أزمة بالجيش الإسرائيلي وزامير يحذر من تراجع المكاسب الميدانية
تاريخ النشر: 15th, April 2025 GMT
القدس المحتلة- تعكس تصريحات رئيس هيئة الأركان، إيال زامير، أبعادا عميقة تتجاوز مجرد التحذير من نقص في القوى البشرية في الجيش الإسرائيلي، وتكشف أزمة بنيوية داخل الجيش النظامي، الذي يواجه صعوبات متزايدة في ظل تراجع الالتزام بالخدمة، لا سيما في صفوف جنود الاحتياط، وتفاقم ظاهرة تهرب "الحريديم" من التجنيد.
وتشهد المؤسسة العسكرية أزمة غير مسبوقة في أعداد القوات، حيث أشارت تقارير إعلامية إسرائيلية إلى أن أكثر من 100 ألف جندي احتياط توقفوا عن أداء الخدمة، في حين يرفض بعضهم الانخراط في العمليات العسكرية لأسباب وصفوها بـ"الأخلاقية".
وفي قراءات لمحللين سياسيين وعسكريين، يمكن فهم تصريحات زامير بأنها مؤشر لخلل إستراتيجي بات يهدد استمرارية العمليات العسكرية في قطاع غزة ويقيد قدرة الجيش على تحقيق أهدافه، خاصة مع غياب غطاء سياسي فاعل أو خطة واضحة لما بعد الحرب.
وتتزامن التصريحات مع تصاعد وتيرة الاحتجاجات وتوالي العرائض والرسائل التي يوقعها جنود وضباط في الخدمة والاحتياط، الرافضة للاستمرار في الحرب، مما يعزز الضغوط على حكومة بنيامين نتنياهو ويدفعها، وفق تقديرات، لإعادة النظر في خياراتها، بما في ذلك إمكانية القبول بصفقة تبادل توقف القتال.
وحذَّر زامير، من تفاقم أزمة النقص الحاد في القوى البشرية داخل صفوف الجيش، مؤكدا أن هذا العجز يشكل عقبة رئيسية أمام تحقيق أهداف الحرب في غزة.
وفي مناقشاته الأخيرة مع المستوى السياسي، التي نقلت تفاصيلها صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أوضح زامير أن النقص في أعداد الجنود، لا سيما ضمن الوحدات القتالية، يحد من قدرة الجيش على تنفيذ الطموحات العسكرية التي يضعها صناع القرار في الحكومة بقيادة بنيامين نتنياهو.
إعلانوأكد أن الحكومة تواصل الاعتماد حصريا على الأدوات العسكرية ومقاتلي الجيش في إدارة الحرب، دون أي مسار سياسي موازٍ يمكن أن يدعم أو يكمل الجهد العسكري على الأرض.
وشدد زامير على أن هذا النهج غير كاف لتحقيق الأهداف المعلنة للحرب، خاصة في ظل غياب خطة سياسية واضحة تواكب العمل الميداني وتطرح بديلا واقعيا لحكم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة.
وأشار أيضا إلى أن مستوى الالتزام بالتجنيد حتى داخل الوحدات القتالية الأساسية قد انخفض بشكل مقلق، مما ينعكس على فاعلية العمليات العسكرية في الميدان.
وكشف زامير أن الإنجازات التي حققها الجنود في ساحة القتال بدأت تتآكل تدريجيا، نتيجة غياب دعم سياسي فعال، داعيا إلى تحرك سياسي "سريع" يواكب العمل العسكري.
طموح وتحدياتورغم هذه التحذيرات، لا يزال المجلس الوزاري الإسرائيلي للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت) يرفض طرح أي بدائل سياسية أو خطط لما بعد الحرب، حسب مراسل الشؤون العسكرية في "يديعوت أحرونوت"، يوآف زيتون.
وأكد زيتون أن رئيس الأركان طلب من الوزراء "التخلي عن أوهامهم"، وشدد على أن تجاهل الواقع المتمثل في نقص القوات يشكل تهديدا مباشرا لاستمرارية العمليات وقدرة الجيش على تحقيق أهدافه.
ونقل عن مصادر أمنية مطلعة قولها إن "نسبة جنود الاحتياط الذين ينضمون فعليا للوحدات القتالية لا تتجاوز 60 إلى 70% في أفضل الحالات".
وأشار إلى أن الخطة الإسرائيلية القائمة على الاستيلاء التدريجي على أجزاء صغيرة من قطاع غزة بهدف الضغط على حماس للتوصل إلى صفقة تبادل "أفضل"، قد تتحول إلى واقع عملي يخدم مختلف الأطراف باستثناء المحتجزين لدى المقاومة بغزة، الذين قد يدفعون الثمن في هذا السيناريو.
وتطرح في هذا السياق تساؤلات عن حجم الخسائر التي تكبدها الجيش الإسرائيلي، خاصة في قدراته البرية، مثل الدبابات وناقلات الجند المدرعة، وسط تساؤل لافت: هل امتناع الفصائل المسلحة عن شن هجمات مضادة هو أمر متعمد؟
ورغم الانطباع العام أن الجيش الإسرائيلي يسعى للتهدئة أو لتقليل المواجهة المباشرة، فإن مصادر أمنية متعددة تنقل عن زيتون أن زامير لا يزال يطمح إلى تحقيق "هزيمة عسكرية حاسمة" لحماس، عبر عملية برية واسعة، بأساليب وتكتيكات مغايرة لتلك التي جُرِّبت قبل وقف إطلاق النار.
إعلانمع ذلك، فإن الاحتلال الكامل والمتجدد لغزة، وفقا لتقديرات عسكرية نقلها زيتون، سيكون عملية طويلة ومعقدة، وقد تستغرق عدة أشهر وربما تمتد إلى سنوات.
وسيتطلب هذا الخيار تعبئة وإعادة نشر عشرات الآلاف من الجنود، معظمهم من قوات الاحتياط، في وقت يواجه فيه الجيش أزمة متفاقمة في القوى البشرية، مما يجعل هذا السيناريو محفوفا بالتحديات والمخاطر على المدى البعيد.
بين السياسي والعسكريوبالعودة للواقع، يرى أستاذ العلاقات الدولية ودراسات الأمن في الجامعة الأميركية بواشنطن، بوعز أتزيلي، أن الغالبية العظمى من الإسرائيليين يدركون أن استمرار الحرب لا يخدم مصلحة المحتجزين، بل يعرضهم للخطر.
وتجلى ذلك في مقتل ما لا يقل عن 41 أسيرا، كانوا أحياء عند احتجازهم، ثم لقوا حتفهم خلال العمليات القتالية أو نتيجة قرارات عسكرية اتُّخذت في سياق المعارك.
ويؤكد أتزيلي في مقال له بالموقع الإلكتروني "والا" أن إنهاء الحرب ليس ثمنا أو تنازلا، بل يمثل مصلحة أمنية وسياسية عليا لإسرائيل، كما عبرت عنها تصريحات رئيس الأركان زامير، وبالتالي فإن الدعوات لإنهاء القتال لاستعادة المحتجزين "لا تعني رفض الخدمة العسكرية، بل تعكس وعيا وطنيا وأخلاقيا".
ويرى أتزيلي أن الخبراء في شؤون الحروب غير النظامية داخل إسرائيل وخارجها يتفقون على "استحالة" هزيمة تنظيم مسلح كحماس عبر الوسائل العسكرية وحدها.
ويستشهد بالدمار الهائل الذي ألحقته الحرب على غزة خلال عام ونصف، والذي لم يحقق الأهداف المعلنة، رغم كون الجيش الإسرائيلي الأقوى في المنطقة، بل خلَّف أكثر من 50 ألف قتيل فلسطيني، بينهم آلاف النساء والأطفال، دون أن يضعف ذلك حماس.
ويضيف الأكاديمي أتزيلي أن الطريق الواقعي للتعامل مع حماس يكمن في خلق بديل سياسي لحكمها داخل القطاع، وفتح أفق سياسي أوسع، مشددا على أن الضمان الوحيد لمنع تكرار أحداث "7 أكتوبر" هو تعزيز المنظومة الدفاعية الإسرائيلية، لا استمرار الحرب.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الجیش الإسرائیلی
إقرأ أيضاً:
زيلينسكي يحذر: التنازلات لن تقنع روسيا بإنهاء الحرب
عواصم " وكالات": قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الاثنين إن التنازلات لن تقنع روسيا بوقف الأعمال القتالية في بلاده وإن هناك حاجة إلى تكثيف الضغط على الكرملين مشيرا الى أن "روسيا تطيل أمد الحرب ولذلك تستحق أن تواجه ضغطا دوليا أكبر فموسكو ترفض وقف القتل ولذلك لا يجب أن تتلقى أي مكافآت أو مزايا".
وتابع قائلا "هذا ليس موقفا أخلاقيا فحسب، إنه عقلاني. التنازلات لا يقنعها بشيء ".
وأكد زيلينسكي أن كييف "تعمل بالتأكيد مع الولايات المتحدة. لا يمر يوم دون أن نتواصل بشأن سبل تحقيق سلام حقيقي"، محذّرا من نية روسية "لخداع الولايات المتحدة".
بدوره، تواصل بوتين مع تسعة رؤساء دول أو حكومات خلال الأيام الثلاثة الماضية، أبرزهم نظيره الصيني شي جينبينغ والبرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد اعلن الأسبوع الماضي أنه سيلتقي بوتين يوم الجمعة المقبلة في ألاسكا للتفاوض على إنهاء الحرب المستعرة بين روسيا وأوكرانيا منذ ثلاث سنوات ونصف.
في الاثناء، يسعى مسؤولون أوروبيون إلى التأثير على موقف البيت الأبيض قبل محادثات ألاسكا، مؤكدين على ضرورة حماية سيادة أوكرانيا وتقديم ضمانات أمنية وتمكينها من اختيار طريقها الخاص.
والتقى نائب الرئيس الأمريكي جيه.دي فانس مع مسؤولين أوروبيين وأوكرانيين مطلع الأسبوع، ومن المتوقع أن يجري زعماء أوروبيون المزيد من الاتصالات مع واشنطن في الأيام المقبلة.
وأكد الزعماء الأوروبيون التزامهم بفكرة أن الحدود الدولية لا يمكن تغييرها بالقوة إذ تخشى دول الاتحاد الأوروبي من أن يشكل فرض اتفاق على أوكرانيا سابقة خطيرة.
وقالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس إن "الرئيس ترامب محق حين يقول إن على روسيا أن تنهي حربها على أوكرانيا. لدى الولايات المتحدة القدرة على إجبار روسيا على التفاوض بجدية".
لكنها شددت على أن "أي اتفاق بين الولايات المتحدة وروسيا يجب أن يشمل أوكرانيا والاتحاد الأوروبي، لأنها قضية تتعلق بأمن أوكرانيا وأوروبا برمتها".
وفي السياق ذاته، تعمل الولايات المتحدة على ترتيب اجتماع بين دونالد ترامب ونظيريه الروسي والأوكراني، بحسب ما أفاد نائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس، في وقت يطالب حلفاء كييف الأوروبيون بحضورها القمة المرتقبة في ألاسكا هذا الأسبوع.
وقال فانس في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" إن "واحدة من أهم العقبات هي أن (الرئيس الروسي) فلاديمير بوتين قال إنه لن يجلس (الى طاولة المفاوضات) قط مع (فولوديمير) زيلينسكي، رئيس أوكرانيا، وغيّر الرئيس ذلك الآن".
وأضاف ردا على سؤال بشأن توقعاته بالنسبة لقمة ألاسكا المقررة في 15 اغسطس "نحن الآن في مرحلة حيث نعمل على التربيات المرتبطة بالتوقيت وغير ذلك من الأمور لتحديد الموعد الذي يمكن فيه لهؤلاء القادة الجلوس معا وبحث نهاية لهذا النزاع".
ولفت نائب الرئيس إلى أن الولايات المتحدة "ستحاول التوصل إلى تسوية متفاوض عليها من نوع ما يمكن للأوكرانيين والروس قبولها".
وأضاف "لن ترضي الجميع بشكل كامل، سيكون الروس والأوكرانيون على الأرجح غير راضين عنها في نهاية المطاف".
ويكثّف قادة دول أوروبية اتصالاتهم ويجهدون لتوحيد صفوفهم خلف أوكرانيا منذ الإعلان عن انعقاد القمة الأميركية الروسية. ويعقد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الاثنين اجتماعا طارئا.
وألمح ترامب الى أن اتفاقا محتملا بين روسيا وأوكرانيا قد يتضمن "تبادل أراض" بين البلدين لوضع حد للحرب.
من جهته، أكد المستشار الألماني فريدريش ميرتس بأنه يأمل ويفترض بأن زيلينسكي سيحضر القمة المقبلة.
ومنذ بدء الحرب ما بين الجانبين الروسي والاوكراني قتل عشرات آلاف الأشخاص جراء الحرب، فيما أُجبر الملايين على الفرار من منازلهم.
من جانبها، أكدت الحكومة الألمانية أهمية إشراك أوكرانيا في أي حل سلمي.
وفي الوقت نفسه أكد نائب المتحدث باسم الحكومة الألمانية، شتيفن ماير، في برلين اليوم الاثنين أن هذا الاجتماع "قد يكون لحظة بالغة الأهمية بالنسبة لمسار هذه الحرب المروعة".
وفي هذا السياق، تحدث ترامب عن إمكانية تبادل أراض بين أوكرانيا وروسيا.
وأشار ماير إلى تصريحات المستشار فريدريش ميرتس لمحطة "إيه آر دي" الألمانية التليفزيونية، والتي صرح خلالها بأنه يعول على مشاركة الأوكرانيين. وقال المتحدث: "إذا كان الهدف هو تحقيق سلام مستدام وعادل حقا، فلا يمكن تحقيق ذلك إلا بإشراك أوكرانيا. من المستبعد تماما تحقيق هذا الهدف دون مشاركة الأوكرانيين".
ولم يجب ماير على أسئلة حول تفاصيل الموقف الألماني، مشيرا إلى أن هناك عملية "يمكن فيها لكل جملة وكل كلمة وكل تصريح عام أن تغير الأمور، بل وربما تغيرها سلبا أو تعرضها للخطر".
وعلى الارض، أفاد حاكم مقاطعة نيجني نوفجورود الروسية، جليب نيكتين، في منشور على قناته على تطبيق تليجرام، بمقتل شخص وإصابة أثنين آخرين جراء هجوم بطائرات مسيرة أوكرانية على مقاطعة نيجني نوفجورود.
وقال المسؤول: "للأسف، لم يكن بالإمكان تجنب وقوع إصابات وأضرار عندما تم صد هجوم بطائرات مسيرة في بلدية أرزاماس، حيث لقي موظف حتفه على الفور، وأصيب اثنان آخران وتم نقلهما إلى المستشفى" وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء الروسية (تاس).
وأضاف المسؤول أن خدمات الطوارئ تعمل في موقع الحادث، فيما ينسق رئيس بلدية أرزاماس، ألكسندر شتشيلوكوف، جهود الإغاثة.
وأفادت وكالة النقل الجوي الروسية "روسافياتسيا"، في وقت سابق صباح اليوم الاثنين، بأنه تم فرض قيود مؤقتة على الرحلات الجوية من وإلي مطار(ستريجينو) في نيجني نوفجورود.
الى ذلك، قال مسؤول في جهاز الأمن الداخلي الأوكراني اليوم إن أوكرانيا قصفت مصنعا روسيا ينتج مكونات صاروخية في منطقة نيجني نوفجورود في هجوم بطائرات مسيرة خلال الليل.
وصرح المسؤول لرويترز بأن أربع طائرات مسيرة على الأقل أصابت مصنع أرزاماس. وأضاف أن المصنع يُنتج أنظمة تحكم ومكونات أخرى لصواريخ إكس-32 وإكس-101 الروسية.