سواليف:
2025-06-15@08:51:33 GMT

الاختلاف الإنساني حكمةٌ إلهيَّة*

تاريخ النشر: 22nd, April 2025 GMT

#الاختلاف_الإنساني حكمةٌ إلهيَّة*

#ثروت_موسى_الرواشده
هل خُلِقْنَا لِنَسِيرَ على خُطَى الآخَرين؟ أم أنّنا ذواتٌ مستقلَّة، يحملُ كلٌّ منّا بَصمَتَهُ الخاصَّة في هذا الوجود؟
وهل نعيشُ لإرضاءِ ذواتِنا، أم أنَّ لكلِّ واحدٍ منَّا رِسالةً أوجَدَهُ اللهُ ليؤدِّيَها؟
تتردَّدُ هذه الأسئلةُ في داخِلِنا، خاصَّةً حين نصطدمُ باختلافِنا عن الآخرين، أو حين يُفرَضُ علينا أن نُشَابهَهم لنُصبِحَ “مقبولين”

الاختلافُ في ضوءِ الرؤيةِ القرآنيَّة والفكرِ الإسلاميّ
تناوَلَ الراغبُ الأصفهانيُّ في كتابِه تفصيلِ النَّشأتين وتحصيلِ السَّعادتين مسألةَ التفاوتِ بين الناسِ من منظورٍ إيمانيٍّ فلسفيٍّ دقيق.

فقد بيَّنَ أنَّ الأشياءَ – من حيث أصلُها – متساويةٌ لأنَّها صُنِعَت بالحكمةِ، إلّا أنَّها تختلفُ في خصائصِها ووظائفِها؛ فلكلِّ نوعٍ فائدةٌ واختصاص.
وقد استشهدَ بقولهِ تعالى:
﴿ ما تَرَى فِي خَلْقِ الرّحْمنِ مِنْ تَفَاوُتٍ ﴾
وقولهِ تعالى: (وقد خَلَقَكُمْ أطْوَاراً)

ثم فصَّلَ الأسبابَ التي تؤدِّي إلى اختلافِ الناسِ وتفاوتِهم، ومنها:

مقالات ذات صلة اليوبيل الذهبي: المكتبة الوطنية 2025/04/22 اختلافُ الأمزجةِ والطينةِ والخِلقةِ: فمن الناسِ السَّهلُ، ومنهم الحَزْن، ومنهم الطيِّبُ والخبيث.
قال تعالى: (وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ ۖ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا)

2.اختلافُ حالِ الوالدَيْن في الصلاحِ والفسادِ:
قال تعالى: ( وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً ﴾

*اختلافُ ما تتكوَّن منه النُّطفه
روي عَن عُثْمَان بْنِ أَبِي العاص رضي الله عنه أنه قَالَ: (النَّاكِحُ مُغْتَرِسٌ، فَلْيَنْظُرْ أَيْنَ يَضَعُ غَرْسَهُ، فَإِنَّ عِرْقَ الْسُّوْءِ لَا بُدَّ أَنْ يَنْزِعَ وَلَوْ بَعْدَ حِيْنٍ) . اختلافُ التربيةِ والتعويدِ على العاداتِ الحسنةِ:
كما قال عليه الصلاة والسلام: (مُروا أولادَكم بالصلاةِ وهم أبناءُ سبعِ سنينَ واضربوهُم عليها وهمْ أبناءُ عشرٍ وفرِّقوا بينهُم في المضاجعِ) اختلافُ الاجتهادِ في تزكيةِ النفسِ.

6.اختلافُ مَن يُخالِطُهُ الإنسانُ ويتأثَّرُ به:
كما قيل: (عن المرءِ لا تسألْ، وأبصِرْ قرينه)

اختلافُ اجتهادهِ في تحصيلِ العلمِ والعملِ عند استقلالِهِ بنفسه

أما في علم النفس فقد بين كارل روجرز في نظريتِه حول “الصورةِ الذاتيَّة”. فقد رأى أنَّ لكلِّ إنسانٍ إدراكًا خاصًّا للواقعِ ينبعُ من تجربتِه الفرديَّة، ولا يجوزُ الحكمُ عليه بمعاييرَ خارجية.

