في ظل تصاعد أزمة ديون الطلاب الجامعيين في الولايات المتحدة، التي بلغت وفق تقديرات "فوربس" بين 1.6 و1.7 تريليون دولار، حذّر خبراء التعليم من أن العام الدراسي المقبل قد يشهد إصدار قروض جديدة تصل قيمتها إلى 90 مليار دولار، رغم الشكوك القانونية التي تحيط بخطط الإعفاء وإعادة الجدولة.

وتأتي هذه التحذيرات في وقت تعيش فيه وزارة التعليم الأميركية اضطرابات كبيرة، بعد أن أُعلن أنها ستقوم بتسريح نصف موظفيها، في ظل تجميد خطة السداد على أساس الدخل "إس إيه في إي" (SAVE) بقرار قضائي من محكمة الاستئناف.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 27 خطوات لإدارة تكاليف التعليم الجامعي لأبنائكlist 2 of 2كيف تتحول أسواق المال الهابطة إلى فرص استثمارية؟end of list

ووسط هذه الأجواء المضطربة، طرحت مجلة "فوربس" مجموعة من النصائح العملية التي يمكن أن تساعد الأسر -بما في ذلك العائلات العربية المقيمة في الخارج أو المهتمة بنماذج تعليمية مشابهة- في تجنّب إرهاق الأبناء بالديون الجامعية، لا سيما إن ارتفعت تكاليف التعليم العالي في بلدانهم أو عند التوجّه للدراسة في الخارج.

1. ابدأ الادخار مبكرا

توصي كلوديا وينزل، نائبة مساعد رئيس جامعة "جون كارول" للشؤون المالية، بضرورة الادخار المبكر لتكاليف التعليم الجامعي، معتبرة أن فتح حساب مخصص للنفقات التعليمية (مثل خطة 529 في الولايات المتحدة) هو أداة فعّالة لتقليل الأعباء مستقبلا.

توصيات بضرورة الادخار المبكر لتكاليف التعليم الجامعي (غيتي)

وتقول وينزل: "حتى التوفير بمبالغ بسيطة شهريا يمكن أن يحدث فرقا كبيرا عند وصول الأبناء إلى المرحلة الجامعية".

إعلان

ففي بعض الولايات مثل إنديانا، يحصل دافعو الضرائب على خصم ضريبي بنسبة 20% على مساهماتهم التعليمية السنوية، ما يعادل 1500 دولار من الإعفاءات عند المساهمة القصوى.

2. اختر الجامعة بعناية

يشدد جاك وانغ، مستشار الثروات في "إينوفيتيف ويلث مانجمنت"، على أهمية اختيار الجامعات على أسس عقلانية وليس فقط السمعة أو التصنيف.

ويقول وانغ: "هناك جامعات جيدة لا تحمل أسماء مشهورة لكنها أقل تكلفة بكثير".

أما مستشار التعليم الجامعي دانييلو أومالي، فينصح الأسر بتحديد التخصص والمسار المهني المحتمل للطالب قبل اختيار الجامعة، لتجنّب التنقل المستمر بين الجامعات وتراكم الديون.

ويضيف: "كل تغيير في المسار أو الجامعة يعني تكاليف إضافية وقروضا محتملة".

3. علّم أبناءك أساسيات المال

من وجهة نظر الدكتور بيتر إيرل، الخبير في معهد الأبحاث الاقتصادية الأميركية، فإن تعزيز الثقافة المالية في سن مبكرة يساهم في اتخاذ قرارات مالية سليمة خلال المرحلة الجامعية.

ويشمل ذلك تعليم الأبناء كيفية إدارة الميزانية، وفهم تأثير الديون على مستقبلهم، والتفكير في مسارات بديلة مثل الدورات الجامعية المزدوجة، أو المعادلة الأكاديمية، أو الدراسة في الكليات المجتمعية للحصول على وحدات دراسية بتكلفة أقل.

ويحذر إيرل: "يجب أن يعرف الطالب أن متوسط ديون القروض الدراسية في الولايات المتحدة يبلغ نحو 28 ألفا و950 دولارا لكل طالب، وغالبا ما ترتفع هذه القيمة".

4. شجّع العمل أثناء الدراسة

ويرى ويليام غوغولاك، أستاذ مساعد في جامعة "كارنيغي ميلون"، أن الطلاب الذين يعملون خلال سنوات دراستهم الجامعية يتمتعون بنتائج مالية أفضل بعد التخرج.

الطلاب الذين يعملون خلال سنوات دراستهم الجامعية يتمتعون بنتائج مالية أفضل بعد التخرج (غيتي)

ويوصي بالبحث عن وظائف داخل الحرم الجامعي أو في المؤسسات القريبة لتغطية المصاريف الأساسية وتخفيف الاعتماد على القروض.

إعلان

ويضيف غوغولاك: "العمل لا يخفف الضغط المالي فقط، بل يساعد على بناء شبكة علاقات مهنية أيضا".

