زيارة البابا فرانسيس لمصر عام 2017.. رسالة سلام وإرث ثقافي
تاريخ النشر: 23rd, April 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قام البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، في أبريل 2017، بزيارة تاريخية إلى مصر وسط تحذيرات أمنية من بعض الجهات، بسبب التوترات الإقليمية آنذاك. إلا أن زيارته حملت رسائل عميقة عن السلام والتعايش، مستلهمةً من الإرث الديني لمصر.
الخلفية التاريخية والدينية لمصرمصر ملجأ الأنبياء حيث ارتبطت مصر بتاريخ مسيحي عريق، حيث احتمت بها العائلة المقدسة (السيد المسيح والعذراء مريم) هربًا من الاضطهاد، وفقًا للرواية الإنجيلية.
تعد مصر موطنًا للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، إحدى أقدم الكنائس في العالم، وتضم أيضًا مجتمعًا مسلمًا كبيرًا، مما يجعلها رمزًا للحوار بين الأديان.
قرار الزيارة رغم التحذيراتففي ذلك الوقت، شهدت المنطقة أحداثًا متوترة، بما في ذلك هجمات إرهابية على الأقباط. نصح بعض المقرَّبين البابا بتأجيل الزيارة.
رد البابا المُلهم أجاب، قائلًا: كيف أخاف في بلد احتمى به السيد المسيح وعاش على أرضها بسلام؟" مؤكدًا ثقته بمصر وشعبها.
الهدية التذكارية: رمز للوحدة والإيمانأحضر البابا معه أيقونة ترمز إلى السلام والتعايش مُهداةً إلى الشعب المصري، لتكون تذكيرًا بدور مصر كجسر بين الشرق والغرب، وبين الأديان. كما أشار إلى أن الهدية تجسيد لـ"بركة أرض مصر التي احتضنت الإنسانية عبر العصور".
رسالته إلى العالم: زوروا مصردعوة للتعرف على التراث: فخلال زيارته، وجه البابا نداءً عالميًا لزيارة مصر، قائلًا: "هنا تُلمس حضارة عمرها آلاف السنين، وتُرى روعة التعايش".
تشجيع السياحة الدينيةأكد أهمية زيارة الأماكن المقدسة في مصر، مثل دير سانت كاترين ومسار العائلة المقدسة.
تأثير الزيارة على صورة مصر الدوليةتعزيز الأمن الروحي حيث ساهمت الزيارة في إبراز مصر كدولة تسعى لاستقرار المنطقة ونبذ العنف.
الحوار الإسلامي-المسيحي: حيث التقى البابا مع شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، وأطلقا معًا "إعلان القاهرة" لدعم الحوار بين الأديان.
إنعاش السياحة حيث ساعدت دعوته في كسر الصورة النمطية عن مصر كوجهة خطرة، مما أسهم في زيادة الاهتمام العالمي بتراثها.
زيارة البابا فرانسيس لمصر لم تكن مجرد حدث ديني، بل كانت رسالة عالمية عن قوة الإيمان والتعايش وعبرت عن ثقة عميقة في شعب مصر وقدرته على أن يكون نموذجًا للسلام، مستحضرًا إرثًا يمتد من زمن السيد المسيح إلى يومنا هذا.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أمين سر دولة الفاتيكان إرث البابا فرنسيس
إقرأ أيضاً:
مشهد ثقافي متكامل في عروس المتوسط.. فعاليات وزارة الثقافة تُعيد للإسكندرية بريقها الفني والمعرفي
في إطار استراتيجيتها الرامية لتحقيق العدالة الثقافية، وتوسيع نطاق الوصول إلى الخدمات الفنية والمعرفية، شهدت محافظة الإسكندرية خلال اليومين الماضيين انطلاقة ثقافية وفنية استثنائية، تمثّلت في مجموعة من الفعاليات التي نظّمتها وزارة الثقافة برئاسة الدكتور أحمد فؤاد هنو، بالتعاون مع مختلف قطاعاتها، وذلك تزامنًا مع احتفالات المحافظة بعيدها القومي، وتمثلت أبرز هذه الفعاليات في انطلاق المهرجان الصيفي للموسيقى والغناء “صيف الأوبرا 2025” لأول مرة داخل إستاد الإسكندرية الرياضي، إلى جانب افتتاح الدورة العاشرة من معرض الإسكندرية للكتاب بكلية سان مارك، وكذلك تقديم العرض المسرحي “حواديت” على مسرح سيد درويش.
وشكّلت هذه الفعاليات معًا مشهدًا ثقافيًا متكاملاً، استقطب جمهورًا واسعًا، وأعاد التأكيد على مكانة الإسكندرية كمنارة للتنوير والفن والإبداع.
