ماذا يعني التوازن لصحة القلب والدماغ بعد الـ 60؟
تاريخ النشر: 28th, March 2025 GMT
التوازن عملية "متعددة الأوجه" تشمل الرؤية، والجهاز الدهليزي في الأذن الداخلية، والجهاز العصبي، وهو مهارة تؤثر على جودة الحياة، وتم ربطها في دراسات حديثة بصحة القلب والدماغ.
تقول الدكتورة كيلي غابرييل، من كلية الصحة العامة بجامعة ألاباما: "التوازن يسمح لك بممارسة النشاط البدني. كل ما تفعله يتطلب مستوى معيناً من التوازن؛ الوقوف عند الحوض، والمسح، والمشي مع الكلب.
ووفق الإرشادات الصحية الأمريكية للنشاط البدني، يجب أن يكون تدريب التوازن من روتين التمارين الأسبوعي لكبار السن للمساعدة في منع السقوط، وهي مشكلة شائعة أخرى لدى الناجين من السكتات الدماغية.
وبحسب "مديكال إكسبريس"، تشمل هذه التمارين: المشي للخلف، أو الوقوف على ساق واحدة، أو استخدام لوح التوازن.
كما تشير الإرشادات إلى أن الأنشطة التي تقوي الظهر والبطن والساقين تُحسّن التوازن أيضاً.
وفي دراسة سويدية أجريت عام 2024، شملت 4927 مشاركاً لا يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية، وكانوا في الـ 70 من العمر. تم قياس توازنهم في بداية الدراسة باستخدام لوح التوازن، ومتابعتهم لـ 5 سنوات.
التوازن الجانبيووجد الباحثون أن مشاكل التوازن الجانبي - القدرة على الحفاظ على الثبات أثناء نقل الوزن من جانب إلى آخر من الجسم - ارتبطت بارتفاع خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
وبالمثل، وجدت دراسة أخرى أنه من بين ما يقرب من 130 ألف أعمارهم 60 عاماً فأكثر في كوريا الجنوبية، أن الأشخاص الذين يعانون من ضعف التوازن أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب التاجية أو السكتة الدماغية.
كما وجدت دراستان حديثتان أجريتا العام الماضي ارتباطاً بين ضعف التوازن وزيادة خطر الإصابة بالخرف لدى كبار السن.
لكن الأطباء لا يؤيدون الربط المباشر بين التوازن وصحة القلب والدماغ، لأن حالات مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والخرف تتطور على مدى عقود، وقد تنشأ بسبب عوامل خطر أخرى.
وتقول غابرييل: "إحدى العلاقات الأكثر تأكيداً هي أنه كلما زاد نشاط الشخص، زادت احتمالية تحسن توازنه. والتوازن عامل رئيسي في الوقاية من السقوط، وهو السبب الرئيسي للإصابة بين البالغين الذين تبلغ أعمارهم 65 عاماً فأكثر".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل عيد الفطر غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الشيخوخة صحة القلب
إقرأ أيضاً:
عُمان.. بوابة التوازن والتكامل في قلب العالم القديم والجديد
إسماعيل بن شهاب البلوشي
تقف سلطنة عُمان على ضفاف التاريخ والجغرافيا، موغلة في القدم، ومتجذرة في الحاضر، ومتطلعة لمستقبل استثنائي؛ فموقعها الجغرافي ليس محض صدفة؛ بل هو قدر من الجغرافيا والتاريخ والسياسة وبأمرٍ من الله أولًا وأخيرًا.
في الجنوب الشرقي لشبه الجزيرة العربية، تطل عُمان على واجهتين بحريتين شاسعتين: بحر العرب والمحيط الهندي، وتمتد حدودها البرية لتلامس أربع دول ذات ثقل سكاني واقتصادي واستراتيجي: اليمن، والمملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، وجمهورية إيران الإسلامية عبر مضيق هرمز. وإذا أضفنا إلى ذلك القرب الجغرافي من الهند وباكستان وسواحل شرق أفريقيا، فإننا أمام لوحة من التنوع والتأثير المُتبادل، لا نظير لها في المنطقة.
عُمان واليمن: عمق بشري وفرصة استراتيجية
وتمتلك اليمن الشقيق كثافة سكانية كبيرة تفوق 30 مليون نسمة، موزعة على تضاريس نعم معقدة لكنها غنية بالفرص. أن الشعب اليمني الشقيق مستهلكًا ومنتجًا، وليس فقط من خلال الفكر التجاري المباشر إلا أن نتاج التكامل التجاري يمكن أن يسهم وبقوة في استقرار اليمن وأن تكون عُمان بوابته الطبيعية إلى العالم. الفكرة الاستراتيجية تبدأ بطريق مباشر يبدأ من المزيونة إلى العمق اليمني ليشكل شريان حياة اقتصادي، يربط أسواق اليمن بميناء صلالة ويخلق فرصة لتجارة برية مستدامة، بعيدًا عن تعقيدات موانئ البحر الأحمر. وهذا الطريق يمكن أن يتحول إلى ممر خدمات ولوجستيات وسياحة واستثمار، إذا ما صيغ بتخطيط دقيق وشراكات استراتيجية.
