الرئيس اليمني يلتقي قيادات التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية
تاريخ النشر: 24th, April 2025 GMT
الرياض - التقى الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني اليوم الاربعاء 24-4-2025 قيادات التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية برئاسة رئيس مجلس الشورى الدكتور احمد عبيد بن دغر، للتشاور حول مستجدات الاوضاع المحلية، ودور القوى الوطنية في تعزيز الاستجابة المثلى للمتغيرات الإقليمية، والدولية، وفقا لـ(سبأ) الشرعية.
ورحب الرئيس العليمي بقيادات وممثلي التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية في الاجتماع الذي يأتي ضمن سلسلة مشاورات موسعة مع كافة القوى والمكونات الفاعلة في الساحة اليمنية.
وقبيل النقاشات، دعا رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الحضور الى الوقوف دقيقة حداد وقرأة الفاتحة على ارواح الشهداء الابرار في كافة ربوع الوطن، عشية ذكرى تحرير مدينة المكلا، من التنظيمات الارهابية، حيث انتصر فيها ابناء حضرموت الابطال قبل تسع سنوات، بدعم سخي من الاشقاء في تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية، ودولة الامارات العربية المتحدة، لقيم وهوية محافظتهم المعطاءة، القائمة على التسامح والتعايش، والقدوة الحسنة، واستعادة دورها الراسخ في المعادلة الوطنية كقاطرة للدولة، والتنمية.
واثنى فخامة الرئيس، على دور التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية، وموقفه المشرف في الدفاع عن النظام الجمهوري، ومناهضة المشروع الايراني التوسعي في اليمن والمنطقة.
وقال العليمي "بموجب الدستور، والمرجعيات الحاكمة للمرحلة الانتقالية، فإن المكونات، والاحزاب السياسية ليست مجرد حلفاء، وانما شركاء في التخطيط، والقرار.. لهذا أنتم هنا اليوم من اجل رؤية مشتركة لصناعة المجد الذي ناضلتم من اجله طويلا، وليس مجرد ارقام كما هو الحال في مناطق المليشيات".
ووضع الرئيس قيادة التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية امام مجمل التطورات المحلية، والنجاحات والتحديات، والفرص المتاحة لتحقيق النصر، والمستقبل المنشود الذي يستحقه الشعب اليمني.
وجدد رئيس مجلس القيادة اليمني، الثناء على دور الاشقاء في تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة، في المساعدة المخلصة على مواجهة التحديات، بما في ذلك استمرار وفاء الدولة بالتزاماتها الحتمية.
واشار الرئيس العليمي الى التراكم المحقق في مسار المعركة الوطنية على الصعيدين المحلي والدولي، وفي مقدمة ذلك تصويب السردية المضللة بشأن الوضع اليمني، وإعادة تعريف المليشيات الحوثية كتهديد دائم وليس مؤقتا للأمن والسلم الدوليين.
وقال ان من ثمار هذه الجهود بدا واضحا اليوم في التحول الإيجابي بموقف المجتمع الدولي سواء على صعيد تصنيف المليشيات كمنظمة إرهابية اجنبية، او على صعيد الانتقال من سياسة الاحتواء، الى خيار الردع الحازم.
كما تطرق فخامته في هذا السياق الى انجاز مجلس القيادة الرئاسي للرؤى الاستراتيجية، وموجهات المرحلة، كوثائق وبرامج عمل قابلة للتنفيذ على المسارات السياسية، والاقتصادية والعسكرية، والامنية، والإعلامية والدبلوماسية الى غير ذلك من الاستحقاقات.
اضاف" لكن الاهم اليوم هو ما يتعلق بالفاعلية الاجرائية على الارض، التي نتشاور حولها الآن، حيث نؤكد ان كافة الشروط الموضوعية باتت مواتية ليكون هذا العام هو عام الحسم، والخلاص، وانهاء معاناة شعبنا التي طال امدها".
اضاف: "لهذا نحن مدعوون الى الاستثمار الفاعل في المتغيرات المشجعة، وعدم تفويت فرصة ادارتها الجماعية بكفاءة، وحنكة لتحقيق اكبر قدر من المكاسب، وبأقل كلفة ممكنة".
