بوابة الفجر:
2025-12-12@12:30:56 GMT

القاتل الخفي.. إرهاب لا تراه العيون

تاريخ النشر: 12th, April 2025 GMT

قد تظن أن أقسى أنواع العنف هي تلك التي تترك أثارًا جسدية واضحة، لكن الحقيقة أن هناك نوعًا آخر أشد قسوة، يتسلل بهدوء، يفتك بالعقل والقلب دون أن يُرى، إنه الإرهاب النفسي.

ذلك العنف الصامت الذي يُمارَس كل يوم في البيوت، أماكن العمل، والشارع، دون أن يلتفت إليه أحد، رغم أنه يدمّر الأرواح ويترك أصحابها في صراع دائم مع أنفسهم ومع العالم من حولهم.

في كل يوم، نتعرض جميعًا لشكل خفي من العنف لا تلتقطه الكاميرات، ولا يُوثق في تقارير الشرطة، لكنه ينهش في أرواحنا ببطء، ذاك النوع من الترويع المعنوي الذي لا يترك كدمات مرئية، لكنه يخلف جروحًا غائرة في النفس قد لا تلتئم أبدًا.

الإرهاب النفسي لا يأتي دائمًا من عدو، بل قد يكون مصدره شخص قريب، زميل في العمل، مدير، جار، أو حتى فرد من العائلة.

يبدأ بصمت، ويُمارس بأدوات خفية: اتهامات مستمرة، تشكيك في القدرات، تشويه السمعة، ضغوط متواصلة، ونزع الثقة بالنفس.

إنه شكل من التلاعب النفسي القاسي الذي يدفع الضحية إلى حافة الانهيار.

تخيل شخصًا يتهمك زورًا بتهم خطيرة، مستغلًا جهل من حولك، وضعف الوعي الجمعي، فيبدأ الناس في تصديق الأكاذيب، فقط لأنهم لا يعرفون الحقيقة أو لأنهم ببساطة لا يريدون أن يفكروا.

أنت هنا تتحول من ضحية إلى متهم، تقضي وقتك في الدفاع عن نفسك بدلًا من أن تحيا بسلام.

جار لنا من الأشقاء السودانيين الذين فروا من ويلات الحرب إلى مصر، اضطر رجل إلى ترك منزله المجاور بعدما تعرض لمضايقات متكررة من بلطجي، ليس لضعفه، بل لأنه لم يجد من يحميه نفسيًا أو مجتمعيًا، فآثر السلامة والانتقال إلى مكان آخر، أو ربما غادر مصر كلها وعاد إلى بلده دون أن يبدي أي اعتراض أو يخبر أحد بذلك، وعرفت ذلك صدفة من أحد الجيران.

وفي حادثة أخرى، انتحر موظف بعد ضغوط شديدة مارسها عليه مديره، لأشهر كانت كفيلة بتحطيم صورته الذاتية وتحويله في نظر نفسه إلى فاشل.

أيضًا تفضيل مديرك لشخص آخر عليك بما يخالف الحقيقة أيضًا إرهابا نفسيا، ومعياره هنا الحب والكره، أحبك فأنت له أفضل موظف، وإن كرهك فهو لا يراك ولو كنت أفضل شخص في الكرة الأرضية بمعايير الأفضلية المتعارف عليها.

ما يحدث هنا هو قتل معنوي ببطء، الضحية يحارب وحيدًا، يحاول إقناع من حوله بأنه ليس كما يُشاع عنه، بينما يتفاقم داخله الألم والتوتر وفقدان الثقة.

الإرهاب النفسي ظاهرة أخطر بكثير مما نتصور، لأنها لا تُرى، ولا يُحاسَب مرتكبوها غالبًا.

الضحايا يعيشون في قلق دائم، ينهارون من الداخل، وقد لا ينجو البعض منهم.

هو أشد من التنمر وأعلى من الاعتداء الجسدي، قنبلة موقوتة تهدد المجتمع كله، لا الأفراد فقط.

لهذا، يجب أن نعيد النظر في طريقة تعاملنا مع هذه الظاهرة، ويجب أن نرفع الوعي المجتمعي بها، نُعلم الناس كيف يميزونها ويحمون أنفسهم منها، ونضع ضوابط قانونية وأخلاقية توقف المعتدين وتُعاقبهم.

فليس كل الإرهاب يُمارس بالسلاح، بعضه يُمارس بالكلمة، بالنظرة، وبالصمت القاتل، والأخطر السكوت عنه، لأن السكوت أو الرضا بما يقال أو تأييد الإرهابي نفسه، يعد مشاركة في تلك الجريمة.

