دراسة تحذر: مياه الشرب المفلورة قد ترتبط بزيادة التوحد لدى الأطفال
تاريخ النشر: 14th, April 2025 GMT
كشفت دراسة حديثة في الولايات المتحدة عن ارتباط مقلق بين مادة شائعة في مياه الشرب وزيادة خطر الإصابة باضطراب طيف التوحد لدى الأطفال.
وأفاد باحثون من "معهد الأمراض المزمنة" في ولاية ماريلاند بأن الأطفال الذين نشأوا في مناطق تضاف فيها مادة الفلورايد إلى مياه الصنبور، كانوا أكثر عرضة للإصابة بالتوحد بمعدل يزيد بستة أضعاف مقارنة بأقرانهم الذين لم يتعرضوا لتلك المياه.
واعتمد الفريق، بقيادة الدكتور مارك جير، على تحليل بيانات أكثر من ثلاثة وسبعين ألف طفل ولدوا في ولاية فلوريدا بين عامي 1990 و2012، وتابعوا نموهم خلال السنوات العشر الأولى من حياتهم.
وأظهرت النتائج ارتفاعا في خطر الإصابة بالتوحد بنسبة تجاوزت خمسمئة في المئة لدى الأطفال الذين تعرضوا بشكل كامل للفلورايد، كما سجلت زيادة بنسبة تفوق مئة في المئة في خطر الإعاقات الذهنية، وقرابة خمس وعشرين في المئة في حالات تأخر النمو.
الدراسة التي نشرت في مجلة BMC Pediatrics، اعتمدت على مقارنة مجموعتين من الأطفال: الأولى تضم خمسة وعشرين ألفا وستمئة واثنين وستين طفلا نشؤوا في مناطق تصل فيها نسبة استهلاك المياه المفلورة إلى أكثر من خمسة وتسعين في المئة، والثانية تضم ألفين وخمسمئة وتسعة أطفال لم يتعرضوا لتلك المياه مطلقا. ولوحظ أن خمس حالات فقط من المجموعة الثانية شخصت بالتوحد، مقابل ثلاثمئة وعشرين حالة في المجموعة الأولى.
وقد أثارت هذه النتائج جدلا واسعا في الأوساط الطبية، خاصة في ظل الانتقادات المتكررة التي وجهها وزير الصحة الأمريكي، روبرت ف. كينيدي الابن، لإضافة الفلورايد إلى مياه الشرب، إذ أعلن نيته التقدم بطلب رسمي إلى مراكز السيطرة على الأمراض لمراجعة التوصيات المتعلقة بهذا الشأن.
في المقابل، أعربت الطبيبة فيث كولمان عن تشككها في مصداقية الدراسة، مشيرة إلى وجود قيود منهجية متعددة، منها غياب بيانات دقيقة حول كميات الفلورايد المستهلكة، وعدم استبعاد العوامل الوراثية، إلى جانب أن متوسط عمر تشخيص التوحد في العينة المدروسة (ستة أعوام تقريبا) يفوق العمر المعتاد لاكتشاف الحالة، والذي يتراوح بين عام وعامين.
ورغم هذه التحفظات، لا تزال الجهات الصحية الأمريكية، مثل مراكز السيطرة على الأمراض، توصي بإضافة الفلورايد إلى مياه الشرب نظرا لدوره في الوقاية من تسوس الأسنان، ويقدّر أن نحو ثلثي سكان البلاد يستهلكون مياها مفلورة.
غير أن دراسات أخرى نبهت إلى أن التعرض المزمن لمستويات مرتفعة من الفلورايد قد يكون مرتبطا بانخفاض معدل الذكاء ومشاكل في النمو العصبي. وقد خلصت مراجعة علمية نشرت في مجلة JAMA Pediatrics إلى أن كل زيادة بمقدار واحد ملغم لكل لتر من الفلورايد في بول الطفل تقابلها خسارة قدرها 1.63 نقطة في معدل الذكاء.
