الجزيرة:
2025-12-13@10:20:56 GMT

شرق وغرب.. الإرث الثقافي لمونديال قطر 2022

تاريخ النشر: 25th, August 2023 GMT

شرق وغرب.. الإرث الثقافي لمونديال قطر 2022

ظل التأثير الثقافي العالمي لفترة طويلة محصورًا بما تقدمه بلدان غربية من قيم ومعايير اجتماعية وفنية وثقافية وعلمية، لكن استضافة دولة قطر لمونديال كأس العالم 2022؛ أثبتت أن الريادة ليست حكرًا على شعوب وثقافات بعينها.

وحاولت الجزيرة نت -بعد قرابة عام من الحدث الرياضي العالمي- تتبع الإرث الثقافي لمونديال الدوحة؛ عبر استطلاع آراء مثقفين عرب وأوروبيين، لاستكشاف تلك التجربة الفريدة من "التثاقف العالمي" في كأس العالم 2022 في دولة قطر.

نافذة ثقافية على العالم

تجاوز مونديال 2022 ملاعب الكرة وساحات الرياضة؛ ففي الوقت الذي كان يقام فيه هذا الاحتفال بحدث رياضي، قدمت مبادرة "قطر تبدع" التي أطلقتها "متاحف قطر" مجموعة واسعة من العروض الثقافية التي "مكّنت قطر من أن تظهر للعالم أنها يمكن أن تكون أيضًا قوة ثقافية"، حسب مديرة مؤسسة البيت العربي في مدريد، إيرين لوثانو دومينغو.

إيرين لوثانو دومينغو ترى أن المعرفة تساعد على التخلص من الصور النمطية والمفاهيم المسبقة (الجزيرة)

وتشير دومينغو، في حديثها للجزيرة نت، إلى أن المعرفة تساعد على التخلص من الصور النمطية والمفاهيم المسبقة، "حيث كان كأس العالم فرصة فريدة لدولة قطر والبلدان الأخرى في المنطقة".

وتضرب دومينغو مثالًا بأن السياح الذين سافروا إلى قطر لغرض حضور مباريات كرة القدم، "أتيحت لهم الفرصة -أيضًا- لاكتساب معرفة مباشرة عن البلد وثقافته وهُويته".

وعن تدفق التأثير المتبادل بين الثقافات، تجيب المفكرة الإسبانية إيريني لوثانو دومينغو، بالقول "إن المشاركة الثقافية بين الشرق والغرب هائلة ولا تنتهي أبدًا"، مؤكدة أن "هذا الاتصال يتدفق بشكل جيد في كلا الاتجاهين، ويثرينا جميعًا".

وترى أن الاهتمام بالثقافة العربية في جميع أنحاء العالم، الذي يتجاوز مجرد الرياضة، بدا كأحد أكثر الجوانب إيجابية، وأضافت "كل خطوة إلى الأمام من حيث التسامح والتعايش وحقوق الإنسان، مهما كانت كبيرة أو صغيرة، هي مدعاة للاحتفال".

الدبلوماسية الثقافية.. طريق جديد للعرب

تركت بطولة كأس العالم في قطر 2022 بصمات إيجابية في العديد من المجالات، ولا سيما على الصعيد الثقافي. وبهذا الصدد يقول حمد بن عبد العزيز الكواري، وزير الدولة القطري ورئيس مكتبة قطر الوطنية، إن المونديال "ساعد على تقديم هويتنا وثقافتنا للعالم من منظورنا، وليس من منظور أولئك الذين ظلّت آفات الفكر الاستعماري معمرة في عقولهم إلى أيامنا".

ويضيف أنه "لا مجال لأحد للادعاء بأن ثقافة واحدة تمتلك الشرط الأساسي لبناء الحضارة الإنسانية". ويؤكد أن استضافة قطر لكأس العالم "كانت فرصة لسريان التأثير الثقافي عكس التيار، من الشرق إلى الغرب، واكتشاف الصورة الحقيقية للإنسان العربي بعيدًا عن الأفكار المسبقة".

حمد بن عبد العزيز الكواري خلال كلمته في ندوة "الإرث الثقافي للمونديال" (وزارة الثقافة القطرية)

وشدد رئيس مكتبة قطر في حديث للجزيرة نت، على أهمية "إحياء أدوار الثقافة بين الشعوب"، معدًّا أن من شأن ذلك "رأب صدوع كثيرة في العلاقات الدولية"، ويتساءل هل من مجيب في وقت تعجز فيه منظمات دولية عن توفير أرضية لخطاب "التنوع الثقافي" والتقارب بين الشعوب؟

ويخلص الدبلوماسي المخضرم إلى أن "ما حدث في المونديال هو أمر جليل، فقد نجح البلد الصغير العربي المسلم في كسب التحدي العالمي". ويوضح أن "المونديال في دولة قطر كان فرصة لترويج ثقافتنا العربية الإسلامية، عبر مُثلها العليا التي سادت العالم لفترة ليست بالقصيرة".

