التحذيرات الأمريكية تُلقي بظلالها على دمشق: قطاعات حيوية تعاني ومخاوف من ركود اقتصادي خلال عيد الفطر
تاريخ النشر: 29th, March 2025 GMT
أي قرار يتم اتخاذه على المستوى الدولي يترك أثرًا عميقًا داخل سوريا قبل أن يصل الخارج.
في ظل التحذيرات التي أطلقتها سفارة الولايات المتحدة لرعاياها بشأن زيارة سوريا خلال فترة عيد الفطر، بدأت القطاعات الاقتصادية والاجتماعية في العاصمة دمشق تشهد حالة من القلق والاضطراب.
القرار الأمريكي، الذي حذر من "مخاطر متزايدة" قد تستهدف أماكن عامة ومنشآت دولية، أثار موجة من المخاوف لدى المواطنين وأصحاب الأعمال الذين يعوّلون على هذه الفترة لتحقيق دخل إضافي بعد شهور من الركود.
الطبيب بشار، صاحب عيادة أسنان في شارع 29 أيار بوسط دمشق، كان من بين أولئك الذين شعروا بالتأثير المباشر لهذا القرار. ويقول الطبيب ليورونيوز: "شكل القرار صدمة لنا صباح اليوم السبت 29 آذار/مارس، حيث قام عدد من المراجعين من دولتي الأردن والعراق بإلغاء زيارتهم المقررة إلى دمشق".
ويضيف: "اعتمدنا بشكل كبير على المرضى القادمين من الخارج خلال فترة عيد الفطر، خصوصًا بعد توقف استمر شهر رمضان، وهذا الأمر سيؤدي إلى تأثير سلبي واضح على الدخل وقدرتنا على الوفاء بالالتزامات المالية".
ويشير الطبيب إلى أنهم سيضطرون الآن للتركيز فقط على المرضى المحليين، وهو ما لن يغطي العجز المتوقع.
Relatedبسبب تهديد إرهابي محتمل... وزيرا الداخلية الألماني والنمساوي يلغيان زيارة إلى سوريا أجواء التحضيرات لعيد الفطر في سوريا ما بعد بشار الأسد.. بين الأمل والتحدياتشروط أمريكية على سوريا مقابل رفع جزئي للعقوبات... هل يستطيع الرئيس السوري تلبيتها؟ المطاعم تعاني تخوفًا من انخفاض الإقبالفي منطقة باب توما بدمشق القديمة، يعبر سيمون وهو صاحب أحد المطاعم عن قلقه من تراجع الإقبال خلال فترة العيد، التي تعد تقليديًا موسمًا ذهبيًا لأصحاب المطاعم. يقول ليورونيوز: "نعتبر فترة عيد الفطر فرصة عمل مهمة جدًا، خاصة مع الحفلات والمناسبات التي يأتي إليها السياح العرب من الدول المجاورة والخليج، بالإضافة إلى السوريين أنفسهم".
ويأمل أن يدرك الناس أن التحذيرات ليست أكثر من مجرد إجراءات احترازية، مشيرًا إلى أن الحركة في دمشق لا تزال شبه طبيعية خلال شهر رمضان.
مواطنون يرون الأمر ضمن إطار الروتين الدوليمن جانب آخر، يرى المواطن السوري "سامر عيسى" أن التحذيرات الأمريكية تأتي في نطاق ضمان سلامة مواطنيها، وهي خطوة اعتيادية تتبعها واشنطن في مثل هذه الظروف. لكنه يشير إلى أن سوريا اليوم محط أنظار العالم، وأن أي قرار يتم اتخاذه على المستوى الدولي يترك أثرًا عميقًا داخل البلاد قبل أن يصل إلى الخارج.
ويقول: "ما يقلقنا هو أن مثل هذه القرارات قد تؤثر سلبًا على الاقتصاد والنفسيات العامة، حتى لو لم يكن هناك ما يدعو للخوف أو الذعر".
