راجي صهيون أحد مؤسسي إذاعة فلسطين في القاهرة
تاريخ النشر: 1st, April 2025 GMT
إعلامي فلسطيني بارز وناشط سياسي، وُلد في مدينة حيفا عام 1920. عمل في مجال الإعلام منذ بداية حياته المهنية، إذ شغل عدة مناصب مهمة في الإذاعة الفلسطينية، وكان من مؤسسي إذاعة فلسطين في القاهرة عام 1965. كما كان من مؤسسي "حركة تحرير فلسطين" عام 1960.
تقلد العديد من المناصب الإعلامية والسياسية البارزة، وكان مستشارا إعلاميا لمنظمة التحرير الفلسطينية في الفترة من 1988 حتى 1991.
وُلد راجي حبيب صهيون في مدينة حيفا عام 1920، لكنه شُرد من وطنه عام 1948، وأصبح لاجئا مع أفراد عائلته في الأردن ولبنان، وما لبث أن هاجر إلى الولايات المتحدة الأميركية بعد نشوب الحرب الأهلية اللبنانية.
كان راجي صهيون معتزا باسم عائلته الإشكالي، وفي مقابلة مع الإعلامي المصري عباس متولي، قال "صهيون معناها الحصن، وهو واحد من التلال التي كانت تقوم عليها مدينة القدس قديما، حيث أسس داود عاصمته الملكية".
وأضاف أن "الكثير من الأسر في التاريخ الفلسطيني القديم كانت تتبرك بتلك المناطق، ومنها أسرتي قبل وقت طويل من استيلاء الصهاينة على التاريخ والأرض الفلسطينية، وإطلاق مسمى صهيون على الحركة الصهيونية السياسية المعاصرة". وأوضح أنه رغم ما كان يلقاه من منغصات بسبب هذا اللقب، فإنه يعتز به ويعتبره جزءا من هويته الفلسطينية العريقة.
الدراسة والتكوين العلميتلقى دراسته الثانوية في كلية تيرا سنتا بالقدس وتخرج منها في عام 1927، ثم تقدم لامتحان شهادة "المترك" ونالها بتفوق.
إعلانالتحق بالجامعة الأميركية في بيروت لإتمام دراسته الجامعية عام 1954، وظل مثابرا على تلقي العلم حتى حصل على الماجستير في الإدارة والعلوم السياسية.
التجربة الصحفيةأسهم راجي صهيون في كتابة فصول من تاريخ الإذاعة أثناء عمله في محطة الإذاعة الفلسطينية "هنا القدس" في مدينة القدس، وشارك مع زملائه في تمثيل العديد من المسرحيات الاجتماعية والتاريخية. وكان له دور بارز في تطوير العمل الإذاعي الفلسطيني.
إلى جانب شفيق الحوت ونقولا الدر، كان راجي من مؤسسي أول تنظيم فلسطيني مسلح تحت اسم "حركة تحرير فلسطين" عام 1960. ورغم أن الظروف السياسية في المنطقة في تلك الفترة لم تسمح باستمرار هذا التنظيم، فإنه شكل نواة لظهور منظمة التحرير الفلسطينية لاحقا بقيادة أحمد الشقيري. فانخرط راجي ورفاقه في المنظمة وأصبحوا من نشطائها.
كما اختير راجي صهيون ضمن لجنة لبنان لمناقشة مسودة مشروع إنشاء كيان فلسطيني وإقرار ميثاق قومي، تحضيرا لأعمال المجلس الوطني الفلسطيني الأول الذي افتتحه الملك الحسين بن طلال في فندق "إنتركونتيننتال" في القدس بتاريخ 28 مايو/أيار 1964. وكان راجي من بين 419 عضوا في هذا المؤتمر، وشارك في مناقشات مهمة حول مستقبل القضية الفلسطينية.
الوظائف والمسؤولياتبين عامي 1937 و1941، عمل راجي صهيون في حقل التربية والتعليم.
