مجلة إسرائيلية: احتلال إسرائيلي عنيف يتكشف جنوبي سوريا
تاريخ النشر: 11th, April 2025 GMT
وسّعت إسرائيل الأسابيع الماضية احتلالها جنوبي سوريا، وعملت منذ الساعات الأولى لسقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد على بسط سيطرتها على المناطق الحدودية خاصة منطقتي القنيطرة ودرعا، فأجرت غارات جوية واقتحامات برية أسفرت عن سقوط ضحايا من المدنيين، وهجرت مئات السكان، وقتلت العديد من المزارعين، وسعت لتفكيك نسيج المجتمع السوري.
وهذا ما جاء في تقرير لمجلة "972" الإسرائيلية، تناول العمليات العسكرية الإسرائيلية ومقاومة السكان السوريين، وفي هذا الصدد أخبر عمر حنون (47 عاماً) المجلة "إننا انتهينا من حرب طويلة للتو، ولكننا مستعدون لخوض أخرى مع إسرائيل دفاعا عن بلدنا".
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4كاتب أميركي: هل تصمد روح سوريا الحرة أمام التقلبات؟list 2 of 4إيكونوميست: ارفعوا الحصار عن سورياlist 3 of 4لوموند: مجلس مصالحة يحاول حل النزاعات الموروثة من الحرب بسورياlist 4 of 4ليبراسيون: الألغام والذخائر غير المنفجرة كابوس المدنيين في سورياend of listوتناول الصحفي طارق السلامة -والذي أبقى على اسمه الحقيقي مجهولا خوفا من العواقب- ردود فعل السوريين وآراءهم.
وكانت إسرائيل قد نفذت 600 هجوم خلال الأيام الثمانية الأولى من عملياتها العسكرية، مستهدفة مواقع تابعة للجيش السوري السابق، ومدنا في جميع أنحاء البلاد من اللاذقية وحمص إلى ريف دمشق، كما تقدّمت القوات البرية مسافة 20 كيلومترا داخل الأراضي السورية، وأقامت 9 قواعد عسكرية وبنى تحتية في المناطق المحتلّة.
سياسات التهجير والتقسيموبدأت القوات الإسرائيلية احتلالها بلدة رسم الرواضي بريف القنيطرة منذ 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، حيث اقتحمت البيوت بالقوة ودمّرت بعضها، وأجبرت مئات السكان على مغادرة منازلهم، وفق التقرير.
إعلانوقال علي الأحمد، أحد وجهاء القرية البالغ من العمر 65 عاما إن الجنود "كسروا الأبواب، وفتّشوا البيوت وهدموا بعضها، ثم جمعوا الكثير من العائلات في مدرسة مهجورة".
وأضاف أن ممارسات الجيش الإسرائيلي هذه استمرت على مدى الـ4 شهور الماضية، وقدّر عدد الأهالي الذين تم تهجيرهم من القرية بحوالي 350 شخصا، وقد استولت القوات الإسرائيلية على أراضيهم لاستخدامها لأغراض عسكرية.
ولفت التقرير إلى أنه رغم تصريحات الجيش الإسرائيلي بأن وجوده في سوريا مؤقت، فإن الوقائع على الأرض تشير إلى نية الاحتلال البقاء في سوريا، إذ صرّح وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بأنهم مستعدون للبقاء في سوريا إلى أجل غير مسمّى.
وذكر المحامي محمد فياض -الناشط في مجال حقوق الإنسان والذي اعتقلته القوات الإسرائيلية وتهجمت عليه في يناير/كانون الثاني لتغطيته عملياتها- أن المسؤولين العسكريين الإسرائيليين كثيرا ما "يدخلون القرى في سيارات مدنية بيضاء لجمع البيانات، ويقومون بإجراء استبيانات إحصائية بحجة تقديم المساعدات الإنسانية".
وأضاف أنهم "يعرضون علينا الطعام والدواء والكهرباء والعمل بعد أن يأخذوا كل شيء منا، وفي الشهور الماضية عرضوا مكررا على السكان المحليين 75 دولارا على الأقل يوميا لبناء البنية التحتية للقواعد العسكرية" ولكن السكان "يرفضون أي تدخل يهدف إلى تقسيم سوريا".
المقاومة في المناطق الريفيةوفي قرية الرفيد قرب القنيطرة، واجه السكان انتهاكات متكرّرة من القوات الإسرائيلية، إذ اقتلعوا أشجارا معمّرة يتعدى عمرها 100 سنة، وأطلقوا النار على كل من حاول الاقتراب من الأرض، وقتلوا شابين أثناء تنقلهما على دراجة نارية وكانا يحملان مسدسا بغرض حماية الماشية، حسب التقرير.
وأوردت "972" الإسرائيلية نقلا عن المدرس بدر صافي وهو من أهالي القرية أن "الجنود يقتحمون أراضينا مرارا يوميا ويصادرونها بالقوة، صديقي فقد أرضه وهو يقيم الآن في منزلي، وأسمع بكاءه كل يوم لأنهم سلبوا منه أرضه ومنزله وكل ما يملك".
إعلانوفي حديثه عن موقف الأهالي الرافض للاحتلال، قال الشيخ أبو نصر (70 عاما) من بلدة الرفيد "إن هذه أرضنا، زرعنا فيها العنب والتين ولا نعترف بدولة الاحتلال. لم تأتِ قوات الحكومة السورية الجديدة لمساعدتنا ونحن وحدنا هنا ولكننا سنبقى على أرضنا حتى لو حكمنا غيرنا" وفق التقرير.
