لأول مرة.. توثيق وجود "الكوبرا السوداء الصحراوية" في ظفار
تاريخ النشر: 17th, April 2025 GMT
صلالة- الرؤية
تمكن الفريق البحثي بمشروع مسح الأفاعي في محافظة ظفار من هيئة البيئة وبالتعاون مع جامعة نزوى ومعهد الأحياء التطوري في إسبانيا، من تسجيل أول توثيق لأفعى الصل الأسود (Walterinnesia aegyptia)؛ حيث تم تسجيلها مؤخرا في عدة ولايات في محافظة ظفار مثل: ولاية رخيوت، وسدح، وثمريت.
وبذلك ارتفع عدد أنواع الأفاعي المسجلة رسميا في سلطنة عُمان إلى 22 نوعًا بحسب مصادر بيانات مشروع أطلس الزواحف البرية في سلطنة عُمان؛ مما يدل على صحة النظم البيئية للمنطقة.
ويأتي ذلك استكمالا لنجاحات أعمال فريق مسح الأفاعي في محافظة ظفار التابع لهيئة البيئة، منذ انطلاقها في عام 2023 حتى الآن للخروج بدراسة شاملة لأنواع الثعابين المتواجدة في محافظة ظفار بسلطنة عُمان نسبة للتنوع والبيئات الجغرافية المختلفة للمحافظة (البيئة والجبيلة والساحلية والصحراوية)، بهدف تسجيل وتوثيق أنواع وأعداد الأفاعي وتحديد نطاق انتشارها، ودرجة سميتها، ويعمل الفريق وفق تقنيات علمية دقيقة تعتمد على المسوحات الميدانية (ليلية ونهارية) موزعة خلال مختلف مواسم السنة.
وتتميز أفعى الصل الاسود والمعروفة بـ"الكوبرا السوداء الصحراوية" بأنها أفعى سوداء غليضة يغطيها لونها الأسود اللامع وبطنها الأسود المائل إلى الرمادي، ويترواح متوسط طولها ما بين 100 سنتيمتراً إلى 150 سنتيمتراً. وتُعد من الأفاعي شديدة السمية وتمتلك أنيابًا أمامية ثابتة ولها سُمّ عصبي، وتنتشر كثيرًا في موطنها الأصلي؛ وهو منطقة الشرق الأوسط في : مصر والأردن وفلسطين وسوريا والمملكة العربية السعودية.
ونُشِرت دراسة علمية بيئية بهذا التسجيل في أبريل 2025 في المجلة العلمية الدولية المحكمة (ZOOTAXA) المتخصصة في تصنيف الحيوانات في العالم.
ويُعد هذا التسجيل الأول من نوعه لهذا النوع من الأفاعي على مستوى سلطنة عُمان؛ مما يفتح آفاقًا جديدة لفهم التوزيع الجغرافي والبيئي لهذه الكائنات في المنطقة.
ويُشكل هذا الاكتشاف إضافة علمية وبيئية مهمة لقائمة الزواحف البرية المسجلة في سلطنة عُمان، ويعزز الجهود المستمرة لهيئة البيئة والجهات ذات العلاقة في حماية النظم البيئية والتنوع الأحيائي واستدامتها.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
متحف آثار السلط.. توثيق الحياة اليومية والثقافة المعمارية والاجتماعية
عمّان "العُمانية": يعد "بيت طوقان" تحفة معمارية عثمانية في قلب مدينة السلط الواقعة شمال غرب العاصمة الأردنية عمّان، الذي شُيّد في أوائل القرن العشرين، ثم تحوّل في ثمانينيات القرن الفائت إلى "متحف آثار السلط"، مشكّلاً بذلك أول متحف مخصص لآثار المدينة العريقة ولشواهد من الحضارات القديمة التي مرت عليها عبر العصور.
يتربع المبنى على مساحة كبيرة، فقد كان في البداية مكوّناً من طابق واحد، ثم أضيف إليه طابق علوي استُخدم في تشييده مواد بناء مستوردة من أوروبا، مثل الرخام الإيطالي والزجاج البلجيكي؛ ما منح البناء قوةً وجعله أكثر صموداً في وجه التحديات المناخية والطبوغرافية التي تتميز بها مدينة السلط، بالإضافة إلى ذلك، تنتشر فيه القباب ذات الزخارف الجصّية لتعكس طرازاً معمارياً يجمع سمات البناء الغربي ونظيره الشرقي في آن واحد.
وتُعرَض في المتحف لقى ومقتنيات منذ العصر الحجري النحاسي حتى العصور الإسلامية مروراً بالعصور البرونزية والحديدية والهلنستية والرومانية والبيزنطية، ويزيد عددها على الألف قطعة، من الفخار والزجاج والصوان والمعادن والعظم والخزف والعملات المعدنية والجداريات الفسيفسائية من الكنائس البيزنطية، بالإضافة إلى القلائد والأساور الرومانية والأيوبية والمملوكية.
وفي عام 2006 أنشئ قسم خاص بالمتحف يحتوي على مواد تفاعلية مناسبة للأطفال، مثل الأقراص المدمجة والنشرات التعريفية الإلكترونية التي تسهم في التعريف بمقتنياته ومرافقه.
ويضم الطابق الأول من المتحف قاعات عرض دائمة تسرد تطور المدينة وعلاقاتها مع محيطها الجغرافي، وتستعرض مختلف الحضارات التي مرت بالسلط ومحيطها، بما يمثل جولة بصرية معرفية تضع الزائر في أجواء المعرض والمدينة الأثرية التي أُدرجت في عام 2021 على قائمة التراث العالمي في اليونسكو، لما تحققه من مثالٍ معماري شامل لـ "مدينة تاجر القمح" التقليدية، بمنازلها الحجرية والأزقة الضيقة وسياج التلال الثلاثة.
كما يضم المتحف معرضاً للحياة اليومية والثقافة المعمارية والاجتماعية في السلط، وتتزين الجدران في هذا المعرض بالصور التاريخية للبيوت على الجبال المهيبة للسلط، وتندمج مع الأسواق التي تكلّل منحدرات الجبال، وبذلك تبدو المدينة للزائر كما لو أنها جبال صخرية تنبض بالنور والحياة.
ويحتوي المتحف على أقسام تُعرض فيها القطع الأثرية على تنوعها، من الفخار البسيط الذي وُجد في منطقة تل الغسول ويعود للعصر الحجري النحاسي، وعدد من قطع الخزف التي ترجع للعصر البرونزي، ومن الفترتين البيزنطية والرومانية هناك قطع زجاجية وشمعدانات وقطع من السيراميك والزجاج الكنسي استُخرجت من منطقة جلعد ويعود معظمها للفترة البيزنطية، أما الفخار المعروض والقلائد البرونزية فتُنسَب للفترة الرومانية.
ويضم القسم الخاص بالمسكوكات والنقوش المعدنية أدوات كانت تُستخدم في الحياة اليومية لسكان المنطقة، ومجموعات خزفية من العصرين الأيوبي والمملوكي تُظهر تطور الحرف التقليدية وجماليات التصميم في تلك المرحلة.
وينظّم المتحف فعاليات وبرامج تعليمية تتنوع بين اللقاءات والندوات والدورات التدريبية وتدور في مجملها حول التوعية بأهمية الحفاظ على التراث الإنساني، كما يوفر المتحف مركزاً للبحوث والمعلومات يقوم بدراسة القطع الأثرية وتوثيق التراث الثقافي، بالإضافة إلى خدمات استضافة باحثين وزوار مهتمين بالتاريخ الحضاري في المنطقة.