موقع النيلين:
2025-08-02@20:09:36 GMT

الخارجية: محرقة الوزراء لماذا؟

تاريخ النشر: 19th, April 2025 GMT

أحدث القرار الذي أصدره رئيس مجلس السيادة الإنتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان أمس (الخميس) بشأن إعفاء وزير الخارجية علي يوسف ضجة كبيرة في كافة الوسائل الإعلامية ووسائط التواصل الإجتماعي ووسط المراقبين والإعلاميين ما بين مؤيد ومنتقد للقرار، اذ ان الرجل لم يكمل 6 أشهر في منصبه، في وقت توقع البعض عند تعيينه ان يحدث تحولا كبيرا في إدارة ملف الخارجية.

ردود فعل واسعة
كما أثار القرار ردود فعل واسعة نسبة لإعفاء 3 وزراء خارجية خلال عام واحد، مما فتح باب الأسئلة حول الأزمة، خاصة وان الخارجية تعد من أهم الوزارات لإختصاصها بإدارة ملف العلاقات الخارجية في هذا الظرف الدقيق الذي تمر به البلاد، وتساءل البعض هل تكمن المشكلة في أداء الوزراء؟ ام في العلاقة بين الوزراء ومجلس السيادة؟، ام في الظروف المحيطة بالدولة والعلاقات الخارجية التي تعبث فيها الإمارات وتوفر الدعم العسكري والغطاء السياسي والدبلوماسي لمليشيا الدعم السريع في هذه المرحلة المهمة .

معايير دقيقة
من الواضح ان اختيار السفير علي يوسف وزيرا للخارجية حينها قد تم وفق معايير دقيقة في ظل منافسة مفتوحة مع آخرين مرشحين للمنصب، آخذين في الإعتبار تجربة الوزير الأسبق السفير حسين عوض الذي قضى جل فترة تكليفه مشاركا في مهام ومؤتمرات خارجية، أكثر من تواجده في بورتسودان، ولكن اتسمت فترة عمله بتنسيق أكبر مع القيادة المشرفة عن عمل الوزارة، على عكس الوزير الأسبق السفير علي الصادق الذي شهدت أيضا فترته شد وجذب مع هذه القيادة المذكورة مما عجل باقالته، رغم تنسيقه الدائم مع قيادة الدولة.

كثرة اللقاءات
فيما جاء السفير علي يوسف الى المنصب بخبرة طويلة في العمل الدبلوماسي، خاصة وأنه ظل بطلا لقصة إستخراج البترول مع الشركة الوطنية الصينية للنفط (سي أن بي سي)، وكذلك فترة عمله مندوبا سفيرا للسودان في بروكسل ولدى الإتحاد الأوروبي، لكن أخذ عليه كثرة اللقاءات والتصريحات الإعلامية منذ تعيينه وقبل وصوله بورتسودان، وتوتر العلاقات بينه وبين رئاسة الجهاز التنفيذي لمجلس الوزراء، وكان علي يوسف ينطلق من مبدأ أساسي وهو انه المنفذ الأول للسياسة الخارجية الذي يجب ان يكون لديه ارتباط دائم مع قيادة البلاد، ولكنه تفاجأ بتعدد مصادر اتخاذ القرار، كما انه لم يستطع ان يتنازل عن استقلاليته المهنية والشخصية المعروفة عنه واعتداده بتاريخه المهني والدبلوماسي، واصطدم منذ بداية تعيينه بمراكز اتخاذ القرار خاصة قرار مجلس السيادة بعودة بعض السفراء في الخارج دون مشاورته.

فك الإختناق
يتفق الجميع على ان السفير علي يوسف استطاع منذ فترة وجيزة ان يعيد الحيوية والثقة في الجهاز الدبلوماسي والإداري لوزارة الخارجية، حيث نظم جلسات مفتوحة للاستماع لقضايا وهموم العاملين ونجح في فك الإختناق الوظيفي وأحداث ترقيات ظلت مجمدة لمدة 10 سنوات دون أي أسباب منطقية، كما عمل على تفعيل أداء السفارات في الخارج وملء الشواغر والفراغات في الهيكل الدبلوماسي، وتوفير بعض الموارد المالية لعمل الوزارة بما في ذلك توسيع هيكل العاملين ببورتسودان، حيث خلق وظائف لجميع الإدارات العامة، كما وفر مبنى جديد لوزارة الخارجية في بورتسودان يستوعب العمل المؤقت للوزارة، وباجماع العاملين في الوزارة انه خلق نوعا من الرضى الوظيفي لاصراره على العمل المؤسسي والعودة الى نظام الأسبقية المعروف في وزارة الخارجية، هذا من ناحية الشكل الإداري.

