في إطار حرص جامعة جنوب الوادي على دعم الطلاب المتميزين وتشجيعهم على الإبداع، وبتوجيهات الدكتور أحمد عكاوي عبد العزيز، رئيس الجامعة، كرم الدكتور عبد الباري سليمان، عميد كلية الحقوق بقنا، الطالبة مها عبد الظاهر أبو نبوت، بالفرقة الرابعة بكلية الحقوق، وذلك لمشاركتها المتميزة في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025 بروايتها "أرض البليوم المجهولة.

"

جاء هذا التكريم تقديراً لجهود الطالبة ومساهمتها الأدبية المتميزة التي تعكس وعيًا فكريًا وثقافيًا، وضمن استراتيجية الجامعة الهادفة إلى اكتشاف ورعاية المواهب الطلابية في مختلف المجالات، لتكون قدوة تحتذى بين زملائها الطلاب.

وخلال مراسم التكريم، قامت الطالبة بإهداء نسخ من روايتها، الأولى إلى عميد الكلية الدكتور عبد الباري سليمان، والثانية إلى الدكتور أحمد زكير، الأستاذ بكلية الحقوق والثالثة للدكتور عبد الله جاد الرب، المدرس بالكلية الحقوق، والرابعة للدكتور منتصر الهمامى، المدرس بالكلية، تعبيرًا منها عن شكرها وتقديرها لدور الكلية وأساتذتها في دعمها وتشجيعها.

وأكد الدكتور عبد الباري سليمان أن الكلية تفتخر بطلابها المبدعين، وتحرص على دعمهم في مختلف المجالات، موضحًا أن مثل هذه الإنجازات تمثل نموذجًا مشرفًا يجب أن يُسلط عليه الضوء، ويُحتذى به في مسيرة الطلاب الجامعية.

وعن روايتها، أوضحت الطالبة مها عبد الظاهر أن "أرض البليوم المجهولة" هي رواية فانتازيا مستلهمة من الواقع، تعكس ما شهده العالم من حروب وصراعات عبر العصور، كما تأثرت بشكل خاص بالأحداث التي يمر بها الوطن العربي، لا سيما القضية الفلسطينية، وأضافت أن عنوان الرواية يحمل دلالة رمزية، حيث تعني كلمة "البليوم" باللغة اللاتينية "الحرب"، ليكون العنوان بمثابة "أرض الحرب المجهولة."

وتدور أحداث الرواية حول صراع بين الخير والشر للسيطرة على كتاب سحري يمنح قوة خارقة لصاحبه، ويخوض أبطال الرواية، ومنهم جايل قائد الجيش، وفين العالِم، وسرينا الطبيبة، وإلدور المعلم الحكيم، وإليارا البطلة، معارك شرسة ضد قوى الظلام بقيادة "ماسِن"، وهو سيد الظلام الغامض، وتظهر الرواية مزيجًا من الشخصيات من الماضي والمستقبل، مع إدخال عناصر من السحر والكائنات الخيالية مثل "الأراكنيس" التي تمثل الشر، وكائنات أخرى صالحة تساعد الأبطال في رحلتهم.

وأكدت الطالبة مها عبد الظاهر أبو نبوت أن الكتاب السحري في الرواية هو رمز للعلم والمعرفة، مشيرة إلى أن رسالتها الأساسية التي أرادت إيصالها تتمثل في أن "القراءة هي السحر الحقيقي"، وأن الأمم لا تنهض إلا بالعلم.

كما تضمنت الرواية عددًا من الاقتباسات الأدبية التي تعكس الطابع الإنساني والرمزي للعمل، منها:

"بينما كانت النجوم تلمع فوق سماء أرض البليوم، عرفوا أن لكل نجم قصة، ولكل بطل مصير ينتظر أن يُكتب."

"كل معركة نخوضها تترك أثرًا، لكن الأثر الأكبر هو ما نصنعه من جديد بعد أن يتلاشى الغبار وتشرق الشمس من جديد."

"عندما نظرت إليها تحت ضوء القمر، لم يكن العالم بحاجة إلى سحر آخر. كان يكفي وجودها بجانبي ليجعل كل شيء مضيئاً ومليئاً بالحياة."

."في قلب الظلام، كانت هناك لمسة من النور، تذكرنا بأن الأمل لا يموت"

وقد أعربت الطالبة مها أبو نبوت عن سعادتها بهذا التكريم، معتبرة أن الجامعة بيئة خصبة للإبداع.

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

في مرايا الشعر.. جديد هيئة الكتاب للشاعر جمال القصاص

أصدرت الهيئة المصرية العامة للكتاب إصدارًا جديدًا يحمل عنوان «في مرايا الشعر» للشاعر والناقد جمال القصاص، وهو عمل يقدّم رؤية متفردة لعلاقة الشاعر بالكتابة، وللجدل الداخلي الذي يصاحب فعل الإبداع منذ لحظة تشكّل الفكرة حتى اكتمال النص، يأتي الكتاب بمثابة شهادة شخصية وفكرية تعكس تجربة القصاص الممتدة مع الشعر، وقراءاته النقدية التي راكمها عبر سنوات طويلة من التأمل والمتابعة.

في مقدمة الكتاب، يكشف القصاص عن حالة الانفعال التي تلازمه أثناء الكتابة، تلك التي تجمع بين الفرح والغضب والحيرة، وتضعه أحيانًا في «ورطة» شعرية تكاد تبتلعه، يصف اللحظة الإبداعية وكأنها فخ يتربص بالشاعر، يجعله بين دورين متناقضين: الذئب الذي يقتنص فريسته، والفريسة التي تهرب من مصيرها، هذا التوتر الخلّاق بين اللذة والمأزق يشكّل أساس رؤية القصاص للكتابة، فهو يرى أن النجاة من مأزق نص لا تكون إلا بمأزق جديد يخلقه الشاعر بإرادته ودهشته، تمامًا كطفل يراقب ولادة لحظته الشعرية على الصفحة.

