كتب: الدكتور نبيل العبيدي / خبير الدراسات الأمنية والستراتيجية

المتتبع للأوضاع الأمنية والسياسية في العالم يرى ان هناك  اعتماد ركزت عليه أمريكا في خلق نوع من الفوضى في الشرق الأوسط من اجل إتمام أعمالهم ومصالحهم على أتم وجه وعند المرور في حرب أفغانستان والعلاقة والدعم الذي قدمته الولايات المتحدة الأمريكية لتنظيم القاعدة في حربها ضد روسيا حتى أدت إلى الاختلاف بين الأفغان والأمريكان.

ثم اعلن تنظيم القاعدة العداوة والبغضاء ضد أصدقائهم الأمريكان أي انهم أصدقاء الأمس أعداء اليوم.  واصبح التنظيم يهدد مصالح الولايات المتحدة الأمريكية والضرر الكبير لها وأخر شيء بدء يهددها في عقر دارها حتى هاجم وبكل قوة رمز الولايات المتحدة وهي أبراج التجارة العالمية. 

حتى طالت الامور الى خواتمها وعودة طالبان الى سدة الحكم وها هيا تتربع على عرش السلطة وهيهات ان تترك السلطة ولكن الرسالة وصلت وبكل وضوح ان امريكا لا يعنيها لا حكم ديني ولا حكم علماني ولا تطرف ولا وسطية وانما يعنيها المصلحة فوق كل شيء. 

وبعد عاصفة طالبان وتربعها على عرش الحكم ها تعود امريكا بخططها وتواصل تنصيبها رؤساء دول بما يحقق لها كل شيء وبمساعدة دول فتأتي من اقصى  آسيا الوسطى ( افغانستان) الى جنوب غرب آسيا على الساحل الشرقي للبحر المتوسط الى (سوريا) لتغيير الحكم كما تشاء وفي الوقت الذي تراه مناسبا له. 

وها هو قطار التغيير يسير على وفق ما تتحتم عليه مصلحة الولايات المتحدة الامريكية وكما يخدم (اسرائيل)، فقد شاهدنا كيف انقضت ( اسرائيل) على سوريا ودخلت بها كما خططت له واخذت تقطع ما لم تقطعه سابقا بحجة الامن القومي لها. بل لم تكتف بذلك واخذت تدمر البنى العسكرية على مطاراتها ومخازنها وكل ما له علاقة بترسانتها العسكرية ولا تعرف شيء اسمه السيادة. ثم بعد ذلك بدأت مرحلة القطار الذي يمر في الراق وعلاقة الفوضى الخلاقة التي لا بد ان تمر به من اجل مصالح الدول العظمى التي تحدثنا عنها مرارا وتكرارا وهي ان وضع العراق بهذا الشكل لا يعجب لا امريكا ولا حليفتها التي تريد العراق كما يحلو لها ( عبدا مطيعاً لا حول ولا قوة له) وحقيقة ان وضع العراق مختلف عن كثير من دول العالم من خلال تركيبته السكانية وموقعه الجغرافي وتنوع موارده التي تشهي النفس وتجعله مفتاح شهية لكثير من دول العالم ليس لأمريكا وحدها. 

ونحن كعراقيين لا حول ولا قوة لنا لكون دور امريكا في العراق سيظل حاسمًا في مواجهة التحديات المقبلة، اذ لم يعد بالإمكان تجاهل تأثير احداث المنطقة التي حصلت مثل العدوان على غزة في اكتوبر 2024، والصراع بين حزب الله و( إسرائيل)، واحداث اليمن الاخيرة حيث التصعيد العسكري مع الحوثيين فيه واخير ما حصل في سوريا من تغيير لنظام الحكم فيها. واخيرا ما يخطط للعراق في الولايات المتحدة الامريكية من سن قانون "تحرير العراق من إيران" الذي قدمه النائب الجمهوري جو ويلسون في الكونغرس الأمريكي الذي يهدف إلى تقليص نفوذ إيران في العراق وتعزيز استقلاله وسيادته. والسؤال هنا ماذا تريد امريكا من العراق حتى وصلت الى هكذا مطالبات بسن قوانين تنظر الى مصلحتها دون العراق او على الاقل ان تضع لنا وزن حبة خردل على الاقل. 

فنحن لا ننكر ان هناك تغيير يلوح في الافق وان القطار الاقوى والاسرع هو من يفرض نفسه.  ولكون الولايات المتحدة عازمة على ضبط البوصلة السياسية في العراق كما هي تريد وخاصة بعد تصاعد الأزمات الإقليمية وتغيير حكومات وتنصيب اخرى. 

ولهذا فنحن لا نعلم الى اين ذاهبون وخلف من نسير وهذا كله في الاصل نتيجة ومخرجات الفوضى الخلاقة التي رسمتها امريكا للعالم ومنها العراق فنحن لا ننكر ان هناك فوضى داخل السلطة وتخبط كبير في جوانب الحياة المختلفة في العراق.  فلا يمكن المزايدة وغير قول الحقيقية والاعتراف بها في ظل الظروف التي تتسم بالتراجع الكبير والتصارع الدولي الكبير في داخل العراق من قبل الدول الكبرى. 