ويختم متسائلًا "هل الثقافة التي ندعو إليها غائبة أو أنها مغيبة في العلاقات بين الأمم؟ وهل حان زمن تصحيح بعض المفاهيم حولها حتى تستعيد الإنسانية وضوح رؤيتها للمرحلة القادمة؟

ويعتقد الوزير الكواري بأن مونديال الدوحة "أسهم بفعالية بتغيير الصورة السلبية الاستشراقية عن العرب، التي اخترعها الغرب لعقود".

عبق الثقافة والتاريخ

كان المكسب الأبرز على المستوى الدولي في مونديال الدوحة 2022م، هو صلة الرحم الإنسانية، ونشر التقاليد العربية، كما يقول عيسى الشيخ حسن، الكاتب والشاعر السوري.

ويضيف عيسى، "في الدوحة سمعتْ الجماهير من مشارب مختلفة صوت الأذان، وتناولوا الطعام العربي، واقتربوا من عالم ظل طويلًا تحت مجهر التهمة، ليكتشفوا زيف الدعايات المغرضة".

ويوضح في حديث للجزيرة نت، "لقد زعزعت بطولة كأس العالم في نسختها العربية، الصورة النمطية التي ترسمها (الميديا) الغربية للعربي".

ومن أبرز الصور المشرقة، حسب عيسى، "أن شاهد المشجع الغربي في العديد من المدن والمناطق في دولة قطر صورة (جديدة عليه) لعرب يدعونهم إلى الطعام، وينقلونهم بسياراتهم، ويحملون أبناءهم الصغار مسافات طويلة. تغيرت الصورة كثيرًا، وهذا ما يجب البناء عليه".

ويتابع عيسى، "كان التجاوب مع التراث العربي من كل لون وقومية كبيرًا، ومن هنا فإن الشعوب سرعان ما تتمازج وتتلاقح ثقافيًا".

ويرى الشاعر السوري أن بطولة كأس العالم التي نظمتها قطر، "تركت صدى واسعًا في جميع أنحاء العالم، من حسن الاستقبال، والاقتراب من الثقافة العربية الإسلامية، بمظاهرها اليومية".

تثاقف الشرق والغرب

بالرغم من التحديات والضغوط التي تعرض لها مونديال قطر، كان لنجاح تنظيم كأس العالم في الدوحة أثر كبير في المستوى الثقافي، كما يفيد الأكاديمي المقيم في موسكو، محمود حمو الحمزة.

ويشير محمود في حديثه للجزيرة نت، إلى أن تجربة المونديال أثبتت "لضيوفها العادات والتقاليد والكرم العربي، فكان هناك ترحيب لافت بهم في أجواء ودية، التي تركت أثرًا كبيرًا في نفوس الضيوف".

الدكتور محمود الحمزة: كان لنجاح تنظيم كأس العالم في الدوحة أثر كبير في المستوى الثقافي (الجزيرة)

ويعتقد أنه رغم الدعايات ومحاولات التشويه، فإن المجتمع القطري والعربي "أثبتا مساهمتهما في إكمال اللوحة الثقافية العالمية، وأن الشعوب العربية والإسلامية لديها حضارة عريقة، وأنها عصرية ومنفتحة على الآخر، وليس لديها تعصب". ويرى محمود أن ذلك "أعطى صورة مشرقة عن الثقافة والهوية العربية والإسلامية".

ويبين بأن تنظيم كأس العالم في دولة قطر "خلق آثارًا إيجابية في نفوس العالم، وأشعرت الدوحة العرب بأنهم قادرون على أن يفعلوا شيئًا، ويكون لهم دور في مسار الحضارة الإنسانية، وأن يقدموا تجربة رائدة في العصر الحديث".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: کأس العالم فی فی دولة قطر للجزیرة نت

إقرأ أيضاً:

الفيفا يطلق بطولة جديدة في مارس المقبل ..وغرب آسيا في طريقها للتأجيل!

عمان: أظهرت إحصائيات بطولة كاس العرب لكرة القدم المقامة حاليا في العاصمة القطرية الدوحة أهمية أحمد الخميسي في توازن المنتخب العُماني دفاعيًا وهجوميًا، ورغم الخروج والوداع إلا أنه حقق أرقامًا مميزة لم يحققها غيره في عملية الافتكاك بدور المجموعات. وتؤكد هذه الإحصائية الشراسة الدفاعية القوية التي تمتع بها أحمد الخميسي الظهير الأيمن لمنتخبنا الوطني، وحقق رقمًا مميزًا كأكثر لاعب افتكاكًا للكرة في دور المجموعات بـ 11 افتكاكًا، من بينها 7 أمام جزر القمر و3 أمام السعودية بجانب افتكاك واحد أمام المغرب.