ويؤكد القصاص رفضه للوصفات الجاهزة ونماذج الكتابة المكررة، مفضّلًا أن يترك نافذة النص مفتوحة دائمًا، لاستقبال ومضة أو خاطر أو إشارة لم يبح بها بعد، فالكتابة، في نظره، فعلُ اكتشاف دائم لا يتوقف عند حدّ، وبحث مستمر عن ما لم يُقل، وعن الدهشة التي تختبئ في مفارقة ساخرة أو طرقة درامية أو سؤال مشحون بالوجود وأزماته.

ويذهب القصاص في صفحات كتابه إلى جوهر العلاقة بين الوعي والفكرة الشعرية، معتبرًا أن الوعي وحده لا يصنع شعرًا، وأن الإلهام الحقيقي يحتاج إلى قدرة على نسيان الفكرة بقدر القدرة على التقاطها، فهو يعيش الشعر كطقس داخلي، وكتمرين يومي على الحرية، يكتب من أجل أن يحب نفسه أكثر، ويلتصق بجوهره الإنساني عبر لحظات تضج بالنشوة، حتى لو كانت من مشهد رتيب أو حكاية معادة.

يمتد الكتاب ليضم مجموعة من قراءات القصاص النقدية لتجارب شعرية عربية، وهي نصوص كتبها عبر سنوات بدافع الفرح بالشعر ذاته، وبما يقدمه الشعراء والشاعرات من مغامرات جمالية، يقول إن خبرته كشاعر كانت البوصلة الأولى التي توجه نظرته النقدية، إذ تجمع بين عين القارئ الشغوف وحساسية المبدع الممسوس بالتجربة.

ويرصد الكتاب تحولات الشعر العربي منذ الستينيات، وهي المرحلة التي شهدت ـ بحسب القصاص ـ بدايات التمرد على الأشكال القديمة، ومحاولات التجديد في الإيقاع والرؤية واللغة، وعلى الرغم من هذا الحراك، يرى أن الشعر العربي ظل مرتبطًا لفترة طويلة بإطار البلاغة التقليدية، وبموضوعات سياسية واجتماعية تشكّل مركز النص وتطغى على الشكل الجمالي.

كما يتوقف القصاص عند المأزق النقدي الذي يواجه الشعر العربي المعاصر، والمتمثل في اعتماد كثير من تجارب الحداثة على المنجز الغربي في النظر والتطبيق. وبرغم أهمية هذا المنجز في التاريخ الإنساني، يرى القصاص أنه لم يستطع تجاوز رؤيته العقلانية للشعر، في حين أن الشعر ـ في جوهره ـ ليس نتاجًا عقليًا صرفًا، بل هو ابنة الروح وومضتها المفاجِئة، تلك التي تفلت من قبضة المنطق والأطر الجاهزة.

ويخلص القصاص إلى أن الحداثة الشعرية ليست قالبًا خارجيًا، بل هي قيمة داخلية في الإنسان، تحتاج فقط إلى من يوقظها من أسر العادة وما تراكم حولها من قيود، فالشعر، كما يراه، يمنحنا إحساسًا بالحرية، ويعيد تشكيل علاقتنا بالعالم من جديد، عبر حساسية لا تستسلم للسائد ولا للمألوف.

وفي ختام الكتاب، يقدم القصاص اعترافًا إنسانيًا مؤثرًا، إذ يقول إنه لا يدّعي الصواب في ما يكتب، بل ما زال يبحث عنه في رحلته الطويلة مع الشعر، مؤمنًا بأن الخطأ ليس سوى صواب مؤجل لم يحن أوانه، ويوجه تحية لكل الشعراء الذين أسهموا ـ عبر تجاربهم وأعمالهم ـ في توسيع مساحة الضوء والمحبة في حياته الشعرية.

بهذا الإصدار، تضيف الهيئة العامة للكتاب عملًا مهمًا إلى المكتبة النقدية العربية، يجمع بين حرارة التجربة وعمق التأمل، ويقدّم رؤية شاعر خبر دروب القصيدة ووقف طويلًا أمام مراياها المتعددة.

طباعة شارك الهيئة المصرية العامة للكتاب في مرايا الشعر الناقد جمال القصاص علاقة الشاعر بالكتابة اللذة والمأزق

مقالات مشابهة

  • جلال برجس: الرواية الحقيقية تذهب إلى العتمة لتضيئها ولا تمتدح البهجة أو الفرح الزائف
  • في مرايا الشعر.. جديد هيئة الكتاب للشاعر جمال القصاص
  • حملات تموينية مكثفة تضبط كميات ضخمة من الوقود والسلع الغذائية المجهولة بالشرقية
  • المطيعي بمعرض الكتاب .."حُجّة الله على خليقته" بيان كلام الله من البشر
  • طالبة بالابتدائي تُهدي «ميجوس» لمدير تعليم القليوبية… موهبة صغيرة برسالة إنسانية كبيرة
  • الجامع الأزهر يعقد ملتقى القراءات للختمة المرتلة برواية الإمام قالون
  • صحيفة: الرواية الإسرائيلية حول مقتل زعيم "القوات الشعبية" تثير تساؤلات
  • ماهر مهران: «أزهار السنط» الفائزة بجائزة الرواية العربية: كتبتُها لتذكّر القارئ بأن الإرادة تنتصر دائمًا| خاص
  • عودة طالبة اختفت بالقاهرة بعد عملها فى محل ملابس بالغربية
  • االنتخابات برواية اخرى