول في الوفد الأوكراني طالبا عدم الكشف عن هويته لوسائل إعلام عدة "ننتظر راهنا نتائج الاجتماع بين الولايات المتحدة وروسيا". وتوقع إجراء "لقاء آخر مع الولايات المتحدة" الاثنين. وينتظر الوفد الأوكراني في مكان قريب تحسبا لإحراز تقدم.
ويعمل المفاوضون الأميركيون على مقترح وقف إطلاق نار جزئي في أوكرانيا ، حيث التقوا بممثلين من روسيا اليوم في السعودية بعد يوم من إجراء محادثات منفصلة مع الفريق الأوكراني.
واتفقت كييف وموسكو من حيث المبدأ على وقف إطلاق نار محدود بعد أن تحدث الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع قادة البلدين، لكن الطرفين قدما وجهات نظر مختلفة حول الأهداف التي يُحظر استهدافها.
وبينما قال البيت الأبيض إن "الطاقة والبنية التحتية" ستشملهما الاتفاقية، أعلن الكرملين أن الاتفاقية تشير بشكل أضيق إلى "البنية التحتية للطاقة".وأعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن رغبته في حماية السكك الحديدية والموانئ.
إعلانومن المتوقع أن تتناول محادثات اليوم في السعودية بعض هذه الخلافات، بالإضافة إلى احتمال وقف الهجمات في البحر الأسود لضمان سلامة الشحن التجاري.
وذكرت وكالتا الأنباء الروسيتان "تاس" و"ريا نوفوستي" أن ممثلين أمريكيين وروس اجتمعوا صباح اليوم في العاصمة السعودية الرياض. سبقه اجتماع الفريقين الأميركي والأوكرانيأمس الأحد في الرياض.
وصرح سيرهي ليشينكو،مستشار الرئاسة الأوكرانية، بأن الوفد بقي في الرياض اليوم ويتوقع أن يلتقي مجددًا بالأميركيين.
وقال مسؤول آخر في الوفد الأوكراني رفض ذكر اسمه "ننتظر راهنا نتائج الاجتماع بين الولايات المتحدة وروسيا". وتوقع إجراء "لقاء آخر مع الولايات المتحدة" اليوم . حيث ينتظر الوفد الأوكراني في مكان قريب تحسبا لإحراز تقدم.
أما غريغوري كاراسين، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الاتحاد الروسي والمشارك في المحادثات فصرح اليوم لوكالة "إنترفاكس للأنباء" بأن المفاوضات تجري "بطريقة مبتكرة"مضيفا أن الوفدين الأميركي والروسي "يتفهمان وجهات نظر بعضهما البعض".
من جهته توقع ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص لترامب، "تقدمًا حقيقيا" في المحادثات، مضيفا "أن وقف الأعمال العدائية بين البلدين في البحر الأسود سيتحول بطبيعة الحال إلى وقف إطلاق نار شامل".
ومع انطلاق المفاوضات قال زيلينسكي في حوار مع مجلة "التايم" إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب "يستطيع الحصول على تنازلات من الروس إذا أراد ذلك لأنه الشخص الوحيد الذي يخشاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين"، مشيرا إلى أن ترامب وافق على تقديم أوكرانيا تنازلات خلال محادثات السلام دون الحصول على مقابل من روسيا.
وأضاف الرئيس الأوكراني أن "ترامب أزاح محاولتنا الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)"، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنه سيرحب "بعودة روسيا لمجموعة السبع".
إعلانوكان زيلينسكي قد صرح مساء أمس بأنه "منذ 11 مارس/آذار الجاري ، كان هناك اقتراح لوقف إطلاق نار غير مشروط مطروحًا على الطاولة، وكان من الممكن أن تتوقف هذه الهجمات بالفعل. لكن روسيا هي التي تواصل كل هذا".
وأضاف أن على شركاء أوكرانيا – "الولايات المتحدة وأوروبا وآخرين حول العالم" – زيادة الضغط على روسيا "لوقف هذا الإرهاب".مؤكدا أن أوكرانيا "منفتحة على اقتراح ترامب بوقف إطلاق نار كامل لمدة 30 يوما".
