لجريدة عمان:
2025-06-20@04:55:38 GMT

نجم «ذنب الدلفين»

تاريخ النشر: 27th, March 2025 GMT

نجم «ذنب الدلفين»

لطالما كان للنجوم حضور قوي في الثقافة العربية، ولا تزال الكثير منها تحمل أسماء عربية حتى اليوم، وقد ورد ذكرها في القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى في سورة الأنعام: «وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ»، وارتبط العرب بالنجوم بشكل وثيق، فأطلقوا عليها أسماء ووصفوها بدقة، ولم يقتصر تأثيرها على علم الفلك وحسب، بل امتد أيضًا إلى الشعر والأدب، حيث تغنّى بها الشعراء وحيكت حولها الأساطير، مستخدمينها لرسم صور خيالية تربط بين النجوم وتوضح مواقعها في السماء ضمن حكايات وقصص مشوقة.

والنجم الذي نتحدث عنه اليوم هو نجم «ذنب الدلفين»، وأهو أحد النجوم البارزة في الكوكبة الصغيرة التي تسمى الدلفين، ورغم صغر هذه الكوكبة مقارنة بالكوكبات النجمية الأخرى إلا أن العرب لم يغفلوها، فـ«ذَنَب الدُّلْفِين»، هي تسمية عربية أصيلة تعني «ذيل الدلفين»، وجاء هذا الاسم كجزء من منظومة عربية لتسمية الكواكب والنجوم التي تتماشى مع أشكال تخيلية للأبراج.

وقد كانت هذه الكوكبة معروفة لدى البحارة العرب، الذين استخدموها مع كوكبات أخرى في تحديد مواقعهم أثناء الإبحار، خاصة في البحر الأحمر والخليج العربي، وهذا النجم الذي نتحدث عنه اليوم كان جزءًا من مجموعة النجوم التي تشكل ما يُسمى «المربع المائي»، الذي يظهر في الصيف، وكان يُعتبر من العلامات الفلكية المهمة للملاحة الليلية، ويظهر ضمن ما يُعرف بـ«مربعانية الصيف»، وهي فترة تتميز بالحر الشديد.

وقد جاء ذكر هذا النجم عند العرب في كتاب عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات لزكريا القزويني، حيث يقول فيه: (كوكبة الدلفين) كواكبه عشرة مجتمعة تتبع النسر الطائر، والنير الذي على ذنبه يسمى ذنب الدلفين، والعرب تسمي الأربعة التي في وسط العنق الصليب والذي على الذنب عمود الصلب.

كما أن سبط ابن الجوزي وصف حيوان الدلفين وكأنه زق منفوخ، وذلك في كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان، في معرض حديثه عن هذه الكوكبة فقال: ومنها الدُّلْفِين: عشرة كواكب مجتمعة خلف النَّسر الطائر، وصورته صورة حيوان بحري يشبه الزِّق المنفوخ، ولم يذكره الجوهري في النجوم، وإنما قال: الدلفين «بالضم» دابَّة في البحر تنجي الغريق.

وأما أبو سعيد الآبي في كتابه «الدر المنثور في المحاضرات فيقول: «كوكبة الدلفين وكواكبه على مربع شَبيه بالمعين تسميها الْعَرَب: الْقعُود والعامة تسميها: الصَّلِيب، وَيُسمى الْكَوْكَب الَّذِي على ذَنْب الدلفين عَمُود الصَّلِيب وَهِي فِي الدَّلْو».

ولو عرجنا على الشعر لوجدنا أن نجم «الدلفين» ورد في أشعار العرب، فهذا الشاعر الشهير أبو نواس الذي عاش في العصر العباسي يقول في قصيدة يمدح فيها محمد الأمين ابن هارون الرشيد فيقول:

أَلا تَرى ما أُعطِيَ الأَمينُ

أُعطِيَ ما لَم تَرَهُ العُيونُ

وَلَم تَكُن تَبلُغُهُ الظُنونُ

اللَيثُ وَالعُقابُ وَالدُلفينُ

وَلِيُّ عَهدٍ ما لَهُ قَرينُ

وَلا لَهُ شبهٌ وَلا خَدينُ

ويقول في قصيدة أخرى يمدح فيها الأمين أيضا:

قَد رَكِبَ الدُلفينَ بَدرُ الدُجى

مُقتَحِماً لِلماءِ قَد لَجَّجا

فَأَشرَقَت دِجلَةُ مِن نورِهِ

وَأَسفَرَ الشطّانِ وَاستَبهَجا

لَم تَرَ عَيني مِثلَهُ مَركَباً

أَحسنَ إِن سارَ وَإِن عَرَّجا

وهذا الشاعر البحتري يقول في قصيدة طويلة له وفيها يذكر هذا النجم فيقول:

يَعُمنَ فيها بِأَوساطٍ مُجَنَّحَةٍ

كَالطَيرِ تَنفُضُ في جَوٍّ خَوافيها

لَهُنَّ صحنٌ رَحيبٌ في أَسافِلِها

إِذا اِنحَطَطنَ وَبَهوٌ في أَعاليها

صورٌ إِلى صورَةِ الدُلفينِ يُؤنِسُها

مِنهُ اِنزِواءٌ بِعَينَيهِ يُوازيها

في حين لو ذهبنا إلى العصر المملوكي لوجدنا الشاعر ابن زقاعة يصف «نجم الدلفين» وصفا فلكيا فيقول:

والنسر اعني واقفا من بعده

قد سار يطلبه بأعلى همة

وكواكب الدلفين قطن وسادة

قد مده قطانه للحشوة

يسمى بسبع البحر يشبه راسه

راسا لليث جسمه كسميكة

وأما الشاعر والفلكي أبو الحسين الصوفي الذي عاش في العصر العباسي، فقد قال في منظومة طويلة له تقارب 500 بيت، وقد ضمّنها علوم الفلك، ذكر «ذنب الدلفين» بقوله:

وهو من الدلفين في أصل الذنب

أما تراه في الكرين والكتب

ويقول أيضا:

وبعده الدلفين وهي انجم

كل إذا ما النسر يبدو ينجم

عددها عشرة مجتمعه

يضيء من جملتهن أربعة

وهذه الأربعة المنيرة

جميعها معروفة مشهورة

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: ب الدلفین

إقرأ أيضاً:

ماذا يأكل النجوم.. وكيف يتمتعون بحياة صحية؟

في السنوات الأخيرة تحديداً، بات العديد من نجوم العالم على دراية أكبر بأهمية وقيمة اتباع أسلوب حياة صحي والالتزام بالعادات اليومية الصحية، التي يمكن أن تحسن أداءهم وترفع من قدرتهم على الإبداع وتحقيق المزيد من التألق المهني، ليس عبر الحفاظ على مظهرهم فقط، بل وكذلك على مستوى عالٍ من الأداء في مجالاتهم الفنية المتنوّعة، ولتحقيق هذا الهدف الأكبر، يسعى كثير منهم إلى المراوحة بين حسن انتقاء الأنظمة الغذائية الصحية، والتمارين الرياضية، وتبني عادات حياتية محفزة تتخطى فكرة المظهر لتؤثر إيجابياً في صحتهم النفسية وطاقاتهم الإبداعية عموماً في الحياة.

تُعدّ التمارين الرياضية جزءاً أساسياً من حياة العديد من نجوم العالم وأبرزهم جينيفر أنيستون، التي استطاعت الحفاظ على لياقتها حتى مع بلوغها اليوم 56 عاماً من عمرها، حيث عملت الممثلة بجد للحفاظ على عضلاتها من خلال انتظامها في جدول تمارين وتدريبات وبرامج لياقة بدنية تناسب عمرها تحسن التوازن والمرونة وتقوي العضلات، وتشعر معها بأنها أقوى من أي وقت مضى.

من جهته، يُعرف رايان رينولدز الذي يستمر في «تحريك جسده» كل الوقت، والذي بات اسماً نموذجياً في لياقة المشاهير، بنظامه الرياضي الصارم. ويشمل روتينه أنواعاً عدة من تمارين القوة والتحمل، ما يسهم في بناء قدراته البدنية والحفاظ على نشاطه المستمر، خصوصاً أثناء تحضيره لتجارب أفلام الأكشن والحركة التي تتطلب منه مستويات لياقة بدنية عالية، مثل تحضيراته أخيراً لفيلم «ديدبول آند وولفوراين».

أمّا جيسيكا بيل، التي لطالما جذبت أسرار لياقتها على السجادة الحمراء، اهتمام جمهورها، فتعد إحدى أبرز النجمات المؤمنات بأهمية الرياضة، إذ أكدت سابقاً «لا أستطيع التوقف، لن أتوقف» وبإيمانها بقيمة التنويع في التمارين الرياضية، الذي جسدته عبر اتباعها نظام لياقة شاملاً يتضمن تدريبات القلب، والصحة العامة ورياضة اليوغا وحتى رياضة تسلّق الجبال وصولاً أخيراً إلى رياضة البيلاتس لتقوية عضلاتها، إذ أكدت «ما يهمني الآن هو المرونة، لا أريد أن أعيش مع الألم»، ما يساعدها على الاحتفاظ بلياقة شاملة تنعكس على أدائها وتجعلها محل إلهام جمهورها.