وفي ظل هذه المعطيات، دعا الباحثون إلى إعادة تقييم شاملة للفوائد والمخاطر المرتبطة باستخدام الفلورايد، خاصة في ضوء الاختلافات بين الدول؛ إذ تمتنع غالبية الدول الأوروبية عن إضافته إلى المياه، بينما تسجل معدلات التوحد فيها نسبا أقل بكثير من تلك المسجلة في الولايات المتحدة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحة طب وصحة طب وصحة التوحد الفلورايد ماء التوحد المزيد في صحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة سياسة صحة صحة صحة صحة صحة صحة صحة صحة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة میاه الشرب فی المئة
إقرأ أيضاً:
محطة مياه إمبابة تبدأ أولى خطوات اعتماد بصمتها الكربونية في مصر
بدأت شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالجيزة في تنفيذ إجراءات التحقق والمصادقة لحسابات البصمة الكربونية لمحطة مياه إمبابة، وذلك ضمن أعمال الإصدار الثالث لخطة مأمونية المياه، ووفقًا لأحدث إصدارات منظمة الصحة العالمية، التي تتضمن تحليل المخاطر المرتبطة بالتغيرات المناخية.
وذلك في خطوة رائدة نحو دعم الاستدامة البيئية وتعزيز مسار النمو الأخضر، جاء التعاون بين الإدارة العامة للمأمونية والإدارة العامة للجودة وشؤون البيئة بالشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى.
وقد قامت شركة حلول الاستدامة المتكاملة (ISSC) بزيارة الشركة من أجل التحقق والمصادقة باستخدام منهجية معيار ISO 14064-1 المعتمد دوليًا لإعداد تقارير انبعاثات الغازات الدفيئة، كخطوة متقدمة نحو دمج مفاهيم العمل المناخي في تشغيل مرافق المياه. ولضمان جودة النتائج وموثوقيتها، تم تنفيذ عملية التحقق من قبل فريق فني معتمد بشركة ISSC، بما يتماشى مع متطلبات الاعتماد، وفي حضور ممثلين عن المجلس الوطني للاعتماد (EGAC). وتُبرز هذه الخطوة أهمية التعاون الفعال بين القطاع الحكومي والخاص في دفع جهود التحول الأخضر وتطبيق المعايير البيئية الدولية. وبذلك تُعد محطة إمبابة أول محطة مياه في مصر تبدأ إجراءات اعتماد بصمتها الكربونية من جهة مستقلة، مما يعزز من مصداقية البيانات ويفتح المجال أمام الشركة القابضة للتوسع في آليات التمويل المناخي، مثل السندات الكربونية.
في هذا السياق، أوضحت الإدارة العامة للمأمونية، بالتعاون مع إدارة شؤون البيئة التابعة للإدارة العامة للجودة، أن الشركة القابضة وضعت خطة واضحة لتطبيق الإصدار الثالث من مأمونية المياه في جميع منشآتها، متضمنة حسابات البصمة الكربونية، وخطط التكيّف أو التحييد للمخاطر المناخية، وذلك ضمن رؤيتها لاعتماد منشآتها كـ"منشآت خضراء" متوافقة مع أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030.
وقال المهندس ممدوح رسلان، رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي: "نتخذ اليوم خطوة نوعية في ربط قطاع المياه بأجندة العمل المناخي العالمي، من خلال اعتماد البصمة الكربونية لمنشآتنا وفق المعايير الدولية. هذه المبادرة تمثل بداية حقيقية لإدماج مفاهيم الاستدامة والتمويل الأخضر في استراتيجية الشركة، وتعكس التزامنا بدعم رؤية مصر 2030 نحو اقتصاد منخفض الكربون، وقطاع مرافق قادر على التكيف مع التغيرات المناخية."
ومن جانبه، أضاف الدكتور صلاح بيومي، نائب رئيس الشركة القابضة: "دمج حسابات البصمة الكربونية في خطة مأمونية المياه يمثل تطورًا استراتيجيًا في إدارة المخاطر البيئية والتشغيلية معًا. ونعمل على تعميم هذا النموذج على مختلف الشركات التابعة، بما يضمن جاهزيتها للحصول على الاعتمادات البيئية وتوسيع نطاق الاستفادة من تمويلات المناخ، سواء عبر الجهات المانحة أو عبر أدوات تمويل محلية مثل السندات الخضراء."
وأكد المهندس منصور بدوي، رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالجيزة: "نفخر بأن تكون محطة مياه إمبابة هي أول منشأة مياه في مصر تُخطو خطوات فعلية نحو اعتماد بصمتها الكربونية. هذا الإنجاز يعكس جهود فريق العمل بالشركة والتزامنا المستمر بتحسين كفاءة التشغيل والحد من الانبعاثات وتعظيم الأثر البيئي الإيجابي لخدمات المياه. كما أنه يعزز من تنافسيتنا في مجال المرافق المستدامة ويهيئ الشركة للريادة في تطبيقات الاقتصاد الأخضر."