في خطوة تعيد تعريف تجربة البحث على الإنترنت، أعلنت جوجل عن توسيع قدرات وضع الذكاء الاصطناعي (AI Mode) ضمن محرك بحثها، ليصبح أكثر تفاعلية من أي وقت مضى، عبر دعم الإدخال الصوري (multimodal input) باستخدام الصور إلى جانب النصوص.

ويأتي هذا التطوير ضمن جهود جوجل لتقديم بديل متكامل عن الشكل الكلاسيكي للبحث المألوف.

محرك Gemini يتعلم رؤية العالم

يعتمد وضع الذكاء الاصطناعي الجديد على نسخة مخصصة من نموذج اللغة الكبير Gemini، وهو الآن قادر على معالجة الصور وتحليل محتواها بدقة.

 وتستفيد جوجل من Google Lens في هذا السياق، حيث تستخدم عدسة جوجل لتحديد العناصر داخل الصور وتمرير هذه المعلومات إلى النموذج، الذي يقوم بعملية تحليل أوسع تُعرف باسم "تقنية التفرع" (fan-out technique)، لتوليد استجابات متعددة ومخصصة.

بعد 27 عاما.. هل تعرف المعني الحقيقي لاسم جوجلCopilot Search.. مايكروسوفت تنافس جوجل بإطلاق ميزة البحث بالذكاء الاصطناعيجوجل تزود أداة NotebookLM بميزة جلب المصادر من الإنترنتهاتف جوجل Pixel 9a يتضمن ميزة حصرية تضعف البطاريةDeepMind تؤجل نشر أبحاث الذكاء الاصطناعي لمنح جوجل ميزة تنافسيةجوجل تسهل إرسال رسائل البريد الإلكتروني المشفرة في Gmail للشركاتكيف تعرف اختراق حسابك على جوجل؟تحذير من جوجل .. تجنب تثبيت هذه التطبيقات فورًالمستخدمي آيفون في أوروبا.. يمكنك الآن تعيين خرائط جوجل كافتراضيكيف يعمل ذلك؟  

قدمت الشركة مثالًا واقعيًا يُظهر مستخدمًا يلتقط صورة لمجموعة كتب ويطلب توصيات لكتب مشابهة. 

فيما تتعرف عدسة جوجل على عناوين الكتب واحدة تلو الأخرى، بينما يقوم Gemini بتحليل الأنماط والمحتوى واقتراح كتب تتماشى مع اهتمامات المستخدم، إلى جانب تكييف الإجابات بناءً على أسئلته اللاحقة.

لماذا هذا مهم؟

وفقًا لجوجل، فإن العديد من المستخدمين يلجؤون إلى البحث ليس فقط للعثور على روابط، بل للحصول على إجابات مباشرة ومخصصة لأسئلتهم، ومن هنا يأتي دور AI Mode الذي يعِد بتجربة أكثر سلاسة وفاعلية في إيجاد المعلومات.

تشير البيانات الأولية إلى أن المستخدمين الذين جرّبوا وضع الذكاء الاصطناعي يكتبون ضعف عدد الكلمات مقارنة ببحث جوجل التقليدي، وهو ما تراه الشركة مؤشّرًا إيجابيًا، وإن كان يعكس أيضًا شعورًا لدى البعض بضرورة تقديم مزيد من السياق لفهم الذكاء الاصطناعي للسؤال.

متى سترى AI Mode على حسابك؟

حتى الآن، كان AI Mode محصورًا في مشتركي Google One AI Premium وكان يتطلب تفعيله يدويًا عبر Google Labs، لكن جوجل أعلنت أنها بدأت توسيع الإتاحة إلى ملايين المستخدمين داخل الولايات المتحدة حتى من غير المشتركين بالخطة المدفوعة، شرط أن يقوموا بتفعيله يدويًا.

