وزارة الثقافة تدمج التراث والحداثة في مبادراتها.. من النيل عنده كتير إلى المؤتمر العالمي للإفتاء
تاريخ النشر: 12th, August 2025 GMT
تشهد وزارة الثقافة المصرية حراكًا متنوعًا يجمع بين استدعاء الذاكرة الوطنية والهوية الحضارية من جهة، والانفتاح على قضايا العصر والتقنيات الحديثة من جهة أخرى، عبر سلسلة من المبادرات والفعاليات التي حظيت بدعم وتعاون مؤسسي واسع.
في إطار مبادرة “النيل عنده كتير… لعزة الهوية المصرية”، أطلقت وزارة الثقافة بالتعاون مع وزارة النقل، ممثلة في الهيئة القومية للأنفاق، برنامجًا ثقافيًا وبصريًا مبتكرًا يُعرض عبر شاشات محطات مترو الأنفاق وخطوط القطارات، بما فيها القطار السريع المتجه للعاصمة الإدارية الجديدة.
ويتضمن المحتوى المعروض مقاطع فيديو ومواد أرشيفية نادرة، منها لوحات رسمها المستشرقون خلال القرنين الثامن والتاسع عشر، تعكس نظرة العالم للنهر الخالد، ومقتطفات من معرض “رحلة مع النيل” الذي تنظمه الهيئة القومية للبريد في قاعة آدم حنين بمركز الهناجر للفنون، ويضم مستنسخات نادرة لطوابع بريدية توثق مناسبات وطنية واحتفالات مرتبطة بالنيل. كما تشمل العروض صورًا من بوسترات الأفلام المصرية التي تناولت النهر، وصور الفائزين بجوائز الدولة للنيل، وأعمالًا كاريكاتيرية فنية، ولقطات وثائقية من إنتاج المركز القومي للسينما توثق الحرف البيئية المرتبطة بالنيل.
وأكد وزير الثقافة، الدكتور أحمد فؤاد هنو، أن المبادرة تأتي بدعم الفريق كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل، بهدف تقديم محتوى ثقافي راقٍ للمواطنين خلال تنقلاتهم. وأشار إلى أن هذا التعاون يأتي امتدادًا لسلسلة فعاليات مشتركة، بدأت باحتفالية “نجيب محفوظ في القلب”، مرورًا بمبادرة الاحتفاء بالسيرة الهلالية والشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي، وصولًا إلى هذه الخطوة التي تمزج بين الثقافة والمجال العام.
وفي سياق متصل، شهد الوزير انطلاق فعاليات المؤتمر العالمي العاشر للإفتاء، الذي تنظمه دار الإفتاء المصرية والأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، تحت عنوان “صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي”، برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي.
افتتح المؤتمر الأستاذ الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، بحضور شخصيات دينية وثقافية بارزة، منها الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف (نيابة عن رئيس الوزراء)، والدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر (نيابة عن الإمام الأكبر)، إضافة إلى مشاركة وزراء وسفراء ومفتين من أكثر من 70 دولة، بينهم الدكتور يوسف بلمهدي وزير الشؤون الدينية والأوقاف الجزائري، والدكتور عمرو الدرعي من الإمارات، والدكتور قطب سانو الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي، وفضيلة الدكتور محمد حسين مفتي القدس.
وأكد وزير الثقافة في كلمته أن انعقاد المؤتمر تحت هذا العنوان يعكس وعيًا ثقافيًا بأهمية مواكبة التحولات التقنية، ودمجها في خدمة القيم الإنسانية وبناء الإنسان الواعي القادر على التعامل مع معطيات العصر. وأشاد بالرؤية التي تجمع بين التأصيل الشرعي العميق والانفتاح على آفاق المستقبل، معتبرًا أن المؤتمر يمثل منصة دولية لتبادل الخبرات بين المؤسسات الدينية والفكرية، وترسيخ منهج الوسطية ونشر الفكر المستنير.
ويتناول المؤتمر خمسة محاور رئيسية، تشمل تكوين المفتي العصري، والإفتاء في عصر الذكاء الاصطناعي، والتحديات التي تواجه المفتي الرشيد، إضافة إلى دور الذكاء الاصطناعي في تطوير العمل المؤسسي الإفتائي، واستعراض تجارب مؤسسات الفتوى عالميًا. ومن المقرر أن يشهد على مدار يومين إطلاق مبادرات ومشروعات بحثية وتدريبية لدعم قدرات المفتين، وتحقيق تكامل بين العلوم الشرعية والتكنولوجيا الحديثة.
بهذا المشهد، تعكس وزارة الثقافة توجهًا استراتيجيًا يقوم على دمج الماضي بالحاضر، وإحياء رموز الهوية المصرية، وفي الوقت نفسه الانخراط في النقاشات العالمية حول قضايا المستقبل، في انسجام يبرز دور مصر كحاضنة للتراث وفاعلة في صياغة الفكر المعاصر.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: وزارة الثقافة النيل عنده كتير المستشرقون وزارة الثقافة
إقرأ أيضاً:
للمشاركة في المؤتمر العالمي للإفتاء .. ممثلو 70 دولة يصلون إلى مطار القاهرة
شهد مطار القاهرة الدولي، اليوم الأحد، بدء وصول الوفود الدولية المشاركة في فعاليات المؤتمر العالمي العاشر لدار الإفتاء المصرية، والذي تنطلق أعماله الثلاثاء المقبل تحت عنوان: «صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي» برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وعلى مدار اليوم، جرى استقبال عددٍ من كبار الشخصيات العامة وعلماء الدين ورجال الإفتاء، من بينهم سماحة الشيخ أبو بكر زبيري علي مفتي تنزانيا رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وسماحة الشيخ أحمد النور محمد الحلو مفتي تشاد، و سماحة الشيخ موسى سندايغايا مفتي رواندا.
ويُعقد المؤتمر هذا العام على مدار يومي 12 و13 أغسطس الجاري بمشاركة وفود من أكثر من سبعين دولة، ويعد هذا المؤتمر من أبرز الفعاليات الإفتائية على مستوى العالم، إذ يجمع كبار الشخصيات الرسمية والمفتين ورجال الدين من مختلف القارات لبحث سبل تطوير العمل الإفتائي، وتعزيز التعاون الدولي في مواجهة التحديات الفكرية والدينية التي فرضها العصر الرقمي، كما يشكل منصة استراتيجية لتبادل الخبرات وإرساء معايير موحدة للفتوى الرشيدة.