البواري يكرس فشل تدبير أزمة اللحوم داخل وزارة الفلاحة بعد مرحلة صديقي
تاريخ النشر: 4th, April 2025 GMT
زنقة 20 ا عبد الرحيم المسكاوي
رغم الدعم العمومي السخي الذي خصصته وزارة الفلاحة سواء في عهد الوزير السابق محمد صديقي أو الوزير الحالي أحمد البواري لعملية استيراد الأغنام، والذي تجاوز 437 مليون درهم خلال سنتي 2023 و2024، تتجه وزارة الفلاحة مع الوزير البواري مجددًا نحو تكرار نفس الوصفة الفاشلة، في وقت يتصاعد فيه غضب الأسر المغربية بسبب الغلاء المتواصل لأسعار اللحوم الحمراء، وانعدام أثر هذه العملية على أرض الواقع.
فالبلاغ الأخير للوزارة تحدث عن استيراد نحو 875 ألف رأس من الأغنام، منها 489 ألف رأس موجهة لعيد الأضحى 2024، بدعم مالي مباشر بلغ 500 درهم للرأس الواحد، ورغم كل ذلك، بقيت الأسعار تلامس 110 دراهم للكيلوغرام وفي بعض المناطق المحدودة 80 درهم، في استخفاف واضح بذكاء المواطن، ومحاولة يائسة لتلميع صورة فشل تدبيري للوزارة امتد في السنوات الأخيرة ويكرسه الوزير الحالي.
فالدعم العمومي لم يذهب للفلاح المغربي الذي يواجه سنوات الجفاف وغلاء الأعلاف، بل استفادت منه لوبيات الاستيراد والمضاربين الذين راكموا الأرباح على حساب القطيع الوطني، والوزارة عوض أن تدعم الإنتاج الوطني وتُعزز سيادة المغرب الغذائية، اختارت الطريق الأسهل عبر فتح الباب أمام الاستيراد العشوائي، وتسخير أموال دافعي الضرائب لخدمة الفلاح الأجنبي.
وفي هذا السياق، وفي غياب أي شفافية أو آلية مراقبة فعالة، يطرح المغاربة سؤالًا جوهريًا: أين ذهبت مئات الآلاف من رؤوس الأغنام التي استُوردت هذا العام؟ ولماذا لم تنعكس على الأسواق؟ مصادر مهنية من القطاع تُرجح أن جزءًا منها يُحتكر في مستودعات مضاربين كبار بانتظار ارتفاع الأسعار خلال فترة العيد حيث من المتوقع أن يقبل المغاربة على شراء اللحوم “والدوارة” بشكل كبير رغم عدم شراء أضحية العيد، كل ذلك في ظل تواطؤ مفضوح من وزارة الفلاحة التي تتفرج بصمت.
علي الغنبوري، رئيس مركز الاستشراف الاقتصادي والاجتماعي، وصف في تصريح لموقع Rue20 توجه الوزارة بأنه “اختيار اقتصادي فاشل” وبلاغها الأخير يؤكد سياسة الفشل، معتبرا أن نمط الاستيراد الإستهلاكي الآني لن يؤدي سوى إلى تعميق التبعية للخارج في قضية اللحوم الحمراء، وتفكيك ما تبقى من المنظومة الوطنية لتربية الماشية وسنتحول إلى كبعض دول الخليج التي توزد مواطنيها باللحوم الحمراء من الخارج.
وأكد الغنبوري أنه “في الوقت الذي تتجه فيه دول تعاني من نفس الجفاف نحو دعم الإنتاج المحلي وتطوير سلاسل القيمة الفلاحية، تصر وزارة الفلاحة في المغرب على اعتماد حلول قصيرة الأمد، تفتقر للرؤية وتخدم فقط مصالح ضيقة، والنتيجة يشير الغنبوري “أسعار تواصل ارتفاعها، وأسر مغربية تُصارع من أجل اقتناء اللحم، وفلاح وطني يُترك وحيدًا في مواجهة الجفاف والكساد.
الغنبوري حذّر من أن هذا النموذج في التدبير سيؤدي إلى “تعميق التبعية الغذائية للمغرب، وخلق مشكل بنيوي في تأمين اللحوم الحمراء مستقبلا”، داعيا إلى مراجعة السياسة الفلاحية في هذا الباب، من خلال التركيز على تشجيع الفلاح المحلي، وتوفير الدعم لتربية الأغنام داخل البلاد، عوض اللجوء إلى حلول سريعة لا تراعي الاستدامة ولا مصلحة السوق الوطني.
وشدد الغنبوري إلى أن الوزارة ركزت على الإعفاءات الضريبية والجمركية، بالإضافة إلى دعم مباشر يصل إلى 500 درهم لكل رأس مستورد، دون أن تضع خطة متكاملة لتربية وتسمين المواشي المستوردة داخل التراب الوطني، ما يُبقي البلاد في تبعية مستمرة للأسواق الخارجية، ويُعمق عجز الميزان التجاري.
