جدل إعلاني .. الإعلانات بين المنافسة والتشهير: أزمة جديدة بين «بلبن» والعبد والمجلس الأعلى يتدخل
تاريخ النشر: 26th, March 2025 GMT
في عالم يتسارع فيه التنافس بين الشركات لكسب ثقة المستهلكين، تُعد الإعلانات سلاحًا ذا حدين؛ فمن ناحية تبرز الجودة والابتكار، ومن ناحية أخرى قد تتحول إلى أداة للنيل من المنافسين. هذا ما حدث مؤخرًا بين شركتي "بلبن" للمنتجات الغذائية والحلويات و"العبد"، حيث أثار إعلان مثير للجدل موجة من الخلاف، مما استدعى تدخل المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام للحفاظ على التوازن وحماية السوق والمستهلكين على حد سواء.
أصدرت لجنة الشكاوى بالمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، برئاسة عصام الأمير، قرارًا فوريًا بمنع عرض إعلان شركة "بلبن" مؤقتًا، وذلك بسبب مشاهد تضمّنت إساءة واضحة لشركة "العبد"، المنافسة لها في سوق الحلويات. جاء هذا القرار بعد رصد الإعلان من قِبَل الإدارة العامة للرصد بالمجلس، إذ أثار موجة من الجدل بين الجمهور والمتابعين. ويهدف القرار إلى حماية معايير الإعلانات، وضمان عدم تحولها إلى أداة للتشهير أو الإضرار بالمنافسين.
استدعاء وتحقيقلم يقتصر الأمر على منع الإعلان، فقد استدعت اللجنة الممثل القانوني لشركة "بلبن"، إلى جانب مسؤولي شركة الدعاية المسؤولة عن تنفيذ الإعلان، لجلسة استماع عاجلة. وأوضح الممثل القانوني خلال الجلسة أن الإعلان لم يُعرض على القنوات الفضائية، بل اقتصر على وسائل التواصل الاجتماعي. وفي خطوة تعكس تحمّل الشركة لمسؤوليتها، أبدى استعدادها لتعديل الإعلان بما يتوافق مع الضوابط التي يفرضها المجلس، مؤكدًا التزامها بعدم الإساءة للمنافسين.
تصحيح المسارلم تمضِ فترة طويلة حتى تواصل الممثل القانوني لشركة "بلبن" مجددًا مع لجنة الشكاوى، معلنًا أن الإعلان قد تم تعديله بالفعل ليتماشى مع المعايير والأكواد الإعلامية المعتمدة. هذه الخطوة تعكس رغبة الشركة في تصحيح المسار واستعادة التوازن في علاقتها بالسوق والمنافسين، مما يُبرز أهمية الاستجابة السريعة للنقد لضمان ثقة المستهلكين.
الاحترام يصنع الفارقفي عالم الأعمال، المنافسة ليست مجرد سباق نحو الصدارة، بل اختبار لمبادئ الأخلاق والاحترام المتبادل. حادثة إعلان "بلبن" تُذكرنا بأن النجاح الحقيقي لا يتحقق على حساب الآخرين، بل من خلال الجودة والابتكار. تدخل المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام يُبرز دوره كحارس للتوازن، ويُوجه رسالة واضحة إلى الشركات بضرورة التفكير مرتين قبل تجاوز الخطوط الحمراء. ففي النهاية، الشركة التي تحترم منافسيها لا تكسب السوق فقط، بل تكسب قلوب المستهلكين أيضًا.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الإعلانات الحلويات بلبن العبد الشكاوى شركة الدعاية المزيد
إقرأ أيضاً:
ميلانو تُفجّر أزمة جديدة في وجه اتحاد الكرة الليبي
في تطوّر مفاجئ ومتكرر، تفجّرت أزمة جديدة في قلب مدينة ميلانو الإيطالية، وذلك بعدما قامت إدارات الفنادق المستضيفة للبعثات الليبية بإخطار كل من وفد الاتحاد الليبي لكرة القدم ووفد قناة ليبيا الرياضية وبعثة نادي أهلي بنغازي بضرورة إخلاء مقار الإقامة بشكل فوري، وذلك على خلفية عدم تسديد المستحقات المالية المتراكمة منذ وصول الوفود إلى الأراضي الإيطالية استعدادًا لمنافسات سداسي التتويج.
وأكّدت مصادر مطلعة أن الوفود الليبية المتمثلة في وفد إداري اتحاد الكرة ووفد قناة ليبيا الرياضية غادرت الفندق بالفعل دون اتخاذ أي إجراء رسمي من قبل اللجنة المنظمة التابعة لحكومة الوحدة الوطنية، والتي تتولّى الجوانب اللوجستية والإدارية الخاصة بالمشاركة الليبية في الحدث الكروي.
نادي أهلي بنغازي يُفاجأ بقرار الإخلاءبدوره، تلقّى نادي أهلي بنغازي إشعارًا رسميًا من إدارة الفندق بضرورة المغادرة، ما تسبب في حالة من الارتباك داخل البعثة، خاصة مع غياب التنسيق أو توفير بدائل مناسبة للإقامة، في وقت حسّاس تتطلب فيه الفرق أقصى درجات التركيز والاستقرار الفني.
وعود بالحلحلة؛ هل تنقذ ماء الوجه؟وبعد مرور ساعات من الأزمة، تواصلت الجهات الرسمية مع إدارة الفنادق، وتم التوصل إلى اتفاق مبدئي يقضي بتمديد الإقامة مؤقتًا، مقابل وعود رسمية بسداد المبالغ المستحقة في موعد محدد خلال الأيام القادمة.
وتشير المصادر إلى أن الأزمة في طريقها إلى الحلحلة الجزئية، بانتظار الوفاء بالالتزامات المالية المتفق عليها، وذلك لتفادي أي إحراج إضافي على الساحة الدولية، وحفاظًا على صورة الكرة الليبية التي تسعى لتثبيت حضورها في المحافل الخارجية.
أزمة تعكس هشاشة التنظيمتفتح هذه الحادثة الباب واسعًا أمام الانتقادات الموجهة لاتحاد الكرة الليبي واللجنة المنظمة، لاسيما في ظل ما يُوصف بـ”سوء التخطيط والإدارة” الذي طغى على تفاصيل مشاركة الفرق الليبية في السداسي المقام بإيطاليا.
وتساءل عدد من المتابعين حول مصير باقي الفرق، وإذا ما كانت هناك ضمانات مالية حقيقية لتجنّب تكرار ما حدث مع بعثة أهلي بنغازي والوفود الإعلامية.