تعرض أهل السودان بسبب كارثة الحرب وافرازاتها لاوضاع مؤلمة قاسية تفطر القلب وتدمي العين وتكسر من عزيمة الشعوب . لكن الشعوب ذات الحضارات الباذخة شواهد وإنجازات باهرة من عهد كوش وبعنخي وترهاقا بممالك المغرة وعلوه والمسبعات والفونج وتقلي والمهدية كامثله إرادتها باقية باستلهام هذا التراث والمنجز الذي تواصل بالاستقلال وثورة اكتوبر وابريل وديسمبر المجهضة لحين .
في مثل هذه الأحداث تمكن السودانيون من مواجهة المواقف الصعبة ونجحوا بفضل توحدهم وتعاضدهم وتراثهم خدمة ومساندة بعضهم من خلال عاداتهم و ثقافتهم المحلية من كشف العرس وكشف البكا و الديوان المفتوح والضرا ورمضان والبرش و التكايا والعون الطبي والإنساني في فترة الحرب القاسية والبطولات والتضحيات من القائمين علي العون والأطباء والكوادر المساعدة والمسعفين والمتطوعين .
استدعاء لكل ما ذكر نحتاج لنفير عام للجميع رجال الأعمال و المغتربين وكافة القادرين واهل المكرمات والخير هيا هبوا.
فقد ورد في الأنباء ان هناك احتمال لعودة كبيرة من أبناء السودان بعضها متوقع ومنها ما يعتبر مفاجئ . طبعا لكل دولة سيادتها وتقديراتها لمصالحها . ومن جانبنا نقدر ونثمن ما وجده أهل السودان من كرم ضيافة وترحاب ومساندة من كافة الدول الشقيقة العربية والافريقية ومن كل أنحاء العالم شرقه وغربه .
لا نقول الا شكرا نثمن مواقفكم ونبدي الامتنان و الشكر علي حسن صنيعكم (من لا يشكر الناس لا يشكر الله) حديث نبوي شريف .
اما نحن علينا الاتحاد والتكاتف تنسيق الجهود الحكومية والشعبية وكافة المنظمات الطوعيه وغيرها لمواجهة التدفق المحتمل للنازحين من دول الجوار . تاريخنا شاهد علي ما حققه التوحد في الممالك والسلطنات والدول السودانيه ولاحقا في حملات لقيط القطن حين شارك الجميع عندما نجح محصول القطن وتعذر لقيطه . ومن الجارة اثيوبيا حين تبرع أهلها مدخراتهم لتشييد سد النهضة . ونحن قادرون علي بناء لا مجرد سد بل بناء السودان ونهضته عن طريق العون الذاتي ولنا تجارب في التعليم في الصحة في خدمات المجتمع .
هيا بني وطني نداء الواجب يناديكم شمروا عن سواعدكم توحدوا جميعا لعون اهلكم ولبناء سودان جديد والجمره بتحرق الواطيها واليد الواحدة ما بتصفق ويد الله مع الجماعة.
modnour67@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
السودان: 70 حالة وفاة جراء الكوليرا في الخرطوم خلال يومين
رام الله - دنيا الوطن
أعلنت السلطات الصحية في السودان أن حصيلة ضحايا الكوليرا في العاصمة الخرطوم بلغت 70 وفاة، في وقت تواجه فيه المدينة تفشياً متسارعاً للوباء وسط تدهور حاد في الخدمات الأساسية.
وسجّلت وزارة الصحة في ولاية الخرطوم، الأربعاء، 942 إصابة جديدة و25 وفاة، بعد تسجيل 1177 إصابة و45 وفاة في اليوم السابق. وأشارت إلى أن 90% من الإصابات الجديدة تم رصدها في الولاية، ما يعكس تصاعداً مقلقاً في وتيرة العدوى.
وتأتي هذه التطورات في ظل أوضاع إنسانية كارثية، حيث أفاد تقرير سابق بأن 51 شخصاً توفوا بالكوليرا خلال الأسابيع الثلاثة الأولى من مايو، في بلد تمزقه الحرب ويعاني من نزوح نحو 70% من السكان، فيما خرجت 90% من محطات ضخ المياه عن الخدمة، بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
ودقت نقابة أطباء السودان ناقوس الخطر، محذرة من أن الأعداد الحقيقية للوفيات قد تكون أعلى بكثير، مرجحة أن تكون هناك مئات الوفيات في العاصمة وحدها. وأشارت النقابة إلى أن مستشفيات الخرطوم تعاني من نقص حاد في المحاليل الوريدية ومصادر المياه النظيفة، فضلاً عن غياب شبه تام لأجهزة التعقيم.
وفي سياق متصل، تسببت ضربات نفذتها قوات الدعم السريع مؤخراً باستخدام طائرات مسيّرة في استهداف ثلاث محطات كهرباء بولاية الخرطوم، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي لعدة أيام، وتأثرت بذلك محطات معالجة المياه، بحسب منظمة "أطباء بلا حدود".
وقال أحد سكان أم درمان، بشير محمد، إن السكان اضطروا إلى جلب المياه مباشرة من نهر النيل، بواسطة عربات تجرها الحمير، في ظل غياب مصادر المياه النظيفة. وأكد طبيب من مستشفى النو أن المياه غير المعالجة تعد سبباً رئيسياً في تفشي المرض.
ورغم أن الكوليرا تُعد مرضاً متوطناً في السودان، إلا أن الحرب المستمرة والانهيار الشامل في القطاع الصحي ساهما في جعل التفشي الحالي أكثر حدة وخطورة. وتنتقل العدوى عادة عن طريق تناول طعام أو ماء ملوث ببكتيريا الكوليرا، وقد تؤدي إلى الوفاة خلال ساعات إذا لم تُعالج.
ومع تزايد أعداد المصابين، أطلق متطوعون نداءات عاجلة للكوادر الطبية ذات الخبرة لدعم الفرق الصحية في المستشفيات. وقال أحدهم إن أعداد المرضى تفوق قدرة المؤسسات الصحية، وإن كثيراً منهم يُعالجون في ممرات المستشفيات نظراً لامتلاء الأسرة.
وقد أجبرت الاشتباكات المسلحة ما يصل إلى 90% من مستشفيات البلاد على الإغلاق المؤقت، وفقاً لنقابة الأطباء. كما ذكرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن 70 إلى 80% من المرافق الصحية في المناطق المتأثرة بالحرب أصبحت خارج الخدمة.
وتستمر الحرب التي دخلت عامها الثالث في التسبب بكارثة إنسانية واسعة النطاق، حيث أودت بحياة عشرات الآلاف وتسببت في نزوح نحو 13 مليون شخص، وسط ما وصفته الأمم المتحدة بأنه "أسوأ أزمة إنسانية قائمة في العالم".
وفي محاولة للحد من انتشار الوباء، أعلن وزير الصحة السوداني عن توزيع جرعات تطعيم ضد الكوليرا في جميع الولايات المعرضة للخطر.