وشدد رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني على اهمية تصفير كافة الخلافات بين القوى الوطنية، والتفرغ لمعركة استعادة الدولة، حيث تكمن الشراكة الحقيقية، في تحقيق تطلعات الشعب اليمني، وانجاز استحقاقات التحرير، وبناء الدولة العادلة، القائمة على المواطنة المتساوية، وتجريم العنصرية بكافة اشكالها.
وكان رئيس مجلس القيادة الرئاسي قد استمع في اللقاء من رئيس واعضاء التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية الى شرح موجز حول نشاط التكتل وبرنامجه السياسي واهدافه الرامية الى تعزيز وحدة الصف، والاصطفاف الوطني بين كافة المكونات، لاستكمال استعادة مؤسسات الدولة، وانهاء الانقلاب، وتحقيق تطلعات الشعب اليمني في الامن والاستقرار، والتنمية.
كما استمع فخامته الى عرض موجز حول رؤية التكتل للتعاطي مع المتغيرات السياسية، والاقتصادية، وسبل التخفيف من المعاناة الانسانية، وصناعة الفارق في المحافظات المحررة، وبناء شراكة وطنية واسعة لاستكمال ادارة المرحلة الانتقالية.
حضر الاجتماع مدير مكتب رئاسة الجمهورية الدكتور يحيى الشعيبي.
المصدر: شبكة الأمة برس
كلمات دلالية: التکتل الوطنی للأحزاب والمکونات السیاسیة رئیس مجلس القیادة الرئاسی
إقرأ أيضاً:
هل وصل المجلس الرئاسي اليمني إلى مرحلة التفكك؟
يقف مجلس القيادة الرئاسي في اليمن أمام منعطف بالغ الخطورة منذ تأسيسه قبل أكثر من عامين، وسط تصاعد الانقسامات التي تعصف بمكوناته وتضارب الأجندات السياسية والعسكرية بينها، بالتزامن مع محاولات المجلس الانتقالي الجنوبي المنادي بانفصال جنوب البلاد عن شماله، في فرض مشروعه بالقوة.
وأمام مساعي المجلس الانتقالي المدعوم من دولة الإمارات في فرض مشروعه الانفصالي بالقوة، لاسيما بعد تمكن من التوسع نحو محافظتي حضرموت والمهرة، شرقي اليمن، وسيطرت قواته على جميع المعسكرات والمواقع في تلك المحافظتين الاستراتيجيتين دون قتال في وقت سابق من الشهر الجاري، رفض من رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، تثار أسئلة عدة من قبيل : هل ينفرط عقد مجلس القيادة الرئاسي اليمني؟ وبعبارة أخرى هل اقترب المجلس الرئاسي من مرحلة التفكك؟
ومنذ تأسيس المجلس الرئاسي في نيسان/ أبريل 2022، والتباينات بين أعضائه في اتساع، وسط تنامي النزعة الانفصالي للمجلس الانتقالي أحد أبرز أعضائه، والأكثر نفوذا في المحافظات الواقعة تحت سيطرة الحكومة المعترف بها دوليا.
أمر وارد
وفي السياق، يرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء، عادل الشجاع أنه منذ تأسيس مجلس القيادة الرئاسي في أبريل 2022 قام على تركيبة غير متفقة على أبسط القضايا الوطنية بعضها انفصالي التوجه وأخرى متمسكة بمرجعية "اليمن الموحد".
وقال الشجاع في حديث خاص لـ"عربي21" إن هذا الثنائي "وحدة الدولة" من جهة، و "مطالب الانفصال " من جهة أخرى أوجد تناقضا بنيويا في مشروع المجلس منذ البداية.
وأضاف الأكاديمي اليمني أن التطورات الأخيرة وسيطرة المجلس الانتقالي على محافظتي حضرموت والمهرة، وبسط نفوذه على مناطق استراتيجية ضاربا بالمجلس الرئاسي عرض الحائط مثلت اختبارا وجوديا للمجلس.
وردا على سؤال :هل ينفرط عقد المجلس أو اقترب من مرحلة التفكك؟ قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء في معرض رده، إنه ليس بالضرورة أن يحدث ذلك…لكنه أمر وارد جدا، وليس في اللحظة الراهنة.