اما من المنظورُ الطاقيُّ والرُّوحيُّ للاختلاف فينظرُ للاختلافِ من زاويةٍ روحيَّةٍ تعتمدُ على الذبذباتِ والحقولِ الطاقيَّة المحيطةِ بكلِّ شخص ويُفسَّرُ هذا التفاوتُ بين الناسِ عبر عدّةِ عوامل گتردد الطاقةِ الشخصيَّة والبرمجةُ الطاقيَّةُ السابقة والوعيُ الرُّوحيُّ للفرد والرسالةُ الرُّوحيَّة والهدفُ من الوجود والبيئةُ الطاقيَّةُ المحيطة فجميع هذه العواملِ تُشكّلُ البصمةَ الطاقيَّةَ الفريدةَ لكلِّ إنسان، مما يجعلُه مختلفًا في تفاعلِه وتوجُّهاتِه .

أما رؤيتي للإختلاف فلطما وقعتُ في مواقفَ صعبةٍ بسببِ اختلافي، ومررتُ بفتراتٍ حاولتُ فيها تجاوزَهُ أو تذليلَهُ دونَ جدوى. ولكنني أدركتُ، مع مرورِ الوقت، أنَّ هذا الاختلافَ لم يكن عائقًا، بل كان بوّابةً لفهمٍ أعمقَ للذاتِ ووعيٍ أصفى بالحياة.
إنَّ الاختلافَ ليس تهديدًا، بل هو ثراءٌ.
ولم نُخلَق نُسَخاً بل خُلِقنا أفراداً لكلٍّ منّا حكايةٌ، وتجربةٌ، ودورٌ في هذا التنوعِ الذي أراده الله حِكمةً وميزاناً.

المصدر: سواليف

إقرأ أيضاً:

جيهان مديح : مصر توازن بين الأمن القومي والواجب الإنساني في دعم غزة

أكدت الدكتورة جيهان مديح، رئيس حزب مصر أكتوبر، أن الدولة المصرية، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، تواصل أداءها الوطني والإنساني بكل جدارة في التعامل مع تداعيات الأزمة في قطاع غزة، سواء من خلال تقديم المساعدات الإنسانية، أو عبر المواقف السياسية والدبلوماسية المتزنة التي تحافظ على ثوابت مصر القومية.

وشدّدت "مديح"، في تصريحات صحفية لها اليوم، على أن بيان وزارة الخارجية الأخير بشأن تنظيم زيارات الوفود الأجنبية للمنطقة الحدودية مع غزة، يعكس حرص الدولة على ضبط الإيقاع الأمني في مناطق شديدة الحساسية، مع استمرارها في دعم الشعب الفلسطيني بشكل عملي ومنظم، دون السماح بأي اختراقات يمكن استغلالها للإضرار بالأمن القومي، أو توظيف المأساة الإنسانية لأغراض سياسية.

وأضافت أن ما تقوم به بعض الجهات غير الرسمية من تحركات خارج القنوات الدبلوماسية المعروفة، هو أمر مرفوض جملةً وتفصيلًا، ويهدف إلى التشويش على الدور المحوري الذي تضطلع به مصر، مؤكدةً أن الدولة المصرية تتحرك وفق رؤية استراتيجية واضحة، توازن بين واجبها القومي والتزاماتها الأخلاقية والإنسانية.

وشددت على أن الاصطفاف الوطني خلف القيادة السياسية هو واجب المرحلة، في ظل التحديات المتصاعدة إقليميًا ودوليًا، مؤكدةً أن وعي الشعب المصري والتفافه حول دولته هما الضمانة الأساسية لعبور هذه اللحظة الفارقة بثقة وثبات.

طباعة شارك الدكتورة جيهان مديح رئيس حزب مصر أكتوبر الرئيس عبد الفتاح السيسي قطاع غزة المساعدات الإنسانية

مقالات مشابهة

  • اختلاف عدد المواد والمجموع.. رفعت فياض: امتحانات موحدة لطلاب النظامين بالثانوية العامة
  • تعرف على اختلاف أساليب كرة القدم بين الثقافات حول العالم؟
  • البعد الأخلاقي في مسيرة الابتكار الإنساني (3- 3)
  • اعلاميات وناشطات في حديث لـ”الاسرة” الولاية أمر إلهي.. فيه اكتمال الدين وتمام النعمة وفلاح الأمة
  • برلماني: موقف مصر من التصعيد الإسرائيلي - الإيراني يُجسد حكمة الدولة
  • برلماني: موقف مصر من التصعيد الإسرائيلي - الإيراني يجسد حكمة الدولة
  • محمد الشرقي: دراسة تاريخ الحضارات مفتاح لفهم التطور الإنساني
  • النازحون حول العالم يتجاوزون 122 مليونًا وسط تراجع الدعم الإنساني
  • خاطرة(بيان وتبيين)
  • جيهان مديح : مصر توازن بين الأمن القومي والواجب الإنساني في دعم غزة