يولي العديد من النجوم اهتماماً بالغاً بالتغذية الصحية المتوازنة كعامل أساسي في تعزيز أدائهم، ويتجسد هذا الاهتمام عبر تجنب العديد منهم، الأطعمة المصنعة وتفضيلهم الأنظمة الغذائية الطبيعية التي تعزز طاقاتهم. وتعد نماذج ورموز مثل جينيفر لوبيز التي تتبع حميات صارمة خالية من الكافيين والكحول وتتناول البروتينات الخالية من الدهون والفواكه والخضراوات العضوية بشكل متوازن، أكبر دليل على الوعي الغذائي الكبير للنجوم. كما تعد جينيفر أنيستون كذلك، أحد أبرز الأمثلة الحية لهذه الفئة، بتجنبها الأطعمة الغنية بالسكر، والمكررة والمصنعة واعتمادها على البروتينات والخضراوات، ما يحافظ على طاقتها ومظهرها الشبابي.

كما تعد ناتالي بورتمان التي تتبع نظاماً غذائياً نباتياً صارماً، وأريانا غراندي التي تشجع على تناول الفواكه والخضراوات الطازجة، وباميلا أندرسون التي تروج للنظام الغذائي النباتي في كتابها الصادر العام الماضي، أكثر النجوم الملهمين في هذا المجال.

لا تقتصر العناية بالصحة على الجسد فحسب، بل تمتد إلى الصحة العقلية، التي توفر للنجوم نوعاً من الاستقرار وتزيد من قدرتهم على التعامل مع ضغوط العمل، في هذا الصدد، يدرك مشاهير مثل راسل سيمونز، الذي يعتمد التأمل وتمارين اليوغا للوصول إلى السلام الداخلي وتحقيق التوازن النفسي والروحي، أو النجم البريطاني راسل براند، الذي يستخدم التأمل كوسيلة للتعامل مع تحديات الحياة وضغوط العمل، أهمية الحفاظ على التوازن النفسي وتعزيز الاستقرار الداخلي، في المساعدة على تجاوز الضغوط النفسية والحفاظ على التركيز والهدوء، ما يرفع كفاءتهما الإبداعية. في هذا الاتجاه، وعبر تسليط الضوء على أهمية الصحة العقلية، يساعد النجوم اليوم في تقديم صورة أكثر اتزاناً عن الشهرة، إضافة إلى جذب جمهورهم نحو الاهتمام بصحتهم النفسية.

إلى جانب الفوائد الصحية المباشرة، تؤدي اختيارات النجوم الصحية إلى إحداث تأثير إيجابي نوعي على خيارات الجمهور والمجتمع من حولهم، خصوصاً مع تزايد اهتمامهم بنشر عاداتهم الصحية وتوجيه معجبيهم نحو تبني العادات نفسها، فعندما يظهر أحد المشاهير متوخياً نمط حياة صحياً، فإن هذا الأمر قادر على إلهام معجبيه على تبني أساليب حياة صحية مماثلة. ولعل تجربة أسلوب كوين لطيفة في خسارة الوزن ودمج التمارين الرياضية مع التغذية المتوازنة الذي شاركته مع جمهورها، والذي أسهم في إلهام العديد من معجبيها باتباع مسار صحي مشابه، أكبر مثال عزز من تأثير المشاهير الإيجابي على الجمهور في مجال تحسين الصحة.

صحيفة الامارات اليوم

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • فوز لأربيل على الجوية وتعادل إيجابي للكهرباء والنفط بدوري النجوم
  • في أول ظهور له.. ماذا قال مينا مسعود عن «في عز الضهر»؟
  • حشرة تستخدم النجوم للتنقل مئات الأميال.. ما قصتها؟
  • الأبوذيَّة العراقيَّة وجذورها الريفيَّة
  • عمر محمد رياض يكشف لـ صدى البلد عن دوره في مسلسل قهوة 2
  • «العبدي» ورتق «الممزّق»
  • الروائي سعيد البرغوثي يوقع كتاب “الطروادي الأخير” في دمشق
  • ماذا يأكل النجوم.. وكيف يتمتعون بحياة صحية؟
  • هيدي كرم: “أطلب من ربنا وما تشيلش هم.. هو رب المستحيلات”
  • بلدية تنورين هنأت ربيع الشاعر وكارلا جزار لتعيينهما سفيري لبنان في فرنسا وروما