ثلاثة أرباع العالم يعترفون بفلسطين.. خطوات تسارعت بعد حرب غزة
تاريخ النشر: 11th, April 2025 GMT
تعترف 147 دولة عضوا في الأمم المتحدة بدولة فلسطين، أي ما يمثل نحو 75% من المجتمع الدولي، بحسب آخر التحديثات حتى أبريل/نيسان 2025.
ويأتي هذا التوسع في الاعترافات على وقع الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، ووسط مطالبات دولية متزايدة بضرورة تطبيق حل الدولتين.
كذلك تعترف دولة مدينة الفاتيكان -الهيئة الحاكمة للكنيسة الكاثوليكية- بفلسطين، وهو كيان يتمتع بصفة مراقب في الأمم المتحدة ويحمل موقفا منذ سنوات تجاه حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة.
وفي خطوة اعتبرها مراقبون مؤشرا على تحوّل في الموقف الأوروبي، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن بلاده تعتزم الاعتراف بدولة فلسطين خلال الأشهر المقبلة، مشيرا إلى إمكانية اتخاذ هذه الخطوة رسميا في مؤتمر أممي يُعقد في نيويورك في يونيو/حزيران المقبل.
وأضاف ماكرون أن بعض الدول العربية في المقابل قد تعلن اعترافها بإسرائيل في سياق جهود حل الصراع.
وقد رحبت السلطة الفلسطينية بهذه التصريحات، ووصفتها بأنها "خطوة في الاتجاه الصحيح"، في حين لم تصدر ردود فعل رسمية من إسرائيل التي ما زالت ترفض قيام دولة فلسطينية بحدود 1967.
منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تسارعت خطوات الاعتراف بدولة فلسطين.
إعلانوكانت قد أعلنت 10 دول جديدة خلال هذه الفترة اعترافها الرسمي، وهي: المكسيك، أرمينيا، سلوفينيا، أيرلندا، النرويج، إسبانيا، جزر البهاما، ترينيداد وتوباغو، جامايكا، باربادوس.
وتعكس هذه الاعترافات الجديدة تصاعد الدعم الدولي للفلسطينيين، مقابل تزايد الإدانات العالمية للانتهاكات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة.
بدأ الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين في 15 نوفمبر/تشرين الثاني 1988، حين أعلن ياسر عرفات، رئيس منظمة التحرير الفلسطينية، قيام الدولة الفلسطينية من العاصمة الجزائرية، بالتزامن مع الانتفاضة الأولى.
وسرعان ما اعترفت أكثر من 80 دولة بفلسطين، معظمها من دول الجنوب العالمي: أفريقيا، آسيا، أميركا اللاتينية، والدول العربية.
وفي 13 سبتمبر/أيلول 1993، وُقّع اتفاق أوسلو بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وسط وعود بتجسيد الدولة الفلسطينية على الأرض.
لكن بعد أكثر من 3 عقود، لا تزال الدولة موجودة على الورق فقط، في ظل استمرار الاحتلال وتوسع الاستيطان.
وفي 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2012، صوّتت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة (138 صوتا مقابل 9) لمصلحة منح فلسطين صفة "دولة مراقب غير عضو".
لاحقا، وتحديدا عام 2014، أصبحت السويد أول دولة في أوروبا الغربية تعترف رسميا بفلسطين، لحقت بها دول من القارة تباعا.
أوروبا تتحرك.. وإسرائيل تتوعدفي 22 مايو/أيار 2024، أعلنت 3 دول أوروبية، هي النرويج وأيرلندا وإسبانيا، اعترافها بدولة فلسطين على حدود ما قبل عام 1967، مع اعتبار القدس الشرقية عاصمة لها.
وردا على ذلك، استدعت إسرائيل سفراء الدول الثلاث، وهددت بتوسيع مستوطناتها في الضفة الغربية.
وفي 4 يونيو/حزيران 2024، لحقت سلوفينيا بالدول الأوروبية المعترفة، بينما تدرس دول أوروبية أخرى، مثل مالطا وبلجيكا، اتخاذ خطوات مماثلة خلال عام 2025.
