البوابة نيوز:
2025-07-30@16:59:34 GMT

إفيه يكتبه روبير الفارس "رشق الغول"

تاريخ النشر: 7th, April 2025 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

عندما ترى "آمنة" و"هنادي" القطار لأول مرة في فيلم "دعاء الكروان "، تصرخان: "الغول! الغول! حديد... عينيه تقدح نارًا وشرارًا!"، لكن الأم تهدئ من روعهما وتقول: "إنه القطار... ودّعنا الركايب".

القطار من أهم رموز النهضة الحديثة، وهو أحد أبرز مظاهر الحداثة. وقد دخل مصر أول قطار سنة 1854، إيذانًا ببدء عصر السكة الحديد.

 
ورغم ذلك، لا أفهم لماذا تكمن في الوعي الجمعي، عدواة باطنة لدى عدد من الأطفال والفتيان تجاه القطارات. وما المتعة في رشقه بالحجارة الحادة؟ ما اللذة في إصابة الركاب؟  

هذه ظاهرة شهدتها كثيرًا أثناء استخدامي القطار، الذي أراه أفضل وسيلة للسفر بين الصعيد والقاهرة. كنت أظن أن هناك حقدًا طبقيًا يقف وراء رشق القطارات المكيفة التي تحمل السياح، وربما كراهية قديمة للأجانب، موروثة من تراث ثورة 1919، حيث كان قطع الفلكنات والهجوم على القطارات التي تنقل جنود بريطانيا من أبرز مظاهر العنف الثوري.  
وكنت أظن أن هذه الظاهرة قد انتهت... لكن ما شهده مؤخرًا مركز منوف بمحافظة المنوفية أعاد إلى الأذهان ذكريات أليمة.

ففي حادثة مأساوية، ألقى مجموعة من الأطفال الحجارة على نوافذ القطار القادم من "طنطا – القاهرة"، أثناء ركوب رجل وابنته - من ذوي الهمم - عائدين من جلسة علاج دورية لها بمستشفى الهلال للتأمين الصحي بشبين الكوم.  
تهشم الزجاج فجأة، واخترقت الحجارة جمجمة الطفلة ووالدها، مما أسفر عن إصابات مباشرة في الرأس والأنف.  
وقد أصيبت الطفلة بكسر ونزيف حاد في المخ ناتج عن المقذوف، وأدى ذلك - للأسف - إلى تلف كامل في عينها، وحالتها غير مطمئنة.

هنا تجد نفسك حائرًا أمام سر المتعة التي يجدها البعض في إلحاق الأذى بأناس لا يعرفونهم. قد نُرجع المعنى القريب إلى سوء التربية والانفلات الأخلاقي، وانتشار العنف والفوضى، وسهولة الهروب من العقاب. فأنت ترشق قطارًا متحركًا، وأنت بمنأى عن قبضة الأمن.

أما المعنى البعيد، فقد يدفعنا إلى التساؤل عن سر هذه العداوة تجاه مظهر من مظاهر الحداثة. عداوة ممتدة لمظاهر أخرى عديدة.  
فعلى الرغم من شراهتنا في استهلاك أدوات الحداثة، إلا أن هناك كراهية كامنة تجاهها. نرشقها بكل التهم والسلبيات، ونتهمها بأنها تدمر حياتنا.  
إنها الغول الذي نخاف من تقدمه المستمر، فنكره أن نتعلمه، ويهرب طلابنا إلى القسم الأدبي حتى لا يواجهوه.  
هي وسائل التواصل الاجتماعي التي نهدر فيها أيامنا وطاقتنا، ثم نسبها لأنها تحاصرنا بالسلبيات وتسرق متعتنا.  
نعكس أهداف وجودها، ونتغنى بأننا "ودعنا الركايب"، ونرشق الإنسانية بحجارة "بطولاتنا التاريخية الكاذبة"، وحضارتنا في الرغى  التي تعمي البصيرة.

أفيه قبل الوداع:
- يا مسافر وناسي هواك  
- اوعى تقعد جنب الشباك

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: روبير الفارس إفيه يكتبه روبير الفارس

إقرأ أيضاً:

كانت قادمة من حفظ القرآن.. سيدة تسرق قرط طفلة وتلقى بها فى المصرف ببنى سويف

أقدمت ربة منزل مقيمة دائرة مركز الفشن جنوب محافظة بنى سويف على قتل طفلة جارتها بعد سرقة حلقها الذهبى وإلقائها فى مياه المصرف.

وتلقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن بنى سويف إخطارا يفيد العثور على طفلة عمرها 6 سنوات داخل أحد مصارف المياه بدائرة مركز الفشن.

وعلى الفور انتقلت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن بنى سويف إلى موقع البلاغ حيث تبين اختفاء الطفلة عقب خروجها من درس تحفيظ القرآن الكريم.

وتوصلت تحريات الأجهزة الأمنية إلى أن ربة منزل عمرها 22 عاما متزوجة، أقدمت على توصيل الطفلة عقب خروجها من الكتاب إلى منزلها حيث أنها جارتها الله أنها، نزعت الحلق الذهبي من أذنيها، ثم ألقت بها داخل المصرف المائي، وتركتها تغرق، قبل أن تفر هاربة.

تم إلقاء القبض على المتهم وتحرير محضر بالواقعة وأخطرت النيابة العامة للتحقيق.



مقالات مشابهة

  • ملك الأردن يحث على الموازنة بين الحزن على غزة ومواصلة مظاهر الحياة
  • الطفولة والأمومة يمنع زواج طفلة (14 عامًا) في كفر الشيخ
  • بالصور: الطفلة نسرين تتحدى الركام من أجل التعليم في غزة
  • الإعدام شنقا لفران اعتدى على الطفلة سجدة فى المنوفية
  • الإمارات تعلن دخول 38 شاحنة مساعدات إنسانية إلى غزة ضمن عملية الفارس الشهم 3
  • بني ملال: طفلة من أولاد بوعزة تُنقل إلى الإنعاش بعد محاولة انتحار شنقا
  • كانت قادمة من حفظ القرآن.. سيدة تسرق قرط طفلة وتلقى بها فى المصرف ببنى سويف
  • ضمن "الفارس الشهم 3".. 38 شاحنة مساعدات إماراتية تدخل غزة
  • دخول 38 شاحنة مساعدات إنسانية إماراتية إلى غزة ضمن الفارس الشهم 3
  • سمر الشهوان: المواطَنة الصّلبة والحداثة السائلة!