???? خطاب مناوي .. شوية مع دول وشوية مع دول
تاريخ النشر: 4th, April 2025 GMT
أتى الخطاب في توقيت اعتبره كثيرون غير مناسب من حيث الحديث عن التعويضات والمساواة في توزيع مكتسبات الحرب قبل أن تضع أوزارها الشي اللي جعل البعض يعتبرو نوع من الإبتزاز
في رأيي الشخصي توقيت الخطاب بالنسبة لزول براغماتي صائد للسوانح زي مناوي هو الأنسب للحصول على أقصى قدر من المطالب بالرغم من خلو الخطاب تماماً من نبرة التهديد أو المساومة أو الـ ‘هذا وإلا’
وبالمقابل أتى برؤية سليمة تماماً حول مفهوم القومية والمواطنة ووحدة التراب السوداني لأنو لم يطرح أي مشروع مناهض للمفاهيم المذكورة ولو على سبيل الإشارة الضمنية وهذا نقطة إيجابية وأدت الخطاب قدر عالي من التوازن والمقبولية يحسب لمناوي
الخطاب عبارة عن أربعة رسائل في بريد الآتية أسمائهم:
١.
تكلم عن مفهوم الحفاظ على الدولة السودانية من الأطماع الخارجية وإنو الزول ما يبقى أداة الخارج لبسط النفوذ داخل الوطن وأعاد بشكل سريع تعريف مفهوم التمرد واعتبارو عمل ثوري داخلي بحثاً عن حقوق مشروعة من الحكومة القائمة مش بإملاءات من برة وقال نصاً ما تبقى حصان طروادة لقوات خارجية
المغزى من الرسالة:
نزع المشروعية عن كل ما قام به الدعم السريع كتبرير لإنخراطه في الحرب دي وتفريغ لكل المسوغات اللي حاول يقنع بيها الناس عن أسباب البعمل فيهو سواء تهميش ولا عدالة إجتماعية ولا هدم دولة 56 ولا القضاء على الكيزان (لاحقاً في حتة تانية في الخطاب اعتبر الدعم السريع جزء من النظام/المنظومة الظالمة وصنيعتها وبالتالي جزء من الأزمة وليس حلاً لها)
٢. ديبي الإبن رئيس تشاد
تكلم عن قادة الجوار الإقليمي ومفهوم الجيرة هل هو مجرد جغرافيا أم هو امتداد إقتصادي أمني إجتماعي شعبي وعلاقات دم وتاريخ وكيف أن الجهل بكل ذلك يهدد الأمن والسلم بين الشعوب
المغزى من الرسالة:
يا ديبي الإبن تجاوزت حدودك وتعديت على حق الجيرة وناسي إنو نصنا عندك بهناك أي كركبة بتلقى نفسك برة القصر الرئاسي >> في الحقيقة دي إحدى أكبر مخاوف ديبي اللي اطمئن لحياد المشتركة بداية الحرب وأخد راحتو وفي نص القصة اكتشف إنو بيفتح على روحو أبواب جحيم فعيدان الثقاب اللي قاعد يرميها في بيت الجيران ستحرق بيته هو كذلك (تكلمت بالتفصيل في بوستات سابقة على الإمتدادات القبلية وخصوصاً قبيلة الزغاوة الحاكمة لتشاد منذ أكتر من 30 سنة وخطأ ديبي الإبن في الدخول كطرف في حرب السودان)
٣. الكيزان:
تكلم عن الخلل البنيوي في الدولة السودانية على مر الحقب والحكومات والفساد والمحسوبية وتجيير المؤسسات لصالح الأسر والجهوية للحفاظ على المصالح والهروب من سلطة الشعب والديموقراطية بالأنظمة الشمولية واستخدام الديكتاتورية وافساد الخدمة العسكرية والمدنية وسياق تأسيس الدعم السريع كمليشيا موازية للجيش كان لحماية الأنظمة الدكتاتورية وصولاً لقمة الأزمة في 15 أبريل
المغزى من الرسالة:
الرسالة تخص الكيزان والحرس القديم لسودان ما بعد الإستقلال بإعتبارهم أكتر ناس بيدافعوا عما يعرف بدولة 56 بنفس شكلها القديم وامتيازاتها المتوارثة ورافضين لأي محاولات جادة لإستيعاب جميع السودانيين والجلوس بعقول وقلوب مفتوحة لحل معضلة السنين وسبب الحروب المتواصلة
???? وهنا مناوي قدم روشتة حل يتبناها الجميع ويتحدث عنها الجميع لكن يبدو أن تنفيذها يصعب على الجميع والكلمة المفتاحية فيها “الوفاق” وقبول الآخر والإعتراف ببعضنا
٤. نازحين المعسكرات في دارفور:
قال ليهم بنبرة اعتذار ما نجحنا في تطبيق إلتزامنا معاكم في إتفاقات السلام السابقة بسبب الظروف البتمر بيها البلد وإنتو ضحيتو وجاء وقت المقابل والتعويضات على أسس المساواة والإشراك في المؤسسات العسكرية والمدنية تحقيقاً للعدالة الإجتماعية وإنتو ضحيتو من أجل الوطن ولازم مقابل لتضحياتكم دي واالنضال ما عندو مقابل غير الحرية والكرامة وتساوي الفرص
المغزى من الرسالة:
توعية النازحين بحقوقهم واستحقاقات المشاركة في حرب 15 أبريل وما يقابلها من مكتسبات وحشد أكبر عدد من المؤيدين عشان يستخدمهم لاحقاً كالعادة في تقوية موقفه التفاوضي وتكبير كومه حين يأتي وقت تقسيم السلطة والثروة
___
ملحوظة:
لطالما تمتع مني أركو مناوي لسنوات طويلة بأرفع المناصب في هيكل الدولة السودانية ولكن حتى اللحظة لم تتغير أوضاع نازحي المعسكرات اللي قاعد يساوم بإسمهم وقضاياهم ومأساتهم عشان كدا قلت في البوست السابق إنو سياسي بارع يتحدث بلسان ثوري ويتحرك بعقل براغماتي يشم المصلحة ولو على بعد ألف حرب
مناوي قوة مؤثرة تحفظ توازنات الحرب الحالية ويبدو أنه يئس من وعود البرهان التسويفية بتعيينه نائباً لرئيس مجلس السيادة فقرر العودة لحيلة المظالم والحقوق، ولا استبعد تحالف مستقبلي بينو وبين الكيزان (وحدة الهدف رغم جقلبة الكيزان وحتى لو قارشين ملحة بعض لكن المصلحجية بيعرفوا يتفاهموا سوا) لو شعروا الإتنين ببيع سيادي يضيع مشاركتهم أو “تضحياتهم” على حد تعبيره
بحسب ما جاء الخطاب أعلاه، استبعد تحالف مناوي مع الدعم السريع على المدى المنظور، دا صراع وجود وليس مجرد صراع سلطة وثروة مع المركز!
تيسير عووضة
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الدعم السریع من الرسالة
إقرأ أيضاً:
حكومة الانقلاب الوهمية على خط إعلام الكيزان!!
حكومة الانقلاب الوهمية على خط إعلام الكيزان!!
د. مرتضى الغالي
أولاً وقبل أن نحكي عن قصة الروائي الروسي الشهير “فيودور ديستوفسكي” حول (الكاهن والشيطان) نسأل رئيس وزراء حكومة الانقلاب (الرجل الأممي) الذي تبنّى نهج مواصلة الحرب: هل تثق في ما تقوله منظمة “أطباء بلا حدود” العالمية..؟ أم ترى أنها هيئة صهيونية تتآمر على تزييف الحقائق..؟!
نقول ذلك لأن كامل إدريس تحول إلى منصة جديدة في إعلام الكيزان (الكضّاب) مثله مثل الانحرافي والرياضي الجُزافي و(صحفجية المظاريف أحباب أفورقي) والخبراء الاسطراطيجيين ومشعوذي حركة الترابي الضليلة؛ حيث أن رئيس وزراء الانقلاب مثلهم يهدد بمواصلة الحرب حتى القضاء المبرم على قوات الدعم السريع (صناعة أيديهم) والتي لم يواجهها عسكر البرهان والبراؤون حتى الآن في معركة حقيقية..!! فأما انسحبوا أمامها..أو استولوا على منطقة انسحبت منها..!
كل هذه المعارك الإعلانية “اليرموكية” ولا أسير واحد من الدعم السريع.. ولا كلمة واحدة عن “حسبو عبد الرحمن”..!
أيضاً من حيث أن رئيس وزراء الانقلاب مثله مثل إعلام الكيزان يحاول تزيين (العبوب والخبوب) الذي يُجلل السودان بأحاديثه الرومانسية المُضللة عن الانتصارات (الفشنك) وعن عاصمة مملكته (الخرطوم الجديدة) التي تطل من أسوار بيوتها زهور الجيوكندا..!
تلك الخرطوم التي قال عنها تقرير رويترز الأخير بعد معاينة ميدانية إنها مدينة (غير قابلة للسكنى) بعد عامين من الحرب وبعد الدمار الذي لحق بمحطات الكهرباء والجسور، وبسبب المياه الملوثة والمستشفيات المنهوبة والخاوية وتفشي الأوبئة والقذائف غير المتفجرة بما يجعل إعادة أعمار الخرطوم وحدها يتطلّب 300 مليار دولار؛ في حين يحتاج السودان بأكمله إلى أكمثر من 700 مليار دولار ..!
كم لديك يا رئيس وزراء (جمهورية زهرستان الوردية)..؟! وهل يعطيك البرهان شيئاً من عائد تصدير الذهب الذي يضعه على حِكرِه يتصرّف فيه وحده..؟!
هل يصدّق لك جبريل إبراهيم ببعض ميزانية (حركته) أو وزارته.. لا فرق..؟!
والآن إليك ما قاله أمس الأمين العام لمنظمة أطباء بلا حدود “كرستوفر لوكيير”: فقد قال بتأكيد وتشديد (هناك أخطار جدّية في السودان بتفشي الأمراض الوبائية جراء الانهيار شبه الكامل للنظام الصحي وتصاعد النزوح مع استمرار النزاع وتعطل حملات التطعيم الروتينية وصعوبة الوصول للمياه النظيفة؛ وهذا الوضع الكارثي مرشّح للتفاقم مع موسم الأمطار الوشيك الذي يتزامن مع تفشي الكوليرا والحصبة وحمى الضنك وشحّ الغذاء مما يزيد من خطر انتشار الأمراض المنقولة بالمياه والحشرات، في حين يواجه نصف السكان انعداماً حاداً للغذاء، مما يمهّد لتفشّي الأوبئة بصورة واسعة ما لم تتحدث تدخلات إنسانية عاجلة وواسعة النطاق، كما أن هناك تحديات كبيرة في تقديم الإسعافات الطبية نتيجة القيود الإدارية ونقص التمويل وصعوبة الوصول للمناطق الأشد ضرراً واستمرار الهجمات على البعثات الإنسانية وعلى البنية التحتية المدنية بما فيها المرافق الصحية ومحطات المياه والكهرباء)..!
مع كل هذه المقتلة والأوبئة والنزوح والجوع والخراب والغُلب الذي يعيش فيه السودانيون وإعلام الكيزان بما فيه حكومة الانقلاب المهزوزة لا يترك الناس في حالهم… بل يلاحقهم بالتهديد والوعيد..!
وقصة ديستوفسكى (الكاهن والشيطان) خلاصتها أن أحد الكهنة النصّابين اعتاد في مواعظه اليومية تهديد الفقراء والمعذبين في الأرض بما ينتظرهم في جحيم الآخرة من عذاب وأهوال.. فأخذ الشيطان هذا الكاهن من تلابيبه وأرغمه على العيش في جحور الفقراء وتذوّق مرارة الجوع والتشرّد والحرمان وظلمة السجون.. حتى أصبح الكاهن يصيح مُعلناً عن توبته وسحب كل مواعظه..!
الكاهن النصّاب هنا هو إعلام الكيزان..! أو هو (عبد الحي يوسف) الذي جمع في طيات قفطانه و(خمشة دولاراته) كل سوءات رجال الدين النصّابين ..!
لا للحرب.. لا للحرب.. لا للحرب.. بالرغم من كل دعاوى المهاويس وبالرغم من تبرّجات كل هذه الطواويس الملوّنة.. وعاشت ثورة ديسمبر العظمى.. الله لا كسّبكم..!
[email protected]
الوسومالسودان الكاهن والشيطان الكيزان حسبو محمد عبد الرحمن حكومة الانقلاب د. مرتضى الغالي ديستوفسكى فيودور ديستوفسكي كامل إدريس كرستوفر لوكيير منظمة أطباء بلا حدود