اختيار “مجلس الشعب” ووفد اقتصادي لواشنطن.. سوريا تتحرك بثلاثة مسارات نحو الاستقرار والتعافي
تاريخ النشر: 21st, April 2025 GMT
البلاد – دمشق
في تحركات متزامنة تمسّ ثلاثة من أبرز ملفات سوريا، بدأت دمشق مشاورات لاختيار أعضاء لجنة تحديد ثلثي مجلس الشعب، وتوجّه وفد اقتصادي رفيع إلى واشنطن للمشاركة في اجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين، بينما أعلنت إدارة مخيم الهول انخفاض عدد القاطنين فيه إلى أقل من النصف. هذه التطورات السياسية والاقتصادية والأمنية تتضافر لتعزيز الآمال في تعافي سوريا واستعادة الاستقرار بعد سنوات من الصراع والتعقيد.
في البعد السياسي الداخلي، كشف أحمد القربي، عضو لجنة صياغة الإعلان الدستوري، عن انطلاق المشاورات لاختيار اللجنة المركزية المعنية بتحديد ثلثي أعضاء مجلس الشعب، في مدة لا تتجاوز شهرين من صدور الإعلان في 13 مارس الماضي. ووفق المادة 24 من الإعلان، يتم اختيار ثلثي الأعضاء عبر لجان منتخبة على مستوى المحافظات، في حين يعين رئيس الجمهورية الثلث المتبقي لضمان التمثيل العادل والكفاءة.
وأشار القربي إلى أن العدد النهائي لأعضاء المجلس لم يُحدد بعد، مستبعدًا العودة إلى سقف 250 عضوًا، ومؤكدًا أن هذه الآلية الاستثنائية جاءت بسبب تعذر إجراء الانتخابات حاليًا، مع التأكيد على العودة إليها مستقبلًا.. كما شدد على أهمية وجود مجلس يمثّل عموم السوريين لا مجرد “مجالس للتصفيق”، كما وصفها، داعيًا إلى ترسيخ الولاء للشعب لا للسلطة.
خارجيًا، توجّه وزير المالية السوري محمد يسر برنية، وحاكم مصرف سورية المركزي عبد القادر الحُصرية، إلى الولايات المتحدة، أمس الأحد، للمشاركة في اجتماعات الربيع لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، في أول حضور سوري بهذا المستوى منذ قرابة عشرين عامًا.
وقال برنية إن وفد سوريا يحمل معه حزمة واسعة من الاجتماعات واللقاءات الثنائية، معربًا عن أمله في أن تنعكس هذه الجهود خيرًا على مسار عودة سوريا إلى المجتمع والنظام المالي الدوليين، مع السعي إلى دعم جهود إعادة الإعمار وتعزيز مقومات التعافي الاقتصادي.
ووصف وزير المالية مشاركته بأنها “ذات طابع خاص” معبّرًا عن آمال عريضة يعوّل عليها السوريون في تحسين معيشتهم، فيما أكد الحُصرية أن هذه الخطوة تمثل أولوية حيوية، متعهدًا ببذل كل الجهود اللازمة لتحقيقها.
فيما شدد الحُصرية على أن إعادة دمج سوريا في النظام المالي الدولي تمثل أولوية قصوى في هذه المرحلة، مؤكدًا التزام الوفد السوري ببذل كل الجهود الممكنة لتحقيق هذه الغاية.
أمنيًا، أعلنت إدارة مخيم الهول في الحسكة تراجع عدد قاطنيه من 73 ألفًا عام 2019 إلى 35 ألفًا فقط، بفضل عمليات الإعادة المستمرة بالتنسيق مع الحكومتين السورية والعراقية، رغم التحديات المرتبطة بعوائل تنظيم “داعش” الإرهابي ورفض بعض الدول استعادتهم.
وانطلقت حملة أمنية موسعة في المخيم، بدأت من قسم “المهاجرات” وشملت انتشارًا لعناصر “قسد” بدعم من التحالف الدولي، ما أسفر عن اعتقال 16 عنصرًا من التنظيم الإرهابي وضبط أسلحة وذخائر، في محاولة لاحتواء التهديدات المتصاعدة داخل المخيم.
ومع تسارع هذه الخطوات الثلاث، تتكامل عناصر المشهد السوري الجديد على مستويات السياسة والاقتصاد والأمن، ما يرسّخ ملامح مرحلة انتقالية مختلفة. ومع ذلك، يبقى رفع العقوبات شرطًا محوريًا لتمكين دمشق من المضي قدمًا في خطط الإعمار والتنمية، وتأمين مستقبل أكثر استقرارًا للشعب السوري.
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
“صندوق الوطن” ينظم لقاءً تعريفياً ببرنامج “جسور الدولي”
نظم صندوق الوطن، لقاءً تعريفياً ببرنامج “جسور الدولي” في نسخته الرابعة، التي تفتح الباب أمام المتميزين من حديثي التخرج من الجامعات الإماراتية من أبناء وبنات الإمارات، للمعايشة والتدريب والعمل في كبريات الشركات الألمانية في المجالات التقنية والتكنولوجية، والهندسة الطبية، وفق أحدث البرامج العالمية.
