بعد عامين من الصراع الدامي ضرورة وقف الحرب
تاريخ النشر: 17th, April 2025 GMT
بقلم : تاج السر عثمان
١
اشرنا سابقا الي أن الحرب دخلت عامها الثالث، بعد عامين من الصراع الدامي مما يتطلب وقفها، َمع تزايد الدمار في البنيات التحتية وخسائر للآلاف في الأرواح والمفقودين يقدر بأكثر من ٣٠ ألف قتيلا، والآلاف المفقودين، إضافة لنزوح أكثر من ١٢ مليون داخل وخارج البلاد. كما قدرت خسائر الحرب الاقتصادية الكلية بنحو ٢٠٠ مليار دولار، مع دمار لأكثر من ٦٠٪ من البنية التحتية للدولة، في أسوأ أزمة إنسانية في القون الواحد والعشرون، اضافة الى خطر تحويلها لحرب قبلية واثنية يمتد لهيبها الي بلدان المنطقة بأسرها.
مهم الوضوح حول طبيعة هذه الحرب وهدفها، وعدم الركون للعامل الخارجي كما حدث في الدعوات السابقة (جدة، جنيف، الاتحاد الأفريقي، الايغاد، الجامعة العربية، دعوات مجلس الأمن. الخ) التي لم تجد اذانا صاغية من طرفي الحرب، وحتى مؤتمر لندن الأخير الذي استبعد طرفي الحرب، وفشل في الاتفاق على إصدار بيان ختامي بسبب الخلافات بين الإمارات والسعودية ومصر. الخ. ، فالعالم الخارجي مساعد، ولكنه ليس الحاسم، فالعامل الداخلي المتمثل في تصعيد العمل الجماهيري داخليا وخارجيا هو الحاسم في وقف الحرب واستدامة الديمقراطية والسلام.
٢
اتضح بعد عامين من الحرب انها حرب ضد المواطنين الذين تحملوا كل معاناتها من نهب لممتلكاتهم ومنازلهم وعرباتهم وتعذيب وقمع وحشي في السجون، ومجازر طرفي الحرب ضد المواطنين، والابادة الجماعية والتهجير القسري، كما حدث أخيرا في معسكر زمزم، والعنف الجنسي، من طرفي الحرب، فهي حرب من أجل تصفية الثورة ونهب ثروات البلاد من المحاور الاقليمية والدولية التي تسلح طرفي الحرب، والهادفة لإيجاد موطئ قدم لها على ساحل البحر الأحمر. رغم الحرب فقد استمر نهب وتهريب الذهب وثروات البلاد من بقية المعادن والصمغ العربي والثروة الحيوانية. الخ، من طرفي الحرب التي تقدر بمليارات الدولارات. إضافة لمحاولة الإسلامويين مع البرهان لتعديل الدستور لقيام حكم عسكري ديكتاتوري اسلاموي لاستكمال تصفية الثورة ونهب ثروات البلاد، مع خطر تكوين الحكومة الموازية التي تهدد وحدة البلاد.
٣
بعد عامين من الصراع الدموي تبرز اهمية اوسع جبهة جماهيرية قاعدية لوقف الحرب واسترداد الثورة، ولجم دعاة الحرب، وتوصيل المساعدات الإنسانية للمتضررين، وإنهاء معاناة السودانيين. وإعادة إعمار ما دمرته الحرب، ووقف التدخل من المحاور الاقليمية والدولية التي تسلح طرفي الحرب، والتأكيد على وحدة وسيادة الوطن، مع التصدي لخطر تكوين الحكومة الموازية في مناطق الدعم السريع التي تهدد بتمزيق وحدة البلاد، وقيام الحكم المدني الديمقراطي واستدامة الديمقراطية والتنمية المتوازنة والسلام. وعدم إعادة التسوية بالشراكة مع العسكر والدعم السريع التي تعيد إنتاج الحرب بشكل أوسع من السابق، وخروج العسكر والدعم السريع من السياسة والاقتصاد، والترتيبات الأمنية لحل كل المليشيات وقيام الجيش القومي المهني الموحد الذي يعمل تحت إشراف الحكومة المدنية، وعدم الإفلات من العقاب بمحاسبة كل الذين ارتكبوا جرائم الحرب وضد الإنسانية. وتفكيك التمكين وإعادة ممتلكات الشعب المنهوبة، وعقد المؤتمر الدستوري الذي يتم فيه الاتفاق على شكل الحكم ودستور ديمقراطي وقانون انتخابات يفضي لانتخابات حرة نزيهة في نهاية الفترة الانتقالية.
[email protected]
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: بعد عامین من طرفی الحرب
إقرأ أيضاً:
مدبولي: إحياء الحرف التراثية واليدوية أحد الملفات المهمة التي توليها الحكومة أولوية
عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم، اجتماعًا بمقر الحكومة بمدينة العلمين الجديدة، لاستعراض الاستراتيجية الوطنية للحرف اليدوية (2025 – 2030)، بحضور الدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي، و/ باسل رحمي، الرئيس التنفيذي لجهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، والدكتور رأفت عباس، نائب الرئيس التنفيذي للجهاز، و/ محمد مدحت، نائب الرئيس التنفيذي للجهاز، و/ هشام عماد عبد العزيز، استشاري تنمية وتطوير سلاسل القيمة بالجهاز، و/ عقيلة محمد رفيق، استشاري التنمية والاستراتيجيات بالجهاز.
وأكد رئيس الوزراء في مُستهل الاجتماع أن إحياء الحرف التراثية واليدوية يُعد أحد الملفات المهمة التي توليها الحكومة أولوية خلال هذه المرحلة، بما يسهم في الحفاظ على هذه الحرف واستدامتها.
وأضاف الدكتور مصطفى مدبولي أنه نظرًا لعمل عدد من الجهات في هذا الملف، كان من المهم أن تكون هناك استراتيجية وطنية للحرف اليدوية، وقد تم تكليف وزارة التضامن الاجتماعي وجهاز تنمية المشروعات بتوحيد الرؤى والجهود للخروج بهذه الاستراتيجية، بالتنسيق والتعاون مع عدد من الجهات الأخرى التي تتماس مع هذا الملف.
وفي ضوء ذلك، صرّح المستشار محمد الحمصاني، المتحدث الرسمي باسم رئاسة مجلس الوزراء، بأن الاجتماع شهد استعراض الاستراتيجية الوطنية للحرف اليدوية "2025 – 2030"، من حيث منهجية وآليات إعداد الاستراتيجية، وشركاء التنمية في صياغة الاستراتيجية من الوزارات والجهات المعنية. فضلًا عن دوافع إعداد الاستراتيجية التي تتضمن: التغيرات في أسواق التجارة العالمية وسلاسل الإمداد والسوق المحلية، التغيرات في توجهات المشترين عالميًا، معايير ومتطلبات الاستدامة البيئية والاجتماعية، وضرورة إعداد خطط عمل فعالة تحدد الجهة المسئولة والجهات المنفذة والشريكة والميزانية ومصادر التمويل ومؤشرات الأداء وأطر المتابعة والتقييم.
وتناول الاجتماع أيضًا، محاور الاستراتيجية الوطنية للحرف اليدوية، ومن ذلك رؤيتها المُتمثلة في أن تصبح مصر من أهم مراكز إنتاج وتصدير الصناعات اليدوية على مستوى العالم من خلال بناء سلاسل القيمة التي تتميز بالتنافسية والاستدامة والقدرات الإبداعية العالية المُستمدة من تعدُد الثقافات وعراقة التراث المصري. وتتحقق تلك الرؤية من خلال إرساء بيئة حاضنة قوية ومنظمة تكفل فرص عمل لائقة في سبيل مساهمة أكبر للقطاع في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتواجد أقوى في الأسواق الخارجية، وإعداد سلاسل إمداد محلية متطورة ومستدامة.
وأضاف المستشار محمد الحمصاني أنه بالإضافة إلى ما سبق، تم استعراض أهم أهداف الاستراتيجية التي تنعكس في: زيادة الصادرات إلى 600 مليون دولار في عام 2030، استئثار المنتجات اليدوية بنسبة 70% من السوق المحلية، توفير 120 ألف فرصة عمل جديدة مع الحفاظ على استدامة فرص العمل القائمة، زيادة المشروعات الرسمية بالقطاع بنسبة 10% سنويا، وتطوير 15 تكتلًا حرفيًا طبيعيًا.
ولفت المتحدث الرسمي إلى أن الاستراتيجية تشمل 32 خطة عمل تستهدف اختراق الأسواق وتنمية التكتلات الطبيعية الحرفية وتطوير البيئة التمكينية لقطاع الحرف اليدوية بشتى جوانبها، منوهًا إلى أنه وفقًا لما تم تأكيده خلال الاجتماع، سوف تنعكس هذه الاستراتيجية على مستقبل الحرف اليدوية بدءًا من 2031 وحتى 2035 من حيث زيادة إجمالي الصادرات خلال السنوات الخمس وانخفاض التكاليف الإجمالية.
وأوضح المتحدث الرسمي باسم رئاسة مجلس الوزراء أنه تم استعراض أهم متطلبات تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للحرف اليدوية "2025 – 2030"، والتي تشمل إنشاء "المجلس القومي للحرف اليدوية" لقيادة القطاع، و"مركز تصميم وتصدير الحرف" للدعم الفني واللوجستي، وبعض الإصلاحات القانونية، فضلا عن التنسيق مع الجهات المعنية.
هذا، وتناول الاجتماع كذلك وضع قطاع الحرف اليدوية في مصر، وتحديدًا سلسلة القيمة لقطاع الحرف اليدوية المصرية من حيث المدخلات والإنتاج والتصنيع وقنوات التسويق والبيع وكذا الأسواق، فضلًا عن النقل واللوجستيات، وتدفق الأموال والمعلومات، مع استعراض بعض التحديات في سلسلة القيمة والحلول الممكنة لمعالجتها.
كما تم استعراض أفضل الممارسات الدولية التي تستهدف تنمية قطاع الحرف اليدوية، وأهم عناصر نجاح تلك الممارسات؛ والتي من بينها وجود كيان مؤسسي قوي يقود القطاع، والالتزام بتنفيذ استراتيجيات تنمية متتابعة، ووجود كيانات تسويقية قوية، وتنمية التكتلات الطبيعية والحفاظ على هويتها.