وفي هذا السياق، أكد علي الغنبوري، رئيس مركز الاستشراف الاقتصادي والاجتماعي، في تصريح لموقع Rue20، أن “النقاش الدائر حول حقيقة مبلغ الدعم الممنوح من وزارة الفلاحة للمستوردين هو نقاش جانبي رغم أهميته لكنه لايستحضر عدة جوانب وقعها أخطر وأكبر على الجانب الاقتصادي والاجتماعي للمغاربة وهذا ما يغيب عن وزارة الفلاحة.
المصدر: زنقة 20
كلمات دلالية: اللحوم الحمراء وزارة الفلاحة
إقرأ أيضاً:
وزارة الشباب: الكشف عن تعاطى المخدرات لأعضاء اللجان الأولمبية ومراكز الشباب
شهد الدكتور أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة ،توقيع بروتوكول تعاون بين صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى ووزارة الشباب والرياضة لتنسيق جهود العمل في إطار تنفيذ الاستراتيجية القومية لمكافحة المخدرات والحد من التعاطي والإدمان والتي تم إطلاقها تحت رعاية رئيس الجمهورية، وجارى تنفيذها بالتعاون مع الوزارات والجهات المعنية، ووقع البروتوكول الدكتور عمرو عثمان مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى، واللواء إيهاب بشير الوكيل الدائم لوزارة الشباب والرياضة.
يستهدف بروتوكول التعاون إجراء الكشف المبكر عن تعاطى المخدرات من خلال صندوق مكافحة الإدمان لأعضاء مجالس إدارات اللجان الأولمبية والبارالمبية وأعضاء مجالس إدارات الاتحادات الرياضية والأندية ومراكز الشباب والأجهزة الفنية والإدارية والمنتخبات للفرق الرياضية في الأندية ومراكز الشباب، مع تضمين شرط اجتياز تحليل المخدرات ضمن شروط الترشح أو التجديد لعضوية أو رئاسة مجالس إدارات الأندية والاتحادات الرياضية وأعضاء اللجان الإشرافية أو التنظيمية التابعة للوزارة.
كما سيتم إجراء الكشف على اللاعبين في مختلف الألعاب الرياضية بدءًا من عمر 16 عاما، من خلال إجراء تحليل دوري مع بداية كل موسم رياضي ، فضلا عن إجراء التحليل العشوائي المفاجئ بالتنسيق بين الوزارة و الصندوق ،وسيتم تنفيذ إجراءات الكشف عن التعاطي وفقًا لآليات دقيقة تضمن أعلى درجات الموضوعية وتحقق أعلى مستويات الدقة في النتائج ،ويرسل صندوق مكافحة الإدمان النتائج التأكيدية إلى وزارة الشباب والرياضة، لاتخاذ الإجراءات المناسبة وفقا للوائح والقوانين المعمول بها، كما سيتم معاملة حالات الامتناع عن الخضوع للكشف والهروب منه وغش العينات بنفس معاملة من يثبت تعاطيه للمواد المخدرة، على أن يتم هذا الإجراء وفقا لما هو متبع بوزارة الشباب والرياضة.
كما يتضمن بروتوكول التعاون تكثيف أنشطة التوعية بمخاطر تعاطي وإدمان المخدرات داخل البرامج المنفذة للنشء بالمرحلة العمرية من 12 لـ 18 عاما "بالمعسكرات المتنوعة، والأنشطة الصيفية وإعداد دورات تدريبية للكوادر والمدربين للفرق الفنية للنشء بمراكز الشباب، وكيفية التقدم للعلاج المجاني من خلال الخط الساخن للصندوق 16023، الأمر الذي يسهم في إعداد جيلٍ من النشء يتمتع بالوعي بذلك، فضلا عن إضافة مكون للتوعية من مخاطر تعاطي وإدمان المخدرات ضمن المناهج المنفذة للفرق الفنية، يتضمن محاور قضية الإدمان بكافة جوانبها، وذلك ضمن برنامج "حماية جيل" إلى جانب المشاركة في كافة الأنشطة المشتركة بين صندوق مكافحة الإدمان ووزارة الشباب ومؤسسة حياة كريمة لتكامل الخدمات المقدمة بكافة المحافظات وتنفيذ برامج توعوية ووقائية لرفع الوعي بمخاطر تعاطي المخدرات، وذلك من خلال تنظيم أنشطة متعددة داخل مراكز الشباب ومراكز التنمية الشبابية والمنشآت والهيئات الشبابية والاتحادات الشبابية ،بالإضافة إلى تنظيم مسابقات لأعضاء الأندية الثقافية بمراكز الشباب "ثقافية، فنية" عن مخاطر المخدرات وتأثيراتها.
