أطلقت نساء إسرائيليات حملة للمطالبة بوقف الحرب على قطاع غزة، حيث بدأت النساء عبر مجموعة "واتساب" صغيرة قبل أن تتحول إلى مبادرة تطالب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بوقف حرب الإبادة. 

وتحولت مجموعة الـ"واتساب" إلى حركة احتجاجية نسائية في تل أبيب، حاملةً صور ضحايا الغارات الإسرائيلية من الأطفال الفلسطينيين، ومتحدية الرواية الرسمية.

 

وبحسب تقرير مفصل عن هذه الحركة نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، فقد تشكلت نواة هذه الحركة من نساء إسرائيليات يعملن في مجالات المحاماة، والنشاط المجتمعي، وعلم النفس، وبدأن في التواصل عبر الإنترنت بعد معاودة إسرائيل قصف قطاع غزة عقب انتهاء الهدنة المؤقتة، ومع توالي صور الضحايا، وخصوصًا الأطفال، قرّرن أن يبدأن احتجاجًا أسبوعيًا صامتًا في قلب مدينة تل أبيب.

"الثمن الإنساني مغيّب".. لحظة انطلاق
ومع استئناف الحرب في شهر أذار / مارس، بدا أن الساحة الإسرائيلية تمضي في طريق تجاهل الخسائر البشرية في غزة، حيث تشير التقديرات إلى سقوط أكثر من 51 ألف شهيد فلسطيني، بينهم آلاف الأطفال، في ظل صمت شبه تام داخل إسرائيل عن هذا الثمن الإنساني، وفي هذا المناخ، بدأت النساء يشعرن أن الوقت قد حان لرفع الصوت.

وقالت المحامية أميت شيلو، عمرها 30 عاما، التي كانت من أوائل المشاركات، للصحيفة: "في الماضي، كان الحديث عن قمع الفلسطينيين يعتبر شيئًا غريبًا أو حتى خيانة لإسرائيل، لكن مع هذه الصور، بدأ الناس يشعرون للحظة أن هناك بشرًا على الجانب الآخر".

وأضافت أن المجموعة بدأت بنحو 10 نساء، ثم تزايد العدد ليصل إلى 50، ثم إلى 100، وفي أحد الاحتجاجات وصل إلى نحو 200 سيدة.

صور الضحايا.. شموع الحداد.. ومقاومة الصمت
واقترحت الناشطة ألما بيك، 36 عامًا، والتي كانت تنشر صور الضحايا عبر حسابها على "إنستغرام"، في أحد اللقاءات الأولى، أن يتم طباعة الصور واستخدامها في المظاهرات، وتعاونت مع آدي أرجوف، أخصائية نفسية متقاعدة، تدير موقعًا يوثق الضحايا الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية.

وتم جمع صور وأسماء الضحايا، وطبعها على أوراق كبيرة، كما تم شراء "شموع شيفا"، وهي شموع تُستخدم في طقوس الحداد اليهودية، ليحملها المحتجون في كل وقفة.

من بين الصور التي أثرت في المشاركين، صورة الطفلة نايا كريم أبو دف، ذات الخمس سنوات، التي كانت تملك رموشًا طويلة وعيونًا بنية، واستشهدت في غارة يوم 19 أذار / مارس.

كما ظهرت صورة الفتى عمر الجمصي (15 عامًا)، الذي استُشهد في غزة وعُثر في جيبه على وصية كتب فيها أنه مديون لفتى آخر بشيكل واحد، وصورة أخرى للطفلة مسك محمد ظاهر (12 عامًا) وهي ترفع علامة السلام مع شقيقتها، وقد استُشهدت في غارة على دير البلح في 19 مارس.

الاحتجاج في قلب تل أبيب
وتتزامن احتجاجات الحركة النسائية مع مظاهرات ضخمة تطالب بإعادة الأسرى الإسرائيليين من غزة، لكن ما يلفت النظر هو مجموعة الـ200 سيدة اللواتي يقفن بهدوء على أطراف الساحة، لا يهتفن، بل يحملن الصور والشموع، بينما البعض من المارة يبطئ خطواته وينظر بدهشة.

وقالت إحدى المشاركات إن هدفهن هو توسيع دائرة التعاطف الإنساني داخل إسرائيل، مع الأطفال الفلسطينيين، وتابعت: "أردنا أن يرى الناس وجوه الأطفال الذين يموتون. أن يعرفوا أن هؤلاء ليسوا مجرد أرقام".