سوق الحمراء: مخاوف من شلل اقتصاديفي سوق شارع الحمراء التجاري، يتحدث مصطفى أحد الباعة عن التأثير المحتمل لهذه التحذيرات على حركة البيع والشراء خلال فترة العيد. يقول: "فترة تحضير العيد كانت جيدة هذا العام، ورأينا إقبالًا ملحوظًا من المواطنين.
كنا نعول على عطلة العيد لاستقطاب أعداد كبيرة من السياح العرب الذين اعتدنا وجودهم في دمشق خلال فترة الأعياد، ويشكلون ثقلًا حقيقيًا في الشراء". ويضيف بقلق: "إذا ما استجابوا لهذه التحذيرات، فهذا يعني أننا سنواجه شللًا اقتصاديًا مقصودًا، وسيكون لذلك تداعيات وخيمة على السوق المحلي".
السفارة الأمريكية: تحذيرات أمريكية تستند إلى مخاوف أمنيةبدورها، أصدرت سفارة الولايات المتحدة في سوريا بيانًا مساء الجمعة، حذرت فيه رعاياها من زيارة سوريا بسبب "المخاطر الكبيرة للإرهاب والاضطرابات المدنية والخطف واحتجاز الرهائن والصراع المسلح".
وأشار البيان إلى احتمالية وقوع هجمات خلال فترة عيد الفطر، والتي قد تستهدف السفارات والمنظمات الدولية والمؤسسات السورية العامة في دمشق.
وأكدت السفارة أن أساليب الهجوم قد تشمل مهاجمين انتحاريين أو رجالًا مسلحين أو استخدام عبوات ناسفة. وكانت السفارة قد أوقفت أنشطتها في سوريا منذ عام 2012، لكنها تواصل إصدار تحذيرات دورية لمواطنيها بشأن الوضع الأمني في البلاد.
ويأتي هذا التحذير في ظل استمرار الأوضاع الأمنية غير المستقرة في سوريا، بعد الحرب التي استمرت نحو 14 عامًا وانتهت بإطاحة الرئيس السابق بشار الأسد في ديسمبر الماضي.
وعلى الرغم من الجهود المبذولة لإعادة الاستقرار، لا تزال البلاد تعاني من آثار الحرب وتبعاتها الاقتصادية والاجتماعية.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية مجلس أوروبا يدعو تركيا للإفراج عن إمام أوغلو وزيدان مناورات فلبينية-أميركية-يابانية في بحر الصين الجنوبي وسط توتر مع بكين منشورات لبنانيين "تبارك" الغارات الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية عيد الفطرسورياالولايات المتحدة الأمريكيةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني رجب طيب إردوغان قطاع غزة ألمانيا دونالد ترامب إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني رجب طيب إردوغان قطاع غزة ألمانيا عيد الفطر سوريا الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني رجب طيب إردوغان قطاع غزة ألمانيا اليابان روسيا المفوضية الأوروبية الاتحاد الأوروبي أوروبا حزب الله فترة عید الفطر یعرض الآنNext خلال فترة فی سوریا
إقرأ أيضاً:
تقرير: مع تراجع الدولار ومخاوف إخضاع سبائك الذهب للرسوم الجمركية المعدن الأصفر يتجه للصعود
أفاد تقرير اقتصادي متخصص بأن الذهب حقق أداء قويا بنهاية الأسبوع الماضي حيث أغلقت تداولاته على ارتفاع ملحوظ مدعومة بتراجع نسبي للدولار الأمريكي إلى جانب تصاعد المخاوف من توجهات تنظيمية جديدة بشأن تجارة الذهب بعد قرار مفاجئ من هيئة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية بإدراج سبائك الذهب بوزن 1 كجم و100 أونصة تحت فئة تخضع للرسوم الجمركية.
