حذّرت مجلة "ذا كونفرزيشن" الأمريكية من أن السياسات التي يتبعها الرئيس دونالد ترامب، منذ عودته إلى الحكم، قد تُعيد العالم إلى أجواء سباق تسلح نووي، في انحراف خطير عن نهج رؤساء الولايات المتحدة السابقين، الذين التزموا منذ عهد هاري ترومان بالسعي للحد من انتشار الأسلحة النووية.

وتشير المجلة إلى أن ترامب يُعد أول رئيس أمريكي منذ الحرب العالمية الثانية يتجه بوضوح نحو التخلي عن تلك السياسات التقليدية، وفتح الباب أمام سيناريوهات خطيرة تتعلق بالأمن العالمي.

ووفق التقرير، فإن بداية هذا التحوّل تعود إلى عام 2018، عندما قررت إدارة ترامب خلال ولايته الأولى الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، الذي كان قد وُقّع في عهد الرئيس باراك أوباما، ونجح آنذاك في فرض قيود صارمة على برنامج تخصيب اليورانيوم في إيران، مقابل تخفيف العقوبات. 

وترى المجلة أن هذا الانسحاب أدى إلى نتائج عكسية، إذ شرعت طهران سريعًا في تسريع وتيرة أنشطتها النووية، وتشير التقديرات الراهنة إلى أنها باتت على بُعد أسابيع قليلة فقط من امتلاك القدرة الكاملة على إنتاج عدة قنابل نووية.

وتتابع المجلة بالإشارة إلى فشل محاولات ترامب في احتواء الخطر النووي الكوري الشمالي، فرغم إعلانه في إحدى المرات أن بيونغ يانغ وافقت على نزع السلاح النووي، فإن المفاوضات لم تُفضِ إلى أي اتفاق فعلي، وظل البرنامج النووي الكوري الشمالي في حالة تقدم، بل ازدادت حدة التهديدات خلال السنوات التالية.

تراجع الثقة بين الحلفاء وعودة التجارب النووية الأمريكية المحتملة

وفي سياق متصل، تُحذّر "ذا كونفرزيشن" من اتساع رقعة مخاطر الانتشار النووي، لتشمل هذه المرة عددًا متزايدًا من حلفاء الولايات المتحدة أنفسهم. فمع تزايد الشكوك الأوروبية حول مصداقية الالتزامات الأمنية الأمريكية، في ضوء تعليق ترامب المتكرر لبرامج الدعم العسكري لأوكرانيا، وتعبيره عن تململه من تحالف "الناتو"، بدأ الحديث يظهر في بعض الدوائر الغربية عن ضرورة امتلاك خيارات ردع نووي ذاتية، بدلًا من الاعتماد على "المظلة النووية الأمريكية".

ترامب: نأمل أن تتوصل روسيا وأوكرانيا إلى اتفاق هذا الأسبوعترامب: روسيا وأوكرانيا ستحققان ثروات هائلة .. والمشككون "فاشلون"اللواء سمير فرج: الحرب لن تتوقف إلا بزيارة ترامب للمنطقةمسئول أمريكي: ترامب متمسك بتفكيك البنية التحتية النووية الإيرانيةالملابس الجاهزة: رسوم ترامب فرصة لتعزيز تنافسية المنتجات المصرية في أمريكاالكشف عن اتصالات سرية بين إيران وفريق ترامب خلال العامين الماضيينإبراهيم شعبان يكتب: قصف إيران.. ترامب يتلاعب بالعالم من أجل إسرائيلمسئول بإدارة ترامب: حققنا تقدما جيدا في المفاوضات النووية مع طهران

وترى المجلة أن هذا التوجه يعزز المخاوف من أن العالم مقبل على مرحلة "فك ارتباط نووي"، يتراجع فيها تأثير المعاهدات التقليدية، وتبدأ فيها الدول في البحث عن امتلاك أسلحة نووية كضمانة أمنية مستقلة. كما أشار التقرير إلى ما وصفه بـ"التحولات المثيرة للقلق" في تصريحات ترامب بشأن الحلفاء، خصوصًا عندما لمّح إلى إمكانية التخلي عن التزامات الدفاع المشترك، بل ووجّه تهديدات علنية بسيادة دول حليفة مثل كندا وغرينلاند وبنما.