وتابع بأن فالسعودية مازالت بحاجة للمجلس كي تبقى الشرعية رسميا كي تستند عليها وهذا لا ينفي قرب تفكك المجلس.
وفيما يخص سعي المجلس الانتقالي لفرض مشروع الانفصال، فأكد الأكاديمي والسياسي اليمني على أنه لا يوجد مدخل قانوني وشروط الانفصال غير متوفّرة حتى الآن.
وقال إنه من الناحية القانونية والسياسية لا يوجد إعلان رسمي من قبل المجلس الانتقالي وإذا وجد فلن يقبل من قبل الرئاسي، مشيرا إلى أنه حتى الآن ما جرى هو سيطرة ميدانية (أرض، مؤسسات، موارد) وليس قرارا قانونيا دستوريا بانفصال.
وأردف قائلا : الانفصال يعني تغييرات جوهرية: دستور جديد، اعتراف داخلي وخارجي، مؤسسات مشرعة، حدود معلنة، اتفاقات دولية، لافتا إلى أن هذه ليست متوفّرة على الأقل ولم تعلن بعد.
وأوضح الأكاديمي الشجاع أن ما سنشهده خلال الأشهر أو السنوات القادمة هو "فوضى هيكلية وسياسية" تتمثل في سلطات موازية ومؤسسات منافسة، وتراجع لفعالية الدولة المركزية، وربما تقسيم درامي فعلي على أن يبقى الوضع معقدا دون انفصال رسمي وهذا ما تحبذه السعودية.
التحالفات تتبدل
من جانبه، قال الكاتب والصحفي اليمني فؤاد العلوي إن هناك تبدلات في تحالفات مجلس القيادة الرئاسي، وما كان مختلفاً أصبح متفقا وما كان متفقا أصبحا متبايناً.
وأضاف العلوي في حديث خاص لـ"عربي21 " أن التحالفات في مجلس القيادة الرئاسي تذهب حتى الآن لصالح الانتقالي الجنوبي، حيث نجد أن ثلاثة من أعضاء المجلس القيادة يتبنون مشروع الانفصال برغم كونهم شركاء، ومؤخراً انضم إليهم طارق صالح بشكل علني، ليصبح لدينا 4 من أعضاء مجلس القيادة الرئاسي يساندون تحركات الانتقالي في حضرموت والمهرة.
وأشار "في كفة النصف الآخر من ضمنهم الرئيس العليمي ثمة ضبابية تحكم موقف عضوي الرئاسي اليمني عبدالله العليمي وعثمان مجلي، حيث لم يصدر حتى الآن أي موقف صريح تجاه ما يجري، وربما ينتظرون لمن تؤول الكفة فيعلنون موقفا تجاه ما يجري".
وبحسب الصحفي العلوي فإن هناك موقفان معلنان هما موقف رشاد العليمي الذي وجه أصابع الاتهام مباشرة للانتقالي الجنوبي وحمله المسؤولية المباشرة، خاصة بعد أن اتضح له الموقف السعودي، وموقف سلطان العرادة ( محافظ مأرب) الذي بادر للخروج من السعودية. لكنه برغم رفضه، أي العرادة لما يجري لم يعلن موقفا صريحا وهذا يخضع لقراءة سياسية، خاصة وأن مأرب هي المتضرر الأكثر من تحركات الانتقالي الجنوبي.
الكاتب والصحفي اليمني قال إن خارطة التحالفات التي كانت قبل 2014 هي التي أيضا تحكم تحالفات المرحلة (هادي ومعه الإصلاح والسعودية وبعض القيادات الوطنية) واليوم رشاد العليمي ومعه الإصلاح والسعودية وبعض القيادات الوطنية، يتصدرون رفض تصرفات الانتقالي الجنوبي.
ولفت إلى أن السعودية انتقلت من موقف الوسيط إلى موقف المناهض لتصرفات الانتقالي الجنوبي بشكل علني، وكل ذلك يشير إلى أن تحالف مجلس القيادة الرئاسي لن يعود كما سبق، وربما نجد أنفسنا أمام عاصفة حزم جديدة.
وأوضح العلوي أن عيدروس الزبيدي ( رئيس المجلس الانتقالي الانفصالي) يعيش مرحلة النشوة بما جرى، مؤكدا أن هذه النشوة، ستقوده لتصرفات أكثر تمسكاً بموقفه الرافض للخروج، وهذا ما يدفعنا للتوقع أن الوضع قد يتجه إلى التصعيد العسكري في حضرموت.
