تواصل عمليات الإغاثة في ميانمار وهزات ارتدادية في ماندالاي
تاريخ النشر: 30th, March 2025 GMT
تواصلت عمليات الإنقاذ والبحث عن ناجين في مدينة ماندالاي مركز الزلزال المدمر الذي ضرب ميانمار قبل يومين وأسفر عن مصرع أكثر من 1700 شخص و18 شخصا على الأقل في تايلند المجاورة، في حين ضربت المدينة هزات ارتدادية جديدة.
وضرب زلزال بقوة 7.7 درجات شمال غرب مدينة ساغاينغ قرب ماندالاي وسط ميانمار بعد ظهر أول أمس الجمعة على عمق سطحي.
وسجلت اليوم هزة ارتدادية صغيرة، مما دفع الناس إلى الخروج من أحد الفنادق بحثا عن الأمان، عقب هزة مماثلة شعر بها السكان مساء أمس السبت. وتجمعت شاحنات محملة بعناصر إطفاء في إحدى محطات الإطفاء الرئيسية في ماندالاي لإرسالها إلى مواقع حول المدينة.
وقال المجلس العسكري الحاكم في ميانمار إن الزلزال تسبّب في مصرع نحو 1700 شخص وإصابة أكثر من 3400، معظمهم في ماندالاي ثاني أكبر مدينة في البلاد والأكثر تضررا، في حين لا يزال ما لا يقل عن 300 في عداد المفقودين. ولا يزال من الصعب تقييم حجم الكارثة، خصوصا في ظل انقطاع الاتصالات.
وتوقع خبراء أن يصل عدد القتلى إلى عشرات الآلاف، استنادا إلى نماذج كوارث سابقة. وتوقعت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية أن هناك احتمالا بنسبة 35% أن يتراوح عدد القتلى بين 10 آلاف و100 ألف شخص.
وأطلق رئيس المجلس العسكري مين أونغ هلاينغ نداء نادرا للحصول على مساعدات دولية، داعيا "أي دولة وأي منظمة" إلى تقديم المساعدة. وفي الماضي، كانت السلطة العسكرية تتردّد في طلب الدعم الأجنبي بعد الكوارث الطبيعية.
Aftershocks are making it harder to rescue people in Myanmar, two days after one of its worst earthquakes killed more than 1,700 people.
Workers are searching for survivors under rubble as far away as Bangkok, in neighbouring Thailand. pic.twitter.com/Bagz74PPxa
— Al Jazeera English (@AJEnglish) March 30, 2025
إعلان وقف جزئي لإطلاق النارفي غضون ذلك، أعلنت المعارضة المسلحة التي تقاتل المجلس العسكري وقفا جزئيا لإطلاق النار لأسبوعين في المناطق المتضررة من الزلزال اعتبارا من اليوم، وفق ما أفادت به حكومة المعارضة في بيان.
وضرب الزلزال ميانمار التي تعاني من حرب أهلية تصاعدت منذ الانقلاب العسكري في 2021، الذي أطاح بالحكومة المنتخبة برئاسة أونغ سان سو تشي وأدى إلى انتفاضة مسلحة.
وحذرت الأمم المتحدة -أمس السبت- من أن "نقصا حادا" في الإمدادات الطبية يؤثر على جهود الإغاثة، مؤكدة أن النقص يتعلق بمستلزمات إسعاف الصدمات، وأكياس الدم، ومواد التخدير، وبعض الأدوية الأساسية، وخيام لعناصر الإنقاذ.
وتزيد الأضرار التي لحقت بالمستشفيات والبنى التحتية الصحية الأخرى جراء الزلزال، عمليات الإنقاذ تعقيدا. وحذرت المنظمات الإنسانية من أن ميانمار غير مستعدّة على الإطلاق للتعامل مع كارثة بهذا الحجم.
China's first rescue team is rushing to Myanmar for earthquake reacue. pic.twitter.com/dV1pPC1G1U
— Li Zexin (@XH_Lee23) March 29, 2025
نداء طارئووجهت اللجنة الدولية لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر الأحد نداء طارئا لجمع أكثر من 100 مليون دولار لمساعدة الضحايا.
وتصل إلى ميانمار فرق إنقاذ ومساعدات من دول مانحة، مع إرسال تايلند الأحد 55 عسكريا و6 كلاب إنقاذ، إلى جانب معدات، من بينها رافعات وحفارات.
والهند والصين وتايلند من بين الدول المجاورة التي أرسلت مواد إغاثة وفرق إنقاذ، إلى جانب المساعدات والأفراد من ماليزيا وسنغافورة وروسيا.
يُذكر أن ميانمار عادة ما تشهد هزات أرضية، حيث ضربت 6 زلازل بلغت قوتها 7 درجات أو أكثر بين عامي 1930 و1956 قرب صدع ساغينغ الذي يمر وسط البلاد ويمتد من الشمال إلى الجنوب، حسب هيئة المسح الجيولوجي الأميركية.
