الثورة نت:
2025-08-12@11:21:05 GMT

بريق العيد المختنق بدماء غزة

تاريخ النشر: 4th, April 2025 GMT

 

بفرحة باهتة تكاد لا تُرى، يتقاسمها أهالي القطاع بما تبقى لهم من أمل واه، كشمعة موشكة على الانطفاء، وبسعادة مثقلة بالخيبة والخذلان، كجنازة تزف إلى مثواها الأخير، أطل العيد على ذلك القطاع المحاصر، الذي لا تغيب عنه الحرب، ولا تستريح فيه الدبابات، ولا تصمت فيه الرشقات. أطل حاملاً معه شبح الموت الكاسر، الذي خطف فرحة الأطفال وشوقهم لبهجة العيد، وأحال ابتساماتهم المسلوبة إلى حزن سرمدي لا يهدأ أنينه، ولا يجف دمعه.

في غزة أتى العيد مثقلاً بالوجع، كجبل جاثم على الصدور، لا يحمل البهجة التي انتظروها، ولا الفرحة التي تأملوها، أطل بصبح ملطخ بالدماء، كوشاح أسود يغطي وجه المدينة، ومختنق بأنفاسهم المهدرة على قارعة الطرق، وبأرواح صاعدة إلى السماء كطيور مهاجرة تبحث عن وطن آمن. جاء العيد وفي كفه كفن أبيض كلون الأحلام التي لم تكتمل، يُلبس لمرة أخيرة ويواري معه أحلاماً محطمة، وأمنيات مؤجلة إلى أجل غير مسمى، جاء العيد بذكريات دامية تغص بها قلوب الثكالى، كشظايا زجاج متفرقة، وبحشرجات مكتومة، ودموع متجمدة في مآقي الفاقدين.

في غزة جاء العيد.. ويا ليته لم يأتِ!

في غزة تباد الأرض ومن عليها كأنها لم تكن يوماً، وتوأد الحكايات قبل أن تروى، كأنها لم تكتب أبداً. تلك الطوابير الممتدة الشاحبة الوجوه، كأشباح تائهة ما زالت تقف بوهن وانكسار، تتشبث ببقايا الأمل، كغريق يتعلق بقشة وتترقب بخوف نصيباً ضئيلاً من فتات خبز يابس، أو جرعة ماء عكر، شاخ من طول الانتظار، واصطلى بلظى اليأس. لقد أضنت الأسر دروب التهجير القاسية، وأنهكها اللجوء والنزوح المتكرر من مكان إلى آخر، بحثاً عن مأوى آمن، أو رشفة أمان، كأنها تطارد سراباً، لم يعد في الأرض متسع للحياة فقد جفت الدموع، وتصدعت القلوب، وتلاشت الأحلام، ولم يتبق سوى تلك الخسة المتجلية في وجوه غالبية الحكام، الذين ارتضوا العار بالتطبيع مع قتلة الأنبياء، وباعوا ضمائرهم بثمن بخس، للنيل من غزة وأهلها الصامدين.

وعلى الرغم من كل هذه المعاناة، يبقى الصمود الغزاوي عهدًا جليًا في هذه الأرض؛ فهم كأشجار الزيتون ثابتون بكرامة، لا ينكسرون أبداً مهما طالتهم يد الاحتلال، جذورهم ضاربة في أعماق الأرض، وأغصانهم شامخة نحو السماء.

 

 

 

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

العواصف الجافة.. التهديد الأكبر في فترات الموجات الحارة

تسببت العواصف الجافة، التي تتميز بنشاط كهربائي كثيف دون هطول أمطار يصل إلى الأرض، في حرائق غابات واسعة النطاق، إذ يشعل البرق الجاف الغطاء النباتي الجاف وتعمل الرياح العنيفة على تأجيج النيران. اعلان

في بعض المناطق، قد تتشكل عواصف رعدية ضخمة تصحبها ومضات برق متكررة وأصوات رعد قوية، فيما تحجب الغيوم الداكنة أشعة الشمس، لكن من دون أن تسقط أي قطرة مطر على الأرض. هذا المشهد يعكس ما يعرف بـ العواصف الجافة، وهي من الظواهر الجوية النادرة نسبياً لكنها شديدة الخطورة، وتعد سبباً رئيسياً في اندلاع حرائق الغابات في مختلف أنحاء العالم، خاصة مع تزايد موجات الحر الناتجة عن تغير المناخ.