وأوضح التقرير الصادر عن شركة «دار السبائك» الكويتية، اليوم، أن البيت الأبيض حاول احتواء تداعيات هذا القرار بتأكيد أنه لا يمثل توجها سياسيا ثابتا، لكن الأسواق لم تتجاهل الإشارات التي حملها مما من زاد الإقبال على الذهب كأصل آمن خصوصا مع ارتفاع التوترات التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها الأوروبيين لاسيما سويسرا التي تمثل مركزا عالميا لتكرير الذهب وتصديره.
وأشار إلى أن هذه الخطوة وإن لم تُفعل بعد إلا أنها تحمل أبعادا جيوسياسية واضحة وتفسر ضمن مساعي واشنطن لإعادة ضبط علاقاتها الاقتصادية بما يخدم أولوياتها المحلية، لافتا إلى أن البيانات الاقتصادية الأمريكية الضعيفة عززت التوقعات باتجاه المجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي نحو خفض وشيك في أسعار الفائدة.
توقع خفض الفائدة في الفيدرالي الأمريكيوذكر التقرير أن زيادة طلبات إعانات البطالة لأعلى مستوياتها منذ نوفمبر 2021 إلى جانب تباطؤ قطاع الخدمات دفعا الأسواق إلى تسعير احتمالية خفض الفائدة بنسبة 92% خلال الاجتماع المقبل للفيدرالي الأمريكي مع توقعات متزايدة بخفض بمقدار 25 نقطة أساس أو أكثر إذا استمرت المؤشرات السلبية خصوصا مع غياب إشارات قوية من التضخم تدعم استمرار التشديد النقدي.
وأفادت «دار السبائك» في تقريرها بأن ارتفاع العائد على السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى 4.285% والتحسن الطفيف في مؤشر الدولار أمام العملات الرئيسية الأخرى، لم يكن له تأثير كبير على معنويات المستثمرين إذ استمر التوجه نحو التحوط وسط أجواء اقتصادية غير مستقرة وتضارب التوقعات بشأن السياسة النقدية.
الذهب يدرج في قائمة السلع التي تخضع للرسوم الجمركيةوبين التقرير أن إدراج الذهب ضمن السلع الخاضعة للرسوم الجمركية يشكل رسالة سياسية للاتحاد الأوروبي ويعكس توجها أمريكيا نحو تعزيز الإنتاج المحلي وتقليص الاعتماد على المراكز المالية الأجنبية حتى الحليفة منها، مشيرا إلى أن هذه التوترات وإن لم تتطور إلى صراع مباشر فقد دفعت المستثمرين لزيادة حيازاتهم من الذهب وقاد الذهب إلى إغلاق تداولاته الأسبوع الماضي عند 3398 دولارا للأونصة ليسجل أعلى مستوى في أسبوعين.
وتوقع أن تركز الأسواق خلال الأسبوع الجاري على بيانات مؤشر أسعار المستهلك ومبيعات التجزئة ومؤشر ثقة المستهلك في الولايات المتحدة إضافة إلى تصريحات مسئولي الفيدرالي الأمريكي، موضحا أن أي نتائج سلبية أو متباينة قد تعزز بقاء الذهب عند مستوياته الحالية أو تدفعه لاختبار مستويات أعلى.
وعلى الصعيد المحلي أشار تقرير «دار السبائك» الكويتية إلى أن سعر جرام الذهب عيار 24 ارتفع إلى 33.320 دينار «حوالي 108 دولارات»، أما عيار 22 فسجل 30.544 دينار للجرام «حوالي 100 دولار»، بينما بلغ سعر كيلو الفضة 421 دينارا «نحو 1377 دولارا».
اقرأ أيضاًهدوء في سعر الذهب داخل صاغة مصر مع حلول الإجازة الأسبوعية
موعد صرف مرتبات شهر أغسطس 2025 بعد زيادة الحد الأدنى للأجور
العمل: صرف 94.8 مليون جنيه إعانات لـ10 آلاف عامل خلال عام