تهديد لوحدة المجلس والدولة
بموازاة ذلك، قال الكاتب والمحلل السياسي اليمني، ياسين التميمي إن التوسع العسكري للمجلس الانتقالي وانتشاره في حضرموت والمهرة وفرض سيطرته شبه الكاملة على المحافظتين، لا يمثل "تهديداً لوحدة مجلس القيادة الرئاسي فقط، بل تهديداً للدولة اليمنية التي يقف المجلس في هرم سلطتها ويقودها".
وتابع التميمي حديثه لـ"عربي21" بأن "هذا ليس تطوراً مفاجئاً بالنسبة للمجلس فلطالما شكلت الهيمنة العسكرية والأمنية للمجلس الانتقالي على محافظة عدن حيث العاصمة السياسية المؤقتة سبباً في توغل الانتقالي ورئيسه وتحجيماً للدور السيادي الدستوري لمجلس القيادة الرئاسي وتحييدا للصلاحيات الحصرية لرئيسه بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة الذي لم يكن له نفوذ على التشكيلات العسكرية المهيمنة في عدن والمناطق الجنوبية، في الوقت الذي لم يبدي أية اهتمام بوحدات الجيش الوطني التي تخضع للرئيس فعلياً".
وأشار التميمي إلى أن القرارات بالتعيينات التي أصدرها عيدروس الزبيدي (في الأسابيع الماضية) دون صلاحيات دستورية وفي تجاوز واضح لمرجعيات المرحلة الانتقالية وللدستور، وفرضها على الرئيس، "تمثل أخطر من التحرك العسكري الأخير، لأن فرض السيطرة على محافظتي حضرموت والمهرة بني على استعدادات وتجهيزات ودعم كبير من الإمارات ولم يكن هذا الهدف مخفياً أو موارباً بل كان معلناً".
وأوضح الكاتب والسياسي اليمني أن ثمة فرصة ثمينة أنتجتها التحركات العسكرية الأخيرة للمجلس الانتقالي مفادها أن "ما جرى لن يكون المسمار الأخير في نعش المجلس الانتقالي بل المسمار الذي سيعيد للمجلس الرئاسي تماسكه، وسيعيد الشرعية إلى الطريق الصحيح".
وقال إن ذلك مرهونا بما ستبذله السعودية من جهود لتقليص حجم الانتشار العسكري للانتقالي، وجرفت نفوذه من كل من حضرموت والمهرة كما أكدت وتؤكد على لسان مسؤوليها.
والأربعاء، دان مجلس النواب اليمني، الأربعاء، ما قام به المجلس الانتقالي الجنوبي، من إجراءات أحادية وتحركات عسكرية نحو محافظات شرق البلاد.
وأكد المجلس في بيان له، "رفضه القاطع لأي إجراءات أحادية أو تحركات عسكرية خارج إطار التوافق الوطني والاتفاقيات المنظمة للعملية السياسية"، معتبرا أن التطورات الأخيرة في المحافظات الشرقية، "مخالفة صريحة للشرعية الدستورية، وصلاحيات مجلس القيادة الرئاسي".
وكان المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يسعى لانفصال جنوب اليمن عن شماله، قد تمكن في الأيام الماضية، من السيطرة على محافظتي حضرموت والمهرة دون قتال، في خطوة رفضتها السعودية قائدة التحالف العربي ورئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي.
وقال العليمي في بيان الاثنين الماضي إن أفعال المجلس الانتقالي الجنوبي في أنحاء الجنوب تقوض شرعية الحكومة المعترف بها دوليا وتنتهك اتفاقيات تقاسم السلطة.
فيما أعلن رئيس المجلس الانتقالي، عيدروس الزبيدي، يوم الثلاثاء إن "الجنوب اليوم يقف أمام مرحلة مصيرية ووجودية فرضتها معادلات الواقع السياسي والعسكري، وشعب الجنوب قدم تضحيات جسيمة للوصول إلى هذه اللحظة الحاسمة".
ولفت إلى أن المرحلة القادمة ستكون مرحلة بناء مؤسسات ما أسماها "دولة الجنوب العربي القادمة".