الآثار السُّودانيَّة … إنهم يسرقون التاريخ!
تاريخ النشر: 6th, April 2025 GMT
(1)
قبل عشر سنوات من تاريخ نشر مقال الدُّكتور الدبلوماسي حمد عبد العزيز الكواري، رئيس مكتبة قطر الوطنية، بعنوان "السُّودان … جرح الحضارة النَّازف: تدمير المتحف القوميِّ السُّودانيِّ"، أعدَّ الصَّحفيَّان رجاء نمر وحسن أبو الرِّيش تحقيقًا صحفيًّا عن الآثار السُّودانيَّة بعنوان "الآثار السُّودانيَّة: إنَّهم يسرقون التَّاريخ"، نشرته صحيفة التَّيَّار في يوليو 2015.
(Yvonne Markowitz and Peter Lacovara, “The Ferlini Treasure in Archeological Perspective”, Journal of the American Research Center in Egypt, Vol. 33 (1996), pp. 1-9).
(2)
متحف السُّودان القوميِّ ونهب آثاره
يُعَدُّ متحف السُّودان القوميِّ في الخرطوم، أكبر المتاحف السُّودانيَّة على الإطلاق. بدأ العمل فيه في النِّصف الثَّاني من ستينيَّات القرن العشرين، واُفتتح عام 1971 في عهد حكومة مايو (1969-1985). ويحتلَّ المتحف موقعًا متميِّزًا في العاصمة الخرطوم، إذ يطلُّ على شارع النِّيل وجوار مبنى قاعة الصَّداقة، ويفتح مدخله الرَّئيس صوب النِّيل الأزرق، وقبل التقاء النِّيلين في منطقة المقرن. وقد صُمَّمت مباني المتحف بطريقة رائعة، إذ يوجد في فناء مدخله الرَّئيس متحف مفتوح، يحتوي على عدد من المعابد والمدافن والنَّصب التِّذكاريَّة والتَّماثيل، الَّتي تعكس طرفًا من الآثار النَّوبيَّة السُّودانيَّة الَّتي غمرتها مياه السَّدِّ العالي، وقد وضعت هذه القطع الآثاريَّة حول حوض مائيّ، تعطي الزَّائر انطباعًا بأنَّها في موضعها الأصليِّ. وكانت قاعات المتحف تحتوي على مقتنيات أثرية من مختلف أنحاء السودان، يرجع تاريخها إلى عصور ما قبل التاريخ، حيث تشمل الآثار الحجرية، والجلدية، والبرونزية، والحديدية، والخشبية، الأدوات الفخارية، والمنحوتات، والصور الحائطية، فضلاً الآثار المسيحية والإسلامية، التي تشكل جزءًا من هوية السودان.
وعندما اقتحمت قوَّات الدَّعم السَّريع مباني متحف السودان القومي في بداية هذه الحرب اللَّعينة تطير العارفون بمقتنياته شرًّا، وبعد تحرير الخرطوم نقلت عدسات القنوات الفضائية أنَّ مقتنيات المتحف قد نهبت. ولذلك وصف الكواري ما حدث بأنَّه: "أمر محزن. . . أنَّ نرى التَّاريخ يباد تحت أقدام الطَّامعين، وأن يُسرق ما لا يعوِّض، ويُطمس ما لا يُقدَّر بثمن." نعم، يمكن إعادة إعمار الأضرار المادِّيَّة التي لحقت بمباني المتحف، و"لكن كيف يُعاد ما سُرق؟ كيف تُبعث من جديد قطع أثريَّة عمرها آلاف السِّنين؟ كيف يُعوِّض شعب تُسلب ذاكرته وهو ينزف؟ إنَّ ما يحدث في السُّودان ليس مجرَّد حرب على السُّلطة، بل هو جريمة في حقِّ الحضارة، جريمة ترتكب أمام أعين العالم، الَّذي يراقب بصمت، بل ويُسهم البعض في إشعالها. وما يُؤلم أكثر، أن تُمحى آثار هذا البلد العظيم، بينما أهل السُّودان يُواجهون القتل والتَّشريد والجوع، ويُترك وطنهم فريسةً للصِّراعات وأطماع العابثين."
