شيخ الأزهر ورئيسة القومي لحقوق الإنسان يبحثان تعزيز التعاون المشترك
تاريخ النشر: 19th, April 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
استقبل فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بمشيخة الأزهر، وفدًا من المجلس القومى لحقوق الإنسان، برئاسة السفيرة مشيرة خطاب، رئيسة المجلس.
تناول اللقاء بحث سبل تعزيز التعاون المشترك بين الأزهر الشريف والمجلس القومي لحقوق الإنسان، بهدف نشر وترسيخ ثقافة حقوق الإنسان في المجتمع، انطلاقًا من الدور المحوري الذي يلعبه الأزهر كمرجعية دينية وفكرية رائدة.
وخلال اللقاء، قدم فضيلة الإمام الأكبر عرضًا مفصلًا لجهود الأزهر الشريف التاريخية والمعاصرة في مجال حماية حقوق الإنسان والكرامة الإنسانية. وأكد فضيلته أن الأزهر، بمنارته العلمية الشامخة، أسهم عبر تاريخه في صياغة مفاهيم العدل والمساواة المستمدة من الفكر الإسلامي السمح.
وثيقة الأزهر مرجعية فكرية هامةوأشار الإمام الطيب إلى "وثيقة الأزهر لحقوق الإنسان" الصادرة عام 2018، باعتبارها مرجعية فكرية هامة تجمع بين المبادئ الراسخة في الشريعة الإسلامية والمعايير الدولية لحقوق الإنسان.
كما استعرض فضيلته دور التعليم والتربية كأدوات أساسية في نشر ثقافة حقوق الإنسان، لافتًا إلى إدماج هذه المفاهيم بشكل منهجي في مناهج الأزهر التعليمية بكافة مراحلها،
وفي سياق تعزيز الحوار والتعايش، تطرق فضيلته إلى جهود الأزهر الملموسة، ومن أبرزها إنشاء "بيت العائلة المصرية" كنموذج رائد لتعزيز الحوار الإسلامي المسيحي، بالإضافة إلى مشاركات الأزهر الفاعلة في مبادرات عالمية تهدف إلى محاربة خطاب الكراهية والتطرف، مثل مؤتمر "حرية العقيدة وبناء السلام" الذي عقد في عام 2023.
المرأة في الشريعة الإسلاميةوفيما يخص حقوق المرأة، أكد فضيلة الإمام الأكبر أن الشريعة الإسلامية كرمت المرأة ومنحتها حقوقها كاملة وحمتها من كافة أشكال الظلم، مشيرًا إلى المشاريع والمبادرات التي يتبناها الأزهر لدعم تعليم الفتيات وتمكين المرأة وتأهيلها لتولي المناصب القيادية، فضلًا عن إصدار كتيبات توعوية، بالشراكة مع منظمات حقوقية، لمواجهة الممارسات الضارة كالزواج المبكر.
من جانبها، أعربت السفيرة مشيرة خطاب عن بالغ تقديرها للعرض الوافي والشامل الذي قدمه فضيلة الإمام الأكبر، والذي يجسد بوضوح عمق رؤية الأزهر الشريف وجهوده الممتدة في مجال حقوق الإنسان.
وأشادت بالدور الريادي الذي يقوم به الأزهر، تحت قيادة فضيلته، في نشر قيم العدل والمساواة والتسامح، وتعزيز ثقافة حقوق الإنسان انطلاقًا من المبادئ الإسلامية السمحة، مؤكدة أن الأزهر يمثل صوت الحكمة والاعتدال في العالم.
كما أكدت السفيرة خطاب على اعتزازها بالعلاقة الوثيقة والطيبة التي تجمعها بفضيلة الإمام الأكبر، مثنيةً على حكمته العميقة وقيادته الرشيدة لمؤسسة الأزهر العريقة.