وفي سياق ذي صلة، لفت التقرير إلى البنود الواردة في مبادئ "مشروع 2025"، وهو مبادرة استراتيجية تدعمها الدوائر المحيطة بترامب، وتنص على تصعيد التجارب النووية الأمريكية. وتُعد هذه الخطوة، حال تنفيذها، كسرًا لتحريم استمر لعقود على المستوى الدولي، ما قد يدفع دولًا أخرى إلى إعادة تفعيل برامجها النووية تحت ذريعة "الرد بالمثل".

ويخلص التقرير إلى أن هذه التطورات مجتمعة تهدد بإعادة تشكيل النظام العالمي لانتشار الأسلحة النووية، الذي بُني على مدار أكثر من سبعة عقود، وتنذر بمرحلة جديدة من عدم الاستقرار الدولي، تُعاد فيها صياغة مفاهيم الردع والتحالفات الأمنية من جديد.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: ترامب دونالد ترامب الرئيس ترامب سباق تسلح نووي الرئيس دونالد ترامب المزيد

إقرأ أيضاً:

ترامب: لولا وجودي لكان العالم يواجه 6 حروب كبرى

وكالات

أطلق الرئيس الأميركي دونالد ترامب تصريحًا لافتًا خلال لقائه مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في إسكتلندا، حين قال إن العالم كان سيواجه “ست حروب كبرى” لولا وجوده على الساحة السياسية.

جاء ذلك خلال اجتماع جمع الطرفين في منتجع “ترن‌بيري” الفاخر، حيث أكد ترامب أن قيادته ساهمت بشكل مباشر في تجنّب أزمات كارثية على مستوى العالم.

وقال ترامب: “وجودي في الحكم حال دون اندلاع ست صراعات كبرى، كانت كفيلة بإشعال العالم، لن أُفصِح عن تفاصيلها الآن، لكنّ من يعرفون، يعرفون.”

تصريحات ترامب تتسق مع رسائله السابقة التي دأب على تكرارها منذ حملته الانتخابية وحتى تنصيبه الثاني مطلع العام الجاري، حيث يعتبر نفسه “رئيس السلام”، ويؤكد أنه لم يدخل الولايات المتحدة في أي حرب جديدة خلال ولايته الأولى.

وكان قد قال في خطاب التنصيب في يناير الماضي: “سنقيس نجاحنا من خلال الحروب التي نتفاداها، لا التي نخوضها”، وهي رسالة كررها في أكثر من مناسبة خلال السنوات الماضية.

ورغم قوة التصريح، إلا أن غياب التفاصيل أو الإشارات الواضحة إلى طبيعة تلك النزاعات المحتملة، دفع مراقبين إلى التشكيك في واقعية ما ذهب إليه ترامب، فخلال سنوات حكمه، لم يكن العالم في حالة استقرار تام، بل استمرت النزاعات في أوكرانيا وسوريا وأفغانستان، كما تصاعد التوتر مع إيران وكوريا الشمالية.

ويرى بعض المحللين أن ترامب يعول على الخطاب الدعائي أكثر من التوثيق الفعلي، في محاولة لتعزيز صورته كصانع سلام في وقت تتصاعد فيه التوترات على جبهات عدّة حول العالم.

مقالات مشابهة

  • ترامب يستبعد حضور قمة مجموعة العشرين اعتراضا على سياسات جنوب إفريقيا
  • محذرًا من غموض سياسات واشنطن.. صندوق النقد يرفع توقعات النمو العالمي بعد تخفيف ترامب للرسوم
  • كوريا الشمالية: على ترامب القبول بحقيقتنا النووية الجديدة
  • بيونغ يانغ تستبعد نزع سلاحها النووي.. العلاقة مع ترامب ليست كافية
  • تعاون بين «الإمارات للطاقة النووية» و«هيونداي للهندسة والإنشاءات»
  • ميدفيديف: تهديدات ترمب تدفع نحو حرب بين أميركا وروسيا
  • ترامب يهدد إيران: سنقصف المنشآت النووية مرة ثانية
  • تقرير: الحروب التجارية الأمريكية تُكبد الاقتصاد العالمي خسائر تقدر بـ2 تريليون دولار
  • عاجل. محذرًا إيران من عودة نشاطها النووي.. ترامب: سنعمل على إنشاء مراكز غذاء في قطاع غزة
  • ترامب: لولا وجودي لكان العالم يواجه 6 حروب كبرى