أكَّدت السفيرة منى عمر، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن تجدد الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في بعض المناطق لا يشكل مصدر قلق كبير، مشيرة إلى أن عملية تطهير العاصمة الخرطوم من المسلحين تتم بشكل تدريجي، وأن معظم مناطق العاصمة أصبحت تحت سيطرة الجيش.

السودان يحتفل بأول عيد فطر بعد تحرير الجيش للعاصمة الخرطومتقرير حقوقي: اختفاء 50 ألف شخص في السودان منذ بداية الحرب

وفي مداخلة هاتفية مع "إكسترا نيوز"، أوضحت عمر أن استعادة السيطرة على الخرطوم يُعد انتصارًا معنويًا هامًا للشعب السوداني، لافتة إلى عودة العديد من النازحين إلى مناطقهم، وهو ما يعزز الاستقرار ويساهم في إعادة الإعمار.

كما أشارت إلى الضربات الاستباقية التي استهدفت قوات الدعم السريع في دارفور، معتبرة أن ذلك يعد مؤشرًا على استقرار الوضع في العاصمة وانتقال العمليات العسكرية إلى مناطق أخرى.

وفيما يتعلق بمستقبل السودان، أكَّدت عمر أن التصريحات الأخيرة لرئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان، حول حياد القوات المسلحة تجاه القوى السياسية تُعد خطوة هامة نحو رأب الصدع السياسي، مما يمهد الطريق لتشكيل حكومة انتقالية.

وشدَّدت على أهمية معالجة الأزمة الإنسانية في السودان، في ظل معاناة نحو 25 مليون سوداني من المجاعة، وفقًا لتقارير الأمم المتحدة، بالإضافة إلى التحديات الصحية والانتهاكات الحقوقية.

أما عن الدور المصري، فقد أشادت عمر بالجهود التي تبذلها مصر لدعم استقرار السودان على المستويات الثنائية والإقليمية والدولية، مشيرة إلى استضافة مصر لمؤتمرات تهدف لحل النزاع، بالإضافة إلى تقديم المساعدات الإنسانية وفتح أبواب المدارس والجامعات لاستقبال الطلاب السودانيين.


 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الجيش السوداني الخرطوم السفيرة منى عمر المزيد

إقرأ أيضاً:

الخرطوم تطرق أبواب الاتحاد الأفريقي مجددًا.. دعم إقليمي مشروط بعودة الحكم المدني

 


رغم مرور أكثر من ثلاث سنوات على قرار الاتحاد الأفريقي بتعليق عضوية السودان عقب الإجراءات التي أعلنها قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان في 25 أكتوبر 2021، تعكف السلطات السودانية حاليًا على اتخاذ خطوات عملية لإعادة الاندماج في المنظومة الأفريقية، وسط شروط واضحة يفرضها الاتحاد ودعم إقليمي متزايد.

خلفية التعليق.. انقلاب وقطيعة

كان الاتحاد الأفريقي قد جمّد عضوية السودان في 27 أكتوبر 2021، عقب إعلان الجيش السوداني حالة الطوارئ وحلّ الحكومة الانتقالية. واعتبر الاتحاد هذه الإجراءات "انقلابًا غير دستوري"، متعهدًا بعدم التسامح مع أي خروقات للمبادئ الديمقراطية المتفق عليها في ميثاقه التأسيسي.

تحركات دبلوماسية سودانية باتجاه العودة

في فبراير 2025، أرسل وزير الخارجية السوداني علي يوسف مذكرة رسمية إلى مجلس السلم والأمن الأفريقي، طالب فيها بإعادة النظر في تعليق عضوية السودان، مشيرًا إلى "وضع البلاد خارطة طريق واضحة لنقل السلطة إلى المدنيين".

وفي مارس من نفس العام، زار نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار مقر الاتحاد الأفريقي في جيبوتي، حيث التقى برئيس مفوضية الاتحاد، محمود علي يوسف، وبحث معه سبل تفعيل آليات عودة السودان إلى الاتحاد، في إطار المسار السياسي الجديد.