من جانب آخر يترقب المنتخب الوطني لكرة القدم إقرار إقامة بطولة غرب آسيا المقرر إقامتها في الكويت أو الإمارات خلال شهر مارس المقبل برغم أن مصادر صحفية ذكرت بأن البطولة ربما سوف يتم تأجيلها بسبب عدم تفرغ أكثر من منتخب للمشاركة لكنه لم يصدر حتى الآن بيانا رسميا من اتحاد غرب آسيا الذي يتخذ من العاصمة الأردنية عمان مقرا له. وفي حال إقرار البطولة في موعدها وأن 7 منتخبات من أصل 12 منتخبا لن تشارك بفريقها الأولى وهي الأردن وقطر والسعودية التي تستعد لنهائيات كأس العالم والعراق الذي سيخوض ملحق المونديال وسوريا واليمن ولبنان ستخوض تصفيات كأس آسيا، ‏وتتبقى فقط 5 منتخبات ليس لديها أي استحقاق خارجي هي منتخبنا والإمارات وفلسطين والكويت والبحرين.

سلسلة الفيفا

إلى ذلك أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) إطلاق بطولة دولية جديدة تُقام خلال نافذة مارس الدولية، تحت اسم "سلسلة الفيفا 2026". المبادرة التي تأتي بعد تجربة أولية ناجحة في مارس 2024، تهدف إلى زيادة عدد المباريات الدولية التنافسية، وتعزيز التواصل بين الاتحادات الكروية من مختلف القارات، وتوفير فرص أكبر للفرق التي قلّما تواجه منافسين من خارج مناطقها. وتأتي البطولة ضمن الأهداف الإستراتيجية للفيفا والممتدة إلى 2027، التي تركّز على تعزيز التوازن التنافسي والتطوير التقني عالميا. ولأول مرة في هذا الإطار، ستشمل البطولة منتخبات الرجال والنساء معا، بصيغة موسّعة تعتمد على عدد أكبر من الاتحادات المضيفة والمنتخبات المشاركة.

وتهدف سلسلة الفيفا إلى توفير فرص جديدة للاعبين والمدربين والمشجعين، وتعزيز عالمية كرة القدم من خلال مباريات تنافسية حقيقية وستمنح قيمة إضافية لمنتخبات الرجال والنساء، وتتيح للدول فرصة أكبر للظهور والتألق على الساحة العالمية. ومن المقرر أن تُقام منافسات الرجال في دول متعددة، من بينها أستراليا، وأذربيجان، وإندونيسيا، وكازاخستان، وموريشيوس، وبورتوريكو، وراوندا، وأوزبكستان، مع احتمال إضافة دول جديدة لاحقا. أما منافسات النساء فستنطلق في البرازيل وساحل العاج وتايلند، على أن يتم الإعلان عن تفاصيل إضافية مطلع 2026. والمباريات ودية تحمل طابعا تنافسيا، وهذا يمنح المنتخبات فرصة لخوض تجارب فنية عالية الجودة بدون إضافة ضغط جديد على الجدول الدولي، ويسهم هذا النموذج في تطوير المهارات الفنية عبر مواجهة مدارس كروية متنوعة. وتشمل فوائد البطولة تعزيز الهويات التكتيكية للمنتخبات، وزيادة القيمة التجارية عبر إبراز أسواق جديدة، إضافة إلى خلق مساحة أوسع للتبادل الثقافي بين الدول المشاركة بفضل الرابط المشترك وهو شغف الساحرة المستديرة.

مقالات مشابهة

  • الفيفا يطلق بطولة جديدة في مارس المقبل ..وغرب آسيا في طريقها للتأجيل!
  • في ذكرى ميلاده.. «نجيب محفوظ» رجل صاغ القاهرة من طين الحكايات وصنع للروح العربية مرآتها الحقيقية
  • بنزيما يلمّح لإمكانية العودة إلى منتخب فرنسا في كأس العالم 2026
  • ما الدول التي يفضل «ترامب» استقبال المهاجرين منها؟
  • ألكسو تهنئ قطر والدول العربية لإدراج البشت على قائمة التراث الثقافي غير المادي لليونسكو
  • ترامب يكشف عن الدول التي يفضل استقبال المهاجرين منها
  • خالد حنفي: 500 مليار دولار حجم مشروعات إعادة الإعمار التي تستهدفها مبادرة عربية - يونانية جديدة
  • أمين الجامعة العربية: العالم وشك الانزلاق نحو حرب باردة ثانية
  • خالد أبو بكر: تسجيل الكشري بقائمة التراث الثقافي يعكس مكانة الإرث المصري وتجدده
  • 10 من أصل 16 ملعبًا لمونديال 2026 تقع في مناطق شديدة الحرارة