واخيرا فنحن امام مفترق طرق وتخطيط دولي وقطار لا يمكن ان تكون اخر عربة فيه تمر في العراق لأنه قطار لا يعرف التوقف ابدا الا بتحقيق ما تخطط له الدول الكبرى والعودة الى الاستعباد والاستعمار  وتحقيق المخطط ( الاسرائيلي). ولهذا فكل ما تقدم بتخطيط ودقة وخلق فوضى وحروب لا اول لها ولا اخر ( ونحن في مستنقع) ودوامة وعدم استقرار وفوضى. فامن العراق مرتبط بهذه وتلك وذاك والله المستعان على ما نحن فيه وما سيكون فيه العراق. 

الى الله المشتكى


المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی العراق

إقرأ أيضاً:

زاهي حواس يختتم محاضراته في الولايات المتحدة الأمريكية ويتجه إلى كندا

اختتم عالم الآثار المصرية الدكتور زاهي حواس جولته الثقافية في الولايات المتحدة الأمريكية، والتي استمرت على مدار ثلاثة أشهر، شملت 30 مدينة أمريكية، بدأت في فينيكس يوم 1 مايو، وانتهت في العاصمة واشنطن دي.سي يوم 23 يوليو.

وقد شهدت الجولة حضورًا جماهيريًا ضخمًا، حيث تجاوز عدد الحضور 40,000 شخص من مختلف الولايات، توافدوا للاستماع إلى أحدث الاكتشافات الأثرية التي كشف عنها الدكتور حواس.

 زاهى حواس 

استقبل الجمهور الأمريكي الدكتور زاهي حواس بحفاوة كبيرة في كل مدينة، حيث قُوبل بعاصفة من التصفيق الحار، ووقف الحاضرون احترامًا له في بداية ونهاية كل محاضرة. وقد عبّر الحضور عن إعجابهم وتأثرهم الشديد بالمحتوى الذي قُدم، وأبدوا رغبة كبيرة في معرفة المزيد عن حضارة مصر القديمة.

مجاناً.. مؤسسة زاهي حواس للآثار والتراث تعلن فتح باب التسجيل لدورة الهيروغليفيةمؤسسة زاهي حواس تبدأ دورة الآثار الإسلامية بزيارة قلعة صلاح الدين الأيوبيإقبال واسع على المجموعة الثانية من دورة تعليم الهيروغليفية بمؤسسة زاهي حواس للآثار والتراثمؤسسة زاهي حواس للتراث تطلق أولى دوراتها التدريبية في الآثار الإسلامية

وعقب كل محاضرة، اصطف الحضور في طوابير طويلة لالتقاط الصور التذكارية مع الدكتور حواس والحصول على توقيعه على كتبه، في لحظات وصفها الكثيرون بأنها “لا تُنسى”.

وقد وصف الدكتور زاهي حواس هذه الجولة بأنها “الأكثر نجاحًا” في مسيرته حتى الآن، معربًا عن فخره الكبير بالترحيب الحار الذي لقيه، وفرحته بنقل حضارة مصر العريقة إلى عشرات الآلاف من الأمريكيين.

وفي ختام الجولة، قالت السفيرة الأمريكية في مصر، هيرو مصطفى غارغ سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية بمصر  
“لقد كان شرفًا لي حضور إحدى محاضرات الدكتور زاهي حواس في واشنطن والتي تحتفي بالتراث الثقافي الاستثنائي لمصر.

واكدت" غارغ" إن الشعب الأمريكي يُعجب بمساهمات مصر في تاريخ الإنسانية، وأتطلع إلى افتتاح المتحف المصري الكبير، وإلى استمرار مصر في قيادة جهود الحفاظ على تراثنا الإنساني المشترك.”

وتستمر الرحلة الآن إلى كندا، حيث من المقرر أن يقدم الدكتور حواس محاضراته في ثلاث مدن كندية جديدة، مواصلاً مهمته في نشر الوعي بعظمة الحضارة المصرية.

زاهي حواس يختتم محاضراته في الولايات المتحدة الأمريكيةزاهي حواس يختتم محاضراته في الولايات المتحدة الأمريكيةزاهي حواس يختتم محاضراته في الولايات المتحدة الأمريكيةزاهي حواس يختتم محاضراته في الولايات المتحدة الأمريكيةزاهي حواس يختتم محاضراته في الولايات المتحدة الأمريكية طباعة شارك زاهى حواس حواس محاضرة زاهى حواس حواس في امريكا جولة زاهى حواس في الولايات المتحدة الأمريكية

مقالات مشابهة

  • لماذا تراجع سفر الكنديين إلى الولايات المتحدة هذا العام؟
  • انتخابات فاشلة مزورة لتدوير نفس الوجوه التي دمرت البلاد والعباد
  • ما هي الخيارات الأخرى التي تدرسها الولايات المتحدة وإسرائيل ضد حماس؟
  • إصابة 14 شخصاً في حادث طعن في الولايات المتحدة
  • الولايات المتحدة تنتقد إفراج فرنسا عن المناضل جورج عبد الله
  • زاهي حواس يختتم محاضراته في الولايات المتحدة الأمريكية ويتجه إلى كندا
  • نتنياهو: ندرس الآن مع الولايات المتحدة خيارات بديلة لاستعادة المحتجزين
  • الولايات المتحدة.. إلقاء القبض على ممرضة عملت بـ20 اسما مستعارا ووثائق مزورة
  • الولايات المتحدة تبرم صفقة تجارية تاريخية مع اليابان
  • الولايات المتحدة ترفض اعتراف فرنسا بالدولة الفلسطينية