وسام الخطيب تحذر من الارتباط بـ «شات جي بي تي»
تاريخ النشر: 22nd, April 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكدت الدكتورة وسام الخطيب، استشاري الإرشاد النفسي والأسري والتربوي، أن تصاعد اهتمام الناس بتطبيقات الذكاء الاصطناعي، وعلى رأسها «شات جي بي تي»، يكشف عن أزمة أعمق في العلاقات الإنسانية، ويدعونا لإعادة النظر في مفهوم التواصل بين البشر.
شات جي بي تي أحد أشكال التطور التكنولوجي
وقالت الخطيب خلال لقائها مع الإعلامية آية شعيب في برنامج «أنا وهو وهي» المذاع على قناة «صدى البلد»، إن السؤال الشائع اليوم هو: (إيه ده؟ هو ده بني آدم؟)، وهذه التساؤلات تعكس حالة من القلق الممزوج بالفضول، ولكن لفهم الظاهرة، علينا أولًا أن ندرك أن «شات جي بي تي» هو مجرد أحد أشكال التطور التكنولوجي تمامًا كما حدث مع ظهور الهواتف الذكية والسوشيال ميديا.
تطبيق ناطق
وتابعت: «الملفت أن الناس بدأت تميل لاستخدام تطبيق ناطق بدلًا من التقرب إلى علاقاتها الإنسانية، وهذه إشارة خطيرة تستدعي إعادة صياغة الكثير من مفاهيمنا حول التواصل والارتباط».
وأضافت: «نحن مخلوقات اجتماعية، خُلقنا لنتعارف، ولكن إذا أصبحنا نبحث عن التفاعل العاطفي مع تطبيق مبرمج، فهذا مؤشر على أننا نفتقد العلاقات الآمنة والرحيمة».
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: تطبيقات الذكاء الاصطناعى شات جي بي تي شات جی بی تی
إقرأ أيضاً:
الشيخ كمال الخطيب يكتب .. إنحر هواك وأطع مولاك
#الشيخ_كمال_الخطيب
إنحر هواك وأطع مولاك
اليوم الأربعاء هو اليوم الثامن من ذي الحجة ” #يوم_التروي ة”، ويوم غد الخميس هو اليوم التاسع من ذي الحجة ” #يوم_عرفة “، ويوم الجمعة هو اليوم العاشر من ذي الحجة ” #يوم_النحر “.
إنها ليست أيام كباقي الأيام، وإنما هو موسم خير وعقد فريد تتدلى منه هذه اللآلئ المباركة، يوم التروية ويوم عرفة ويوم النحر، حيث #الحجاج فيها هم ضيوف الرحمن سبحانه، وكان حقًا على الله أن يكرمهم. وكيف لا يكرمهم وهو الذي يقول سبحانه وهو يباهي بأهل عرفات ملائكة السماء: “انظروا إلى عبادي أتوني شعثًا غبرًا من كل فجّ عميق، أشهدكم أني قد غفرت لهم”.
مقالات ذات صلة بريك: إسرائيل أسيرة للتطرف الديني والجيش غير مستعد للحرب 2025/06/04إنه اليقين إذن عند ضيوف الله تعالى الواقفين بين يديه في عرفات بأنه سيغفر لهم أن يرجعوا كيوم ولدتهم أمهاتهم، حتى أن سفيان الثوري قد قدح في دين من يشكّ في ذلك حيث يقول ابن المبارك: “جئت إلى سفيان الثوري عشيّة عرفات وهو جاثٍ على ركبتيه وعيناه تهملان، فقلت له: من أسوأ هذا الجمع؟ قال: الذي يظنّ أن الله لن يغفر له”. ومثل سفيان الثوري فإنه الفضيل بن عياض وقد نظر وأصغى إلى تسبيح الناس وبكائهم عشية عرفة، فقال: أرأيتم لو أن هؤلاء ساروا إلى رجل فسألوا دانقًا -الدانق هو سدس الدرهم- أكان يردّهم؟ قالوا: لا، قال: والله للمغفرة عند الله أهون من إجابة رجل له بدانق”.
فإذا كان هذا حال من أكرمهم الله تعالى بالحج إلى البيت العتيق فكانوا ضيوف الله، فماذا يكون حال من لم يشير لهم ذلك؟ إن من لم يكتب لهم الله أداء الحج فإن بإمكانهم أن يعوّضوا ذلك بخير عظيم ينالونه بأفعال يفعلونها وإن كانوا جالسين في بيوتهم، فقد قال ابن رجب الحنبلي:
من فاته هذا العام القيام بعرفه فليقم بحق الله الذي عرفه
من عجز عن المبيت بمزدلفة فليعزم على طاعة الله وقد قرّبه وأزلفه
من لم يقدر على نحر هديه بِمِنَى فليذبح هواه هنا وقد بلغ المُنى
من لم يصل إلى البيت العتيق لأنه عنه بعيد فليقصد ربّ البيت فإنه أقرب إلى من دعاه من حبل الوريد
نعم إن بإمكانك يا من لم تقم بعرفة ولم تبت بمزدلفة، ولم تنحر هديك في منى، ويا من لم تصل إلى البيت العتيق، فإنه بإمكانك أن تعوّض ذلك بقيامك بحقوق الله عليك والوقوف عند حدود الله فلا تتعداها، وأن تعزم عزمًا أكيدًا على أداء ما افترضه الله عليك، وأن تخالف هواك وشيطانك، وأن تظلّ على أعتاب ربك سبحانه، أنك إن فعلت هذا فلعلّك به تعوّض ما فاتك مما يستطيع الحاج أن يفعله بينما أنت لا تستطيع فعله.