وفي عام 2016، أسفر زلزال بقوة 6.8 درجات -ضرب العاصمة القديمة باغان وسط البلاد- عن مقتل 3 أشخاص وانهيار أبراج وجدران معبد في الوجهة السياحية.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان فی ماندالای
إقرأ أيضاً:
ما القبة الحرارية التي تتأثر بها دول المنطقة؟
تشير التحليلات والبيانات الجوية إلى تعاظم المرتفع الجوي على منطقة شبه الجزيرة العربية والعراق، وتطور ما يُعرَف بالقبة الحرارية، والتي تترافق عادة مع أجواء حارة ودرجات حرارة مرتفعة في المناطق التي تؤثر عليها.
ويُتوقع أن تطال تأثيرات القبة الحرارية أجزاء واسعة من جنوب العراق، وبشكل خاص محافظة البصرة، إضافة إلى الأجزاء الداخلية من الكويت، وكذلك أجزاء من المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية، حيث من المنتظر أن تلامس درجات الحرارة حاجز الـ50 درجة مئوية أو أكثر قليلا خلال فترة الظهيرة، وفق موقع طقس العرب.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4الاحتباس الحراري.. تعريفه وأسبابه وآثارهlist 2 of 4ما الغازات المسببة للاحتباس الحراري؟list 3 of 4حرارة الصيف.. كيف تحمي نفسك من الإرهاق الحراري؟list 4 of 4قبة حرارية تحاصرها.. صراع إيران مع درجات الحرارة المرتفعة غير المسبوقةend of listومع بداية فصل الصيف في نصف الكرة الأرضية الشمالي والذي يبدأ فلكيا في الـ21 من شهر يونيو/حزيران، بدأت المرتفعات الجوية بالتعاظم في منطقة شبه الجزيرة العربية والمناطق المدارية وشبه المدارية.
والقبة الحرارية (Heat Dome) هي ظاهرة مناخية تحدث عندما ينحصر الهواء الساخن في منطقة معينة تحت ضغط جوي مرتفع، ويبقى عالقا فيها لفترة من الزمن، مما يؤدي إلى ارتفاع كبير في درجات الحرارة قد يستمر لأيام أو حتى أسابيع.
وتساهم عدة عوامل في تشكل القبب الحرارية، خاصة زيادة حرارة مياه سطح المحيطات والبحار والاحتباس الحراري، الذي يضعف ما يُعرَف بالتيار النفاث المار عبر شمال المحيط الأطلسي.
والتيار النفاث المتجول (أو التيار النفاث) هو تيار هوائي سريع وضيق يتدفق من الغرب إلى الشرق في طبقة التروبوسفير العليا من الغلاف الجوي، على ارتفاع حوالي 9 كيلومترات، ويتشكّل نتيجة لاختلاف درجات الحرارة بين الكتل الهوائية الباردة والدافئة.
فعندما يتشكّل نظام ضغط جوي مرتفع في طبقات الجو العليا، يقوم هذا المرتفع بمنع حركة الهواء رأسيا وأفقيا، مما يمنع الهواء الساخن من الصعود والتبدد.
وينحبس الهواء الساخن تحت هذا "الغطاء" أو "القبة"، ويستمر في التسخين مع الأيام بسبب الإشعاع الشمسي، كما لا يسمح هذا المرتفع بمرور الجبهات الباردة أو بحدوث أمطار تساعد على التبريد.
صيف لاهب
غالبا ما تتشكّل القبة الحرارية في فصل الصيف، خصوصا في المناطق القارية أو الجافة، تترافق عادة مع موجات حر شديدة وجفاف بسبب الاحترار العالمي وزيادة التغيرات في التيارات الهوائية العالمية.
وفي السنوات الأخيرة، خاصة في صيف 2021 و2022، شهد العراق درجات حرارة تجاوزت 50 درجة مئوية في بغداد والبصرة، وكانت تلك الموجات نتيجة قبة حرارية قوية استقرت فوق المنطقة، ومنعت تبدد الحرارة.
كما سجّلت الكويت واحدة من أعلى درجات الحرارة عالميا في صيف 2016، بلغت 54 درجة مئوية في منطقة مطربة، وكان ذلك نتيجة قبة حرارية واسعة غطت شبه الجزيرة العربية، واستمرت لفترة طويلة.
وشهدت السعودية موجات متكررة في الرياض والشرقية، وفي مناطق مثل الرياض والدمام غالبا ما تتعرض لقبات حرارية في الصيف، خاصة خلال شهرَي يوليو/تموز وأغسطس/آب، حيث سجلت درجات حرارة تقارب 52 درجة مئوية في بعض السنوات.
كما سجّلت المغرب والجزائر وتونس في صيف 2023 موجة حر غير مسبوقة، حيث تجاوزت درجات الحرارة 49 درجة في بعض المدن. وكانت مرتبطة بقبة حرارية ضخمة مصدرها الهواء الساخن القادم من الصحراء الكبرى.
وفي يوليو/تموز 2024 سجلت مدن إيرانية درجات حرارة أعلى من 48 درجة بقيت لمدة 25 يوما وأعلى من 50 درجة بقيت لمدة 6 أيام، وخصوصا بالمنطقة الجنوبية الغربية.
وبشكل عام تؤدي القبة الحرارية إلى ارتفاع شديد في درجات الحرارة، وزيادة خطر حرائق الغابات، وأضرار صحية مثل ضربات الشمس والإجهاد الحراري، كما تؤدي إلى ضغط على شبكات الكهرباء بسبب الاستخدام الزائد لأجهزة التبريد، وتأثيرات أخرى على الزراعة والمياه.