ورغم أن غياب الأمطار قد يوحي بأنها ظاهرة غير مؤذية، فإن هذه العواصف تحمل في طياتها عمليات جوية معقدة تجعلها قادرة على إحداث دمار واسع النطاق، سواء من خلال إشعال الحرائق أو زيادة سرعة انتشارها.

ما هي العواصف الجافة؟

العاصفة الجافة هي حالة جوية تتميز بوجود نشاط كهربائي كثيف داخل السحب الرعدية، مع هطول قليل جداً أو معدوم يصل إلى سطح الأرض. وعلى الرغم من أن كل العواصف تبدأ بتكثف بخار الماء وتكوّن الهطول داخل السحب، فإن ما يميز العاصفة الجافة هو أن الأمطار أو البَرَد الناتج يتبخر أثناء نزوله قبل أن يلامس الأرض، بسبب عبوره طبقة من الهواء الحار والجاف في المستويات المنخفضة والمتوسطة من الغلاف الجوي.

Related الحرائق تدمر مئات الهكتارات من الغابات في شمال غرب إسبانيااليونان: السلطات تعلن أن رجال الإطفاء في طريقهم للسيطرة على الحرائق المشتعلة الحرائق في كريت اليونانية لا تزال خارج السيطرة والسلطات تكافح لتجنب الأسوأ

أحد أبرز العلامات المرئية لهذه العواصف هو ما يعرف بـ "الفيرجا"، وهي خطوط أو ستائر من الأمطار المعلقة أسفل السحب، والتي تختفي تدريجياً قبل أن تصل إلى السطح، فيما يعرف شعبياً بـ "المطر الشبح". إضافة إلى ذلك، تتميز هذه العواصف عادة ببرق ورعد شديدين، مع هبوب رياح قوية قد تتجاوز سرعتها 100 كيلومتر في الساعة.

Virga cayendo desde altocúmulos Por Kr-val - Trabajo propio, Dominio público, العلاقة بين العواصف الجافة وموجات الحر

العلاقة بين العواصف الجافة وموجات الحر ليست مجرد مصادفة، بل هي تفاعل مناخي معقد يزيد من احتمال حدوث كوارث طبيعية واسعة النطاق. تؤدي الحرارة الشديدة والمستمرة إلى خلق حالة من عدم الاستقرار في الطبقات السفلى من الغلاف الجوي، مما يعزز تكوّن السحب الرعدية. كما تساهم في تكوين البنية الجوية التي تسمح بتبخر الأمطار قبل وصولها إلى الأرض، حيث يكون الهواء على السطح شديد الدفء، يعلوه هواء جاف في المستويات المتوسطة.

في الوقت نفسه، تؤدي موجات الحر إلى تجفيف الغطاء النباتي والتربة وخفض مستويات الرطوبة في وقود الغابات إلى حد كبير، وهو ما يجعل المناطق المعرضة عرضة للاشتعال بمجرد حدوث شرارة واحدة. وفي بعض الحالات القصوى، قد تنتج العواصف الجافة ما يعرف بـ "الهبوطات الدافئة"، وهي تيارات هوائية تهبط بسرعة وتسخن بفعل الضغط، مسببة ارتفاعاً مفاجئاً في درجات الحرارة قد يتجاوز 10 درجات مئوية خلال دقائق قليلة، مع رياح عاصفة تعزز خطر الحرائق.