وفي عام 1941 بدأ عمله الإذاعي، مذيعا ومترجما في دار الإذاعة الفلسطينية بالقدس. وتدرج في مختلف مناصبها حتى أصبح مساعدا لمراقب البرامج العربية في عام 1946. وبعد النكبة عام 1948، عين مساعدا لمدير دار الإذاعة الأردنية واستمر في عمله هذا حتى عام 1952، وفي العام نفسه انتقل للعمل في بيروت مديرا للشؤون الذاتية في شركة طيران الشرق الأوسط، فضابط علاقات عامة في وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
وفي أثناء عمله في شركة طيران الشرق الأوسط أنشأ لها أول مجلة للطيران سماها "أجنحة الإوز"، وأصدرها باللغتين العربية والإنجليزية.
إعلانوفي عام 1960، أنشأ مجلة الرائد العربي في بيروت لمعالجة الشؤون الاقتصادية والقانونية والعلوم، وفي مطلع عام 1963 نقلها إلى الكويت.
وفي خريف عام 1964، التحق بمنظمة التحرير الفلسطينية وعين مديرا عاما للإعلام والتوجيه القومي، وبعد عامين عين رئيسا لهذه الدائرة وعضوا في اللجنة التنفيذية. وعام 1966 استقال من المنظمة وعين مستشارا في وزارة الإعلام الأردنية لكنه آثر العودة إلى بيروت والعمل فيها.
من آثار راجي كتاب "مدخل إلى الصحافة" الذي ترجمه، إضافة إلى مقالاته وبياناته وبرامجه الإذاعية، فضلا عن رواياته التي نشرت في دور الإذاعات والصحف العربية.
ونشط راجي بعد النكبة مع عدد من الفلسطينيين في العمل على إبقاء جذوة النضال من أجل العودة إلى الوطن وتحرير الأرض المحتلة، وفي نهاية حياته أصر على تسجيل هذا النضال في كتابه "حتى لا ننسى"، الذي استمر في الترويج له حتى وفاته في أبريل/نيسان 2001.
ويقول عباس متولي في كتابه "إذاعة وتلفزيون في نصف قرن: رحلة ذاتية من عبد الناصر إلى أوباما" إن راجي كان متحمسا لهذا الكتاب (أي كتاب "حتى لا ننسى").
وقدم للكتاب الإعلامي والدبلوماسي اللبناني كلوفيس مقصود وجاء في المقدمة: "هذه قصة راجي صهيون لكنها أكثر من ذلك بكثير، فتى نشأ في بيئة لم تعرف التزمت أو التعصب، وفي هذه اللحظة من عمره لا يريد راجي الاعتراف بها أو التعرف عليها، وهذا دليل استمرار عافيته الفكرية برغم الأمراض السياسية التي تحيط بوطنه وأمته. وفي هذا الزمن الرديء حيث لم يعد للكلمة عند الكثيرين حرمة، يصر كاتب هذه المذكرات الشائقة على تأكيد مسؤولية الكلمة وإبلاغ القارئ بأمانة صدق المعاناة ورجحان الأمل".
الوفاةتوفي راجي صهيون في 30 أبريل/نيسان 2001 عن عمر ناهز 81 عاما.
إعلانالمصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
تهويد وقرابين توراتية وغياب للمرجعيات الفلسطينية
الثورة
حذّر الخبير في شؤون المسجد الأقصى علي إبراهيم، من أن المسجد يمرّ بإحدى أخطر مراحله منذ احتلال القدس عام 1967م، مشيرًا إلى أن الاعتداءات الإسرائيلية المتصاعدة لم تعد تقتصر على الاقتحامات اليومية، بل باتت تسعى إلى فرض وقائع دينية ومكانية جديدة داخل المسجد، ترمي إلى ترسيخ وجود يهودي دائم فيه.
