شبكة انباء العراق:
2025-06-04@19:16:41 GMT

الفرق بين السوداني وخصومه

تاريخ النشر: 16th, April 2025 GMT

بقلم : هادي جلو مرعي ..

رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني ظل طوال السنتين الماضيتين وأكثر (شوية) يؤكد حضوره وتأثيره بطريقة مختلفة عن بقية الزعامات السياسية الشيعية. وبقدر تعلق الأمر كون السوداني واحدا من القادة السياسيين الشيعة، ومن منظومة سياسية تتمثل فيها القوميات والطوائف الرئيسية في البلاد، وقد برزت زعامات سياسية عدة ممثلة للمكونات الأساسية.

بعضها فشل في إثبات الحضور، وبعضها حقق نجاحات محدودة، وهناك من يحاول فعل شيء يعوض الخسارات الماضية.. وهنا يكمن الفرق، ففي هذه المرحلة يتنافس السوداني مع الخصوم الشيعة بطريقة غريبة لأن الرجل يعمل، وهناك من يحاول التقليل من شأنه، ووقفه عن مسيرته السياسية التي تسببت بتراجعهم. فهم يحاربونه بنجاحه، وليس بفشله حيث جرت العادة على إستخدام الفشل في الأداء كوسيلة لتحجيم الخصوم بالرغم من أهمية التأكيد على إن الأمور ليست مثالية، وماتزال هناك مشاكل موروثة لايتحملها السوداني، ولكنه يتحمل مسؤولية بذل كل ممكن للتخلص منها، أو تقليل آثارها، وربما يكون ذلك مفهوما لإعتبارات منها إن الناس لاتجد من ( تفش غلها فيه) سوى الحكومة، وهي السلطة العليا على الأرض، وبيدها إتخاذ تدابير توفر ضمانات تغيير الواقع من خلال أدوات المال والقرار وصلاحية التوقيع والتنفيذ.
الجميع فشل في صناعة نظام سياسي متوازن، والجميع تعرض لإحباطات متتالية في بلد محتل من قوات أجنبية، وتدخلات خارجية ترى في العراق ساحة لتحقيق مكاسب، وضمان مصالح حيوية، ومكانا لتصفية الحسابات مع الخصوم والدول الكبرى، وكان الضحك على العراقيين يتعالى، والقهقهات تتوالى. فمجموعات بشرية سحبت الى ميدان الطائفة، وجماعات سحبت الى ميدان المال والفساد والتحزب والتعصب القومي والعشائري، والبعض صار ممثلا للخارج، وهناك من عمل للخارج على حساب الداخل، وهناك من قدس الخارج، ومن عشق الخارج، وصار قراره من الخارج، فصارت كلمة الخارج تستهويه، ولايرغب في سماع كلمة الداخل، وصار يبعث أمواله الى الخارج، ويسافر الى الخارج ويتزوج في الخارج، ويستثمر في الخارج، ويقضي معظم وقته في الخارج، ويشتري البيوت والسيارات والفلل والفنادق والمطاعم في الخارج، ويأكل ويشرب في الخارج، ويقضي عطلة نهاية الأسبوع في الخارج، وتسيل دموعه حين يسمع كلام وهمسات وهمهمات الخارج، وتحول الى وحش في الداخل يرغم الناس على ان يذوبوا في الخارج، ويصلوا ويصوموا لإرضاء الخارج، لا الخالق، وكان همه النظر الى الخارج، وإغماض عينيه عن كل مايجري في الداخل البغيض والكريه والبشع، ونسي إنه مسؤول، وعليه واجبات تجاه الداخل، لا أن يسرق، ويفسد، ويرضي الخارج.
السوداني رشحته المنظومة السياسية الحالية ليكون رئيسا للوزراء، وليكون مطواعا لها، وخادما لمصالحها كأي رئيس وزراء، وكأي وزير، وكأي مسؤول مرتبط بحزب وطائفة وقومية ليمثل مصالحها، ويجب أن يعمل لها، فإذا خرج عن المسار عوقب بالنار، وعلى قاعدة..ولن ترضى عنك اليهود والنصارى حتى تتبع ملتهم.. الرجل أخطأ كثيرا في حساباته فهو لم يكن مطلوبا منه العمل على تطوير العلاقات الخارجية مع الدول، وليس مطلوبا منه تسهيل دخول الإستثمارات، ولا بناء عشرات المجسرات والجسور، والمستشفيات، وتعبيد الشوارع، ومحاولة بناء مدن جديدة، وفسح المجال للمستثمرين والشركات للعمل في الداخل، أو محاولة تطوير الزراعة وإعادة تأهيل المصانع وتوقيع عقود ومذكرات تفاهم في قطاع الكهرباء والصحة، وكل ذلك يحتاج الى وقت، فعقليتنا نحن تركز على المنفعة الآنية، وكسب المال، وضمان المصالح، والرجل ليس قديسا، ففي النهاية هو سياسي، ومسؤول، وعرضة للنقد والرفض، وكان عليه أن يلبي مصالح القوى الفاعلة التي تضع عينها على ثروات العراق، وعلى المناصب والوزارات واللجان والهيئات، وبالتالي يصبح خائنا لأنه إنحاز لنفسه ولفئات إجتماعية، ولم يبق على إنحيازه للزعامات..
العراقيون يتغنون بالماضي كثيرا رغم إنهم كانوا يعيشونه بطريقة سيئة، وربما كانوا يفضلون أي شيء على الإنفلات، وهناك من يبجل صدام حسين نكاية بالحاضر لأسباب سياسية في الغالب.. ربما سيشعر السوداني بعد عشر سنين، أو عشرين منها بشيء من الراحة أن هناك شيء مختلف وحيوي حصل في عهده، مع أنه ليس بدكتاتور…

هادي جلومرعي

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات فی الخارج وهناک من

إقرأ أيضاً:

المدينة المنورة تودّع قوافل الحجاج وتستقبل زوار الداخل خلال إجازة عيد الأضحى

ودّعت المدينة المنورة أفواج حجاج بيت الله الحرام المغادرين إلى مكة المكرمة والمشاعر المقدسة لأداء مناسك الحج، فيما استقبلت في الوقت ذاته أعدادًا كبيرة من الزوار من داخل المملكة من المواطنين والمقيمين، الذين توافدوا لقضاء ما تبقّى من إجازة عيد الأضحى في أجواء إيمانية بين جنبات طيبة الطيبة.


ويُعدّ الوجود في المدينة المنورة خلال هذه الأيام المباركة فرصة سانحة لزوار الداخل، لما تتسم به من سهولة في التنقّل وانخفاض في معدلات الازدحام، ما يتيح أداء الصلوات في المسجد النبوي والتشرف بالسلام على النبي المصطفى -صلى الله عليه وسلم- وصاحبيه الكريمين -رضي الله عنهما- بكل يُسر وسكينة، إلى جانب زيارة المواقع التاريخية والمعالم الإسلامية المنتشرة في أرجائها.
ويحرص الزوار على الإقامة في الفنادق والدور السكنية القريبة من المسجد النبوي الشريف، رغبةً في قضاء معظم أوقاتهم في أجواء الطاعة والعبادة، واغتنام فضل هذه الأيام المباركة، ومنها صيام يوم عرفة، ومشاركة جموع المصلين في موائد الإفطار التي تشهدها ساحات المسجد النبوي.

اقرأ أيضاًالمملكةمركز إعلامي لإبراز رسالة المملكة وجهودها في خدمة الإسلام والمسلمين

 

مقالات مشابهة

  • الوزير الشيباني: نود أن نشير إلى التحديات التي نواجهها نتيجة تهديدات تحركها أطراف خارجية وهناك مناطق تتعرض لهجمات من فلول النظام البائد وجماعات مسلحة تزهق الأرواح بوحشية ولو حدث ذلك في بلد آخر لتم تصنيفه كهجمات إرهابية.
  • مدبولي: ناقشنا الاستعدادات لعيد الأضحى وهناك متابعة للبعثة المصرية في المشاعر المقدسة
  • تهم “دعم الإرهاب” لتهجير الفلسطينيين
  • الاحتلال يزعم أن حماس استفادت في 7 أكتوبر من معلومات وفرها عمال في الداخل
  • المدينة المنورة تودّع قوافل الحجاج وتستقبل زوار الداخل خلال إجازة عيد الأضحى
  • إندبندنت: علينا التأقلم مع تهديد الصواريخ الروسية بضرب بريطانيا
  • بدء توافد حجاج الداخل إلى مكة لأداء طواف القدوم
  • اللموشي: حفل تكريم أوائل جامعة بنغازي كان بهيجًا
  • "ملتقى إعلام الحج".. تغطية وتفاعل مميزين من الداخل والخارج
  • مشاورات سياسية بين وزيرى خارجية مصر وايران بالقاهرة