شهدت الأسواق العالمية والشركات، حالة من التذبذب، اليوم الخميس، مع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض تعريفات جمركية شاملة على شركاء تجاريين رئيسيين ودول تعاني من صعوبات مالية على حد سواء.

وقال رئيس قسم الأبحاث الاقتصادية الأمريكية في وكالة فيتش للتصنيف الائتماني، إن معدل الرسوم الجمركية الأمريكية على جميع الواردات قد ارتفع بشكل حاد إلى 22% من 2.

5% فقط في عام 2024 بموجب الرسوم العالمية الجديدة التي فرضها الرئيس دونالد ترامب، منوهًا بأن الرسوم الجمركية الأمريكية الأخيرة هي الأعلى منذ 1911.

وحسب تقرير لموقع (CNBC)، شهدت مؤشرات الأسهم الأمريكية تراجعات حادة خلال تعاملات اليوم، في جلسة التداول الأولى بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن رسوم جمركية شاملة لا تقل عن 10%، مع فرض نسب أكبر على بعض الدول، مما زاد من مخاطر حرب تجارية عالمية قد تُلحق الضرر بالاقتصاد الأمريكي.

في الوقت نفسه، تسببت الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها في هبوط حاد للدولار، ليسجل أسوأ أداء له في نحو 6 أشهر، وانخفض مؤشر الدولار الذي يقيس قيمة العملة الأمريكية أمام سلة من العملات الرئيسية، بنسبة 2.29% إلى 101.4310 نقطة.

وفقا لتقرير نشره موقع أكسيوس، أفاد بأن الاقتصاد العالمي منذ الحرب العالمية الثانية تعرض لصدمتين كبيرتين: الأزمة المالية في عامي 2008-2009 وجائحة كوفيد-19.

وتابع الموقع، أن الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس ترامب، إذا ظلت سارية، لا سيما إذا قوبلت بردود فعل انتقامية من الدول التي فرضت عليها، قد تؤدي إلى الصدمة الاقتصادية الثالثة في 17 عاما.

من جانبها، أطلقت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، وصفاً على الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بأنها ضربة موجعة للاقتصاد العالمي موكدة أن الاتحاد الأوروبي على أتم الاستعداد للرد بإجراءات مضادة في حال فشلت المفاوضات مع أمريكا.

فيما دعت وزارة التجارة الصينية، واشنطن إلى إلغاء الرسوم الجمركية فورًا، محذرة من أنها تعرض التنمية الاقتصادية العالمية للخطر، وستضر بالمصالح الأمريكية وسلاسل التوريد الدولية.

وقالت الوزارة: لا رابح في حرب تجارية، ولا مخرج للحمائية، ووعدت بكين باتخاذ إجراءات مضادة.

وفي سياق متصل بالأحداث، انعكست تبعات رسوم ترامب الجمركية على أسواق المال العربية، حيث ضربت موجة هبوط جديدة أغلب البورصات الخليجية في ختام تعاملات، اليوم بعد أن كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية على أكثر من 180 دولة حدها الأدنى 10% وتزداد بنسب أعلى على بعض الدول، الأمر الذي يرفع مخاطر نشوب حرب تجارية عالمية تؤثر على الاقتصاد الأمريكي المتعثر بالفعل.

وقال الرئيس الأمريكي - في مؤتمر صحفي من حديقة البيت الأبيض: سوف نفرض عليهم تقريباً نصف ما كانوا يفرضونه علينا سابقاً، ولذلك ستكون الرسوم الجمركية ليست معاملة بالمثل بشكل كامل ويشمل ذلك الرقم المقسوم "المعدل المشترك لجميع الرسوم الجمركية التي تفرضها تلك الدول، والحواجز غير النقدية، وأشكال أخرى من الغش.

وقال البيت الأبيض أمس، إن المعدل المتبادل الجديد على الصين سيُضاف إلى الرسوم الجمركية الحالية التي تبلغ 20%، مما يعني أن معدل الرسوم الجمركية الحقيقي على بكين في عهد ترامب سيبلغ 54%، وفي الوقت نفسه، تواجه السلع من الهند وكوريا الجنوبية وأستراليا رسوماً جمركية بنسبة 26% و25% و10% على التوالي.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: ترامب رسوم ترامب الرسوم الأمريكية رسوم ترامب الجمركية الرئیس الأمریکی الرسوم الجمرکیة دونالد ترامب التی فرضها

إقرأ أيضاً:

كيف تحوّلت سياسة ترامب الجمركية إلى «كابوس اقتصادي» للدول النامية؟

فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسوماً جمركية مرتفعة على واردات الولايات المتحدة من العديد من الدول النامية، في سياسة أحدثت انقلاباً جذرياً على التوازنات التجارية التي كانت تستفيد منها هذه الدول لعقود، وأدت إلى إضعاف اقتصاداتها وزيادة الفجوة بين الشمال والجنوب.

الخلفية وتأثير الرسوم الجمركية

عبر سنوات طويلة، منحت الولايات المتحدة وغيرها من الدول الغنية امتيازات تجارية خاصة للدول النامية، خفضت بموجبها الرسوم الجمركية لتعزيز صادراتها إلى الأسواق العالمية، مما دعم نموها الاقتصادي.

