جوتيريش ينتقد انعدام تعاطف المجتمع الدولى مع الفلسطينيين فى غزة
تاريخ النشر: 25th, July 2025 GMT
انتقد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، اليوم الجمعة، المجتمع الدولي لغضه الطرف عن معاناة الفلسطينيين الذين يتضورون جوعًا في قطاع غزة، واصفًا إياها بـ"أزمة أخلاقية تُشكل تحديًا للضمير العالمي"، حسبما نقلت وكالة فرانس برس.
وقال جوتيريش، في كلمة ألقاها عبر الفيديو أمام الجمعية العامة لمنظمة العفو الدولية: "لا أستطيع تفسير مستوى اللا مبالاة والتراخي الذي نراه لدى الكثيرين في المجتمع الدولي – انعدام التعاطف، وانعدام الحقيقة، وانعدام الإنسانية".
وقد وصلت المجاعة في غزة إلى مستويات غير مسبوقة، وسط تحذيرات متصاعدة من وكالات أممية ومنظمات إغاثية بشأن الانهيار الكامل للنظام الغذائي في القطاع.
وحذرت الأمم المتحدة في وقت سابق اليوم من أن القطاع على وشك النفاد التام من الأغذية العلاجية المتخصصة، التي تُعد ضرورية لإنقاذ أرواح الأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد.
وقال سليم عويس، المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في عمّان، لرويترز، إن "مخزون الأغذية العلاجية الجاهزة للاستخدام، وهو علاج بالغ الأهمية، سينفد بحلول منتصف أغسطس إذا استمر الوضع على ما هو عليه".
في السياق نفسه، أفادت منظمة أطباء بلا حدود، اليوم الجمعة، بأن ربع الأطفال دون سن الخامسة والنساء الحوامل أو المرضعات، الذين جرى فحصهم في عياداتها بغزة الأسبوع الماضي يعانون سوء تغذية، مشيرة إلى أن "سياسة التجويع" التي تمارسها إسرائيل تتحمل مسؤولية هذا التدهور.
وقالت المنظمة، حسبما نقلت وكالة فرانس برس، إن "معدلات سوء التغذية الحاد لدى الأطفال دون سن الخامسة قد تضاعفت ثلاث مرات خلال الأسبوعين الأخيرين فقط".
في المقابل، أفادت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، نقلًا عن مسئول عسكري، بأن إسرائيل ستسمح للدول الأجنبية بإسقاط مساعدات إنسانية بالمظلات فوق غزة ابتداءً من اليوم الجمعة، في خطوة وصفتها وكالة رويترز بأنها تأتي تحت ضغط الانتقادات الدولية المتصاعدة.
ضحايا جمع المساعدات والعدوان الإسرائيلي
من جهتها، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أنها سجلت، خلال اليوم، تسع أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أن عدد ضحايا العمليات العسكرية الإسرائيلية بلغ حتى الآن 59،676 شهيدًا، بحسب آخر تحديث صادر عنها.
وأوضحت الوزارة، في تقريرها اليومي، أن 89 شخصًا استشهدوا خلال الـ24 ساعة الماضية فقط، فيما أُصيب 467 آخرون، في وقت لا تزال فيه فرق الطوارئ عاجزة عن الوصول إلى جثث الضحايا المحاصرين تحت الأنقاض أو المتروكين في الشوارع نتيجة القصف.
وأشارت الوزارة إلى أنه منذ 18 مارس 2025، بلغ عدد الشهداء 8.527، وعدد الجرحى 31.924.
كما أكدت الوزارة أن من بين الضحايا عددًا متزايدًا من الفلسطينيين الذين كانوا يحاولون جمع المساعدات الإنسانية من الشوارع. وخلال اليوم الماضي وحده، تم تسجيل 9 وفيات وأكثر من 45 إصابة، ليرتفع إجمالي عدد الضحايا أثناء محاولة جمع المساعدات إلى 1.092 شهيدًا وأكثر من 7.320 مصاب، منذ بداية الأزمة.
المصدر: قناة اليمن اليوم
إقرأ أيضاً:
السودان.. كارثة إنسانية في الفاشر وانعدام شبه كامل للمواد الغذائية الأساسية
تشهد مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور في السودان، كارثة إنسانية غير مسبوقة مع انعدام شبه كامل للمواد الغذائية الأساسية، حيث تحولت السلع الضرورية إلى أمنيات بعيدة المنال للمواطنين في ظل أوضاع مأساوية، بحسب تقارير ميدانية صادرة من المدينة ومن معسكر “أبو شوك”.
وأكد مجلس تنسيق غرف طوارئ شمال دارفور في بيان أن مستويات انعدام الأمن الغذائي داخل الفاشر وصلت إلى 88%، ما يعني انعدام شبه كامل للمواد الغذائية، موضحًا أن الأزمة تجاوزت مرحلة التحذير لتصبح مأساة إنسانية حقيقية.
وأشار البيان إلى أن الأطفال والنساء، كأكثر الفئات ضعفًا، يعانون من جوع مروع وسوء تغذية حاد، مع انتشار مشاهد الهزال في المخيمات والمجتمعات المضيفة، مبدياً أسفه لمشاهدة حالات وفاة ناجمة عن الجوع وسوء التغذية.
وفي معسكر “أبو شوك” بمدينة الفاشر، أعلنت غرفة الطوارئ انعدام الخدمات الأساسية، خاصة المواد الغذائية، وغياب خدمات الصحة، مع ارتفاع سعر شوال الدخن إلى 4 ملايين و300 ألف جنيه دون توافره في الأسواق.
وأوضحت الغرفة أن “الموت البطيء” يهدد حياة المدنيين العزل في شمال دارفور ومعسكر أبوشوك، مع تفاقم حالات سوء التغذية وزيادتها بشكل كبير، وصعوبة الحصول على المياه نتيجة انعدام وقود تشغيل الآبار، وسط أوضاع اقتصادية متدهورة.
وأشارت إلى أن متوسط الوفيات بسبب الجوع يبلغ أربعة أشخاص أسبوعيًا في المخيم، بالإضافة إلى حالات الوفاة الناتجة عن الأمراض.
تأتي هذه الأزمة الإنسانية وسط استمرار الحرب في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، والتي دخلت عامها الثالث مخلفة دماراً شاملاً وأزمة نزوح هي الأكبر في العالم، حيث نزح أكثر من 14.3 مليون شخص، أي ما يعادل ثلث سكان البلاد.
وأدت الحرب إلى تفاقم الأوضاع المعيشية وندرة الخدمات الأساسية، لا سيما الغذاء والمواد الطبية، مما يعمّق معاناة المدنيين في مناطق متفرقة من السودان.
رغم الحرب والأوضاع الصعبة.. أكثر من مليون نازح سوداني يعودون إلى مناطقهم الأصلية
أعلنت الأمم المتحدة، اليوم الجمعة، أن أكثر من 1.3 مليون سوداني، بينهم مليون نازح داخليًا، عادوا إلى مناطقهم الأصلية خلال الأشهر الماضية، على الرغم من الظروف الإنسانية القاسية التي تشهدها البلاد نتيجة النزاع المسلح المستمر منذ أبريل 2023.
جاء ذلك في بيان مشترك صادر عن مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، والمنظمة الدولية للهجرة، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، نُقل عنهم أن موجات العودة بدأت بالتزايد تدريجيًا، رغم أن الأوضاع في السودان ما زالت تُعد من بين “الأكثر تدميرًا في العالم”، بحسب توصيف الأمم المتحدة.
وقال مامادو ديان بالدي، المنسق الإقليمي للأزمة في السودان، إن “أعدادًا متزايدة من النازحين قرروا العودة إلى ديارهم”، مشيرًا إلى أن “مليون نازح داخليًا عادوا بالفعل في الأشهر الأخيرة”. من جانبه، أوضح عثمان البلبيسي، المدير الإقليمي للمنظمة الدولية للهجرة، أن “أكبر موجات العودة بدأت مطلع 2025، وتواصلت باتجاه العاصمة الخرطوم منذ مارس الماضي”.
ووفق المفوضية، فإن ما لا يقل عن 320 ألف شخص عادوا إلى مناطقهم الأصلية منذ يناير فقط، ضمن حركة عودة جماعية بدأت أواخر عام 2024.
رغم ذلك، حذّرت الأمم المتحدة من أن العديد من المناطق التي عاد إليها النازحون لا تزال “محفوفة بالمخاطر”، إذ يفتقر العائدون إلى الممتلكات، ويواجهون تحديات تتعلق بفقدان الوثائق المدنية، وانتشار الذخائر غير المنفجرة، إلى جانب مخاطر العنف الجنسي وانعدام الخدمات الأساسية.
كما أشار البيان إلى أن ولايات الخرطوم وسنار والجزيرة تعاني من تدمير شبه كامل للبنية التحتية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس، التي تحوّل بعضها إلى ملاجئ جماعية.
وفي ظل هذه الأوضاع، توقعت الأمم المتحدة عودة نحو 2.1 مليون شخص إلى الخرطوم بحلول نهاية عام 2025، لكنها شددت على أن هذا الرقم يعتمد على تحسن الأوضاع الأمنية واستعادة الخدمات الحيوية.
ودعت الوكالات الأممية إلى تعزيز التمويل الإنساني بشكل عاجل، مع استمرار وجود نحو 10 ملايين نازح داخل السودان، بينهم 7.7 مليون شخص نزحوا بسبب الحرب الحالية.
آخر تحديث: 26 يوليو 2025 - 14:20