حتى هذه اللحظة، لا يمكن الجزم بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد اتخذ قرارًا نهائيًا بضرب إيران، ولكن كل المؤشرات تقول إنه قد يكون في الطريق إلى ضربها، وإن إسرائيل ستضغط بشدة لضرب إيران وشن حرب كبرى عليها خلال ولاية ترامب، حتى تُنهي هاجس القوة الإيرانية والرغبة في تصنيع سلاح نووي. فالفُرصة مناسبة اليوم، من وجهة النظر الإسرائيلية، للخلاص من القوة الإيرانية، والتي قد لا تتوافر بهذه الطريقة وهذا المناخ بعد ذلك.

والحاصل أن خطط قصف إيران قد تصاعدت بشدة خلال الأسبوعين الأخيرين، ففي الوقت الذي انخرطت فيه الولايات المتحدة مع إيران في محادثات مباشرة وغير مباشرة في سلطنة عُمان، للوصول إلى صيغة مقبولة بخصوص البرنامج النووي الإيراني، والهدف هو إنهاء قدرات هذا البرنامج وتفكيكه نهائيًا وسحقه على طريقة ما تم مع البرنامج النووي الليبي أو سيناريو ليبيا، وفق ما تم تداوله إعلاميًا، فإن ترامب لم يتوقف عن التهديد بضرب إيران، والقول إن ذلك مطروح على الطاولة.

وحكاية القنبلة النووية الإيرانية حكاية طال فيها الجدل طوال سنوات مضت، وصلت إلى نحو 10 سنوات، ومنذ قيام ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني الموقع في عام 2015، وذلك مخافة أن تستطيع إيران الوصول إلى حلم امتلاك قنبلة نووية، وهو خط أحمر مرفوض أمريكيًا وإسرائيليًا. فالقنبلة النووية سلاح ردع، وليس سلاح قصف أو استخدام، وهذه القنبلة تملكها إسرائيل فعليًا، ولا تريد واشنطن ولا تل أبيب، بطبيعة الحال، أن تصل هذه القوة إلى النظام الإسلامي الحاكم في طهران.

وخلال الساعات الأخيرة، تفجّرت قنبلة إعلامية كبيرة بعدما فضحت صحيفة "نيويورك تايمز" خطة إسرائيلية قيل إنها كانت ستكون عبر كوماندوز إسرائيلي وضربات جوية أمريكية مكثفة، لتوجيه ضربة شاملة للبرنامج النووي الإيراني في مايو المقبل. 

وأوضحت الصحيفة أن ترامب أبدى اعتراضه عليها، وردّ هو بعد ذلك علانيةً بأنه ليس في عجلة من أمره لضرب إيران.

والحقيقة أن الوضع مُلتبس بشدة، لكن يمكن التوقف عند عدة نقاط شديدة الخطورة، ليس فقط تخص إيران، ولكن تخص المنطقة برمتها، وهي كالتالي:

-إيران لن تتخلى عن حلمها النووي، وهو حلم أنفقت عليه الكثير طوال 10 سنوات، وتحملت من أجله الكثير من الضغوط والعقوبات والحروب الاقتصادية ضدها.
-القنبلة النووية الإيرانية أصبحت قاب قوسين أو أدنى من طهران، وهذا باعتراف مدير وكالة الطاقة الذرية مؤخرًا، بعد وصول نسبة التخصيب إلى مستويات عالية.
-العداء التاريخي بين النظام الإسلامي الحاكم في طهران والولايات المتحدة وتل أبيب، يجعل طهران غير مهتمة بالتوصل إلى اتفاق معهما بخصوص القنبلة النووية، وهي تعلم حتمًا أنها لن تستفيد شيئًا من هذا الاتفاق سوى تعطيل حلمها في أن تكون الدولة الإسلامية الثانية بعد باكستان التي تحوز قنبلة نووية. كما أن طهران أقلمت نفسها على عقوبات أمريكية قاسية طوال السنوات الماضية، وملاحقة النفط الإيراني، لكنها نجحت في الالتفاف على هذا كله، واستطاع الحرس الثوري الإيراني أن يبني شبكة من الظل هائلة يُسيّر بها النفط الإيراني عبر العالم.
-والمعنى أنه لا شيء يُنتظر أكثر من هذا بخصوص العقوبات على إيران ماليًا واقتصاديًا وحول النفط، ولم يبقَ في جعبة واشنطن وتل أبيب إلا الحرب.
-قرار قصف إيران سيكون أحد أغبى قرارات ترامب. صحيح أن الأجندة الإيرانية مُخرّبة، وأنها ذات أهداف صارخة وتوسعية، وتأثيرها الأخطر على المنطقة العربية والعالم الإسلامي بحكم شبكاتها وميليشياتها المسلحة في العراق واليمن ولبنان وغزة، وإن كانت خرجت مؤخرًا من سوريا، لكن ضربها سيكون كارثة حقيقية، فالمعادلة تغيّرت كثيرًا، وطهران تستطيع أن تطال كثيرًا من المصالح والقواعد الأمريكية في المنطقة. وإذا اندلعت الحرب في قلب طهران، فإن رد إيران لن يكون هادئًا أو محسوبًا أو بترتيبات، بل المنتظر أن يكون صاعقًا بكل الأساليب التي تملكها، وفي أماكن تعرفها الولايات المتحدة، وفي دول وقواعد لا تنتظر فيها الولايات المتحدة حدوث أي قصف.
-السلاح النووي الإيراني قارب الانطلاق من القمقم، وربما لو لم يحدث الضرب في الشهور القادمة، أن تُعلن طهران صراحة، أو يتسرب للعالم رسميًا وللاتحاد الأوروبي، امتلاكها بالفعل لصواريخ وقنبلة نووية.
-والنهاية، قرار ضرب إيران، الذي يتم تجهيزه في الغرف الأمريكية والإسرائيلية، سيفجّر حرب الخليج الرابعة، ومؤكد أن الصين ستكون طرفًا فيها، وربما روسيا، رغم محاولات ترامب استمالة بوتين عبر ورقة أوكرانيا. والموضوع كله خطر وفوضى كبيرة في المنطقة، مع رئيس أمريكي يتلاعب بالعالم اقتصاديًا عبر رسوم يفرضها ثم يُجمّدها، ثم قرارات سياسية وعسكرية يُلوّح بها ثم يتراجع عنها..
.. ولاية ترامب ستكون ولاية الكوارث على العالم، وعلينا أن نتحسب لذلك.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: دونالد ترامب إيران إسرائيل المزيد النووی الإیرانی القنبلة النوویة