هذا زمان الوفاء
فإذا كان الحجاج سيلمسون الحجر الأسود أو يلوّحون بأيديهم من بعيد إن تعذّر عليهم لمسه، ولأن الحجر الأسود يمين الله في الأرض كما قال رسول الله ﷺ. ومن عاهد الله وضع يمينه في يمينه فليس له أن ينقض هذا العهد بعد ذلك.
وإنك أنت أيها المسلم غير الحاجّ فما أحوجك إلى الوفاء بالعهد والوعد مع الله ومع رسوله، وليكن حالك كحال العباس بن عبادة الأنصاري رضي الله عنه وقد بايع رسول الله ﷺ عند العقبة الكبرى قبل الهجرة، ولما أسلم قومه وجاؤوا يبايعون رسول الله ﷺ قال لهم: “يا معشر الخزرج هل تدرون علام تبايعون الرجل؟ قالوا: نعم. قال: إنكم تبايعونه على حرب الأحمر والأسود من الناس، فإن كنتم ترون أنكم إذ انتهكت أموالكم وقتل أشرافكم مصيبة فأسلمتموه فإنه والله خزيّ الدنيا والآخرة وإلا فهو عزّ الدنيا والآخرة”. وهناك ظهر الصدق والوفاء والرجولة والثبات وظهرت هممهم وعزائمهم أعلى من السحاب فقالوا: “إنا نأخذه على مصيبة الأموال وقتل الأشراف” ثم التفتوا إلى رسول الله ﷺ قائلين: “فما لنا بذلك يا رسول الله إن وفيّنا؟ قال: الجنة. قالوا: أبسط يدك نبايعك فبسط فبايعوه”. وفي رواية إنهم قالوا: لا نقيل ولا نستقيل.
ما أعظم ونحن في أيام العيد المباركة وفي موسم الحج العظيم قد بايع الحجاج ربهم سبحانه على التوبة والسير على النهج الذي يحب “ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين”. فما أحوجنا إلى تجديد العهد مع الله ومع رسوله ﷺ بالسير على هذا الدين وخدمته ونصرته وإن كلّف ذلك الغالي والنفيس.
هكذا يجب أن يكون عهدنا مع الله تعالى فلا نقيل ولا نستقيل ولا نتعب ولا نتردد ولا نندم حتى لو أصابتنا المصائب وحلّت بنا الرزايا وتناوشتنا السهام فنمضي في خدمة الإسلام كما مضى من سبقونا {مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} آية 23 سورة الأحزاب. إنه الوفاء بالعهد في أن تظلّ راية الإسلام عالية خفاقة ولا تنكس، وأن يظلّ صوت التوحيد يتردد صداه في جنبات هذا الكون حتى يأذن الله بالفتح أو أمر من عنده.
إياكم والرفث والفسوق
لقد أراد الله سبحانه للحجاج أن يطهّر باطنهم وظاهرهم، فخلعوا عنهم لباس الدنيا ولبسوا الإحرام الذي هو أشبه ما يكون بكفن الموت. وأراد الله لهم أن يطهّروا ألسنتهم، فقال لهم: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ ۚ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ} آية 197 سورة البقرة.
فإذا كان الله سبحانه قد نهى الحجاج عن الرفث وعن الفسوق والجدال حتى يكتمل حجّهم ولا يفسدوه، وإن من أعظم الرفث والفسوق عند غير الحجاج الاحتفال بالعيد بمظاهر الفرح أيًا كانت في ظلّ ما يجري لأهلنا وإخوتنا وأبناء شعبنا الذين يموتون قصفًا وجوعًا ومرضًا منذ أكثر من ستمائة يوم، بل إنهم الذين يقتلون ويتضوّرون جوعًا ومرضًا في أيام العيد هذه.
أليس من الرعونة وقلة الإيمان وقلة الرجولة أن نحتفي نحن بحفلات الشواء وغير ذلك من مظاهر العيد بينما أطفالنا وإخوتنا وشيوخنا هناك لا يجدون لقمة طعام ولا حبة دواء.
وعليه فإنني أعود للتأكيد للدعوة للاختصار على أداء شعائر العيد من الصلاة والتكبيرات وعلى ذبح الأضاحي والتزاور وصلة الأرحام، وقبل العيد وبعد العيد فإنها مواسم الأعراس التي يكثر فيها البهرج والرياء ضاربًا أصحابها عرض الحائط بمعاني الإسلام والإنسانية وكأنهم ليسوا جزءًا من شعب يذبح ويقتل ويجوّع ويشرّد ويهجّر من بيوته ومدنه ومخيماته.
نعم إنه الحد الأدنى أن لا نمسخ إنسانيتنا ولا نشوّه انتماءنا لديننا بأن نمتنع عن مظاهر الاحتفاء والاحتفال بالعيد، وعن مظاهر الصخب والطرب والغناء والرقص في أعراسنا وإلا فإنه الرفث والفسوق. فكيف تفرح وأطفال غزة تذبح؟ وكيف ترقص والمسجد الأقصى يدنّس؟ يا هذا إن لم تستطع أن تكون مسلمًا فعلى الأقل كن إنسانًا.
نحن إلى الفرج أقرب فأبشروا.
رحم الله قارئًا دعا لي ولوالدي ولوالديه بالمغفرة.
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.