اما من ناحية الأداء الدبلوماسي فقد شارك في مؤتمرات مهمة وقام بزيارات نوعية خاصة الى موسكو وطهران، تأكيدا لإحياء صداقات السودان القديمة، كما عمل على احياء العلاقات مع الصين وكان من المخطط ان تعود علاقات التعاون والإقتصادي مع الصين الى معدلاتها السابقة.

رأب الصدع
كما قام بمحاولات جريئة لرأب الصدع مع كينيا واثيوبيا وتشاد وأجرى محادثات مع رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي السابق موسى فكي والإتفاق على خارطة طريق لإعادة عضوية السودان الى الاتحاد الافريقي، كما عمل مع قيادة الدولة لترجيح إيجابيات تفعيل عضوية السودان في ايقاد، كما قام بمشاركة نوعية بعد انقطاع دام سنوات في مؤتمر ميونخ للأمن وكذلك مؤتمر انطاليا الأسبوع الماضي، حيث التقى بعدد كبير من وزراء الدول الأخرى، كما شارك في ندوات ونشاطات جانبية أخرى اثناء انعقاد هذين المؤتمرين.

لكن يعد النجاح الأكبر للسفير علي يوسف هو تعميق العلاقات مع مصر من خلال تبادل الزيارات الكثيرة بين وزيري خارجية البلدين وتفعيل آليات العمل الثنائي، إضافة للعلاقة القوية مع الجامعة العربية.

خلاف الأولويات
رغم هذه الإنجازات الإدارية والدبلوماسية المشهودة الا ان الخلاف حول أساليب واولويات العمل بين السفير علي يوسف والقيادة التنفيذية في الدولة قد شهدت تنازعا واختلافات في وجهات النظر خاصة في ملف ترشيح السفراء للمحطات الخارجية، كما أخذ عليه كثرة الظهور الإعلامي والتصريحات، مما خصم من رصيد إنجازاته الدبلوماسية، لكن باتفاق الجميع ان إنجازاته ترجح سوء تقديره في اجراء اللقاءات الإعلامية والتعبير عن وجهة النظر الرسمية.

ثم ماذا بعد؟
يتساءل المراقبون ثم ماذا بعد اقالة السفير علي يوسف؟ وهل يعتبر منصب وزير الخارجية محرقة لكبار السفراء في وزارة الخارجية؟.

في هذا السياق رشحت انباء عن ترشيحات لمن يخلف السفير علي يوسف.
ومع انشغال وسائط التواصل الإجتماعي بترشيح السفير عمر الصديق سفير السودان في الصين الآن، الا ان مصادر أخرى ترجح ترشيح وكيل الخارجية السفير حسين الأمين الذي توطدت علاقته مع قيادة الدولة خاصة وانه فرانكفوني مطبوع يتحدث اللغة الفرنسية بطلاقة وغير محسوب على أي تيار سياسي.

ويطل من الخلف في قائمة الترشيحات سفير السودان في الرياض السفير دفع الله الحاج علي الذي اثبت كفاءة وجرأة في قيادة السفينة الدبلوماسية عندما كان مبعوثا خاصا لرئيس مجلس السيادة في أول مراحل الحرب، وهو يحظى بثقة وتقدير القيادة.

وبغض النظر عن من يخلف السفير علي يوسف لكن يجمع المراقبون على أهمية المحافظة على سياسة الإصلاح المؤسسي التي حققها علي يوسف مع ازدياد التوقعات ان الوزير الجديد مهما زادت كفاءته فانه سيكون عرضه لتقاطعات لنيران الصديقة من كل الاتجاهات مع تعدد مراكز القرار في السياسة الخارجية، وان يقدم تنازلات في قضايا استقلاله المهني وان يعمل بتناغم مع مجلس الوزراء ومجلس السيادة في ما تقرره الدولة من سياسات حتى يستطيع ان يخدم المصلحة العليا للبلاد عبر العمل الدبلوماسي.

تقرير: أميرة الجعلي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: السفیر علی یوسف مجلس السیادة مع قیادة

إقرأ أيضاً:

المجالي يكتب : من هو معالي ابو الحسن يوسف العيسوي

صراحة نيوز-الكاتب : العميد المتقاعد هاشم المجالي 

في إحدى الجلسات والمناسبات العامة التي كان فيها أحد الوزراء العاملين ونائب في البرلمان ، وكان الحديث عن معاناتهما من كثر الاتصالات والمراجعين ووكثرة الدعوات للمناسبات وأنهم وصلوا إلى مراحل العجز والتعب من التواصل والقيام بالواجبات . أو استقبال الناس وسماع وحل مشاكلهم ..
عندها وقفت وتحدثت إليهم أمام الكل وقلت لهما :
هناك : شخص بسم الله و تبارك الله عليه
اولا ..عمره اكبر من عمركما الأثنان ومدة خدمته في الدولة تجاوزت أل 67 عام ولكنه يقوم بأعمال شاب عمره بالعشرينات واللهم لا حسد وبسم الله تبارك الله عليه .
وثانيا: يستقبل وفود وزيارات من جميع أنحاء المملكة ولا ينزعج أو يتعب .
ثالثا : يستقبلك بابتسامة ويسمعك لآخر كلامك ويجري اتصالات فورية لقضاء حاجتك .
رابعا : يتواصل مع جميع مناسبات الوطن ويقوم بواجب العزاء والأفراح والمناسبات الاجتماعية .
خامسا : قمة بالتواضع والأدب والأخلاق ولا يشعرك وانت داخل عنده إلا انك في بيتك وأنه هو الضيف عليك .
سادسا : يشرف على مبادرات جلالة سيدنا ويتابع كل صغيرة وكبيرة من لحظة البداية إلى النهاية ولا يقول عن نفسه انه هو المتابع أو التعبان
سابعا : ،يستقبلك عند باب المكتب ويجلس معك على طقم الضيوف ولا يقطع حديثك حتى تنهيه ،ويوثق ويسجل ولا ينهي اللقاء إلا بعد أن تستأذن منه الخروج ويخرج معك إلى خارج المكتب والى باب السيارة.
ثامنا : يتابع برنامجه الرياضي بعد صلاة الفجر ولا يستريح أو ينام إلا بعد ساعة أو ساعتان من أداء صلاة العشاء.
تاسعا : ابوابا كانت مغلقة قبل توليه منصب رئاسة الديوان ولكنه فتح الأبواب لكل مواطن الأردني بغض النظر عن دينه وجنسه وموقعه وعشيرته .
عاشرا : ,عندما تجلس معه تشعر من عينية وابتساماته وممازحاته انك جالس مع والدك أو اخوك الأكبر .

هذا هو معالي رفيق العسكر الأخ الكبير والوالد يوسف العيسوي ابو الحسن
فمن انتم أمام هذا الجبل الذي رسخ جذوره في قلوب الاردنيين لتتشكونوا وتعلنوا عجزكم عن القيام بأعمالكم .

نسأل الله تعالى أن يحفظ سيدنا جلالة الملك وولي عهده الأمين على حسن اختيارهما لهذه القامة الأردنية الوطنية بإمتياز .

مقالات مشابهة

  • المجالي يكتب : من هو معالي ابو الحسن يوسف العيسوي
  • السفير التركي بالقاهرة: مصر استقبلت 100 ألف شخص من غزة وتقدم لهم كل التسهيلات
  • السفير الأمريكي يحذف منشورا زعم فيه أن سكان غزة يحبون ترامب
  • السفير دبور قدّم التهاني لهيكل بعيد الجيش
  • وزارة الخارجية السورية: الوفد التقني للوزارة الذي يزور ليبيا الشقيقة بهدف تسوية الأوضاع القانونية للمواطنين السوريين، يعلن عن قيامه بتقديم مجموعة من الخدمات القنصلية العاجلة للأخوة المواطنين تسييراً لأوضاعهم وذلك ريثما يتم افتتاح سفارة الجمهورية العربية ا
  • الخارجية الفلسطينية ترحب بإعلان البرتغال نيتها الاعتراف بدولة فلسطين
  • بهاء الحريري من مقر السفير التركي: تعاون مشترك من أجل لبنان
  • الراعي استقبل السفير العراقي وشمس الدين
  • السفير عدوي: ماقدمته مصر للسودانيين لم يقدمه أحد ولن يقدمه غيرها
  • تعاون سعودي- فلسطيني في المناهج والاتصالات والتنمية «البشرية».. وزير الخارجية ورئيس الوزراء الفلسطيني يستعرضان العلاقات الثنائية