5. استغل المنح الدراسية

يشير جيمس لويس من "الجمعية الوطنية لعلماء المدارس الثانوية" إلى أن تعبئة طلب الدعم المالي الفدرالي يُعتبر خطوة غير قابلة للتفاوض، حتى في حال عدم الحاجة لقرض.

كما يلفت إلى وجود 1.7 مليون منحة دراسية خاصة في الولايات المتحدة، بقيمة تتجاوز 7.4 مليارات دولار، يمكن أن يحصل عليها الطلاب في مجالات متعددة مثل الرياضة، التكنولوجيا، الفنون، الخدمة المجتمعية.

ويوضح لويس: "لا تفترض أنك غير مؤهل. هناك منح مخصصة لطلاب طوال القامة مثلا، أو لمواهب معينة. الأهم هو البدء بالبحث المبكر والتقديم بكثافة".

في السياق العربي

وبينما يركّز التقرير على النموذج الأميركي، فإن الدروس قابلة للتطبيق في السياقات العربية، حيث تتزايد تكاليف التعليم الجامعي الخاص، ويزداد الاعتماد على التمويل البنكي أو العائلي.

الادخار المسبق، اختيار البرامج الجامعية بذكاء، والعمل الجزئي، وتعزيز الثقافة المالية هي خطوات يمكن أن تساهم في بناء مستقبل أكاديمي دون أعباء، سواء داخل الدول العربية أو في حالات الابتعاث والدراسة الدولية.

في ظل الأزمات الاقتصادية والتضخم، أصبح التخطيط المالي للتعليم ضرورة ملحّة، وليس مجرد خيار، وعلى العائلات أن تبدأ اليوم، لتجنب ديون الغد.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات فی الولایات المتحدة یمکن أن

إقرأ أيضاً:

وزير التعليم العالي: تطوير البرامج التعليمية لمواكبة سوق العمل.. وإنشاء مدن جامعية متكاملة ومجمعات صناعية

وزير التعليم العالي في حوار مع برنامج يحدث في مصر :

تطوير البرامج التعليمية لمواكبة سوق العمل

 توسع غير مسبوق في البنية التحتية الجامعية

 تحديات وأهداف مستقبلية للتعليم العالي

مبادرة رئاسية لإنشاء أكبر مجمع صناعي للأجهزة التعويضية بالشرق الأوسط
جامعات الجيل الرابع : مساهمة مباشرة في الاقتصاد

مدن جامعية متكاملة ومجمعات صناعية

أنصح الطلاب بتطوير مهاراتهم وعدم الاعتماد على تخصصهم

مبادرة رئاسية لإنشاء مدينة جامعية على غرار باريس بالعاصمة الإدارية


في حوار شامل مع الإعلامي شريف عامر ببرنامج "يحدث في مصر"، قدم الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، رؤية متكاملة لمستقبل التعليم العالي في مصر، مؤكدا على جهود الوزارة في إعداد جيل جديد مؤهل لمواجهة تحديات سوق العمل المتغير عالمياً.


أكد الوزير أن التعليم العالي تجاوز مفهوم التخصص التقليدي، مشدداً على أهمية ربط دراسة اللغات بمهارات المستقبل مثل التكنولوجيا، الكمبيوتر، والذكاء الاصطناعي. هذا التوجه يهدف لتلبية احتياجات سوق العمل المتطور، حيث لم يعد الاعتماد على التخصص الأكاديمي وحده كافياً. نصح عاشور الطلاب بتنمية مهاراتهم باستمرار، مشيراً إلى أن الجامعات العالمية الكبرى تعتمد على دمج التخصصات البينية لتقديم برامج تعليمية متكاملة تجمع بين العلوم الإنسانية والطبيعية والتكنولوجيا.



وتابع قائلا  : تضم كل جامعة الآن مركزاً متخصصاً لتوجيه وتوظيف الطلاب، بجانب إطلاق مبادرة وطنية كبرى تحت اسم "كن مستعدا" التي تهدف إلى تأهيل مليون مبتكر ومبدع لسوق العمل. كما أشار الوزير إلى الشراكات المستمرة بين الجامعات المصرية والأجنبية لتعزيز جودة التعليم.

وكشف الدكتور عاشور عن نمو استثنائي في عدد الجامعات المصرية، التي وصلت إلى 128 جامعة حالياً، مقارنة بـ 50 جامعة فقط في عام 2014. هذا التوسع ليس كمياً فقط، بل يشمل تنوعاً كيفياً في البرامج التعليمية التي تلبي احتياجات سوق العمل المتغيرة، وتدعم الاقتصاد الوطني، وتوفر فرصاً تعليمية متكافئة في جميع المحافظات.