إقرأ أيضاً:

رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران يزور العراق ولبنان

قالت وسائل إعلام رسمية إن رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران علي لاريجاني سيزور العراق اليوم الاثنين قبل أن يتوجه إلى لبنان حيث وافقت الحكومة على خطة لنزع سلاح حزب الله حليف طهران.

ذكر التلفزيون الرسمي إن "علي لاريجاني يغادر اليوم (الاثنين) إلى العراق ثم لبنان في زيارة تستمر ثلاثة أيام وهي أول رحلة خارجية له منذ توليه منصبه الأسبوع الماضي".

نتنياهو يبلغ ترامب بخطط السيطرة على مدينة غزة والمخيماتوزير الخارجية: مصر ترفض توسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة وتدعو أوروبا للتحركإيران ترحب بالسلام بين أذربيجان وأرمينيا وتؤكد رفضها لممر زنجزورمقـ.تل شخصين في هجوم مسيرات أوكرانية استهدفت مناطق روسيةجيش الاحتلال يزعم: أنس الشريف كان عنصرًا في حماسالداخلية السورية: فتح تحقيق في حادثة اعتداء بمستشفى السويداءاستغل منصبه بشكل مريب... كم وصلت ثروة الرئيس الأمريكي؟


ومن المقرر أن يوقع لاريجاني اتفاقية أمنية ثنائية في العراق قبل أن يتوجه إلى لبنان، حيث سيلتقي كبار المسؤولين والشخصيات اللبنانية.

وتأتي زيارته إلى لبنان بعد أن أعربت طهران عن معارضتها الشديدة لخطة الحكومة اللبنانية لنزع سلاح حزب الله حليف طهران، وهو الموقف الذي أدانته بيروت ووصفته بأنه "تدخل صارخ وغير مقبول".

قال لاريجاني للتلفزيون الرسمي قبل مغادرته: "تعاوننا مع الحكومة اللبنانية طويل وعميق. نتشاور بشأن مختلف القضايا الإقليمية. وفي هذا السياق تحديدًا، نجري محادثات مع مسؤولين لبنانيين وشخصيات نافذة في لبنان".

في لبنان، مواقفنا واضحة. الوحدة الوطنية اللبنانية مهمة ويجب الحفاظ عليها في جميع الظروف. استقلال لبنان لا يزال مهمًا لنا، وسنساهم في تحقيقه.

ووصف علي أكبر ولايتي، المستشار الكبير للمرشد الإيراني، السبت، خطة نزع سلاح حزب الله بأنها امتثال "لإرادة الولايات المتحدة وإسرائيل".

وجاءت حملة نزع السلاح في أعقاب الحرب التي اندلعت العام الماضي بين إسرائيل وحزب الله .

ويأتي ذلك أيضًا وسط ضغوط من الولايات المتحدة والأحزاب المناهضة لحزب الله في لبنان، فضلاً عن المخاوف من أن إسرائيل قد تصعد ضرباتها إذا ظلت الجماعة مسلحة.

عيّنت إيران لاريجاني، البالغ من العمر 68 عامًا، رئيسًا للمجلس الأعلى للأمن القومي، المسؤول عن وضع استراتيجية الدفاع والأمن الإيرانية. وتتطلب قراراته موافقة المرشد للبلاد، علي خامنئي.

ويأتي هذا التعيين بعد حرب استمرت 12 يوما مع إسرائيل، التي بدأت الصراع بهجوم غير مسبوق على إيران في منتصف يونيو الماضي، حيث ضربت مواقع عسكرية ونووية وسكنية.

طباعة شارك إيران رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي العراق لبنان

مقالات مشابهة

  • ما سبب التناقض الإيراني حيال ممر ترامب؟ خبراء يجيبون
  • غياب الثقة في واشنطن مستمر.. إيران ترحب بتقليص أنشطتها النووية مقابل رفع العقوبات
  • سياسات إيران الإقليمية.. ماذا في رسائل طهران لبغداد وبيروت؟
  • رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران يزور العراق ولبنان
  • أكدت أن النووي «حق أصيل».. إيران: التفاوض مع واشنطن ليس تراجعاً
  • إبراهيم شعبان يكتب: جحيم احتلال غزة بالكامل يلوح في الأفق.. هذه أخطاره
  • إيران: يمكن أن تنفد المياه من طهران بحلول أكتوبر
  • إبراهيم شقلاوي يكتب: حكومة الأمل.. كتاب لم يقرأه السودانيون
  • إيران تحذر: طهران قد تنفد من المياه بالكامل بحلول أكتوبر
  • السلطات الإيرانية تلقي القبض على 20 مشتبهاً بأنهم عملاء للموساد الإسرائيلي