قطع أراضي ورواتب لفضائيين في البرلمان العراقي
تاريخ النشر: 3rd, April 2025 GMT
3 أبريل، 2025
بغداد/المسلة: أثارت المعلومات المتداولة حول هيا ابنة لاعب كرة القدم الراحل أحمد راضي، موجة من الجدل والانتقادات على منصات التواصل الاجتماعي، بعد الكشف عن أنها مسجلة كموظفة في مجلس النواب العراقي دون أن تمارس عملها فعليًا.
وتفيد التقارير التي تم تداولها مؤخرًا بأنها تتقاضى راتبًا كاملاً رغم أنها تعيش في الأردن وتعمل هناك كطبيبة.
وفقًا لهذه التقارير، هيا أحمدراضي تم تسجيلها في مكتب رئيس مجلس النواب .
وتتحدث بعض المصادر أن هيا حصلت على قطعة أرض تقدر مساحتها بـ 200 متر مربع في بغداد، وهي مخصصة لموظفي المجلس، رغم أنها غير موجودة فعليًا في العراق.
الأنظار الآن تتجه نحو هيئة النزاهة ولجنة النزاهة النيابية، حيث طالب مراقبون بفتح تحقيق جاد حول هذا الموضوع، متسائلين عن حجم ظاهرة “الموظفين الفضائيين” في مجلس النواب، الذين يتقاضون رواتب ضخمة دون أن يؤدي معظمهم أي عمل فعلي
الوضع المريب يثار في وقت يعاني فيه العراق من أزمة اقتصادية خانقة وزيادة في معدلات البطالة، مما يزيد من الاستياء الشعبي والقلق حول الفساد المالي والإداري في المؤسسات الحكومية.
ويشير مراقبون إلى أن هذه الحوادث تعد بمثابة إشارة مقلقة تؤكد وجود فساد إداري داخل المؤسسات الحكومية في العراق، حيث يتم تخصيص أراضٍ ورواتب لموظفين لا يؤدون أية مهام حقيقية. ويشدد البعض على أن هذا يُعد استنزافًا للموارد العامة في وقت يحتاج فيه الشعب العراقي إلى كل فرصة عمل متاحة.
على منصات التواصل الاجتماعي، تسابق العراقيون في التعليق على هذا الموضوع. وجاءت العديد من التغريدات لانتقاد ما وصفه البعض بـ “الفضائح الجديدة” التي تكشف عن الفساد داخل المؤسسات الحكومية، مؤكدين أن مثل هذه القضايا تزيد من عمق أزمة الثقة بين المواطنين والحكومة.
وذكرت إحدى التغريدات: “إذا كانت هيا أحمدراضي تمثل نموذجًا لواقع مجلس النواب، فما هو وضع باقي الموظفين الذين يحصلون على رواتب وهم لا يعملون؟! هذا فساد يجب معالجته بأسرع وقت.” وأضاف آخر: “أين الجهات الرقابية؟ أين لجنة النزاهة؟ يجب أن يكون هناك تحقيق واضح وشفاف.”
ونشرت وسائل اعلام قائمة باسماء الذين تشملهم الاتهامات،ولم يتسن لـ المسلة التاكد من صحتها.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: مجلس النواب
إقرأ أيضاً:
العراق في عز الصيف.. والوزارة تعلن الانطفاء التام للكهرباء
11 أغسطس، 2025
بغداد/المسلة: في يوم قائظ من آب، وبينما كانت درجات الحرارة تلامس الخمسين، أعلنت وزارة الكهرباء العراقية بيانها الصريح: “انطفاء تام في عموم البلاد”.
لم يأت الإعلان كتحذير أو خطة طوارئ، بل كخبر واقع، فارتفعت حدة الغضب الشعبي إلى مستوى لا يمكن قياسه بمؤشرات، بل بوجوه الناس وأنفاسهم اللاهثة في الشوارع والبيوت.
وفي جولة ميدانية، بدت الأزقة وكأنها أفران طويلة؛ أطفال يجلسون على الأرصفة في محاولة لالتقاط نسمة عابرة، ونساء يحملن مراوح يدوية، ورجال يتجادلون أمام أبواب محال المولدات الأهلية التي ارتفعت أسعار اشتراكها فجأة.
قال أبو حسين، صاحب دكان في مدينة الصدر، وهو يمسح عرقه: “منذ أن وعيت على الدنيا ونحن ننتظر الكهرباء، لكن هذه المرة الأمر أقسى، كأنهم أعلنوا موتها رسمياً”.
وفي قلب الحر الحاد، بدت مواكب الأربعينية كجزر مضيئة في بحر الانطفاء، حيث نصبت المولدات الصغيرة لتمنح الزائرين شيئاً من الهواء البارد والماء المثلج.
ووسط حرارة الصيف الخانقة، تحوّل ظل الموكب ومراوحه اليدوية إلى ملاذ للمتعبين على الطرق المؤدية إلى كربلاء، بينما واصل خَدَمَة المواكب توزيع المشروبات الباردة وكأنهم يسابقون الشمس.
ومع ذلك، كانت أصوات النقمة تتصاعد من بين الحشود، فالمشهد بدا للكثيرين مفارقة مرّة: كيف تستطيع المواكب تأمين الكهرباء، فيما تعجز الدولة عن ذلك؟
وكتب أحد المشاركين على فيسبوك: “الكهرباء موجودة في طريق الزائرين، غائبة في بيوت العراقيين”، لتنهال التعليقات المؤيدة والمستاءة على حد سواء.
وبقيت المفارقة عالقة في الأذهان: نور المولدات في مسارات الزيارة، وظلام كامل يلف المدن والقرى البعيدة عن الطريق المقدس.
وعلى بعد أمتار، كانت أم فاطمة تروي معاناتها مع ثلاثة أطفال في شقة صغيرة: “الحر لا يُطاق، والغرفة مثل التنور، حتى الماء صار دافئاً، لا نستطيع النوم ولا البقاء مستيقظين”. وفي حي آخر من الكرخ، افترش شباب الحي أسطح المنازل هرباً من الغرف المغلقة، يضحكون بين فترات صمت ثقيل، قبل أن يتوقفوا فجأة عندما انقطع ضوء مولد صغير كان يمنحهم بعض الأمل.
وعلى وسائل التواصل، تحولت الصفحات إلى منصات شكوى جماعية، فكتب أحدهم: “في بلاد النفط، نحن شعب الشموع”، وغرد آخر: “ليس الانطفاء ما يؤلمنا، بل اعتيادنا عليه”.
وفي الأسواق، بدت الأزمة أكثر وضوحاً: برادات المياه خارج الخدمة، الثلج يباع بأضعاف سعره، وصوت المولدات يملأ الأجواء حتى صار الضجيج علامة الحياة الوحيدة في المدينة.
وقال أحد أصحاب محال بيع الثلج: “لم أرَ ازدحاماً كهذا منذ سنوات، الناس تشعر وكأنها تطارد الحياة قبل أن تذوب”.
وبين تصريح الوزارة عن “عطل فني في المنظومة الوطنية” وواقع الناس، اتسعت الفجوة بين الخطاب الرسمي والحياة اليومية. فالبيان لم يذكر متى سيعود التيار، ولم يشرح كيف سيمنع تكرار الحادثة، وكأن الانطفاء حدث خارج إرادة الجميع.
وفي قلب هذه الليالي الحارقة، يتردد سؤال واحد على ألسنة العراقيين: هل ستبقى الكهرباء حلماً مؤجلاً، أم أن الانطفاء التام كان مجرد تمرين على حياة بلا ضوء ولا هواء؟
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts