موقع النيلين:
2025-06-07@00:16:08 GMT

حرب الخيارات المفتوحة وتفتيت الجنجويد

تاريخ النشر: 4th, April 2025 GMT

تمكّن حميدتي من توحيد عرب الساحل والصحراء ودرء صراعاتهم الداخلية بخلق “أرض الميعاد” التي تقع عند مقرن النهرين، وحّدت هذه الأرض الموعودة -صُحبة خطاب المظلومية العنصري- جميع مَن في نفسه حقد وطمع، حملوا السلاح الذي اتاهم بالأطنان المؤلفة، وجدوا سرباً من المبيوعة ذممهم يمجدونهم، يخبرونهم بأنهم المُنقِزون، يوارون سوء جرائمهم بل يشرعنون لها، لم يكن عليهم سوى السير قدماً بقدم من أجل الحصول على هذه الوليمة.

اليوم يركضون فوق جسر عرضه بضعة أمتار، تحفه المياه من الجانبين ومن خلفهم مِغوارون لا يثنيهم عنهم سوى الله، تحطمت كل أساطيرهم، تبددت كل أحلامهم، ويصحون الآن من سكرة هذه المغامرة البائسة، تاركين خلفهم “إخوتهم” في القتال والإجرام، تاركين منهوباتهم، أسلحتهم، بل أن البعض ترك أسرته التي وعدهم بتوطينهم في الخرطوم.

خسارة أرض الميعاد هذه هي مفتاح الإنتصار في المرحلة القادمة، فالعائدون اليوم عائدون على مبدئٍ قبليٍ بحت، يأخذون ما أعتطهم الدويلة من سلاح لا إلى قيادة الدعم السريع بل إلى قُراهم وأهاليهم، سيتحولون من قوة قبلية وحدت هدفها إلى ميليشيات مُتفرقة بين الحواكير، كلٌ منها يقول نفسي نفسي.

سيصير تحريكهم بين الولايات المتباعدة أمراً صعباً، وعمليات الهجوم ستصير أكثر تعقيداً، فكيف لهم أن يقنعوا من يريد مهاجمة الفاشر بأهمية الهجوم على الأبيض، وذلك الذي يريد أن يدافع عن قريته كيف لك أن تقنعه بأن يدافع عن قرية آخر كانت لهم مشاكل واختلافات ممتدة عبر السنين.

نظام التفرقة العنصرية في داخل الميليشيا، من توزيع السلاح، الرعاية الطبية وأخيراً التفضيل في “التعريد” ستخلق اختلافات تتغلغل في أواصر الميليشيا، فأرض الميعاد تحولت إلى مقبرة جماعية لكل من لم تسمح لهم القيادة بالهروب، بل أنها ألقت بهم إلى المحرقة لينجو ذوي القرابة بآل دقلو.

مَن عقِل من الميليشيا سيسلم إلى أقرب وحدة عسكرية بقواته كما فعل البعض في الأبيض اليوم، فالصراعات الداخلية للميليشيا ستقضي على الأخضر واليابس فيما بينهم، وتحولهم لجزر معزولة يملأوها القلق من الآخر، لذلك فإن التسليم للجيش يصير الباب الذي يُقدم أفضل خيارات البقاء.

يملك الجيش طيفاً واسعاً من الخيارات في إدارة المرحلة القادمة من الحرب، فعلى المستوى الحربي التكتيكي يملك الجيش مسارات افتراضية عديدة للتحرك تخلق كابوساً لوجستياً للميليشيا.

واستراتيجياً يملك الجيش العديد من الخيارات في طريقة إدارة المعركة تتفاوت في مداها الزمني، ويحكم كل هذه القرارات الأهداف السياسية:

قد يسعى الجيش إلى تفتيت الميليشيا تدريجياً بدون الدخول في معارك تؤدي إلى إفراغ ما تبقى من مخزون بشري للقبائل العربية عن طريقة ضرب نقاط حساسة تؤدي إلى زيادة ضعف وتباعد الميليشيا مما يدفع قياداتها المتعددة إلى الاستسلام والخضوع للدولة أحاداً.

أو يمكن للجيش خوض معارك كسر عظام، إما أن تؤدي إلى إعلان الدعم السريع الاستسلام أو الدخول في خسائر بشرية هائلة تُهدد وجود بعض المجموعات مستقبلاً، حرب أرض محروقة طاحنة تُغير طبيعة المنطقة إلى الأبد.