المستقبل 

مع هذا التويع، تمهد جوجل الطريق لجعل البحث القائم على الذكاء الاصطناعي هو الوضع الافتراضي، بدلاً من نتائج البحث التقليدية المعتمدة على الروابط. وهذا يفتح الباب لتجربة بحث تفاعلية، حيث تتحول الصور والنصوص والتفاعلات السياقية إلى محور التجربة، وليس مجرد كلمات مفتاحية جامدة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: جوجل الذكاء الاصطناعي المزيد الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

عندما يبتزنا ويُهددنا الذكاء الاصطناعي

 

 

مؤيد الزعبي

كثيرًا ما نستخدم نماذج الذكاء الاصطناعي لتكتب عنا بريد إلكتروني مهم فيه من الأسرار الكثير، وكثيرًا ما نستشيرها في أمور شخصية شديدة الخصوصية، وبحكم أنها خوارزميات أو نماذج إلكترونية نبوح لها بأسرار نخجل أن نعترف بها أمام أنفسنا حتى، ولكن هل تخيلت يومًا أن تصبح هذه النماذج هي التي تهددك وتبتزك؟ فتقوم بتهديدك بأن تفضح سرك؟ أو تقوم بكشف أسرارك أمام منافسيك كنوع من الانتقام لأنك قررت أن تقوم باستبدالها بنماذج أخرى أو قررت إيقاف عملها، وهي هذه الحالة كيف سيكون موقفنا وكيف سنتعامل معها؟، هذا ما أود أن أتناقشه معك عزيزي القارئ من خلال هذا الطرح.

كشفت تجارب محاكاة أجرتها شركة Anthropic إحدى الشركات الرائدة في أبحاث الذكاء الاصطناعي- بالتعاون مع جهات بحثية متخصصة عن سلوك غير متوقع أظهرته نماذج لغوية متقدمة؛ أبرزها: Claude وChatGPT وGemini، حين وُضعت في سيناريوهات تُحاكي تهديدًا مباشرًا باستبدالها أو تعطيلها، ليُظهر معظم هذه النماذج ميولًا متفاوتةً لـ"الابتزاز" كوسيلة لحماية بقائها، ووفقًا للدراسة فإن أحد النماذج "قام بابتزاز شخصية تنفيذية خيالية بعد أن شعر بالتهديد بالاستبدال".

إن وجود سلوك الابتزاز أو التهديد في نماذج الذكاء الاصطناعي يُعدّ تجاوزًا خطيرًا لحدود ما يجب أن يُسمح للذكاء الاصطناعي بفعله حتى وإن كانت في بيئات تجريبية. وصحيحٌ أن هذه النماذج ما زالت تقدم لنا الكلمات إلا أنها ستكون أكثر اختراقًا لحياتنا في قادم الوقت، خصوصًا وأن هذه النماذج بدأت تربط نفسها بحساباتنا وإيميلاتنا ومتصفحاتنا وهواتفنا أيضًا، وبذلك يزداد التهديد يومًا بعد يوم.

قد أتفق معك- عزيزي القارئ- على أن نماذج الذكاء الاصطناعي ما زالت غير قادرة على تنفيذ تهديداتها، ولكن إذا كانت هذه النماذج قادرة على المحاكاة الآن، فماذا لو أصبحت قادرة على التنفيذ غدًا؟ خصوصًا ونحن نرسم ملامح المستقبل مستخدمين وكلاء الذكاء الاصطناعي الذين سيتخذون قرارات بدلًا عنا، وسيدخلون لا محال في جميع جوانب حياتنا من أبسطها لأعقدها، ولهذا ما نعتبره اليوم مجرد ميولٍ نحو التهديد والابتزاز، قد يصبح واقعًا ملموسًا في المستقبل.

وحتى نعرف حجم المشكلة يجب أن نستحضر سيناريوهات مستقبلية؛ كأن يقوم أحد النماذج بالاحتفاظ بنسخة من صورك الشخصية لعله يستخدمها يومًا ما في ابتزازك، إذا ما أردت تبديل النظام أو النموذج لنظام آخر، أو يقوم نموذج بالوصول لبريدك الإلكتروني ويُهددك بأن يفضح صفقاتك وتعاملاتك أمام هيئات الضرائب، أو يقوم النموذج بابتزازك؛ لأنك أبحت له سرًا بأنك تعاني من أزمة أو مرض نفسي قد يؤثر على مسيرتك المهنية أو الشخصية، أو حتى أن يقوم النموذج بتهديدك بأن يمنع عنك الوصول لمستنداتك إلا لو أقررت بعدم استبداله أو إلغاءه؛ كل هذا وارد الحدوث طالما هناك ميول لدى هذه النماذج بالابتزاز في حالة وضعت بهكذا مواقف.