وأعلن الوزير عن إضافة 12 جامعة أهلية جديدة للخدمة في سبتمبر المقبل، بعد إنشائها بقرارات جمهورية، مما سيعزز التنوع بين الجامعات الأهلية والخاصة والأجنبية في مصر، ويوفر خيارات تعليمية أوسع للطلاب.

وشدد وزير التعليم العالي على الدور المحوري للمنظومة التعليمية في التنمية الشاملة، مشيراً إلى أن عدد طلاب الجامعات في مصر بلغ حالياً 3.8 مليون طالب وطالبة. وتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى أكثر من 5.5 مليون طالب بحلول عام 2032، مما يتطلب رؤية طويلة الأمد لتوسيع وتحديث البنية التعليمية.

وأكد الدكتور عاشور أن مهارات الخريجين اليوم اختلفت جذرياً عن الماضي، فلم يعد امتلاك المعلومات كافياً. يجب على الطالب امتلاك مهارات أساسية مثل الابتكار، الذكاء الاصطناعي، العمل الجماعي، والتواصل الرقمي، لمواجهة التحديات الكبيرة في سوق العمل العالمي الذي يشهد تغيرات سريعة.

وأوضح الوزير أن جامعات الجيل الرابع أصبح لها دور مباشر في دعم الاقتصاد والتنمية، من خلال دمج مفهوم الابتكار بالجانب الاقتصادي. تدرس الوزارة برامج دراسية جديدة تعتمد على البرامج البينية التي تدمج أكثر من تخصص، مثل الأمن السيبراني وعلوم الهندسة والطب، مما يمثل نقلة نوعية في شكل التعليم الجامعي.


وأكد وزير التعليم العالي أن تقييم الخريج في سوق العمل لم يعد يعتمد فقط على الشهادة الجامعية. الأساس الحقيقي أصبح القدرة على التوظيف، حيث يقيّم سوق العمل المتقدمين بناءً على المهارات أولاً، ثم الكفاءة والخبرة، وتأتي الشهادة في المرتبة الثالثة. وأشار إلى أن 39% من المهارات الأساسية للعاملين ستتغير على مستوى العالم بحلول عام 2030، مما يتطلب تحديثاً مستمراً للمهارات.

وكشف الدكتور عاشور عن مبادرة رئاسية جديدة لإنشاء مدن جامعية متكاملة لجميع الطلاب، على غرار مدينة الطلاب في باريس. وقد تم تخصيص 100 فدان في العاصمة الإدارية الجديدة بجوار القطار السريع لإنشاء مدينة جامعية متطورة، بالإضافة إلى قطعة أرض أخرى في مدينة 6 أكتوبر، لتوفير بيئة آمنة ومتكاملة للطلاب ودعم السياحة التعليمية. وقد نجحت مبادرة "ادرس في مصر" في جذب نحو 125 ألف طالب وافد من 117 دولة.


وأعلن الوزير عن توقيع جامعة القاهرة التكنولوجية شراكة مع جامعة ستراثكلايد في اسكتلندا، المتخصصة في تصميم برامج تصنيع الأجهزة التعويضية. وكشف عن مبادرة رئاسية لإنشاء أكبر مجمع صناعي للأجهزة التعويضية في منطقة الشرق الأوسط، بالتعاون مع مصانع متخصصة، مؤكداً دعم الوزارة لابتكارات الطلاب وتحويل أفكارهم إلى منتجات تخدم الاقتصاد الوطني.

طباعة شارك وزير التعليم العالى شريف عامر يحدث فى مصر سوق العمل الجامعات طلاب الجامعات

مقالات مشابهة

  • التعليم العالي: رفع درجة الاستعداد بالمستشفيات الجامعية خلال العيد
  • وزير التعليم العالي: تطوير البرامج التعليمية لمواكبة سوق العمل.. وإنشاء مدن جامعية متكاملة ومجمعات صناعية
  • معاون الأمين العام لشؤون مجلس الوزراء يناقش مع مرشحي رئاسة ‏الجامعات تطوير التعليم الجامعي في سوريا ‏
  • وزير التعليم العالي: أنصح الطلاب بتطوير مهاراتهم وعدم الاعتماد على تخصصهم
  • الكفاءة والخبرة أولا.. وزير التعليم العالي: الخريج لم يعد يقاس فقط بالشهادة الجامعية
  • وزارة التعليم العالي تناقش واقع الجامعات الخاصة ودورها العلمي على ‏مستوى سوريا ‏
  • نصائح عامة للطلاب والأهالي مع اقتراب موعد امتحانات شهادتي التعليم الأساسي والثانوية
  • وزير التعليم العالي: هجرة الكفاءات حق وليست نزيفا ولا يمكن منع الشباب من الهجرة
  • وزير التعليم يبحث مع وزير الرياضة سبل تعزيز التعاون بين الوزارتين لإطلاق دوري المدارس
  • وكيل التعليم بالغربية يتابع سير امتحانات الدبلومات الفنية للدور الأول