شارك في اللقاء، الذي عقد برعاية معالي معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش ، رئيس مجلس إدارة صندوق الوطن، 25 من خريجي الجامعات والذين تم اختيارهم وفق شروط محددة للسفر إلى ألمانيا والانخراط في تجربة معايشة وعمل داخل كبرى الشركات الألمانية العاملة في المجالات التقنية والصناعية.
حضر اللقاء سعادة ياسر القرقاوي مدير عام صندوق الوطن، وعدد من الخبراء الدوليين المشرفين على المبادرة.
وقال القرقاوي إن اللقاء تضمّن ورشًا تدريبية وتثقيفية متخصصة تركز على أسلوب العيش والعمل في ألمانيا، وأهم الضوابط والإرشادات اللازمة، إضافة إلى التعريف بخطط التدريب والتوظيف داخل الشركات الألمانية، كما تضمن شرحا وافيا حول ما يتيحه برنامج جسور الدولي للمشاركين من فرص تدريبة وعمل لمدة شهرين في بيئة عمل متقدمة، وفق برنامج شامل يرعاه صندوق الوطن ويتكفل بتغطية شاملة لكافة مراحله، فضلًا عن تخصيص أحد الخبراء الدوليين للإشراف والمتابعة لكافة المشاركين خلال فترة البرنامج بألمانيا.
ونقل القرقاوي لكافة المشاركين في النسخة الرابعة من برنامج جسور الدولي تحيات معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وحرصه على متابعة ودعم هذه المبادرة التي تعد رائدة في مجال التدريب والتمكين والتوظيف للمتميزين من أبناء وبنات الإمارات.
وأكد أن “برنامج جسور الدولي” يعكس التزام الصندوق بتمكين الشباب وتأهيلهم للمساهمة الفاعلة في بناء اقتصاد معرفي مستدام، من خلال الاطلاع والمعايشة والتدريب داخل المصانع الألمانية المتطورة، حيث يعد “برنامج جسور الدولي” نموذجًا لما يقوم به صندوق الوطن من جهود لتمكين الشباب الإماراتي وتطوير إمكاناتهم، وفق الرؤية الحكيمة لحكومتنا الرشيدة التي تضع شباب الإمارات في صدارة الأولويات باعتبارهم صناع المستقبل.
وأضاف أن معالي الشيخ نهيان بن مبارك أشاد بالدعم الكبير والرعاية التي تقدمها مجموعة الرستماني لمبادرة ” جسور الإماراتية “، ما يجسد الحس الوطني للقائمين على هذه المجموعة، ويجعل منهم شركاء رئيسين لصندوق الوطن في إنجاح هذه المبادرة المهمة.
وأوضح القرقاوي أن صندوق الوطن برئاسة معالي الشيخ نهيان بن مبارك حرص كل الحرص على توفير برنامج متكامل، وبيئة تدريبية مناسبة، تتيح للمشاركين التعرف على أحدث ما توصلت إليه الصناعة الألمانية، وتمثيل ثقافتهم الوطنية أثناء تواجدهم في الخارج، مشيرا إلى أن المشاركين في البرنامج يمثلون الهوية الوطنية الإماراتية، بقيمها ومكوناتها، وأن البرنامج فرصة حقيقية لهم لإكساب مهارات مختلفة في إدارة الشؤون المالية الشخصية، وإعداد الميزانية والتكيف مع بيئات العمل الأوروبية.
وأشار إلى أن خبراء برنامج “جسور الدولي” حرصوا خلال اللقاء على تعريف المشاركين من خريجي الجامعات الإماراتية بثقافة العمل، حيث يتم تنظيم برنامج متخصص لمدة أسبوعين للتدريب داخل الشركات الألمانية العاملة بالإمارات، قبل السفر إلى ألمانيا للعمل في الشركات الأم هناك، مشيرا إلى أن البرنامج يقدّم تجربة عملية متقدمة ويمنح شباب الإمارات ميزة تنافسية في سوق العمل المحلي والعالمي، خصوصًا مع تزايد الطلب على المهارات التقنية المركبة، مؤكدا التزام صندوق الوطن بإعداد جيل من رواد التكنولوجيا الإماراتيين، عبر تمكينهم من الاطلاع على التجارب العالمية، وتحويل هذه الخبرات إلى إنجازات وطنية.
من جانبهم أعرب الطلبة المشاركون في “برنامج جسور الدولي ” عن اعتزازهم بهذه الفرصة، مؤكدين عزمهم على الاستفادة القصوى من البرنامج، واكتساب المعرفة والخبرة الألمانية المتقدمة، بما يؤهلهم للحصول على فرص مهنية واعدة في سوق العمل، مشيدين بالدعم الذي يقدمه صندوق الوطن ورعاية معالي الشيخ نهيان بن مبارك للمتميزين من أبناء وبنات الإمارات.
يذكر أن برنامج “جسور الدولي” بدأ كمبادرة من فريق العمل الإماراتي الألماني للثورة الصناعية الرابعة (4IR Taskforce)، الذي تأسس عام 2020، واعتمده صندوق الوطن رسميًا في عام 2021.
وقد شهد البرنامج تطورًا ملحوظًا على مدى السنوات، على مستوى التدريب المقدم، والأعداد المرشحة، بدءًا من الدفعة الأولى التي ضمت 13 طالبًا في عام 2022، مرورًا بدفعة الثانية والثالثة، ليصل هذا العام إلى الدفعة الرابعة التي تضم 25 مشاركًا.وام