"الفيوم فيها حاجة حلوة".. أسرة قبطية متخصصة في صناعة كعك العيد للمسلمين.. صور
تاريخ النشر: 30th, March 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
عندما تطأ بإحدى قدميك داخل الحي الشعبي الراقي تستنشق عبق روائح الزمن الجميل والتي أشبه بستينيات القرن الماضي، تسافر بك في رحلة تستغرق ثوان معدودة تمتد لقبل 60 عاما والتي تشعرك براحة واطمئنان وتستعيد ذكريات زمن فات بات في طي النسيان، بحي الجون في مدينة الفيوم تنسج بحب وبهجة عائلة إسحق مهنتها التي توراثتها قبل 40 عاما، تلك الأسرة القبطية التي تخصصت في صنع كعك عيد الفطر المبارك في محافظة الفيوم ليبيعوه للمسلمين مع حلول شهر رمضان المبارك وحتى احتفالهم بعيد الفطر المبارك
يؤكد سعيد إسحق، أن هذه المهنة توارثها هو وأشقائه الأربعة من والدهم والتي بدأت بغرفة صغيرة في بداية عمله بتلك الحرفة منذ عقود ومن ثم فتح معمل والذي يطلق عليه المواطنين ورشة خصصت لصنع بسكويت وكعك عيد الفطر المبارك في محافظة الفيوم، ابتداء من أول رمضان وحتى العيد، لافتا "كلنا واحد هنا، مسلمين ومسيحيين، نستمتع بالعمل والأجواء الطيبة"
وأشار "إسحق" في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، إلي أن هذه الأسرة تنتنظر الشهر الفضيل لأنهم يعتبرونه موسمهم حيث يعملون منذ أول يوم في الشهر حتى ليلة العيد، مشيرًا إلى أن غالبية زبائنه من أكبر العائلات في الفيوم وعُمد القرى، معبرا عن سعادته "بشارك إخواتي فرحتهم".
ولافت إلي أنه لديه زبائنه في القرى اللذين يحرصون على عمل كميات كبيرة بتكلفة أقل على غير زبائن المدينة، يحضرون المواد الخام، ونقوم بالتصنيع فقط مقابل أجر قدره جنيهات زهيدة لكل كيلو، موضحا أنهم يحرصون على تثبيت الأسعار دون مضاعفتها، ونقوم بتصنيع جميع أنواع الحلوى على حسب رغبة الزبائن كالكعك السادة والملبن وبسكويت الفانيليا والنشادر وغريبة بالمربى والشوكولاته والبتي فور واللانشكير.
58675b58-bda6-4f23-a60a-d60dea391a2d 80868020-2240-418d-ab24-267829699a51 cb7f8174-43ab-40d9-8d61-4e90471dbdac d27c14d7-c893-4420-845b-15caecc04aca de8d6d3a-94fd-4bd6-864d-334ea20a20b0 eb3687cf-d57c-401a-b546-a129638a52e0 fa26c98d-932d-4f9d-9059-adedcd93c2ca ba8ea1f5-24b1-4d36-b0e9-99661d0b2da0المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: محافظة الفيوم عيد الفطر المبارك في الفيوم عيد الفطر
إقرأ أيضاً:
قرية “آل منجم” .. ثلاثة قرون من الأصالة بقلب نجران
تنتصب على الضفة الشمالية لوادي نجران، قرية “آل منجم” التراثية شامخةً، أحد أبرز الشواهد الحية على عبقرية العمارة الطينية في منطقة نجران، وكنزًا ثقافيًّا يعكس عمق التاريخ وبهاء المكان.
وتتألف القرية من سبعة قصور طينية شاهقة، يتراوح ارتفاعها بين أربعة إلى سبعة طوابق، محتضنة في جنباتها مرافق متعددة، من بينها المسجد، ومرابط الخيل، والدروب الطينية، والمجالس، ومخازن الحبوب، إلى جانب البئر التراثي المعروف باسم “الحسي”، والشرفة العلوية التي تُعرف محليًا بـ”الخارجة”، وتحاط هذه المعالم بسور طيني ضخم بثلاث بوابات رئيسة تحرس تاريخًا عريقًا.
وأوضح المشرف على القرية، راشد بن محمد آل منجم، أن تاريخ إنشاء القرية يعود إلى أكثر من ثلاثة قرون، وقد أُعيد ترميمها وتهيئتها خلال العقدين الأخيرين بجهود ذاتية من الملاك، لتستعيد بريقها وتتحول إلى وجهة تراثية تزخر بالحياة، وتفتح أبوابها للزوار وعشاق التاريخ.
وأضاف أن مباني القرية تتفاوت في تسمياتها وأشكالها، وتعكس إبداعًا هندسيًا فريدًا، مبينًا أن مبنى “المشولق” يتميز بزواياه المائلة وقرب سقفه، وتطل منه غرفه على مدخل القرية، فيما يُبنى “المربع” و”القصبة” بشكل دائري يضيق تدريجيًا نحو الأعلى، وتُشيّد عادة في الزوايا لأغراض الحماية، أما مبنى “المُقْدُم” فيضم ثلاثة طوابق وفناء داخلي، ويُستخدم مجلسًا ومستودعًا للأغذية والأدوات، فيما يستمد البناء رونقه من البيئة المحلية، إذ تُستخدم فيه مواد طبيعية كالطين، وسعف وجذوع النخيل، وخشب الأثل، والسدر الذي يُشكّل مكونًا رئيسًا في صناعة الأبواب والنوافذ، مما يعكس تناغمًا عميقًا بين الإنسان ومحيطه.
وأشار آل منجم إلى أن الجهود المبذولة للمحافظة على القرى التراثية وتهيئتها للزوار، تُعد امتدادًا للحفاظ على الموروث الثقافي للمنطقة، ضمن رؤية المملكة 2030، التي تسعى إلى إحياء الموروث الوطني، وتمكين المجتمعات المحلية من الحفاظ على كنوزها التاريخية، وتحويل القرى التراثية إلى مقاصد سياحية نابضة بالحياة، تُسهم في تعزيز الهوية الثقافية وتنمية الاقتصاد الوطني.