في إنجاز غير مسبوق يمزج بين الرياضة والموسيقى والعمل البيئي، نجح العداء الموسيقي فهد العبري، الذي حمل علم سلطنة عُمان على كتفيه، في تحطيم الرقم القياسي العالمي لأسرع عشرة كيلومترات جريًا أثناء العزف على آلة "اليوكيليلي"، وهي آلة موسيقية وترية صغيرة تشبه الجيتار لكنها أصغر حجمًا وتتميز بصوتها الخفيف والمبهج.

نشأت اليوكيليلي في جزر هاواي في أواخر القرن التاسع عشر، مستوحاة من آلات موسيقية برتغالية، وأصبحت شائعة في أغاني البوب والموسيقى المستقلة.

حقق العبري هذا الإنجاز العالمي الجديد خلال مشاركته في ماراثون مسقط، حيث سجل زمنًا قدره 47 دقيقة و57 ثانية، متجاوزًا الرقم القياسي السابق المُسجّل في موسوعة جينيس والبالغ 55 دقيقة، متمكنًا من الجري والعزف بشكل متواصل على طول المسافة دون توقف، على أنغام أغنيته البيئية "الأرض علينا أمانة"، التي كتبها خصيصًا لرفع الوعي بشأن التلوث البلاستيكي الذي يهدد شواطئ سلطنة عُمان.

في حديث لـ"عُمان"، أوضح العبري أن فكرة الدمج بين الجري والموسيقى بدأت لديه في عام 2019، وجاءت أول تجربة فعلية في ماراثون مسقط 2020، مؤكدًا أن الهدف لم يكن تحطيم رقم قياسي بقدر ما كان الأهم هو إيصال رسالة فنية بيئية من خلال عمل إبداعي يدمج بين الفن والرياضة في آنٍ واحد، وأشار العبري إلى أن الفكرة راودته في كسر رقم قياسي أثناء مشاركته في سباق همم بالجبل الأخضر لمسافة 55 كم، حيث كان يتحدى نفسه ويختبر قدرته على العزف أثناء الجري، وهناك خطرت له فكرة تسجيل هذا الرقم العالمي، بعد أن أدرك أنه يمتلك الموهبة والقوة البدنية لتحقيق ذلك.

ولم تكن الرحلة نحو الرقم القياسي مفروشة بالورود، فقد واجه العبري صعوبات صحية قبيل التحدي، منها تسمم غذائي استمر لثلاثة أيام أدى إلى فقدان السوائل وزعزعة ثقته بنفسه، بالإضافة إلى صعوبات مالية اضطرته لاستعارة حذاء جري وساعة رياضية من زملائه، لكنه تمكّن بفضل الدعم والتشجيع من التغلب على كل ذلك. وتخللت التجربة مواقف مفاجئة، منها تعطل إحدى الكاميرات الاحتياطية أثناء التصوير، وازدحام كبير في السباق شكّل تحديًا إضافيًا، لكن العمل الجماعي وتنسيق الفريق أنقذا اللحظة.

وخضعت المحاولة لمعايير دقيقة وضعتها موسوعة جينيس، شملت العزف المستمر دون توقف، والالتزام بأربعة مفاتيح موسيقية بإيقاع منتظم، بالإضافة إلى أهمية عدم ارتكاب أي خطأ موسيقي. وبالفعل، لم يُسجَّل العبري أي خطأ موسيقي خلال الجري، مما ساعده على نجاح التسجيل بشكل رسمي. وأوضح العبري أنه كان لا بد من حضور شهود ذوي كفاءة لتوثيق المحاولة، بناءً على خلفياتهم وخبراتهم، وتم اختيارهم بعناية، كالعداء نصر الناعبي الذي كان مسؤولًا عن تثبيت الزمن وتتبعه أثناء الجري، والمصور هيثم الجهوري موثق التحدي بشكل كامل دون انقطاع، وسليمان الشبلي راكب دراجة نارية وشاهد للسرعة، ورياض الهنائي شاهد إضافي وداعم، وكان أحد المساعدين في التوثيق المباشر، وفي الشهادة الموسيقية شارك المايسترو عبدالله الرئيسي، كما شهد على لحظة الانطلاق والوصول المذيع المنتصر الذي قدّم الشهود وساهم في تغطية الحدث.