لكن هذه السياسة تغيّرت مع إدارة ترامب، التي فرضت رسوماً جمركية مرتفعة تجاوزت في بعض الحالات 40% على سلع من دول مثل فيتنام، بنغلاديش، ميانمار، ولاوس، مقابل رسوم أقل على الشركاء التجاريين الأقوياء مثل اليابان وكوريا الجنوبية والاتحاد الأوروبي.

هذا التفاوت بين الدول كشف عن مزيج من الحسابات الاقتصادية والسياسية التي تقف خلف سياسات ترامب، ما أدى إلى زيادة معاناة الدول النامية التي تفتقر إلى القوة التفاوضية والتحالفات الاقتصادية، فأصبحت التجارة أداة لتعزيز مصالح القوى الكبرى على حساب فرص النمو في الدول الفقيرة.

تفاصيل الرسوم وأثرها المباشر

ميانمار ولاوس: فرضت عليهما رسوماً جمركية بنسبة 40%، مهددة صادراتهما من الأثاث والملابس إلى الولايات المتحدة، وهو ما قد يوقف نمو هذه القطاعات الحيوية.

الهند: أعلن ترامب رفع الرسوم الجمركية إلى 50% على خلفية خلافات بشأن واردات النفط الروسي.

دول أخرى: سوريا (41%)، العراق وصربيا (35%)، الجزائر (30%)، والبرازيل (50%) في سياق عقوبات سياسية.

يُذكر أن هذه الرسوم أثارت أزمة لدى الدول الفقيرة، لأنها تفقد بموجبها المزايا التي كانت تكفل لها النفاذ السهل إلى السوق الأميركية، ما ينعكس سلباً على اقتصادياتها، وعلى قدرتها التنافسية في الأسواق العالمية.

وأوضح الدكتور محمد عطيف، أستاذ العلاقات الدولية، أن الدول الغنية ترتبط باتفاقيات تجارة حرة مع الولايات المتحدة تُخفض أو تعفي عنها الرسوم الجمركية، في حين تبقى الدول الفقيرة خارج هذه الاتفاقيات، فتُثقل صادراتها برسوم مرتفعة لحماية الصناعات الأميركية.

وأضاف عطيف في مقابلة مع “اقتصاد سكاي نيوز عربية” أن ضعف القدرة التفاوضية للدول الفقيرة وعدم وجود تحالفات اقتصادية يجعلها عرضة لهذه السياسات غير المتكافئة، إضافة إلى اعتبار سياسي يتمثل في منح مزايا جمركية للدول الحليفة لواشنطن ورفعها ضد الدول المحايدة أو المتباعدة سياسياً.

بدوره، أكد الخبير التجاري ديفيد هينيج من المركز الأوروبي للاقتصاد السياسي الدولي أن سبب تضرر بعض الدول بشكل كبير هو الفوائض التجارية الكبيرة التي تحققها مع الولايات المتحدة، والتي اعتبرها ترامب “تهديداً غير عادي واستثنائياً للأمن القومي والاقتصاد الأميركي”.

ويرى محمد رجائي بركات، خبير الشؤون الأوروبية، أن فرض الرسوم المرتفعة على منتجات الدول النامية يهدف إلى حماية الصناعات الأميركية والأوروبية من منافسة المنتجات منخفضة التكلفة، خاصة المصنّعة منها، بينما تظل المواد الخام التي تحتاجها الدول الصناعية منخفضة الرسوم لتعزيز استيرادها.

وأشار إلى أن اتفاقيات الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والدول النامية تتضمن ترتيبات موسمية للرسوم الجمركية، تحمي الإنتاج المحلي الأوروبي في أوقات الوفرة، وتسمح بتصدير منتجات زراعية منخفضة الرسوم في الفترات التي يقل فيها الإنتاج.

كما لفت بركات إلى اتفاقيات الصيد البحري التي تتيح لسفن الاتحاد الأوروبي العمل في المياه الإقليمية للدول النامية مقابل مبالغ مالية غير عادلة، في حين تُفرض رسوم جمركية مرتفعة على صادرات هذه الدول البحرية، ما يقيد تطور قطاعها البحري.

مقالات مشابهة

  • عجز الموازنة الأميركية يرتفع رغم الرسوم الجمركية
  • هدنة الرسوم الجمركية تنعش حركة الصناعة والتصدير في الصين
  • قطاع السيارات الألماني يدعو لتعاون أوروبي مع ترامب بشأن الرسوم الجمركية
  • الصين تعلّق الرسوم الجمركية على السلع الأمريكية لمدة 90 يومًا
  • كيف تحوّلت سياسة ترامب الجمركية إلى «كابوس اقتصادي» للدول النامية؟
  • أمريكا والصين تمددان هدنة الرسوم الجمركية
  • ترامب يعفي الذهب من الرسوم الجمركية الإضافية
  • ترامب يوقع قرارا جديدا بخصوص الرسوم الجمركية
  • ترامب يمدد مهلة الرسوم الجمركية على الصين 90 يوماً إضافية
  • ترامب يشدد قبضته على العاصمة| الرئيس الأمريكي ينشر الحرس الوطني في واشنطن.. عمدة المدينة تعارض القرارات بعد انخفاض معدل الجريمة