نفي صينيعلى صعيد متصل نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، غو جياكون، اليوم صحة التقارير التي تشير إلى أن الصين قد ترسل قوات حفظ سلام إلى أوكرانيا لتطبيق أي اتفاق سلام.
وقال غوو في إحاطة إعلامية" أؤكد أن التقرير عارٍ عن الصحة تماما، وموقف الصين من أزمة أوكرانيا واضح ومتسق".
يذكر أن الصين زودت روسيا بكميات تجارية من النفط والموارد الطبيعية الأخرى، إلى جانب دعم دبلوماسي، لكنها لم تقدم أي أسلحة أو ترسل أي أفراد.
ومع ذلك، تربط الصين علاقات وثيقة بكوريا الشمالية، التي أرسلت قوات للقتال إلى جانب الجيش الروسي.
ميدانيا أعلن مكتب المدعي العام الإقليمي في كييف اليوم أن هجوما صاروخيا روسيا على مدينة سومي بشمال شرق أوكرانيا أدى إلى إصابة 65 شخصا بجروح.
وقال مكتب المدعي العام المحلي إن "العدو أطلق صاروخا على منطقة سكنية مكتظة في سومي"، مضيفا أن "65 شخصا أصيبوا، بينهم 14 طفلا".مضيفا أن الهجوم ألحق أضرارا بشقق ومنشأة تعليمية.
وصرح رئيس البلدية بالإنابة أرتيم كوبزار في وقت سابق أن مستشفى تضرر. ونشرت الإدارة الإقليمية مقاطع فيديو تظهر مباني سكنية شاهقة متضررة، واحتراق العديد من الشرفات وتصاعد الدخان.
كما أظهرت مقاطع الفيديو حطاما في ملعب لكرة السلة وعناصر إطفاء يعملون على إخماد حريق.
إعلانوأمس الأحد أعلنت شركة السكك الحديدية الحكومية الأوكرانية "أوكرزاليزنيتسيا" تعرضها لـ"هجوم إلكتروني مُستهدف واسع النطاق"، مضيفة أنها تعمل على استعادة أنظمتها خلال ساعات وأكدت الشركة أن الهجوم لم يؤثر على حركة القطارات أو جداول مواعيدها، ولكنه عطّل نظام الحجز الإلكتروني.
وأضافت الشركة "لا تزال السكك الحديدية تعمل رغم الهجمات المادية على بنيتها التحتية، وحتى أشرس الهجمات الإلكترونية لا تستطيع إيقافها".
في هذه الأثناء، أعلنت قوات العمليات الخاصة الأوكرانية اليوم أنها دمرت 4 مروحيات عسكرية في منطقة بيلغورود الروسية باستخدام أنظمة صواريخ التي قدمتها الولايات المتحدة.
على الجانب الآخر اتهمت وزارة الدفاع الروسية أوكرانيا اليوم بمواصلة استهداف للبنية التحتية للطاقة في روسيا.
وقالت الوزارة في بيان لها عبر بيان أوكرانيا شنت هجوما على البنية التحتية لنظام خطوط الأنابيب الدولي التابع لاتحاد خط أنابيب بحر قزوين، في منطقة كراسنودار.
وأضافت أنه تم صد الهجوم الذي نفذته طائرات مسيرةر، مشيرة إلى أن أوكرانيا نفذت أيضا هجمات على البنية التحتية المذكورة في 17 فبراير/شباط، الماضي و19 مارس/آذار الجاري.
وجاء في البيان "على عكس تصريحات زيلينسكي، بما في ذلك تلك التي نقلها إلى الولايات المتحدة، يواصل نظام كييف التخطيط والإعداد وتنفيذ هجمات على البنية التحتية للطاقة في روسيا بشكل متعمد"
وفي بيان آخر، أعلنت وزارة الدفاع صدها هجمات نفذت بواسطة 227 طائرة بدون طيار على الأراضي الروسية خلال الليلة الماضية.
وصرح المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، اليوم بأن الجيش الروسي ينفذ أمر الرئيس فلاديمير بوتين بوقف الهجمات على منشآت الطاقة لمدة 30 يوما.
إعلانواتهم المتجدث الروسي أوكرانيا بعرقلة وقف إطلاق النار الجزئي بهجمات على منشآت الطاقة الروسية، بما في ذلك محطة قياس الغاز في سودجا بمنطقة كورسك الروسية.
من جانبها رفضت هيئة الأركان العامة للجيش الأوكراني اتهامات موسكو، وألقت باللوم على الجيش الروسي في قصف المحطة، وهو ادعاء وصفه بيسكوف بأنه "سخيف".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان الولایات المتحدة الوفد الأوکرانی البنیة التحتیة وقف إطلاق نار إلى أن
إقرأ أيضاً:
بسبب ستارلينك.. كيف أوقف إيلون ماسك هجوماً أوكرانياً حاسماً ضد روسيا في 2022؟
يُظهر التحقيق أن القرار صُدم به حتى بعض موظفي "سبيس إكس" في كاليفورنيا، ودفع البعض للتساؤل عن مدى شرعية ترك مثل هذه القوة في يد رجل واحد. وقال أحد المصادر الثلاثة: "هذا كان أشبه بوضع نتيجة حرب في يديه". اعلان
كشف تحقيق صحفي أن الملياردير إيلون ماسك أمر في سبتمبر 2022 بإيقاف خدمة "ستارلينك" للإنترنت عبر الأقمار الصناعية في مناطق أوكرانية كانت القوات تُنفّذ فيها هجومًا مضادًا ضد القوات الروسية، في تدخل مباشر وغير مسبوق أثار تساؤلات جوهرية حول نفوذ الأفراد الخاصين في الشؤون العسكرية والجيوسياسية.
ووفقًا لثلاثة أشخاص على دراية مباشرة بالأمر نقلت عنهم رويترز، أن ماسك أعطى أوامره لمهندس رفيع في شركة "سبيس إكس" بقطع التغطية في مناطق تشمل خيرسون، إحدى الجبهات الاستراتيجية في الهجوم الأوكراني المضاد. وتمّ تنفيذ القرار بسرعة، ما أدى إلى تعطيل ما لا يقل عن 100 محطة "ستارلينك"، وانطفاء إشاراتها على الخريطة الداخلية للشبكة، بما في ذلك مناطق في دونيتسك وشرقًا.
جاء القرار في لحظة بالغة الأهمية، حيث اعتمدت القوات الأوكرانية على "ستارلينك" في إدارة الاتصالات، وتوجيه المدفعية، وتشغيل الطائرات المسيرة. ونتيجة للانقطاع، عانت الوحدات العسكرية من شلل اتصالات كامل، وفقًا لمسؤول عسكري أوكراني ومستشار للقوات المسلحة، ما أدى إلى فشل محاولة حصار قوات روسية في بلدة بيريسلاف شرق خيرسون.
Related في أكبر هجوم جوي منذ أشهر.. موسكو تمطر أوكرانيا بوابل من الصواريخ والمسيرات اتفاق أمريكي–ألماني لدعم أوكرانيا بمنظومات "باتريوت" متطورة في مواجهة التصعيد الروسيأوكرانيا.. مقتل وجرح 35 شخصاً جراء هجوم روسي بقنابل موجهة على مناطق سكنيةقال المسؤول العسكري: "توقفت عملية الحصار تمامًا. لقد فشلت". وأضاف: "كنا نراقب العدو عبر الطائرات المسيرة، ثم فجأة أصبحنا عميان".
رغم أن الهجوم المضاد نجح لاحقًا في استعادة مدينة خيرسون وبعض الأراضي المحيطة، فإن هذه الحادثة تُعد أول حالة معروفة يُستخدم فيها ماسك سلطة مطلقة على شبكة اتصالات عالمية لإعاقة عملية عسكرية مباشرة.
ويُظهر التحقيق أن القرار صُدم به حتى بعض موظفي "سبيس إكس" في كاليفورنيا، ودفع البعض للتساؤل عن مدى شرعية ترك مثل هذه القوة في يد رجل واحد. وقال أحد المصادر الثلاثة: "هذا كان أشبه بوضع نتيجة حرب في يديه".
يأتي الكشف في تناقض صارخ مع تصريحات ماسك السابقة. ففي مارس 2024، كتب على منصته "إكس": "لن نفعل شيئًا كهذا أبدًا". ورداً على التقرير، وصف متحدث باسم "سبيس إكس" المعلومات بأنها "غير دقيقة"، دون توضيح الأخطاء أو الرد على تفاصيل محددة. كما لم يرد مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ووزارة الدفاع على طلبات التعليق.