(3)
أسئلة الكواري تحتاج إلى إجابات ممكنة؟
عليه يُرفع النداء إلى أبناء السُّودان الحادِّبين على الحفاظ على آثارهم التَّاريخيَّة أن يشرعوا في القيام بحملة لإعادة ما نُهب. فمقتنيات السُّودان الأثريَّة ليست لها علاقة بدولة "56" المزعومة، بل تشكِّل جزءًا من تاريخ البلاد وهويَّتها، والشعب الذي لا يحافظ على تاريخه، لا يستطيع أنَّ يبنّي مجدًا حاضرًا. فالإجابة عن أسئلة الكواري تحتاج إلى وعي بقيمة الآثار المنهوبة، وإلى عمل منظَّم يبدأ بالحفاظ على الموجود، والبحث عن المنهوب وسبل إرجاعه؛ وذلك عملًا بالمثل السُّوداني القائل: "الجفلن خلِّهنَّ أقرع الواقفات". فنبدأ بالحفاظ على الموجود، ثمَّ نشرع في استرداد المنهوب. فمشوار الألف ميل يبدأ بخطوة.
ahmedabushouk62@hotmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: متحف الس
إقرأ أيضاً:
المشدد 5 سنوات للمتهمين بالتنقيب عن الآثار بشبرا الخيمة
قضت محكمة جنايات شبرا الخيمة، الدائرة الثانية، بالسجن المشدد لمدة 5 سنوات، للمتهمين بالتنقيب عن الآثار وتغريمهم مليون جنيه بدائرة قسم أول شبرا الخيمة.
وصدر الحكم برئاسة المستشار أيمن عفيفى سالم، وعضوية المستشارين عبد العزيز على محمود، وشيرين صلاح حمدي، ومحمود أبو اليزيد جاب الله، وأمانة سر هاني خطاب.
وفي وقت سابق، أحالت النيابة العامة المتهمين أحمد.م.ا 43 سنة ومحمد.خ.ا 35 سنة وايهاب.ح.ا 57 سنة عامل وجمال.ز.م 65 سنة بالمعاش، في القضية رقم 1937 لسنة 2025 قسم اول شبرا الخيمة والمقيدة برقم 213 لسنة 2025 كلي جنوب بنها، لأنهم في تاريخ سابق عن 8/1/2025، بدائرة قسم شرطة أول شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية، فإن المتهمين الأول والثاني اجرا اعمال حفر بدون ترخيص بذلك من الجهة المختصة داخل العقار محل الواقعة باستخدام الأدوات محل التهمة الثانية للقيام بأعمال الحفر وكان ذلك بقصد التنقيب عن الآثار على النحو المبين بالتحقيقات.
وأوضح أمر الإحالة أن المتهمين حازا أدوات ( سلم حبلي - دلو بلاستيكية - مقطف - خرطوم لسحب المياه - سقالة خشبية - ولمبة بسلك خشبي -وسلم خشبي ودلو بحبل) بدون مسوغ قانوني او مبرر من الضرورة الحرفية او المهنية علي النحو المبين بالتحقيقات.
وأشار أمر الإحالة أن المتهمين أتلفا عمدا مالاً ثابتا "عقارا" المملوك للمجني عليها رضا حامد عبد الفتاح عصفور والتي ترتب عليها ضررا ماليا يجاوز 50 جنيها وتعريض حياة قاطنيه وأمنهم للخطر.
اقرأ أيضاًالإعدام شنقًا لعامل قتل شخص بعيار ناري بالقليوبية
القبض على تشكيل عصابي تخصص في سرقة المساكن بالمنيرة الغربية
غدًا.. إعادة محاكمة 5 متهمين في خلية الإسماعيلية