مهرجان “صيف الأوبرا”.. الفنون الرفيعة تصل إلى الآلاف
في سابقة هي الأولى من نوعها، افتتح وزير الثقافة ومحافظ الإسكندرية المهرجان الصيفي للموسيقى والغناء داخل إستاد الإسكندرية، بحضور جماهيري تجاوز 4 آلاف مشاهد.
وأعرب الدكتور أحمد فؤاد هنو عن فخره بانطلاق المهرجان من هذا الموقع غير التقليدي، مؤكدًا أن الفنون يجب أن تصل إلى كل الناس، وأن الساحات والملاعب يمكن أن تتحول إلى مسارح مفتوحة للفن الراقي.
وأحيا حفل الافتتاح كل من فرقة الموسيقى العربية بدار الأوبرا بقيادة المايسترو محمد الموجي، والنجم إيهاب توفيق، في ليلة طربية جمعت بين الأصالة والحداثة، وسط تفاعل جماهيري واسع.
وتتواصل فعاليات المهرجان حتى 31 يوليو، بمشاركة نخبة من النجوم أبرزهم: نسمة عبد العزيز، أحمد جمال، ريهام عبد الحكيم، هشام عباس، فريق وسط البلد، خالد سليم، وهشام خرما، ما يعكس تنوع الذائقة الفنية المستهدفة.
معرض الإسكندرية للكتاب.. عودة قوية بعد توقف 4 أعوام
وفي خطوة ثقافية موازية، افتتح الدكتور أحمد فؤاد هنو معرض الإسكندرية للكتاب في دورته العاشرة، بعد توقف دام أربع سنوات، بمشاركة 75 دار نشر رسمية وخاصة، وبأسعار رمزية تبدأ من جنيه واحد.
وأكد الوزير أن المعرض يُعد أحد أذرع تحقيق العدالة الثقافية، ويُجسد رؤية الوزارة في توسيع رقعة الوصول إلى المعرفة في مختلف المحافظات، مشيرًا إلى أنه يأتي ضمن سلسلة معارض صيفية تقام في أنحاء الجمهورية.
وشهد المعرض مشاركة واسعة من قطاعات وزارة الثقافة، أبرزها: الهيئة العامة لقصور الثقافة، دار الكتب، صندوق التنمية الثقافية، المركز القومي للترجمة، بالإضافة إلى جناح الهيئة المصرية العامة للكتاب التي تنظم الحدث.
“حواديت”.. عرض مسرحي يعكس نبوغ جيل جديد
كما شهد وزير الثقافة العرض المسرحي “حواديت” على مسرح سيد درويش بالإسكندرية، وهو نتاج مشروع تخرج الدفعة الثالثة من مبادرة “نجوم المستقبل” بمركز الإبداع الفني، دفعة الفنان الراحل علي فايز، تحت إشراف المخرج خالد جلال.
وأشاد الوزير بالمستوى الفني للعرض، مؤكدًا أن تقديمه ضمن فعاليات الإسكندرية يعكس التكامل بين الفنون المختلفة، ويُرسّخ لنهج الوزارة في تقديم منظومة ثقافية شاملة تربط المسرح بالموسيقى بالكتاب، في تجربة متكاملة تُعمم لاحقًا على مختلف المحافظات.
الإسكندرية منارة ثقافية حقيقية
من جانبه، أكد الفريق أحمد خالد، محافظ الإسكندرية، أن ما تشهده المدينة من فعاليات ثقافية متتالية يؤكد حرص الدولة على ترسيخ الثقافة كأداة للتنمية المجتمعية، ومكوّن رئيسي في بناء الإنسان.
كما نوّه المحافظ إلى تزايد الإقبال الجماهيري على المعارض والعروض، مما يعكس تعطش المجتمع للفن والمعرفة، مشيدًا بالشراكة المثمرة مع وزارة الثقافة في تقديم نموذج ناجح يُحتذى به.
تُعد فعاليات وزارة الثقافة في الإسكندرية خلال اليومين الماضيين نموذجًا متكاملًا لتفعيل دور الثقافة في الحياة العامة، من خلال دمج الفن بالمعرفة، وإخراج الفعاليات من القاعات المغلقة إلى الفضاء العام.
وفي ظل استمرار هذه الرؤية، يتوقع أن تشهد المحافظات المصرية موجة جديدة من الحراك الثقافي، تُعيد للكتاب والمسرح والموسيقى مكانتهم في وجدان المواطن، وتؤكد أن الثقافة في مصر ليست ترفًا، بل ركيزة من ركائز التنمية الشاملة.