ولا تزال دوافع القرار غير مؤكدة، لكن المصادر تشير إلى أن ماسك كان يخشى من أن التقدم الأوكراني قد يدفع روسيا إلى التصعيد النووي، خاصة بعد أن هدّد الرئيس فلاديمير بوتين باستخدام الأسلحة النووية في سبتمبر 2022، ودعا إلى تعبئة جزئية.
وبحسب موظف سابق في البيت الأبيض، شارك ماسك مسؤولين أمريكيين قلقهم من احتمال تنفيذ روسيا لتهديداتها، وسألهم عن أماكن استخدام أوكرانيا لـ"ستارلينك" في العمليات الهجومية.
هيمنة رقمية على ساحات القتالأصبحت "سبيس إكس" أكبر مشغل للأقمار الصناعية في العالم، مع أكثر من 7,900 قمرًا في المدار الأرضي المنخفض، تمثل نحو ثلثي جميع الأقمار النشطة. وتوفر "ستارلينك" خدمة اتصال سريعة ومستقرة في مناطق لا تصلها الشبكات التقليدية، ما جعلها حيوية في النزاع الأوكراني.
وبحلول أبريل 2025، تلقّت أوكرانيا أكثر من 50 ألف جهاز "ستارلينك"، قدمت جزءًا كبيرًا منها بولندا، التي أنفقت نحو 89 مليون دولار على تكاليف الاشتراك. كما دخلت وزارة الدفاع الأمريكية في اتفاق مع "سبيس إكس" لتمويل الخدمة في أوكرانيا، بقيمة تُقدّر بنحو 537 مليون دولار.
لكن الاعتماد الكبير على شبكة تُدار من قبل شركة خاصة أثار قلقًا في عواصم عديدة. ففي إيطاليا، يرفض الرئيس سيرجيو ماتاريلا الاعتماد على "ستارلينك" في الاتصالات الرسمية دون ضمانات أمنية قانونية.
وقال مصدر على دراية بموقفه: "أكثر من كلمات ماسك، نحتاج إلى ضمانات بأننا لن نُفصل، وبأنه لا يمكنه الوصول إلى بياناتنا".
وفي تايوان، التي تتخوف من صراع مع الصين، تُطور الحكومة شبكتها الخاصة من الأقمار الصناعية، وتنظر في التعاون مع مشروع "كايبير" التابع لأمازون، بينما لم تتقدّم "ستارلينك" بطلب ترخيص في الجزيرة.
من الدعم إلى السيطرةبدأت قصة "ستارلينك" في أوكرانيا في فبراير 2022، بعد أن ناشد نائب رئيس الوزراء ميخايلو فيدوروف ماسك لتوفير المحطات. رد ماسك خلال ساعات: "خدمة ستارلينك نشطة الآن في أوكرانيا. المزيد من الوحدات في طريقها".
لكن العلاقة تحوّلت من شراكة تضامرية إلى علاقة تثير التساؤلات. ففي أكتوبر 2022، أثار ماسك غضب كييف بمقترحه أن يُصوت سكان المناطق المحتلة على مستقبلها، ثم أعاد التغريد عن قلقه من "تصعيد كبير" للحرب.
بعد ذلك، أقرّ بتكاليف الخدمة، ثم عاد وقال: "إلى الجحيم، سنواصل تمويل الحكومة الأوكرانية مجانًا".
اليوم، تُستخدم أجهزة "ستارلينك" ليس فقط في الاتصالات، بل مُثبتة على طائرات مسيرة هجومية بحرية وبرية، وفق خبراء أوكرانيين. ورغم أن "سبيس إكس" أكدت أنها اتخذت إجراءات لمنع الاستخدام الهجومي، إلا أن التفاصيل لم تُكشف.
ويواصل المسؤولون الأوكرانيون البحث عن بدائل، لكن أحدهم أقرّ: "مع ستارلينك، لدينا نظام يعمل. البدائل تستغرق وقتًا ومالًا".
في مارس 2024، كتب ماسك على "إكس": "نظام ستارلينك الخاص بي هو العمود الفقري للجيش الأوكراني. سينهار خط الجبهة بأكمله إذا أوقفت تشغيله".
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة