وداد الإسطنبولي
كتبتُ قصة قصيرة، وسترى النور قريبًا. تنتهي بكلمة واحدة: "معلش".
تلك الكلمة، لا أدري لماذا علقت بذهني يومها، حين قالها ذلك المقاوم الشجاع وسط الدمار.
أشعلت في داخلي رغبة في الكتابة، فكانت القصة. واليوم، تهمس لي مجددًا، تدفعني لكتابة هذا المقال.
ربما لأن صداها لم يختفِ، بل تضخّم مع ما يحدث الآن في غزة من صخب، ومقاومة، وألم.
وما يقابله هنا، في بلادنا، من تلاحمٍ أخوي، وصرخةٍ صادقة في وجه العدو: لا للاضطهاد، لا للخذلان، ولا للصمت.
على فكرة، لا أحب الخوض في السياسة لأنني لستُ أهلًا لها، ولكن لأسباب في نفس يعقوب. ومع ذلك، حياتنا كلها أصبحت سياسة.
صدى هذه الكلمة ما زال يرنّ في دهاليز أذني. لطالما نطقتها شِفاهنا، واعتادت آذاننا على وقعها، لكن الآن، أسمعها بشكل مختلف.
ثقيلة، موزونة، غزيرة، صامدة، مقاومة، قوية،
كأنها جديدة… غريبة…لها فلسفة حياة أخرى.
"معلش" كلمة تبدو بسيطة في ظاهرها، لكن خلفها بحر من المعاني. لا أدري ما الذي دار في خُلد ذلك المقاوم حين نطق بها.
هل كانت مواساة؟
ولمن يهديها؟!
قالها وهو يلبس قناع الرضا، وربما كانت صرخة مكبوتة، لا نعرف عمقها.
"معلش"
ربما كانت درعه الصغير في وجه القهر، أو كلمة سر مشفّرة تختزل سنوات من الصمت، أو ربما كانت اعتذارًا… أو إعلان بقاء.
لكن ماذا عني؟
لماذا أريد أن أدونها بين سطوري، أنا الضعيف، الذي ليس بيده حيلة؟
لماذا أريد أن أصرخ بها وتحتضنها بسيطتي؟
ما المغزى؟!
هل لأنَّ الأدب يحفظ الكلام ويُبقيه أثرًا لما بعدنا؟ أم لأنَّ لحظتي الإنسانية الهشّة تحاول أن تواسي جراح المقاومين؟
كأنني أقول لهم:
ليس لديَّ سلاح… لكن لديَّ "معلش"،
تضمّد جراحكم، وتربّت على أرواحكم، وتُجبر خواطركم.
"معلش" لما يحدث، وما سيحدث. وأنا على يقين أنكم صامدون، وأن أجركم لن يضيع هباءً، ولا الأمل ولا الرجاء.
"فمعلش" هي نهايتي الصامتة.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
كانت معايا في أصعب المواقف .. نادية الجندي تنعى سميحة أيوب
نعت الفنانة نادية الجندي عبر صفحتها علي موقع التواصل الإجتماعي الشهير"إنستجرام"، الفنانة الراحلة سميحة أيوب.
وقالت نادية الجندي: يعجز اللسان عن التعبير عن الحزن اللى جوايا فنانة جميلة من الزمن الجميل الذي لا يعوض وإنسانة وصديقة قبل كل شيء كانت من أكثر الناس المقربين ليا أثناء تصوير مسلسل سكر زيادة فى لبنان طيلة أربعة شهور كانت معايا فى أصعب المواقف اللي عشناها سوى .
وأستكملت سميحة أيوب: ومن خلال معاشرتى لها عن قرب لمست فيها جانبا إنسانيا لم أره كثيراً في الفن إحساسها بفنها والتزامها وأخلاقها فوق الوصف سميحة أيوب الله يرحمك يا حبيبتي البقاء لله خالص التعازي ربنا يصبر كل محبيها.
وكانت قد رحلت عن عالمنا صباح اليوم الاثنين 3 يونيو، الفنانة القديرة سميحة أيوب عن عمر يناهز 93 عاما، بعد مسيرة فنية طويلة وحافلة بالأعمال المميزة والمهمة.
ومن المقرر ان تقام صلاة الجنازة علي الفنانة الراحلة سميحة أيوب، بعد صلاة العصر بمسجد الشرطة بمدينة السادس من أكتوبر.