وأعربت عن تقديرها الكبير لشخص فضيلته، ورؤيته المستنيرة، ودوره البارز ليس فقط كرمز ديني عالمي، بل كداعم أساسي لقيم الحوار والتفاهم وحقوق الإنسان، معتبرةً إياه شخصية وطنية وعالمية جامعة ومصدر إلهام.
وناقشت السفيرة مشيرة خطاب سبل تفعيل وتعزيز آليات التعاون بين الأزهر الشريف والمجلس القومي لحقوق الإنسان في مجالات التوعية ونشر ثقافة حقوق الإنسان.
وقد رحب فضيلة الإمام الأكبر بمقترحات التعاون، مؤكدا جاهزية الأزهر الشريف التامة والفورية للعمل المشترك مع المجلس القومي لحقوق الإنسان في كل ما من شأنه خدمة قضايا الإنسان وحقوقه.
وفي ختام اللقاء، أشاد وفد المجلس القومي لحقوق الإنسان بالجهود الكبيرة التي يبذلها الأزهر الشريف بقيادة فضيلة الإمام الأكبر في ترسيخ قيم حقوق الإنسان، واقترح الوفد أهمية تعميم النماذج الفكرية الرائدة التي أصدرها الأزهر، مثل "وثيقة الأزهر لحقوق الإنسان"، لتكون مرجعية ملهمة على المستوى الإقليمي.
حضر اللقاء من أعضاء المجلس القومي لحقوق الإنسان الدكتور هاني إبراهيم، القائم بأعمال أمين عام المجلس، عصام شيحة عضو المجلس، الدكتور ولاء جاد الكريم، عبد الجواد أحمد، الدكتور محمد ممدوح عضو المجلس، ومن مشيخة الأزهر الشريف، الدكتور سلامة داوود رئيس جامعة الأزهر، الدكتور محمود صديق نائب رئيس جامعة الأزهر لشؤون الدراسات العليا، الدكتورة نهلة الصعيدي مدير مركز تطوير ودعم الطلاب الوافدين، الشيخ أيمن عبد الغني رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، السفير عبد الرحمن موسى مستشار فضيلة الإمام لشؤون الوافدين والعلاقات الخارجية، الدكتور أحمد بركات مدير المركز الإعلامي بالأزهر الشريف، والدكتور أحمد مصطفى مدير مكتب فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الدكتور محمد ممدوح العائلة المصرية تعزيز التعاون المشترك رئيسة القومي لحقوق الإنسان سبل تعزيز التعاون المشترك شيخ الأزهر الشريف المجلس القومی لحقوق الإنسان فضیلة الإمام الأکبر ثقافة حقوق الإنسان الأزهر الشریف
إقرأ أيضاً:
أمين البحوث الإسلامية: رسالة الأزهر بقيادة الإمام الأكبر قائمة على نَشْر السلام
ألقى الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، كلمةً في المؤتمر العِلمي الذي نظَّمه المركز الثقافي الإسلامي بالعاصمة الإسبانية (مدريد)، تحت عنوان: (دَور المؤسَّسات الدِّينيَّة في صناعة الوعي الفكري الآمن وانعكاسات ذلك على سلامة المجتمعات)، وذلك بمشاركة الدكتور عبَّاس شومان، الأمين العام لهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ونخبة من أساتذة الجامعات الأوروبيَّة.
وخلال كلمته، أكَّد الدكتور محمد الجندي أنَّ رسالة الأزهر الشريف بقيادة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيِّب، شيخ الأزهر، تقوم على الدعوة للسلام، وترسيخ قِيَم الرحمة، ونبذ العنف والكراهية، واحترام إنسانيَّة جميع البشر، مشيرًا إلى أنَّ هذا المؤتمر يمثِّل محطَّةً مهمَّةً لتصحيح المفاهيم المغلوطة حول الإسلام، وإبراز دعوته ودعوة الشرائع السماويَّة للتعايش والسلم العالمي، ورَفْض التطرُّف وإراقة الدماء.