وأكد العبري أنه بدأ بالفعل بالتحضير لتحدٍّ جديد سيُعلن عنه قريبًا، مؤكدًا عزمه على مواصلة إيصال الرسائل البيئية بأسلوب إبداعي وغير تقليدي. وقدم شكره لماراثون مسقط، وشركة سابكو للوجستيات التي قدمت الدعم اللوجستي من خلال توفير الدراجة ومصور الحدث، وشركة Tunes Oman على توفير آلة اليوكيليلي، والذين شاركوا في إنجاح هذا الإنجاز.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

وزيرة البيئة تشارك في اجتماع مجلس الأمناء لمركز البيئة والتنمية للإقليم العربي وأوروبا

شاركت الدكتورة ياسمين فؤاد، نائب رئيس مجلس الأمناء ووزير البيئة، في الاجتماع الثامن عشر لمجلس الأمناء لمركز البيئة والتنمية للإقليم العربي وأوروبا (سيدارى) بالمتحف المصري الكبير، برئاسة المهندس عبد الرحمن الفضلى، رئيس مجلس الأمناء ووزير البيئة والمياه والزراعة بالمملكة العربية السعودية، وبحضور الدكتور خالد فهمى، المدير التنفيذي الإنتقالى لمركز البيئة والتنمية للإقليم العربي وأوروبا (سيداري) ووزير البيئة المصري السابق، وعبر الفيديو كونفرانس شاركت السيدة آمنة الضحاك وزيرة البيئة الامارتية والسيد توفيق الشرجابي وزير المياه والبيئة اليمني والدكتور جهاد السواير ممثل وزير البيئة الأردني،  وممثلي دولة البحرين وجامعة الدول العربية، وبنك التنمية الإسلامي وجامعة مالطا وبرامج الأمم المتحدة وفرق العمل المختلفة وكذلك مشاركة الدكتور على أبو سنة رئيس جهاز شئون البيئة المصري،

وقد ثمنت د. ياسمين فؤاد جهود المهندس عبد الرحمن الفضلى،رئيس مجلس الأمناء ووزير البيئة والمياه والزراعة السعودي، والدعم غير المسبوق المقدم لمنظمة سيداري، سواء بالدعم الفني من الأفكار المبتكرة للمضي قدما والدعم التمويلي ايضا، متطلعة لتكرار قصة النجاح في اعادة هيكلة اتفاقية الحفاظ بيئة البحر الأحمر وخليج عدن (برسيجا) لتحسين كفاءة العمل على تنفيذ أهدافها وفق التطورات المتلاحقة.

كما أشادت د. ياسمين فؤاد وزيرة البيئة بالجهود الحثيثة للدكتور خالد فهمي المدير التنفيذي الإنتقالى، لمركز البيئة والتنمية للإقليم العربي وأوروبا (سيداري) منذ توليه خلال الأشهر القليلة الماضية، لتطوير العمل بالمركز بما يسهم في تعزيز تنفيذ أهدافه، متمنية التوفيق خلال الفترة القادمة في المضي قدما نحو المسار المستهدف للمركز بما يخدم مصلحة الدول العربية.

وأكدت الدكتورة ياسمين فؤاد على ضرورة العمل على تحقيق أولويات الدول العربية في ظل ما يشهده العالم من تغيرات متلاحقة، والاستفادة من اقليم أوروبا كجزء من المركز لتعزيز هذه الأولويات، وايضًا الاستفادة من قوى دولنا العربية سواء على مستوى الزخم السياسي المحقق من استضافة مصر لمؤتمر المناخ COP27 ولحقه استضافة دولة الإمارات الشقيقة لمؤتمر المناخ COP28، يليه النجاح المبهر لأول مرة في تاريخ اتفاقية التصحر خلال استضافة المملكة العربية السعودية لمؤتمر التصحر COP16، والذي يعد أكبر مؤتمر من نوعه من ناحية التأثير والقرارات والمبادرات المتخذة، مشيرة إلى أن الدول العربية لديها العديد من الفرص الواعدة التي يمكن  البناء عليها، لتحويل التحديات الحالية في دولنا العربية إلى فرص.

واشارت وزيرة البيئة إلى أن الدول العربية لديها عددا من الموضوعات الملحة التي تتطلب تسريع وتيرة العمل عليها من اجل الأجيال القادمة، ومنها المياه وتأثيرات المناخ عليها كتحدي يواجه اغلب الدول العربية، وايضًا تحدي الأمن الغذائي.

ولفتت وزيرة البيئة إلى الاقتصاد الدائري في المنطقة العربية والذي يعد من الموضوعات الهامة التي عملت عليها مصر مع المملكة العربية السعودية خلال الفترة الماضية، ليتم طرحه في مناقشات الاجتماع القادم لمجلس وزراء البيئة العرب برئاسة السعودية، وايضًا في مناقشات مجلس أمناء مركز سيداري، باعتباره آلية نستطيع من خلالها التعامل مع التحديات الملحة بافضل الممارسات، فمثلا في مجال المياه يتصدى لاستخدامات المياه وسبل ترشيدها وإدارتها المثلى وتوفير فرص عمل الخاصة بها، وتكرار التجربة مع الطاقة، مشيرة إلى النجاح المحقق في الدول العربية مع اختلاف التجارب في ملف الإدارة المتكاملة للمخلفات بأنواعها.

واوضحت وزيرة البيئة ان العمل خلال الفترة القادمة على اعادة الهيكلة مركز سيداري استراتيجيا واداريا، سيساعد على تحقيق أهدافه بشكل اكثر فاعلية، مع التركيز  على عدد من الموضوعات الفنية والآليات المستخدمة والمحفزات والشراكات الحقيقية، مؤكدة على دور القطاع الخاص كعامل مهم في تعزيز نجاح المركز في القيام بمهمته من خلال شراكات فعلية.

واعربت وزيرة البيئة في نهاية كلمتها عن امتنانها وتقديرها لكل من عملت معهم خلال توليها مهمة وزارة البيئة المصرية وكنائب لرئيس مجلس الأمناء لمركز سيداري، باعتباره الاجتماع الأخير الذي تشارك فيه كوزيرة للبيئة في مصر، مثمنة الرحلة الملهمة والدروس المستفادة من العمل مع كوكبة من القامات وايضًا الدكتورة نادية  مكرم عبيد المدير التنفيذي السابق للمركز والدكتور خالد فهمي المدير الحالي، والفرق الفنية المختلفة، مؤكدة ان خلال مهمتها الجديدة ستحرص خلال الرحلة على تسليط الضوء على احتياجات ومتطلبات الدول العربية والأفريقية، متمنية التوفيق للجميع في مختلف المواقع.

ومن جانبه، تقدم المهندس عبد الرحمن  الفضلي وزير البيئة والمياه والزراعة السعودى  بالشكر  للمدير التنفيذي للمركز، والأمانة الفنية، وأعضاء مجلس أمناء سيداري على ما يبذلونه من جهود لتنفيذ البرامج والأنشطة التي تهدف إلى تعزيز التعاون بين الإقليم العربي والإقليم الأوروبي، والعمل على رفع مستوى تبادل الخبرات والمعرفة في المجالات البيئية والتنموية، مُعربًا عن سعادته بإفتتاح أعمال الاجتماع،  متمنيًا أن يكون اجتماعًا مثمرًا وناجحًا، لافتًا إلى أن الإجتماع سيناقش أهداف المركز لإعادة بلورتها وفق الاحتياجات الحالية والمستقبلية، بالإضافة إلى العمل على هيكلة الجوانب الإدارية والمالية والمهنية للمركز، بالإضافة إلى وضع الخطط الاستراتيجية وتقييم القدرات المؤسسية والتمويلية للمركز بما يضمن كفاءته واستدامة عمله، علاوة على  تعزيز التعاون في مجالات الاقتصاد الدائري على مستوى الدول والمنظمات الإقليمية.

وأشار الفضلى إلى أن المنطقة العربية شهدت خلال السنوات الأخيرة حراكًا بيئيًا ملحوظًا عكس التزامها المتزايد بالقضايا البيئية أدى إلى إطلاق العديد من المبادرات،أبرزها مبادرة الشرق الأوسط الأخضر التي أطلقتها المملكة العربية السعودية والتي تهدف إلى تعزيز التعاون الإقليمي لمكافحة تدهور الأراضي، والمحافظة على الغطاء النباتي، وتحقيق الأمن الغذائي، والتكيف مع التغيرات المناخية، كما استضافت نسختين من مؤتمر الاطراف للتغيرات المناخية COP27بجمهورية مصر العربية، وCOP28 بدولة الإمارات، بالإضافة إلى إستضافة السعودية لمؤتمر الأطراف السادس عشر لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (COP16)، مُعربًا فى نهاية كلمته عن  تمنياته بخروج الإجتماع بمجموعة من  القرارات والتوصيات العملية؛ تسهم في التصدي للتحديات البيئية وتدعم الجهود المشتركة للدول الاعضاء.

وخلال كلمته،  أبدى الدكتور خالد فهمى، المدير التنفيذي لمركز البيئة والتنمية للإقليم العربي وأوروبا (سيدارى)، ترحيبه بالمشاركين من الوزراء وممثلي المنظمات الدولية وعلى رأسهم بالدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة فى جمهورية مصر العربية، ونائب رئيس مجلس أمناء مركز (سيدارى)، مقدمًا التهنئة لسيادتها على تولى المنصب الدولي الرفيع كأمينة تنفيذية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (UNCCD)، متمنيا لها دوام التوفيق والنجاح، كما رحب بالدكتور عبدالرحمن الفاضلي وزير البيئة والمياه والزراعة بالمملكة العربية السعودية، ورئيس مجلس أمناء سيدارى، أحد أكبر المساهمين والداعمين للمركز، وعلى جهوده التى يبذلها من أجل قيام المركز بمهامه المتعاظمة في المنطقة.

وقد علقت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة خلال المناقشات على اهمية الاستفادة من المراكز البحثية والجامعات في المجتمع العربي، والشراكة مع القطاع الخاص في توفير المنح الدراسية في الموضوعات البيئية، مقترحة  قيام المركز بإعداد قائمة بالمراكز البحثية والجامعات في مختلف التخصصات المتعلقة بالبيئة في الوطن العربي بما يلبي اولويات الدول، والعمل على تطوير الأداء المالي للمركز، والتطلع لوضع إطار استراتيجي عام على نهاية السنة.

ومن جانبه، قدم الدكتور محمود فتح الله مدير إدارة شؤون البيئة والأرصاد الجوية ورئيس الأمانة الفنية لمجلس الوزراء العرب المسؤولين عن شؤون البيئة بجامعة لول العربية، عرضًا تقديمًا  تحت عنوان ( الإقتصاد الدائرى...رؤية لتعزيز التعاون بين الدول العربية )، موضحًا آليات تحقيق ذلك.

وأكدت المهندسة سماح صالح رئيس وحدة التنمية المستدامة بوزارةالبيئة على أهمية الاقتصاد الدائرى بالنسبة للتنمية الإقتصادية  فى المنطقة والعالم كله، مُشيرةً إلى أسباب التوجه نحو الاقتصاد الدائرى نتيجة لمحدودية الموارد الطبيعية والضغوط عليها والجاحة لتحقيق النمو الإقتصادى بشكل متسارع،لذا فأصبح هناك حاجة ماسة  للإستخدام المستدام للموارد الطبيعية، ورفع كفاءة استخدامها والتوجه نحو إعادة استخدامها، وهو فكرة موجودة وتنفذ  فى بعض الدول العربية ولكن تحتاج لتكنولوجيات معينة تسعى الدول إلى استخدامها.

وتناول الاجتماع التصديق على مد فترة عمل مجلس الأمناء الحالي لسنة واحدة وفقًا للقانون الأساسي المعدل لسيداري، واستعرض المدير التنفيذي آليات إعادة هيكلة الجوانب الادارية والمالية والمهنية لسيداري، وأهم نتائج تقييم القدرات المهنية والتمويلية للمركز، والأولويات الاستراتيجية والخطوات المقترحة للمرحلة القادمة، وعرض التقرير المالي عن العام المنتهى ٢٠٢٤، وتم فتح باب النقاش للسادة أعضاء مجلس الأمناء للمشاركة بالرأي وتقديم المقترحات لتعزيز القدرة المؤسسية لمركز سيداري.

مقالات مشابهة

  • الإمارات رابع وجهة عالمياً لنجوم «السامبا»
  • «معلومات الوزراء» يستعرض 15 اتجاها عالميا تشكل المستقبل ويبرز الفرص التنموية المتاحة لمصر
  • العراق يدعو إلى مواجهة أزمة المفقودين عالمياً
  • توم كروز يحتفل بتحقيق فيلمه الجديد رقماً قياسياً تاريخياً في شباك التذاكر
  • هل على نتنياهو أن يخشى من جيل الأطفال الذي شهد الإبادة؟
  • الإعلام العبري يحذر: إسرائيل قد تفقد توفقها الجوي أمام مصر
  • أسرع مكان تطلع منه البطاقة الشخصية 2025 .. اعرف التفاصيل
  • وزيرة البيئة تشارك في اجتماع مجلس الأمناء لمركز البيئة والتنمية للإقليم العربي وأوروبا
  • الكوادر الوطنية تتصدر خطة البيئة بحج 1446هـ
  • محمد صلاح يحطم جميع الأرقام القياسية عقب تتويجه بجائزة الحذاء الذهبي