شروط الاتحاد واضحة وصارمة

يشترط الاتحاد الأفريقي لرفع التجميد ما يلي:

عودة ملموسة للسلطة المدنية.

إنهاء الانقلابات والسيطرة العسكرية.

تنفيذ خارطة الطريق التي قدمتها الحكومة السودانية.


وأكد مفوض الشؤون السياسية والأمن في الاتحاد، بانكول أديوا، أن "لا عودة لعضوية السودان قبل استعادة الحكم المدني الكامل"، مشددًا على التزام الاتحاد بمبادئه ضد الانقلابات العسكرية.

خطوات على الأرض.. هل تكفي؟

من جهتها، أعلنت السلطات السودانية جدولًا زمنيًا يفضي إلى تعيين رئيس وزراء مدني بحلول فبراير 2025، في خطوة تُعد اختبارًا حاسمًا أمام مجلس السلم والأمن، الذي يُتوقع أن يعيد تقييم قرار التعليق بناءً على مدى الالتزام الفعلي بهذه التعهدات.

وفي إطار تعزيز الحضور الإقليمي، حصل السودان على دعم سياسي من عدة دول، من بينها مصر، غامبيا، وسوريا، ما يُضيف زخمًا للمطالبات بإعادة النظر في قرار التجميد.

دعم رمزي وتحرك مؤسساتي

كشفت وكالة وادي النيل عن مؤشرات جديدة على تنامي الدعم الأفريقي للسلطات السودانية:

بعث رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، محمود علي يوسف، رسالة تهنئة إلى الفريق أول عبد الفتاح البرهان بمناسبة عيد الأضحى، مؤكّدًا حرص الاتحاد على "تعزيز التعاون وتقوية أواصر الأخوة مع السودان".

قدّمت 12 دولة أفريقية داخل الاتحاد مقترحًا لإدانة تمرد قوات الدعم السريع، مشددة على دعمها للحكومة الشرعية والخارطة الانتقالية.


مؤشرات إيجابية.. والقرار النهائي رهن التنفيذ

تشير كل هذه التحركات إلى تقارب تدريجي بين السودان والاتحاد الأفريقي، لكن القرار النهائي ما زال مشروطًا بالتنفيذ الفعلي لخطة الانتقال السياسي، خاصة تشكيل حكومة مدنية حقيقية، وضبط العلاقة بين المؤسسة العسكرية والسياسية.

خلاصة الموقف

حتى اللحظة، لم يُرفع تعليق عضوية السودان. إلا أن الطريق بات واضحًا: إذا التزمت الحكومة السودانية بخارطة الطريق وأقدمت على خطوات جادة لتسليم السلطة إلى المدنيين، فإن الاتحاد الأفريقي قد يُصدر قرارًا خلال الأشهر المقبلة يسمح بعودة السودان إلى حضنه القاري.

مقالات مشابهة

  • العقوبات الأمريكية .. (سيف مسلط) على رقاب الشعب السوداني
  • السودان: 9 وفيات و153 حالة اشتباه بالكوليرا في ولاية سنار
  • الخرطوم تطرق أبواب الاتحاد الأفريقي مجددًا.. دعم إقليمي مشروط بعودة الحكم المدني
  • إبراهيم شقلاوي يكتب: بوت الشرطة وأيام العيد النضرة
  • مكتب أطباء السودان: الخرطوم و6 ولايات أخرى تعاني من تفشي وباء الكوليرا
  • السودان .. برمجة قاسية للكهرباء في أم درمان مع ارتفاع درجات الحرارة
  • استقرار أسعار الذهب في السعودية اليوم السبت 7 يونيو 2025
  • استقرار أسعار الذهب في الإمارات اليوم السبت 7 يونيو 2025
  • "الكوليرا في زمن الحرب".. ألف حالة يوميا بالخرطوم وتحذيراتٌ من كارثة محقّقة
  • الحياه تعود إلى طبيعتها بالريف الجنوبي بأمدرمان بعد تحرير المنطقة من المليشيا المتمردة