 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: العنف قسوة الإرهاب النفسي الارهاب كدمات تشويه السمعة الثقة الثقة بالنفس التلاعب النفسي الانهيار الوعي الجمعي

إقرأ أيضاً:

بتروجت يخطف الفوز القاتل من دجلة في ملحمة الوقت الضائع

نجح فريق بتروجت في اقتناص فوز ثمين على حساب وادي دجلة بنتيجة 2-1، في اللقاء الذي أُقيم مساء اليوم الخميس باستاد السلام، ضمن مواجهات الجولة الأولى من بطولة كأس عاصمة مصر، في مباراة اتسمت بالإثارة حتى الدقائق الأخيرة.

 

بدأ وادي دجلة المباراة بقوة وتمكن من تسجيل هدف التقدم في الدقيقة 15 عبر إبراهيما البهنسي، مستغلاً ارتباك دفاع بتروجت. ورغم أفضلية دجلة في النصف الأول من الشوط، تلقى الفريق ضربة موجعة بطرد البهنسي صاحب الهدف في الدقيقة 32 بعد حصوله على الإنذار الثاني نتيجة تدخل عنيف.

أزمة كبرى قبل المونديال.. فيفا يدرس نقل مواجهة مصر وإيران إلى مكان مفاجئبيراميدز يبدأ استعداداته في الدوحة لمواجهة فلامنجو بنصف نهائي كأس القارات

استغل بتروجت النقص العددي ونجح في إدراك التعادل قبل نهاية الشوط الأول بدقائق، بعدما أحرز مصطفى الجمل هدفاً في الدقيقة 42 ليعيد المباراة إلى نقطة التعادل.

وفي الوقت الذي ظن فيه الجميع أن المباراة تسير نحو التعادل، احتسب الحكم ركلة جزاء لبتروجت في الوقت بدل الضائع، سجل منها أدهم حامد هدف الفوز في الدقيقة (90+10)، ليمنح فريقه أول ثلاث نقاط في مشواره بالبطولة.

ترتيب مجموعة بتروجت ووادى دجلةالبنك الأهلي – 3 نقاطالجونة – 3 نقاطبتروجت – 3 نقاطمودرن سبورت – 0 نقاطوادي دجلة – 0 نقاطالإسماعيلي – 0 نقاطبيراميدز – 0 نقاط تشكيل بتروجت:

حراسة المرمى: عمر صلاح

الدفاع: محمود شديد، بركات حجاج، أحمد بحبح، توفيق محمد

الوسط: أدهم حامد، محمد علي عكاشة، مصطفى الجمل

الهجوم: بدر موسى، محمد دودو، سيكو سونكو

تشكيل وادي دجلة:

حراسة المرمى: عمرو حسام

الدفاع: شادي ماهر، عمر عدلي، سيف تقا، أحمد دحروج

الوسط: إبراهيما البهنسي، هشام محمد، محمد عبدالعاطي

الهجوم: زياد أسامة، فرانك بولي، وينفول كوبينا

المجموعة الثانية في كأس عاصمة مصر

ينافس كل من وادي دجلة وبتروجت في المجموعة الثانية التي تضم:
بيراميدز – البنك الأهلي – بتروجت – الجونة – مودرن سبورت – الإسماعيلي – وادي دجلة.

الجوائز المالية للبطولة

تشهد بطولة كأس عاصمة مصر تنافساً كبيراً بين الأندية في ظل العائد المالي المرتفع، حيث يحصل البطل على 10 ملايين جنيه، فيما يحصل الوصيف على 4 ملايين جنيه، وينال صاحب المركز الثالث 2 مليون جنيه، أما الرابع فيحصل على مليون و500 ألف جنيه، وهو ما يرفع من حدة الصراع على المراكز المتقدمة.

طباعة شارك بتروجت وادي دجلة كأس عاصمة مصر

مقالات مشابهة

  • بتروجت يخطف الفوز القاتل من دجلة في ملحمة الوقت الضائع
  • WP: كيف أصبح جاريد كوشنر رجل ترامب الخفي في مساعيه الخارجية؟
  • الهدوء الاستراتيجي القاتل والزوال قَدَرٌ محتوم
  • زعيمة المعارضة الفنزويلية تدين إرهاب الدولة في بلادها.. ولجنة نوبل تدعو مادورو للتنحي
  • 22 ضحية جديدة تنتظر حكماً بالإعدام بتهم مُلفقة.. إرهاب حوثي يبطش باليمنيين
  • مركز حقوقي: انخفاض الإرهاب بنسبة 38% مقابل ارتفاع العنف المجتمعي 12% في العراق
  • هل المريض النفسي مسؤول عن تصرفاته؟
  • "الإفتاء" تعلن عن دورة مجانية للشباب لمواجهة الإدمان الخفي والإباحية
  • أسرار صناعة أسطورة القاتل الصغير
  • الراغب في أن تراه العيون