استغلال الطائفة الدرزيةوسعت إسرائيل إلى استغلال وجود الطائفة الدرزية في مدينة جرمانا جنوبي سوريا لتبرير تدخلها العسكري، خاصة وأن عددا من أبناء الطائفة يخدمون في الجيش الإسرائيلي.
ولكن المحامي مكرم عبيد من المدينة نفى رواية الجيش الإسرائيلي بأن الحكومة تهجمت على الطائفة، وأكد للمجلة أن الأحداث التي وقعت كانت عبارة عن اشتباكات فردية لم تكن مرتبطة بأي تهديد حكومي مباشر.
وبدورها، رفضت الطائفة الدرزية المساعدات الإسرائيلية، معتبرةً أن تدخل إسرائيل يسعى لتأجيج الفتنة بين مكونات المجتمع السوري، وأوضح الأستاذ الجامعي فريد عياش من دمشق أن تدخّل إسرائيل يوسّع الشرخ بين الدروز وباقي السوريين، ويزيد الاضطرابات بالدول المجاورة مما يخدم مصالحها".
وخلص التقرير إلى أن السوريين مجمعون على مقاومة الوجود الإسرائيلي، مشيرا إلى تأكيد فياض بأن "الجنوب السوري سيحافظ على كرامته، ولدينا مبادئ واضحة مفادها أننا لا نريد تكرار أحداث 1967 أو التخلي عن بيوتنا وأراضينا".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات القوات الإسرائیلیة الجیش الإسرائیلی فی سوریا
إقرأ أيضاً:
تباين شيعي؟!
كتبت ناديا غصوب في" نداء الوطن": التباين داخل الطائفة الشيعية يعكس وجود رؤيتين رئيسيتين: الأولى، تُنسب تاريخيًا إلى الإمام موسى الصدر، الذي شدّد على أن استقرار لبنان وحمايته أولوية، مع الحفاظ على الموقف الثابت ضد إسرائيل، ولكن من دون التورّط في حروب لا تخصّ لبنان مباشرة. ووفق هذه الرؤية، فإن سقوط أي نظام داعم للشيعة في الخارج لا يعني بالضرورة تراجع مكانة الشيعة في الداخل اللبناني.الرؤية الثانية، تمثّلها مواقف بعض قيادات "حزب اللّه"، مثل الشيخ نعيم قاسم، الذي يعتبر أن الوقوف إلى جانب إيران ليس مجرّد التزام عقائدي أو سياسي، بل ضرورة استراتيجية. فهو يرى أنّ أيّ ضعف تتعرّض له إيران سينعكس سلبًا على "حزب اللّه" ودوره وموقعه في لبنان.
هذا التباين في المواقف لا يعكس انقسامًا داخليًا، بقدر ما هو اختلاف في طرق التعامل مع التحدّيات الإقليمية، وفي تصوّر دور لبنان ضمن مشهد متقلّب. فبينما تدعو بعض الأطراف إلى النأي بالنفس، تعتبر أخرى أنّ التحالفات الإقليمية مسألة وجودية.
النقاش داخل الطائفة الشيعية هو مرآة للانقسام الأوسع في لبنان بين من يريد الحفاظ على سياسة النأي بالنفس، ومن يرى أن الاصطفاف في المحاور الإقليمية هو جزء من معركة بقاء. وفي ظلّ استمرار الحرب بين إيران وإسرائيل، يبقى التحدّي الأكبر للطائفة الشيعية – ولبنان ككل – هو تجنّب أن تتحوّل أرضه إلى ساحة تصفية حسابات الآخرين.
وفي هذا السياق، يرى بعض المراقبين أنّ الجدل داخل الطائفة الشيعية لا يمكن فصله عن التحوّلات الإقليمية والدولية التي باتت ترسم ملامح جديدة للمنطقة. فالتقارب الإيراني مع بعض الدول الخليجية، ومحاولات إعادة ترتيب الأولويات الإقليمية، تضع الطائفة الشيعية أمام تحدي إعادة تعريف موقعها ومصالحها، بعيدًا من الاصطفاف الأوتوماتيكي مع المحاور التقليدية. وهذا ما يعزّز الحاجة إلى خطاب داخلي يعكس تنوّع الرؤى والمقاربات داخل الطائفة، بما يسمح ببناء موقف وطني يحمي لبنان من تداعيات النزاعات الكبرى.
ختامًا، يظهر أن الطائفة الشيعية في لبنان تقف اليوم أمام مفترق طرق دقيق، يتطلّب توازنًا بين الانتماء الإقليمي والحسابات الوطنية. فبين من يرى في الدعم لإيران حماية استراتيجية، ومن يفضل تحصين الداخل اللبناني وتحييده عن صراعات الخارج، تتبلور معادلة جديدة تبحث عن صيغة تحفظ مكانة الطائفة وتمنع في الوقت نفسه انزلاق البلاد نحو حرب لا تملك أدوات خوضها. وفي ظلّ تصاعد التوترات، ستكون للخطاب العقلاني والواقعي الكلمة الفصل في توجيه دفة الموقف الشيعي والوطني على حد سواء، لتفادي أن يكون لبنان من جديد ضحية نزاعات تتجاوزه حجمًا ومصلحة.
مواضيع ذات صلة تباين داخل "التيار" Lebanon 24 تباين داخل "التيار"