الإمارات: تكامل لا تنافس
التبادل التجاري والسياحي مع الأشقاء في دولة الإمارات لا ينبغي أن يُقرأ كمعادلة تنافسية، بل كفرصة تكامل ذهبي. السياحة يمكن أن تكون محورًا لهذا التكامل، حيث تتميز الإمارات بالحداثة والخدمات السياحية الناجحة، فيما تقدم عُمان الطبيعة البكر والثقافة الأصيلة والإرث الذي لا تضاهيه دولة في العالم والهدوء الذي ينشده السائح الباحث عن تجربة حقيقية. وإنشاء منطقة حرة بين البريمي والعين، أو على طول المناطق الحدودية مثل خط وادي الجزي أو محضة، يمكن أن يعزز من التبادل التجاري والسياحي، ويخلق آلاف الوظائف، ويزيد من الجاذبية الاستثمارية لكلا البلدين.
السعودية: الامتداد نحو الفرص الكبرى
المملكة العربية السعودية الشقيقة، بما تمثله من اقتصاد متحول ومتوسع في ظل رؤية 2030، هي شريك محتمل من الطراز الرفيع. الحدود الطويلة بين عُمان والسعودية، وافتتاح طريق الربع الخالي، خلقا جسرًا جديدًا للتبادل. منطقة الظاهرة في عُمان يمكن أن تتحول إلى عقدة لوجستية، ومركز تجميع وتوزيع للبضائع القادمة من موانئ السلطنة نحو المملكة. والمقابل واضح: فتح الأسواق السعودية أمام المنتجات والخدمات العُمانية، وجذب الاستثمارات السعودية إلى القطاعات السياحية والتعدينية والبيئية.
المحيط المقابل: الهند، باكستان، إيران، وشرق أفريقيا
في الجهة الأخرى، تقف سلطنة عُمان على مرمى حجر من موانئ الهند وباكستان، وتتقابل عبر البحر مع إيران وشرق أفريقيا. ميناء الدقم، بموقعه الفريد، لا يطل فقط على ممرات بحرية عالمية، بل يمكنه أن يصبح مركزًا استراتيجيًا لتحويل حركة التجارة من الخليج إلى الجنوب. الربط مع الموانئ الهندية والباكستانية، وتطوير اتفاقيات تجارة حرة أو مسارات ملاحة سريعة، سيمكن عُمان من أن تلعب دور الجسر التجاري بين الشرق والغرب.
أما سواحل أفريقيا، من الصومال إلى تنزانيا وكينيا، فهي إرث تاريخي ومجال استثماري واعد، سواء في الزراعة أو النقل البحري أو الخدمات الطبية والتعليمية. كما إن العلاقات الهادئة والمقبولة دوليًا التي تحظى بها عُمان تؤهلها لأن تكون واجهة دبلوماسية وتجارية ناعمة في هذه المنطقة.
أمن الداخل: أساس الاستدامة
ولا يمكن لأي طموح اقتصادي أن يتحقق دون بيئة أمنية مستقرة ومتطورة. وعُمان، بحكمتها السياسية، حافظت لعقود على استقرار داخلي فريد، لكنه اليوم بحاجة إلى أدوات عصرية: أمن رقمي، منظومات مراقبة ذكية، استباق الكتروني هادئ وفاعل ومرونة قانونية لضبط التوازن بين الانفتاح والسيادة. إن الحفاظ على هذا الاستقرار، وتحديث أدواته، هو الركيزة التي يجب أن يقوم عليها أي مشروع استراتيجي.
الجغرافيا نعمة تحتاج إلى إرادة
موقع عُمان ليس مجرد خريطة؛ بل كنز استراتيجي، شريطة أن يتم تحويله من معطى طبيعي إلى رؤية اقتصادية متكاملة. ورسم خطوط الطرق والموانئ، وتحفيز التكامل الإقليمي، والانفتاح الذكي على الأسواق العالمية، وتحديث البنية الأمنية والإدارية، يمكن أن ينقل السلطنة من دور "المراقب الحيادي" إلى "الفاعل المحوري" في معادلات الاقتصاد العالمي. الجغرافيا أعطتنا المفتاح، لكن لا بُد أن نمتلك الشجاعة والخيال لنفتح الأبواب. وكذلك من إطلاق العنان برفع سقف الطموح الى أبعد مما نحن عليه اليوم.
رابط مختصر