وسيتم تخصيص موقع لإنشاء "أندية الوقاية "داخل أحد مراكز الشباب أو مراكز التنمية الشبابية الكبرى بكل محافظة وهدفها المستدام هو دعم ثقافة الوقاية داخل المجتمع المحلي بحيث تكون بمثابة منصات دائمة للحوار والنشاط المجتمعي الإيجابي، يستخدمها في التعريف بأنشطة صندوق مكافحة الإدمان المناهضة لمخاطر تعاطي وإدمان المواد المخدرة، بالإضافة إلى الإعلان عن رقم الخط الساخن للصندوق "16023 " لتقديم الخدمات العلاجية والتأهيلية لمرضى الإدمان وممارسة كافة الأنشطة والبرامج والمبادرات على مستوى كافة المراكز والأندية بالمحافظات.
وأكد الدكتور أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة حرص الوزارة على أن تكون الرياضة جزءًا أصيلًا من منظومة الوقاية المجتمعية، حيث تعمل الوزارة جنباً إلى جنب مع كافة مؤسسات الدولة، وخاصة صندوق مكافحة وعلاج الإدمان، لنشر ثقافة الوعي والوقاية من خلال الرياضة، والتي تُعد أداة فعالة في تحصين النشء وتعزيز قدراتهم النفسية والجسدية، وتحقيق التنمية المتوازنة التي يتطلع إليها وطننا، كما أن إطلاق مثل هذه المبادرات يشكل تجسيداً لرؤية الدولة في بناء الإنسان المُعاصر والقادر على مواجهة التحديات، مؤكداً على أن الرياضة ليست مجرد نشاط بدني، بل هي منهج حياة وقاعدة لتحقيق الاستقرار الاجتماعي والنجاح الفردي، فضلا عن أهمية دمج رسائل الوقاية من أضرار المخدرات ضمن الأنشطة والتجمعات الشبابية الكبرى والدورات الرياضية.
وأوضح صبحى أنه سيتم تنظيم دوريات رياضية متنوعة بكافة المحافظات بهدف جذب أكبر عدد من الشباب، واستخدام قوة الرياضة في تحقيق الهدف للوقاية من المخدرات، فضلا عن إطلاق حملات داخل كافة المنشآت والهيئات التابعة لوزارة الشباب للإعلان عن خدمات الخط الساخن لصندوق مكافحة الإدمان "16023"، والذي يوفر خدمات المشورة والعلاج مجانًا وفي سرية للأسر والأفراد.
وأشار الدكتور عمرو عثمان مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي إلى أهمية دور الرياضة في مواجهة المشكلات، لاسيما مشكلة تعاطى المخدرات بالتوازي مع تنفيذ العديد من الأنشطة لرفع وعي الفئات المختلفة بخطورة التعاطي وحماية الشباب من الوقوع في براثن الإدمان، ضمن تنفيذ الاستراتيجية القومية لمكافحة المخدرات والحد من مخاطر التعاطي والإدمان التي تم إطلاقها تحت رعاية فخامة السيد/رئيس الجمهورية وجارى تنفيذها بالتعاون مع الوزارات والجهات المعنية، موجها الشكر للدكتور أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة على دعم أنشطة الصندوق ،لاسيما البرامج الوقائية لرفع الوعى بخطورة تعاطي وإدمان المواد المخدرة.
وأوضح عثمان أنه يتم إتاحة الخدمات العلاجية المجانية والسرية من خلال الخط الساخن للصندوق " 16023" مع التوسع في البرامج الفعّالة لتأهيل ودمج الشباب المتعافين من خلال الأنشطة الترفيهية داخل المنشآت الرياضية بكافة أنواعها، بهدف إعادة دمجهم في المجتمع وتمكينهم من استعادة حياتهم الطبيعية.
وزار الدكتور أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة والوفد المرافق له، مركز إمبابة لعلاج الإدمان التابع لصندوق مكافحة الإدمان ،وكان في استقباله الدكتور عمرو عثمان مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي.
وتضمنت زيارة الوزير جولة تفقدية داخل المركز برفقة الدكتور عمرو عثمان مدير صندوق مكافحة الإدمان، حيث يضم المركز عيادات خارجية وقسم داخلي للرجال وقسم للسيدات وقسم للمراهقين، وقسم للتشخيص المزدوج "نفسى وإدمان" كما يتضمن المركز صالات ألعاب رياضية وملعب كرة قدم "خماسي" ومساحات خضراء وتنس طاولة وبلياردو وصالات جيم للرجال وأيضًا للسيدات وقاعة موسيقى وقاعة حاسب آلي ومسرح ومكتبة ومطعم وورش تدريب مهني "للرجال والسيدات" لتعليمهم حرف مهنية يحتاجها سوق العمل ضمن برنامج "العلاج بالعمل" ،كما أن جميع أعمال الأثاث بالمركز تمت بسواعد المتعافين من الإدمان داخل ورش التدريب بمراكز العزيمة التابعة لصندوق مكافحة وعلاج الإدمان، والتقى الدكتور أشرف صبحى برفقة الدكتور عمرو عثمان بمجموعة من المتعافين من الإدمان داخل المركز، وأبدى المتعافون سعادتهم بتوفير كل الخدمات والرعاية الكاملة على أعلى مستوى مجاناً، إضافة إلى برامج التأهيل الاجتماعي والدعم النفسي.