ورغم أن النساء لا يرفعن شعارات سياسية صريحة، فإن نشاطهن يتحدى الخط السائد في الشارع الإسرائيلي، وقد تلقّت بعض المشاركات تهديدات عبر البريد الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي، كما وصفهن بعض المنتقدين بـ"الخونة" أو "المتعاطفات مع العدو".

ومع ذلك، فإن عدد المنضمات إلى مجموعة "واتساب" التنظيمية للحركة في تزايد مستمر، والاحتجاجات باتت أكثر انتظامًا، ما يشير إلى أن هناك شرخًا بدأ يتسلل إلى الرواية الإسرائيلية الأحادية، وأن الصور قادرة، أحيانًا، على تجاوز كل الأسوار.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية إسرائيليات إسرائيل الاحتلال أطفال غزة الحرب على غزة نساء اسرائيل المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

شهيد في غارة إسرائيلية على بنت جبيل جنوب لبنان (شاهد)

أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، مساء الاثنين، استشهاد مواطن وإصابة أربعة آخرين، في غارة جوية شنّها طيران الاحتلال الإسرائيلي المسيّر على دراجة نارية في مدينة بنت جبيل جنوبي البلاد.

وقال مركز عمليات الطوارئ التابع للوزارة، في بيان، إن "غارة للعدو الإسرائيلي بطائرة مسيّرة استهدفت دراجة نارية في مدينة بنت جبيل، أسفرت عن استشهاد مواطن وإصابة أربعة بجروح متفاوتة".

والشهيد بحسب ما نشرت وسائل إعلام لبنانية هو الشاب هيثم محمد إدريس.

وتأتي هذه الغارة في ظل التصعيد المتواصل على الجبهة الجنوبية، واستمرار خروقات الاحتلال لاتفاق وقف إطلاق النار الساري منذ أواخر عام 2024، وسط تكرار الاستهدافات الجوية لمناطق مدنية.

وكان الاحتلال الإسرائيلي قد شنّ عدواناً على لبنان في 8 تشرين الأول/أكتوبر 2023، تطور إلى حرب شاملة في 23 أيلول/سبتمبر 2024، وأسفر عن سقوط أكثر من أربعة آلاف شهيد ونحو 17 ألف جريح.

وفي 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2024، دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين "حزب الله" والاحتلال الإسرائيلي
حيّز التنفيذ، غير أن الاحتلال خرق الاتفاق أكثر من ثلاثة آلاف مرة، ما تسبب باستشهاد 262 شخصاً وإصابة 563 آخرين، بحسب بيانات رسمية.

ورغم الاتفاق، واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ انسحابات جزئية من جنوب لبنان، بينما لا يزال يحتل خمس تلال لبنانية كان قد سيطر عليها خلال العدوان الأخير.

مراسلة الميادين في جنوب لبنان:

غارة من مسيرة إسرائيلية على دراجة نارية في مدينة بنت جبيل pic.twitter.com/1rPVXybNUn

— فاطمة فتوني | Fatima ftouni (@ftounifatima) July 28, 2025

مدينة بنت جبيل تزف ابنها الشـ.. هيثم محمد ادريس pic.twitter.com/KBCL0AyfNR

— bintjbeil.org (@bintjbeilnews) July 28, 2025

????غارة من مسيرة تستهدف دراجة نارية في منطقة البركة بمدينة بنت جبيل#مدفعجي #لبنان #بنت_جبيل #اسرائیل pic.twitter.com/jmtxXxxGqQ

— مدفعجي (@madfajy) July 28, 2025

مقالات مشابهة

  • شاهد الصور.. مي عز الدين تخطف الأنظار بصورها من دون مكياج
  • حشود عسكرية إسرائيلية جديدة على تخوم غزة
  • شاهد/ صاروخ يمني يبث الذعر في الكيان وينشر البهجة لدى الفلسطينيين ..فيديو
  • شهداء وجرحى في جريمة فضيعة للجيش السعودي بحق 7 مواطنين من أبناء صعدة (شاهد الصور)
  • دينا فؤاد تتألق في أحدث ظهور عبر إنستجرام.. شاهد
  • تامر هجرس ينشر صورة جديدة أثناء وجوده على شاطئ البحر ..شاهد
  • شهيد في غارة إسرائيلية على بنت جبيل جنوب لبنان (شاهد)
  • تامر هجرس يشارك متابعيه صورة أثناء عطلته الصيفية.. شاهد
  • مي سليم تتألق في أحدث ظهور عبر إنستجرام..شاهد
  • حركة فتح: نتنياهو يسيطر على آلية توزيع المساعدات في غزة ويستخدمها كسلاح لتجويع الفلسطينيين