إعلان الغائب الأكبر.. مجموعة السبعرغم هذا التوسع، فإن أيا من دول مجموعة السبع الصناعية الكبرى (الولايات المتحدة، كندا، بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، اليابان) لم تعترف حتى الآن بدولة فلسطين رسميا، رغم تبنّي بعضها خطابا داعما لحل الدولتين.
ما أهمية الاعتراف؟يُعد الاعتراف الدولي بفلسطين خطوة رمزية مهمة تعزز من مكانة فلسطين القانونية والسياسية على المستوى الدولي، وتُمكنها من الانضمام إلى المؤسسات الأممية والمطالبة بحقوقها عبر المحاكم الدولية.
كما يشكل الاعتراف ضغطا على الدول الغربية المترددة، ويدفع باتجاه تطبيق قرارات الشرعية الدولية بشأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
ومع ذلك، فإن غياب السيادة الفعلية على الأرض واستمرار الاحتلال الإسرائيلي يجعل من الاعتراف الدولي شهادة سياسية لم تُترجم بعد إلى واقع ملموس.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات بدولة فلسطین
إقرأ أيضاً:
تصريحات صادمة من واشنطن: الدولة الفلسطينية لم تعد هدفًا أمريكيًا
أجرى السفير الأمريكي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، مقابلة حصرية مع وكالة بلومبرج، أعلن خلالها بشكل واضح أن إدارة الولايات المتحدة لم تعد تعتبر إنشاء دولة فلسطينية مستقلة هدفًا أساسيًا في جدول أعمالها، في موقف يعد الأوضح حتى الآن بشأن سياسة واشنطن تجاه الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي.
وعند سؤاله عما إذا كانت إقامة دولة فلسطينية لا تزال ضمن أولويات السياسة الأمريكية، أجاب هاكابي ببساطة: "لا أعتقد ذلك" . وأضاف أن تحقيق ذلك يتطلب "تغييرات جذرية في الثقافة"، وهو أمر لا يتوقع حدوثه “في حياتنا”.
كما اقترح فكرة مثيرة للجدل: "إن لم تكن الدولة الفلسطينية داخل الضفة، أو فلتُقام في بلد مسلم آخر"، مستشهدًا بأن دولاً مسلمة تمتلك أراضٍ تفوق مساحة الأراضي التي تسيطر عليها إسرائيل بـ644 ضعفًا، بغية تسليط الضوء على محدودية "المساحة المتاحة" في الضفة الغربية.
ورغم استمراره في استخدام المصطلحات الرسمية الإسرائيلية، راح يصف الضفة الغربية بـ"يهودا وسامرية"، وهو توجه سياسي متبع لدى اليمين الإسرائيلي المؤيّد للتوسع الاستيطاني، وذلك خلال حديثه عن عدم وجود "مساحة متاحة" لإقامة دولة فلسطينية فيها.
وامتنع كل من البنتاجون وخارجية الولايات المتحدة عن التعليق الفوري على التصريحات، واكتفوا بالتأكيد أن هاكابي يتحدث بصفته الشخصية وليس بصف الحكم الرسمي.
ويعد هذا الإطلاع الصريح والمتكرر على الانسحاب الفعلي من حل الدولتين مؤشرًا على استمرار الإدارة الأمريكية (خاصة في ظل ولاية ترامب الثانية) في مسار مغاير للدبلوماسية التقليدية التي تبنتها واشنطن على مدار عقود.
ويأتي هذا التحول وسط أزمة حادة في قطاع غزة، ووسط ضغوط دبلوماسية من قوى عربية وأوروبية تؤيد العودة إلى حل الدولتين. ويؤكد هاكابي في المقابلة أن "إسرائيل لا تلزمها أن تتنازل" عن أراضٍ، وأن أي تغيير ثقافي حقيقي لن يظهر قريبًا.
ويعيد هذا الموقف طرح الأسئلة حول مستقبل الحقوق الفلسطينية، ودور الولايات المتحدة كوسيط نزيه في المنطقة.