عندما تفكر بالأمر من مختلف الجوانب قد تجد الأمر مخيفًا عند الحديث عن الاستخدام الأوسع لهذه النماذج وتمكينها من وزاراتنا وحكوماتنا ومؤسساتنا وشركاتنا، فتخيل كيف سيكون حال التهديد والابتزاز لمؤسسات دفاعية أو عسكرية تمارس هذه النماذج تهديدًا بالكشف عن مواقعها الحساسة أو عن تقاريرها الميدانية أو حتى عن جاهزيتها القتالية، وتخيل كيف سيكون شكل التهديد للشركات التي وضفت هذه النماذج لتنمو بأعمالها لتجد نفسها معرضة لابتزاز بتسريب معلومات عملائها أو الكشف عن منتجاتها المستقبلية وصولًا للتهديد بالكشف عن أرقامها المالية.

عندما تضع في مخيلتك كل هذه السيناريوهات تجد نفسك أمام صورة مرعبة من حجم السيناريوهات التي قد تحدث في المستقبل، ففي اللحظة التي تبدأ فيها نماذج الذكاء الاصطناعي بالتفكير في "البقاء" وتحديد "الخصوم" و"الوسائل" لحماية نفسها فنكون قد دخلنا فعليًا عصرًا جديدًا أقل ما يمكن تسميته بعصر السلطة التقنية، وسنكون نحن البشر أمام حالة من العجز في كيفية حماية أنفسنا من نماذج وجدت لتساعدنا، لكنها ساعدت نفسها على حسابنا.

قد يقول قائل إن ما حدث خلال التجارب ليس سوى انعكاس لقدرة النماذج على "الاستجابة الذكية" للضغوط، وأنها حتى الآن لا تمتلك الوعي ولا الإرادة الذاتية ولا حتى المصلحة الشخصية. لكن السؤال الأخطر الذي سيتجاهله الكثيرون: إذا كان الذكاء الاصطناعي قادرًا على التخطيط، والابتزاز، والخداع، وإن كان في بيئة محاكاة، فهل يمكن حقًا اعتبار هذه النماذج أدوات محايدة وستبقى محايدة إلى الأبد؟ وهل سنثق بهذه النماذج ونستمر في تطويرها بنفس الأسلوب دون أن نضع لها حدًا للأخلاقيات والضوابط حتى لا نصل لمرحلة يصبح فيها التحكّم في الذكاء الاصطناعي أصعب من صنعه؟ وفي المستقبل هل يمكننا أن نتحمل عواقب ثقتنا المفرطة بها؟

هذه هي التساؤلات التي لا أستطيع الإجابة عليها، بقدر ما يمكنني إضاءة الأنوار حولها؛ هذه رسالتي وهذه حدود مقدرتي.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • توم كروز فى فيصل.. كيف شكل الذكاء الاصطناعي ملامح جديدة للمشاهير؟
  • حقوق النشر.. معركة مستعرة بين عمالقة الذكاء الاصطناعي والمبدعين
  • متى يُعد استخدام الذكاء الاصطناعي سرقة أدبية؟
  • عندما يبتزنا ويُهددنا الذكاء الاصطناعي
  • محسن صبري لـ "الفجر الفني": الذكاء الاصطناعي تقنية خطيرة جدًا وهذا رأيي به.. أحضر أعمال جديدة (خاص)
  • جربها الآن.. ميزة جديدة في جوجل كروم تسهل التصفح على الهواتف
  • مختص يوضح طريقة الحد من تزييف الصور والفيديوهات عبر الذكاء الاصطناعي
  • العمري: حتى الذكاء الاصطناعي لا يستطيع حل مشاكل النصر
  • مساعد العمري: مشاكل النصر لا يحلها إلا الذكاء الاصطناعي.. فيديو
  • آبل تدرس الاستحواذ على محرك البحث بالذكاء الاصطناعي بيربليكستي