ومع استمرار ظاهرة الاحتباس الحراري، تزداد قدرة الغلاف الجوي على الاحتفاظ ببخار الماء، ما يؤدي إلى تكثيف الدورة المائية في بعض المناطق وزيادة معدلات التبخر في مناطق أخرى. وتشير التوقعات المناخية إلى أن موجات الحر ستصبح أكثر تواتراً وحدة وطولاً، مما يمهد الطريق لأن تصبح العواصف الجافة ظاهرة صيفية متكررة في مناطق مثل حوض البحر المتوسط.

المخاطر الخفية للعواصف الجافة

غياب المطر في هذه العواصف قد يمنح شعوراً مضللاً بالأمان، إلا أن مخاطرها متعددة ومتداخلة. أخطر هذه المخاطر هو البرق الجاف، وهو ضربات برق تصل إلى سطح الأرض من دون أن تعقبها أمطار تطفئ الشرر الناتج عنها. وعندما يضرب البرق غطاء نباتياً جافاً، يكون الاشتعال شبه فوري. أما في العواصف الرعدية الرطبة، فإن الأمطار اللاحقة غالباً ما تمنع انتشار النيران.

الخطر الآخر يتمثل في الرياح الهابطة العنيفة التي يمكن أن تتجاوز سرعتها 120 كيلومتراً في الساعة، وهي إما رياح باردة تتشكل نتيجة تبخر الفيرجا، أو رياح دافئة تسخن بفعل الضغط أثناء هبوطها. هذه الرياح قادرة على إسقاط الأشجار وإلحاق الضرر بالبنية التحتية، كما أنها تسهم في انتشار الحرائق بسرعة كبيرة.

وتشكل تدهور جودة الهواء خطراً إضافياً، إذ تؤدي الرياح القوية إلى إثارة الغبار والرمال، ما يخلق عواصف ترابية تقلل الرؤية وتحمل جزيئات ضارة بالصحة. وفي الوقت نفسه، تنتج الحرائق دخاناً كثيفاً محملاً بجزيئات دقيقة قادرة على دخول مجرى الدم، ويمكن لهذا الدخان أن ينتشر لمئات الكيلومترات، مؤثراً في جودة الهواء حتى في مناطق بعيدة عن موقع الحريق.

تزداد خطورة العواصف الجافة عندما تتفاعل هذه المخاطر معاً، إذ يشعل البرق النار، وتعمل الرياح على تغذيتها وانتشارها، بينما يفاقم الدخان الناتج الأزمة البيئية والصحية.

في عام 1979، شهدت منطقة أيورا-إنخويرا في إقليم فالنسيا الإسباني موجة حر شديدة تزامنت مع صاعقة جافة، ما أدى إلى اندلاع حريق هائل أتى على نحو 44 ألف هكتار من الغابات. ويُعد هذا الحادث مثالاً واضحاً على كيفية تفاعل العوامل الجوية والبيئية في خلق سلسلة كارثية من الأحداث، وهي سلسلة أصبح تغير المناخ يزيد من احتمال تكرارها في مناطق معرضة للخطر، مثل حوض البحر المتوسط.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • من حكاية العمدة إلى دكتور الفول: أزمة القيادة في زمن الألقاب المزيفة.. !
  • بين الشائعات والحقائق.. هل يقف كوكب الأرض على أعتاب غزو فضائي؟
  • «غزة من فكّ الارتباط إلى فكّ الذاكرة».. كيف أعادت إسرائيل رسم الجغرافيا والديموغرافيا؟
  • تشاهدها بعينيك.. دليلك لرصد أمطار شهب البرشاويات بداية من الليلة
  • جيولوجيون يعثرون على آثار كارثة كونية في قاع المحيط
  • المسند: اليابس والماء بينهما تبادل حراري يخفّف من حدة المناخ
  • رواد فضاء يعودون إلى الأرض
  • 9 أغسطس… يوم الشعوب الأصلية(بين الاضطهاد والتهجير)
  • العواصف الجافة.. التهديد الأكبر في فترات الموجات الحارة
  • كيف تحولت الأرض إلى كرة ثلج قبل 700 مليون سنة؟