يوجد أيضاً خيار التفاوض، الجلوس مع بقية قادة الدعم السريع للوصول إلى إتفاقية تُفضي باستسلام الدعم السريع بمقابل إعفاءات أو ضمانات، ولو كانت قيادة الدعم السريع يهمها أمر مَن تُقاتل باسمهم حقاً فأجدر بهم أن يعلنوا استسلامهم.

هناك عدد من الخيارات الأخرى التي تتراوح في المدة الزمنية والتكلفة ومن الصعب التكهن بأي استراتيجية سيعمل بها الجيش، ولكن باستقراء وضع الجيش يمكن أن نقول بأن خيار تفتيت الميليشيا تدريجياً قد يكون مُرجحاً أكثر.

تغيرت كُل موازين القوى وقوانين فوضى الحرب بصورة تامة منذ السادس والعشرين من سبتمبر (العبور العظيم) ولكن المستقبل لا يبدو مُشرقاً لميليشيا الدعم السريع بأي حالٍ من الأحوال.
نصر الله قوات شعبنا المسلحة وثبت أقدامهم وسدد رميهم.
#حرب_السودان

Ahmed Elkhalifa

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

جيش مصر.. تهديد حميدتي يشعل تفاعلا بعدما قاله عن دعم الجيش السوداني ونائب مصري يرد

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)—أشعل قائد قوات الدعم السريع في السودان، محمد حمدان دقلو المعروف باسم "حميدتي"، تفاعلا واسعا بين نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي بعد تصريحاته التي هاجم فيها الجيش المصري ودعمه للجيش السوداني.

وقال حميدتي في جزء من خطابه المتداول: "الدعم المصري، الدعم مستمر، 8 طائرات جابوها المصريين نزلت 2 وين وواحدة وين و5 وين كلها نحن نعلمه حتى تاريخ نزولها نعلمه، لكن الحمد لله، كل الكلام هذا والطيران هذا راح في دقائق، ضربة جاءتهم شواظ من نار ومصيبة جاءتهم من ناحية ما ربنا جابها.."

ولفت حميدتي إلى وجود جهة تدعم الجيش السوداني بمسيرات (طائرات بدون طيار) دون تسمية الجهة.

وهدد قائد الدعم السريع، قائلا: "تقفلت بورتسودان، الآن الجرارات (العسكرية) جاية، مبارح دخل 32 جرارا ولكن أؤكد لكم، كلها بدنا نمسحها لهم".

ووسط التفاعل على هذه التصريحات، قال النائب بالبرلمان المصري، مصطفى بكري بتدوينة على صفحته بمنصة إكس (تويتر سابقا): "اتهامات حميدتي رئيس ميليشيا الدعم السريع لمصر بأنها تقف خلف مساعدة الجيش السوداني، دليل علي حالة الارتباك والهزيمة التي طالت الدعم السريع.. مصر تدعم الشرعية السودانية، لكنها لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى. حميدتي يبرر هزيمته بإلقاء المسؤولية على مصر!".

مقالات مشابهة

  • ???? حين ضاق الخناق .. هل قرر العالم أخيرًا التخلص من مليشيا الدعم السريع؟
  • خاص لـ”العنوان 24″: ميليشيا الدعم السريع تلجأ إلى الاتجار بالبشر لتعويض خسائر جنودها
  • الدعم السريع تستهدف استاد الأبيض غرب السودان بمسيرات أثناء مباراة كرة قدم
  • مقتل وإصابة العشرات في الفاشر بقصف من قوات الدعم السريع
  • مقتل 14 شخصا في قصف لميليشيا الدعم السريع لسوق نيفاشا بالسودان
  • مقتل 14 مدنياً في قصف لقوات الدعم السريع على مخيم نازحين بدارفور
  • مصر تدعم الجيش السوداني ضد الدعم السريع! القاهرة توضح
  • موسكو: كل الخيارات مطروحة للرد على هجمات أوكرانيا
  • جيش مصر.. تهديد حميدتي يشعل تفاعلا بعدما قاله عن دعم الجيش السوداني ونائب مصري يرد
  • شاهد بالفيديو.. ضابطة الدعم السريع الحسناء تحظى باستقبالات حاشدة لحظة دخولها إحدى الاحتفالات والجنود والرجال الحاضرين يقفون لإلقاء التحية لها وساخرون: (وسع الطريق محطة غيار الزيت وصلت)