«السمك الناشف».. تقليد غذائي أصيل لأهالي البحر الأحمر في عيد الفطر
تاريخ النشر: 26th, March 2025 GMT
يحتفظ أهالي محافظة البحر الأحمر بعادة غذائية متوارثة خلال عيد الفطر، تميزهم عن بقية محافظات مصر، حيث يعتبر "السمك الناشف" أو المالح وجبة رئيسية على موائدهم في أول أيام العيد.
ويعزى هذا التقليد إلى الظروف البيئية التي عاشها الصيادون في الماضي، حيث ابتكروا طرقًا لحفظ الأسماك لتظل صالحة للاستهلاك بعد رحلات صيد طويلة في عرض البحر.
يروي الحاج محمد مصلح، أحد أقدم تجار السمك المالح في المنطقة، أن الصيادين كانوا يقضون شهورًا في البحر دون وسائل تبريد تحفظ صيدهم، ما دفعهم إلى استخدام الملح كأسلوب طبيعي لحفظ الأسماك.
كانوا يقومون بتشريح الأسماك بطريقة احترافية، بشقها من الظهر، ثم توزيع الملح داخل الأنسجة، قبل تركها لساعات حتى تتشبع.
بعد ذلك، تُغسل جيدًا وتُعرض للشمس لتجف تمامًا، وهي العملية التي تضمن عدم فسادها حتى يعود الصيادون إلى الشاطئ، حيث تُعرض الأسماك في مزادات علنية تُعرف محليًا بـ"الدلالة"، ليتم تصنيفها حسب النوع والحجم، ما يحدد أسعارها في الأسواق.
يؤكد مصلح أن اختيار السمك الناشف الجيد يحتاج إلى خبرة، إذ يجب أن يكون لون اللحم طبيعيًا وليس أبيض ناصعًا، كما ينبغي أن يحتفظ بتماسكه عند فركه بين الأصابع، إذ إن تفتته يشير إلى أنه تعرض للتجميد لفترة طويلة أو أنه غير طازج عند تمليحه.
ليس كل نوع من الأسماك يصلح ليصبح "سمكًا ناشفًا"، بل هناك أنواع محددة تُستخدم في هذه العملية، مثل "الشعور"، و"أبو قرن"، و"الغبانى"، و"الرهو"، و"الحريت".
تمر هذه الأسماك بعملية تنظيف دقيقة قبل التمليح، حيث تُغسل بمياه البحر، ثم تُشّرح ويوضع الملح داخل الأنسجة، قبل أن تترك لتجف تحت أشعة الشمس ليوم كامل.
طرق طهي السمك الناشف.. نكهة مميزة ومذاق مختلفعلى عكس الأسماك الطازجة التي تُطهى غالبًا مشوية أو مقلية، يتم تحضير السمك الناشف بطريقة مختلفة تمامًا.
يوضح صالح سليمان الرشندي، أحد أبناء الغردقة، أن الأسر تبدأ في نقع السمك بالماء ليلة العيد، ثم يُطهى في صباح اليوم التالي بعد تخليصه من الجلد والشوك، حيث يُضاف إلى "التسبيكة" المكونة من البصل والطماطم والصلصة والفلفل الأخضر والتوابل، ليمنحه ذلك مذاقًا غنيًا ومميزًا.
ارتفاع الأسعار والإقبال المستمررغم ارتفاع أسعار السمك المالح في السنوات الأخيرة، إلا أن الإقبال عليه لم يتراجع، إذ يعتبره أبناء البحر الأحمر وجبة خفيفة على المعدة بعد شهر من الصيام، ما يجعله الخيار الأمثل لبدء يوم العيد بوجبة شهية وسهلة الهضم.
بهذا، يظل "السمك الناشف" جزءًا أصيلًا من تراث البحر الأحمر، حيث يجمع بين عبق الماضي وخصوصية المذاق، ليحافظ على مكانته كأحد أبرز الأطباق التقليدية التي يحرص الأهالي على تناولها في عيد الفطر.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: البحر الاحمر الغردقة محافظة البحر الاحمر السمك الناشف عادات متوارثة المزيد البحر الأحمر فی البحر
إقرأ أيضاً:
إريتريا تفرج عن 53 صياد يمني بعد احتجاز صادم ومصادرة قواربهم
انضم إلى قناتنا على واتساب
شمسان بوست / خاص:
عاد اليوم الإثنين 53 صياد يمني إلى مدينة الخوخة الساحلية بمحافظة الحديدة، بعد أن أفرجت السلطات الإريترية عنهم عقب احتجاز استمر عدة أيام في عرض البحر الأحمر.
وأفادت مصادر محلية أن الصيادين كانوا يمارسون نشاطهم داخل المياه الإقليمية اليمنية عندما أوقفتهم البحرية الإريترية، وقامت بمصادرة قواربهم ومعداتهم بالكامل، دون أن تُعيدها لهم عند إطلاق سراحهم.
وبحسب شهادات الصيادين، فقد تعرضوا خلال فترة احتجازهم لمعاملة قاسية ومهينة، ما زاد من معاناتهم النفسية والمادية. وطالبوا الجهات اليمنية المعنية والمنظمات الحقوقية بالتحرك العاجل لوضع حد لهذه الانتهاكات المتكررة التي تهدد أرزاقهم وحياتهم.
وتتكرر حوادث احتجاز الصيادين اليمنيين من قبل الجانب الإريتري في مياه البحر الأحمر، الأمر الذي يزيد من معاناة هذه الفئة التي تعتمد على الصيد كمصدر وحيد للعيش، في ظل الظروف الاقتصادية والإنسانية الصعبة التي تمر بها البلاد منذ سنوات.