وقال إبراهيم إن الاحتلال يعمل على تثبيت الحضور اليهودي داخل “الأقصى” عبر منح المستوطنين موطئ قدم دائم، وتحويل ساحاته إلى مسرح للطقوس التوراتية، معتبرًا ذلك تحولًا نوعيًا في استهداف هوية المسجد ومكانته الإسلامية.
وأوضح أن الأمر لم يعد يقتصر على تنظيم الاقتحامات، بل يشمل محاولات إدخال قرابين حيوانية إلى المسجد، في إطار ما تُعرف بـ”استراتيجية التأسيس المعنوي للمعبد”، وهي خطة أطلقتها جماعات “منظمات المعبد” بهدف نقل طقوس “المعبد” المزعوم إلى داخل “الأقصى”.
وأشار إلى أن خطورة إدخال القرابين تكمن في رمزيتها الدينية، لافتًا إلى أنها تمثل “ذروة العبادة” في الفكر التوراتي، وأن نجاح المستوطنين في فرض هذا الطقس سيعني – عمليًا – تحويل المسجد الأقصى إلى مساحة يُمارَس فيها الدين اليهودي بشكل علني ورسمي.
ونوّه إبراهيم إلى أن المحاولة الأخيرة، التي جرت في 2 يونيو 2025م لإدخال قطع لحم إلى الأقصى خارج سياق عيد “الفصح العبري”، تعبّر عن تصعيد جديد، يهدف إلى فكّ ارتباط هذه الطقوس بالمناسبات الدينية الموسمية، وتحويلها إلى شعائر دائمة ومستمرة.
وأضاف أن هذه السياسات تأتي امتدادًا لتوجهات تيار “الصهيونية الدينية”، الذي يرى في بناء “المعبد” واستعادة شعائره طريقًا لتحقيق “الخلاص الإلهي”، ويربط الأساطير التوراتية بمشاريع سياسية واقعية تسعى إلى إنهاء الوجود الإسلامي في المسجد الأقصى.
ولفت إلى أن المستويين الأمني والسياسي في دولة الاحتلال منخرطان في دعم هذا التوجّه، من خلال تمديد أوقات اقتحام المستوطنين للمسجد، وتمويل الجولات الإرشادية داخله، وتعيين قيادات أمنية معروفة بتسهيل الاعتداءات على “الأقصى”.
وشدد إبراهيم على أن هذه الإجراءات تعكس “رغبة صريحة لدى سلطات الاحتلال بفرض السيادة الفعلية على المسجد الأقصى”، محذرًا من أن استمرار الصمت العربي والإسلامي سيؤدي إلى تحوّلات لا يمكن التراجع عنها.
وفي ما يتعلّق بالموقف الفلسطيني، أشار الخبير إلى أن المرجعيات الدينية داخل القدس تعاني من غياب التنسيق الفعّال، مبينًا أن المرجعيات غير الرسمية، مثل الشيخ عكرمة صبري، تؤدي دورًا بارزًا في التحذير ورفع الصوت، في حين يقتصر دور دائرة الأوقاف الإسلامية – كما قال – على إصدار بيانات بالأعداد اليومية للمقتحمين، دون ردود فعل ميدانية حقيقية.
ودعا إبراهيم إلى ضرورة استعادة روح الهبّات الشعبية التي شهدها المسجد في السنوات الماضية، وعلى رأسها هبّتا باب الأسباط وباب الرحمة، مشيرًا إلى أن التحام المرجعيات الدينية مع الجماهير هو السبيل الوحيد لوقف هذه السياسات و”منع الاحتلال من الاستفراد بالأقصى”.
وختم حديثه بالتأكيد على أن ما يجري في المسجد الأقصى “ليس حادثًا عابرًا، بل مشروع ممنهج يستهدف هوية المكان وروحه”، مشددًا على أن الوقت لم يعد يسمح بالمجاملات أو الاكتفاء بالبيانات، بل يتطلب تحرّكًا جادًا على كل المستويات، دفاعًا عن أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
قدس برس