وأوضح الدكتور الجندي أنَّ حِفظ النفْس الإنسانيَّة قيمةٌ ثابتةٌ لا يختلف عليها عاقلان، وأنَّ احترام خصوصيَّة أصحاب الديانات، وحماية حقِّهم في ممارسة شعائرهم- أصلٌ من أصول الاستقرار الإنساني، لافتًا إلى أنَّ الإسلام جاء بمنهج ينسجم مع طبيعة الوجود، ويهذِّب السلوك البشري، ويقود المجتمع نحو الإخاء والتكامل بعيدًا عن صراعات الهيمنة ونزعات التمييز.
وتابع الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة أنَّ القرآن الكريم وضع أُطُرًا واضحةً لإدارة العَلاقات الإنسانيَّة على أساس السلام والمحبَّة، مستشهدًا بنماذج مِنَ الآيات التي تُذكِّر الإنسان بوحدة الأصل البشري، وتوجِّه المسلمين إلى البر والقسط مع مَن لا يحاربونهم في الدِّين، مؤكِّدًا أنَّ جميع الرسالات السماويَّة جاءت لتكرِّم الإنسان أيًّا كان معتقده أو لونه أو عِرقه.
وأردف أنَّ التاريخ الإسلامي زاخر بمواقف عمليَّة رسّخت البرَّ والقسط مع الآخر، وضمنت حماية دُور العبادة، وصون حقوق أهل الذمَّة، مشيرًا إلى نماذج من عهد الخلفاء الراشدين والمعاهدات التي حفظت للناس أرواحهم وأموالهم ومعتقداتهم.
وأشار إلى أنَّ العواصم الإسلاميَّة -عبر العصور- فتحت أبوابها أمام العلماء والمفكِّرين من مختلِف الديانات؛ ما جعل التسامح قوَّةً حضاريَّةً وليس موضع ضعف، وأنَّ مسيرة الأزهر الشريف -عبر تاريخه الطويل- قامت على ترسيخ قِيَم التسامح والتعايش، وأنه جسَّد هذه القِيَم واقعًا معاصرًا بإنشاء (بيت العائلة المصريَّة)، والدعوة إلى (حوار الشرق والغرب)، وصياغة (وثيقة الأخوَّة الإنسانيَّة)، وإطلاق مبادرة (صُنَّاع السلام).
كما أكَّد الدكتور محمد الجندي أنَّ العالَم اليوم يحتاج إلى خطاب حضاري عادل ومتوازن، يفتح أبواب الشراكة بدل الصراع، ويعيد للإنسان مكانته أمام موجات الماديَّة والأنانية، وأنَّ قضايا المجتمعات لا تُحلُّ بالعزل والإقصاء؛ بل بالحوار والاندماج، وأنَّ صون كرامة الإنسان حجر أساس لسلام الأمم.
وشدَّد الدكتور الجندي على أنَّ التطرُّف والعنصريَّة ليستا نتاجًا دِينيًّا بقدْر ما هما أمراض حضاريَّة تغذِّيها المصالح الضيِّقة حين تطغى على القِيَم والأخلاق، موضِّحًا أنَّ بناء قِيَم التسامح يقوم على تشريعات عادلة تحمي الجميع دون تمييز.
وتوقَّف الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة عند تأثير التكنولوجيا في صناعة الوعي العالمي، مؤكِّدًا أنَّ غياب القِيَم يحوِّلها إلى أداة تمزيق، بينما توظيفها عبر معايير أخلاقيَّة يجعلها قادرةً على تعزيز التفاهم والتكامل بين الشعوب.
ودعا الدكتور محمد الجندي في ختام كلمته إلى ضرورة فهم رسالة الإسلام ودعوته لاحترام الآخر، وأهميَّة إنشاء مراكز بحثيَّة عالميَّة لنشر ثقافة السلام والأخوَّة الإنسانيَّة، إضافةً إلى وَضْع منظومة دوليَّة مترابطة لتعزيز التسامح الدِّيني، وتوظيف الآليَّات الإعلاميَّة والدِّعائيَّة كافَّة لتحقيق هذا الهدف.